كانت اليمن  على  موعد مع الديمقراطية  لأول مرة في عام 1991م، من خلال استفتاء شعبي لإقرار دستور دولة الوحدة  وهو ما يعد إنجازاً سياسياً قانونيا وديمقراطيا في اليمن.

هذا الدستور كفل  لكافة المواطنين الحق في حرية الرأي والتعبير والمساواة أمام القانون والعمل بمبدأ التعددية السياسية بما في ذلك الحق في إنشاء التنظيمات المهنية والنقابية والسياسية وفق ما أقره قانون الأحزاب السياسية،

إثر ذلك تشكل في اليمن أكثر من 22 حزبا سياسيا.

إضافة الى  اكثر من (14000)  منظمة ,  كما نص الدستور على مبدأ الاحتكام إلى صناديق الاقراع  بغرض التداول السلمي للسلطة.

منذ ذلك الوقت مرت اليمن مرت بثلاث تجارب انتخابية برلمانية بدأت أولها في 27 أبريل/ نيسان 1993 لاختيار مجلس نواب منتخب على أساس حزبي متعدد لأول مرة في البلاد.

بلغ عددٌ المرشحين آنذاك  3181 مرشحا  في كافة الدوائر الانتخابية البالغ عددها ثلاث مئة ودائرة على مستوى اليمن، من بين ؤلئك المرشحين كانت هناك إحدى واربعون امرأة .

تلتها فترة إنتخابية برلمانية في عام  1997 بلغ عدد الأحزاب اللمشاركة فيها(اثني عشر حزبا) واتت هذه الفترة في ظل ظروف سياسية عصيبة مرت بها البلاد كان أبرزها رفض الحزب الاشتراكي لنتيجة الانتخابات البرلمانية الأولى عام 1993،

في الثالث والعشرين من سبتمبر/ أيلول 1999 جرت في اليمن أولٌ انتخابات رئاسية مباشرة، تقدم للترشيح فيها ابعةٌ وعشرون مرشحاً من الأحزاب و المستقلين.

ورغم ذلك فقد حصل مرشحان اثنان فقط على تزكية مجلس النواب لخوض هذه الانتخابات هما الرئيس  علي عبد الله صالح عن المؤتمر الشعبي و نجيب قحطان الشعبي. كمرشح مستقل.

في فبراير/ شباط 2001 جرت الانتخابات المحلية وتعديل الدستور ,وقد تنافس في هذه الانتخابات حوالي ثلاثة وعشرون ألف مرشح بينهم مئة وعشرون امرأة على سبعة آلاف مقعد محلي.

في السابع والعشرين من أبريل 2003. اجريت انتخابات برلمانية شارك فيها تسعة عشر حزباً سياسيا اوردت تسع مئة وواحدا وتسعين مرشحا ، بالإضافة إلى 405 مرشحين مستقلين .

في 20 سبتمبر 2006  أجريت انتخابات رئاسة ومحلية لفترة انتقالية جديدة وصل عدد المتقدمين للترشيح الرئاسي  اربعة وستين مرشحا ,خمسة مرشحين فقط  حصلو على تزكية مجلس النواب، هم علي عبدالله صالح ,فيصل بن شملان , ياسين عبده سعيد,أحمد عبدالله المجيدي,فتحي العزب.

كان اليمن قد قطع شوطا كبيرا في مضمار العمل الديمقراطي حتى دخلت جماعات الإسلام السياسي، وبدأت في جر البلاد إلى الهاوية حتى أصبحت حرية الراي والتعبير منعدمة، ولم يبقى للشعب إلا ذكريات صور جمعت كل ألوان الطيف السياسي التي كانت حصيلة انتقال البلاد من نظام الحزب الواحد إلى التعددية الحزبية..
اليوم وبعد أكثر من ثلاثة عشرعام من الأحداث التي عصفت بالبلاد غابت هذه الصورة عن اليمنيين واستبدل النظام والقانون بالفوضى والحكم بالبارود ولم تعد هناك أي تعددية سياسية يتشارك فيها الجميع، وستعود بإرادة تواقة إلى مستقبل جديد برؤى جديدة ومواكبة لتطلعات وأمال الشعب.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: فی الیمن

إقرأ أيضاً:

الحل السوداني-سوداني: خوض المنايا، خوض الوحول

عبد الله علي إبراهيم
إذا اعتاد الفتى خوض المنايا فأهون ما يمر به الوحول
قال المتخصص في التاريخ الأوروبي بجامعة ميسوري جوناثان سبيربر، خلال أيام ثورة 2019، إنه بدا له السودان حالة استثنائية. فبينما يرتكب العالم طريق الحكم الأوتوقراطي على أيامنا نجدهم يسيرون عكس التيار يرفعون للديمقراطية راية. وهذا ما قد يزكي بقوة ما تعقده دوائر عالمية وإقليمية على صفوة السودانيين أن ينهضوا لإنهاء الحرب بحل سوداني- سوداني.
تعلق قلب السودان بالديمقراطية عبر نضال مدني وللمرة الثالثة بثورة 2019 في وقت تغشاها الدواهي حتى في بلاد نذرت نفسها لنشرها على العالمين، فأميركا نفسها ممحونة في ديمقراطيتها التي تبدو في مهب الريح. وليست هذه المحنة بسبب مخاطرة دونالد ترمب فيها كما قد يتبادر إلى الذهن. وهذا ما لفت الانتباه إليه المؤرخ والمحرر في صحيفة "واشنطن بوست" روبرت كاغان في كتاب عنوانه "الانتفاضة: كيف يمزق عداء الليبرالية أميركا إرباً". ففي رأي كاغان أنه على زعم أميركا الليبرالية إلا أنه خالط هذه الليبرالية، التي تكثر الكتابات عنها، أبداً تيار غير ليبرالي لا تتناوله الأقلام بكثرة ما تتناول التيار الليبرالي. وقال إن من وراء هذا التيار تقاليد ونظرات وعقائد على خصومة مستقيمة مع النظام الليبرالي العلماني الذي اتفق عليه لأميركا في دستورها في 1787. ويقف هذا التيار غير الليبرالي من فوق أرضية مسيحية وبيضاء. فالأميركيون الحقيقيون عندهم هم الـ75 مليون الذين صوتوا لترمب في الانتخابات الأخيرة وما عداهم باطل وقبض ريح. وقال كاغان إن كثيرين من حملة هذه الفكرة ينسون أن من جاؤوا من جدودهم لأميركا مثل الكاثوليك والإيرلنديون كانوا في عداد غير الأميركيين في يوم غير هذا. وفي قول منظرين لهذا التيار إن أميركا ليست تجربة ثورية بسبب الثورة الأميركية وإعلان الاستقلال (1776) بل لأنهم ورثة ثورة الإنجيل التي بدأت بتكوين إسرائيل في الأزل. ففصل الدين عن الدولة عندهم هراء.
وشغل الناس عن مكمن هذا التقليد غير الليبرالي تلاحق التطورات السياسة والاجتماعية منذ الحرب العالمية الثانية التي مكنت الليبرالية مثل حق الإجهاض (1973) وإنهاء التفرقة العنصرية في المدارس (1954) وغيرها. ولم يستسلم التقليد غير الليبرالي وقاتل بالظفر والناب ضد تلك المكاسب الليبرالية فيما عرف بالحروب الثقافية الأميركية. ففي حين ألغت المحكمة العليا التفرقة العنصرية في المدارس في 1965 تمرد حتى الكونغرس عليها، ودعا الولايات ألا تمتثل لقرار المحكمة، وأن تبقي التفرقة على حالها. بل نشر الكونغرس ما عرف بـ"البيان الجنوبي" الذي استنكر تغول المحكمة العليا على سلطات الكونغرس والولايات بالتشريع في ما لا اختصاص لها فيه.
والمشاهد أن هذا التيار يكسب في ظرفنا الحالي أرضاً بعد أرض. فصابر طويلاً حتى جاء بقضاة للمحكمة العليا في رئاسة ترمب غلبوا وألغوا الحكم به المعروف بـ"رو ضد ويد" الذي أذن للنساء بالإجهاض. ومنعاً للمبالغة في دور ترمب في هذه الانعطافة غير الليبرالية القائمة صح أن نعرف أنه لم يكن في ماضيه من خصوم حق الإجهاض، ولكن واتته الريح فاعتلاها.
وبدا من فكر صفوة السودانيين وأدائها أنها ربما دون مهمة استنقاذ وطنها بنفسها. فما اندلعت الحرب حتى اختلت أطرافها بعضها بعضاً بعيداً من ميدانها تصفي ثأراتها التاريخية. فأخرج الإسلاميون في أول أسبوع للحرب قوائم لخصومهم في قوى "الحرية والتغيير" ممن تتهمهم بتخريب الوطن وخيانته. ولم تتأخر "قحت" فأذاعت أن الإسلاميين، الفلول، هم من أشعلوا الحرب وجروا الجيش إليها وأنفه راغم. ولم يكترثوا لحقيقة أنهم بمثل ذلك الحكم جعلوا قوات "الدعم السريع" في طرف الحرب العادلة أرادوا أو لم يريدوا. فتقاطعت هذه الصفوة وتدابرت حتى صارت الحرب، التي يريد المشفقون على السودان أن تتناصر صفوتها لحل سوداني- سوداني، سانحة لكل طرف ليقضي على خصمه قضاء مبرماً.
وعلى رغم مطلب "قحت" بوقف الحرب فإنها تتمسك بإزالة الفلول من وجه البسيطة. فيخلص كاتب في خبرة فتحي الضو إلى أن حربنا عبثية خلافاً لحروب سماها "نظيفة" صدقت فيها كلمة كارل فون كلاوزفتير الشهيرة من أن الحرب هي السياسة بوسائل أخرى. فحربنا، خلافاً لذلك، لا منطق لها "لا أسباب لها، ولا دوافع، ولا ذرائع". ولكنه سرعان ما وجد فتحي لها سبباً بغير "جهد خارق" كما قال. وهي أنها حرب الفلول الإسلاميين لاستعادة "فردوس الدولة المفقود". وعليه فهو هو لا يرى حلاً سودانياً- سودانياً مما تزكيه دوائر كثيرة. فحله في الاستمرار في الحرب حتى نرى جثة الفلول طافية عند مصب النهر. فلن يهدأ السودان، في رأيه، إلا بـ"التعامل المناسب مع هذه الفئة الباغية". وهو الحرب ضدهم حتى يفيقوا صاغرين من وهم استعادة دولتهم.
أما أوهن ما تكون الصفوة فهي حين تواقع سياستها وحربها ودولتها على أوضاع بلاد أخرى طلباً للحكمة من المقارنة. فالصفوة في حالة تشرد في طلب المقارنة الذي ينتظر منه المرء كشفاً ينتفع منه فطانة في الإحاطة بأحواله لإحسان إدارتها وتدبير المخارج منه. فيتوقع المرء، وقد تدامجت الجريمة مع السياسة في حربنا، أن تطلب الصفوة العلم بما ألم بنا من أميركا اللاتينية. فتغلبت فيها العصابات الإجرامية، التي ترعرعت في محاضن الأحزاب فيها، على السياسة ونازعت في الدولة حتى قضت عليها في مثل هايتي وصارت إلى سدتها.
وحفلت أخبار أميركا اللاتينية في الأسابيع الماضية بوقائع عن شوكة العصابات فيها وانعكاساتها على نظمها الديمقراطية مما صح الاطلاع عليه لصفوة تمتحن الحرب دولتها أن تكون أو لا تكون متى غلبت "الدعم السريع" فيها.
* أعلنت عصابة "عصبة الخليج"، التي تسيطر على 11 بلدية من بلديات كولومبيا الـ32 في شمال غربي البلاد، الإضراب في مناطق نفوذها منذ صباح الخامس إلى التاسع من مايو (أيار) الجاري؛ احتجاجاً على ترحيل الحكومة لدايرو أنطونيو يوساقا، زعيمها، إلى الولايات المتحدة لمحاكمته. وهو إضراب "تحت السلاح" بمعنى أن العصبة هي التي حملت الناس عليه حملاً. فأمرت الناس بالبقاء في بيوتهم وإلا قتلوا، وأغلقت المحلات التجارية، وقفلت الطرق، وقطعت المواصلات.
وترتب على ذلك نقص في الثمرات: في الطعام والغاز. وعانت المستشفيات نقصاً في العاملين بها. ووقعت خلال الإضراب 309 حوادث عنف، وإغلاق 26 شارعاً، وإتلاف 118 عربة. وقال أحدهم إن "عصبة الخليج" تريهم أنها من يملك الشوكة للإرعاب، وأنها السلطة لا الحكومة. وبالفعل وقفت الدولة مكتوفة الأيدي لم تسعف المواطنين في أيام رعبهم.
* ووقفنا بالتقارير الواردة عن انتخابات المكسيك الوشيكة على مدى سلطان كارتيلات المخدرات، وثيقة الصلة بالدوائر السياسة أبداً، على زمامها. فتريد العصابات من الانتخابات وضع الساسة من أصدقائها في الوظيفة السياسة المحلية والقومية. فحولت الانتخابات إلى ميدان حربي بمعنى الكلمة. فأخذت في ترويع حملات غير أصدقائها الانتخابية، واغتيال بعضهم. فقتلت 24 مرشحاً، واضطر 200 منهم للانسحاب من الانتخابات هلعاً، وطلب 400 منهم الحماية من الدولة.
وعرضت التقارير لضروب الحماية لمرشح مناهض للكارتيلات فركب خلال حملاته الانتخابية سيارة واقية من الرصاص، وحوله حراس مفتولو العضلات، وتتبعه ناقلة عليها جند من الحرس الوطني. حتى إنه قال غير مصدق إن كانت تلك هيئة من يريد أن يترشح ليمثل المواطنين في مجلس الشيوخ. فحياة مثله في خطر في كل دقيقة. واضطر هذا المرشح للابتعاد عن عائلته غير الحديث إليهم بالتليفون:
- بابا، لقد صليت من أجلك (طفله البالغ سبع سنوات)
- 30 يوماً وتعود لنا (طفله ذو التسع سنوات مبتسماً أمام كاميرا الهاتف) أتمنى أن تفوز في الانتخابات. وقال المرشح: ما دل أولادي. وتهدج صوته وأخذ شربة كبيرة من الماء.
* وصح من قال إن عصابات الجريمة المنظمة تضع الديمقراطية في أميركا اللاتينية على جرف هار. وبدا من الناس الاستعداد بالتضحية بقدر منها من أجل الأمان. فحصل دانيال نوبوا، رئيس الإكوادور، في استفتاء في الـ22 من أبريل (نيسان) الماضي على تفويض باستخدام أدوات ربما ليست ديمقراطية في حرفها لملاحقة العصابات التي ضرجت البلد بالعنف في السنوات الأخيرة.
ومن ذلك أن الاستفتاء فوضه لاستخدام الجيش في ضبط الأمن الداخلي. وتجري المقارنة هنا بينه وبين نايب بوكيلي، رئيس السلفادور، الذي أسرف في تدابير الأمن في مواجهة هذه العصابات ليخرج كثيراً من أعراف الديمقراطية. وكانت حملته إلى الرئاسة ثمرة غضبة مضرية شعبية على تفشي الجريمة المروعة، وفساد الأحزاب التقليدية، وركاكتها.
ونجح بوكيلي في خفض الجريمة بصورة ملموسة بإجراءات غليظة لم يعتبر فيها حد الديمقراطية. بل واستعان بعصابات بشعة في حلف سري ليصل للغاية. وسمى نفسه المستبد الرائق. ولذا قيل عن نوبوا، الذي لم يسلم من نقد من منظمات مدنية لما رأوا منه خرقاً لحقوق الإنسان، إنه لا يزال يترسم الديمقراطية. وزكوا نموذجه الذي يقدمه للمنطقة بضبط العصابات بغير التضحية بقيم الديمقراطية في حربه لها.
يقال تبتلي الأشياء الرديئة الناس الجيدين. والحرب في السودان هي رداءة وقعت على شعب استثناء طلب الديمقراطية وهي على شفا حفرة حتى في مظانها الأولى. وخاض المنايا لها ولكن صفوته لم تقم بالهين من الأمر وهو خوض الوحول للغاية. ومع أنه لا يأس من أن تفيق صفوته للحل السوداني-سوداني الذي يعلقه على عاتقهم حسنو الظن فيهم إلا أننا نحتاج إلى العالم لا نزال لوقف الحرب بسبل لم تقع له بعد. وتلك قصة أخرى.

IbrahimA@missouri.edu  

مقالات مشابهة

  • الحل السوداني-سوداني: خوض المنايا..خوض الوحول
  • الخارجية: سورية تعتبر أن جزيرة تايوان جزء لا يتجرأ من جمهورية الصين الشعبية وأن هذه الحقيقة لا تتأثر بأي إجراءات أو انتخابات تجري فيها
  • الموافقة على تعيين سفيرة جديدة للجزائر لدى بيرو
  • الحل السوداني-سوداني: خوض المنايا، خوض الوحول
  • 39 مرشحا تقدموا بشكاوى تتعلق بالتهديد أو الابتزاز تهديدات الكارتلات تلقي بظلالها على انتخابات المكسيك
  • بإضافة تهم جديدة...غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالبيضاء تحدد أولى جلسات محاكمة الناصيري وبعيوي
  • 18 مرشحا يتنافسون غدا للفوز بمقعدين في الانتخابات التكميلية للمجلس البلدي عن الدائرتين السادسة والتاسعة
  • زعيم المهمشين في اليمن يدعو عبدالملك الحوثي لانتخابات تنافسية بين الإثنين
  • التجربة الديمقراطية الفريدة في الكويت قد تكون وصلت إلى نهايتها
  • التجربة الديمقراطية الفريدة في الكويت قد تكون قد وصلت إلى نهايتها