القدس المحتلة-سانا

المسنة الفلسطينية فضية الحميدي التي عاشت فصول النكبة عام 1948 تنزح للمرة السادسة داخل قطاع غزة بحثاً عن أمان مفقود، في ظل كثافة قصف الاحتلال الإسرائيلي، متنقلة من خيمة إلى أخرى مع أسرتها وأحفادها الذين طالما حدثتهم عن مسقط رأسها وطفولتها في مدينة بئر السبع المحتلة، وها هي تعيش معهم فصول نكبة جديدة أكثر شدة وقسوة من نكبة عام 1948.

وتقول الحميدي التي تجاوزت الـ 90 عاماً لمراسل سانا: هجرتنا العصابات الصهيونية من بئر السبع، كان عمري حينها 15 عاماً، حرقت هذه العصابات القرى والمدن وارتكبت المجازر تماماً كما يحدث اليوم في قطاع غزة بعد 76 عاماً على النكبة.. حرقوا وجرفوا منزلي في بيت حانون شمال القطاع، مثلما حرقوا منزلنا الذي كان من الطوب والقش ومزارعنا خلال النكبة.

وأوضحت المسنة الفلسطينية التي يتجاوز عمرها عمر كيان الاحتلال أن شعور العودة إلى بئر السبع بات يراودها الآن لكن هذه المرة إلى بيت حانون والمكان الذي كانت تعيش فيه قبل ثمانية أشهر كمرحلة أولى، لكن الاحتلال يرفض عودتها كما حال عشرات آلاف الفلسطينيين الذين يمنع عودتهم إلى مدنهم وقراهم في شمال القطاع، وسط تواطؤ العالم الذي لم يتحرك جديا لوقف المجازر وحرق الأطفال والنساء بالصواريخ، ونسف وتدمير المنازل بأسلوب أكثر وحشية مما حدث إبان النكبة.

وتضيف الحميدي: خرجنا من بئر السبع بملابسنا وسكنا خيمة في مخيمات اللجوء في غزة.. والآن في حالة أكثر فظاعة خرجنا تحت القصف من مدينتنا بيت حانون التي تحولت إلى كومة من الركام.. لأقطن في خيمة بمنطقة المواصي غرب خان يونس جنوب القطاع.. وكأن الخيمة تلازم وجود الشعب الفلسطيني الذي يعيش فصول نكبة جديدة مع الأبناء والأحفاد، مضيفة: لا نعرف مصيرنا حتى في اللجوء والتشريد والتهجير تلاحقنا القذائف والصواريخ.. ما يفعله الاحتلال هو لنسف حقنا بالعودة إلى قرانا وبلداتنا التي هجرتنا منها العصابات الصهيونية واليوم يعيد الاحتلال سيناريو النكبة في قطاع غزة المنكوب.

أما سالم أبو عقل فيقول: إبان النكبة كنت في مرحلة الطفولة.. أتذكر أرضنا وملامحها ومنزلنا.. وبعد هذه الفترة الطويلة من النكبة عدنا اليوم في غزة لنعيش فصول نكبة جديدة لنقيم في خيام لا غذاء ولا ماء.. في ظروف أصعب من تلك التي عايشتها إبان النكبة، حيث القذائف والصواريخ تطاردنا في خيام النزوح لتقتل الجميع دون استثناء، متسائلاً: إلى متى تستمر حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في قطاع غزة التي لا تقل وحشية وإجراماً عما تعرض له الشعب الفلسطيني إبان النكبة، ولماذا يسكت المجتمع الدولي عن هذه الجرائم المروعة التي تنتهك كل القوانين والمواثيق الدولية.

محمد أبو شباب

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: نکبة جدیدة بئر السبع قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

نقص أعداد الجنود.. أزمة جديدة تهدد جيش الاحتلال الإسرائيلي

عرض برنامج "ملف اليوم"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، ويقدمه الإعلامي كمال ماضي، تقريرا تلفزيونيا، بعنوان: " نقص أعداد الجنود.. أزمة جديدة تهدد جيش الاحتلال الإسرائيلي".

بعد مرور 250 يوما على العدوان الإسرائيلي داخل غزة، باتت الأزمات الداخلية التي لطالما تتخوف منها إسرائيل وقادتها واقعا ملموسا على الأرض أكثر من أي وقت مضى، مع تدشين الحكومة الإسرائيلية خطة علنية استعدادا للهجوم على لبنان.

تبدو الجبهة الداخلية في إسرائيل أو البيت كما يفضل نتنياهو أن يطلق عليها، قد سارت أهون من بيت العنكبوت بعد المفاجأة التي فجرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية خلال الساعات الماضية.

"هارتسي هاليفي" رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أبلغ نتنياهو بوجود نقص شديد في عدد الجنود، وأن جيشه بحاجة اليوم وبشكل فوري إلى 15 كتيبة جديدة بحجم فرقة عسكرية تضم 4500 جندي حتى يتمكن من القيام بمهامه على الجبهات المتعددة.

الخلافات هذه تجاوزت الانقسامات السياسية الحادة بين الحكومة والمعارضة لتدخل مرحلة التشرذم بعد تصويت الكنيست الإسرائيلي لصالح مشروع قانون التجنيد، الذي يسعى نتنياهو لتمريره لإعفاء اليهود الحريديم للخدمة العسكرية.

مقالات مشابهة

  • صور “غير عادية” بين سوناك وميلوني.. ما الذي يجمعها؟
  • تفاصيل أوسع وأشمل هجوم لحزب الله على “إسرائيل” منذ أكتوبر الماضي
  • رئيس أركان جيش الاحتلال هاليفي يلتقي سراً قادة 5 جيوش عربية في البحرين لبحث “التعاون الأمني”
  • لواء احتياط في جيش الاحتلال: حزب الله أدخل “إسرائيل” في حرب استنزاف.. واغتيال قادته لا يغيّر قدرات عمله
  • إعلام الاحتلال: “إسرائيل” تسير في انهيار مخيف وسريع في الساحتين الداخلية والدولية
  • “نادي الأسير”: إسرائيل اعتقلت 9170 فلسطينيا من الضفة منذ 7 أكتوبر
  • نقص أعداد الجنود.. أزمة جديدة تهدد جيش الاحتلال الإسرائيلي
  • “ديكلاسيفايد” يكشف عن فريق تجسس بريطاني يساعد “إسرائيل” في حرب الإبادة بقطاع غزة
  • التعطيش.. سلاح “إسرائيل” القديم الجديد لقتل الفلسطينيين
  • لجنة تحقيق أممية: “إسرائيل” ارتكبت جرائم حرب وإبادة جماعية في غزة