البوابة نيوز:
2025-07-01@16:01:26 GMT

لوحة الفارسة تكشف الجمال في التفاصيل

تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT

كارل بافلوفيتش بريولوف فنان روسي ( ولد في سانت بطرسبرغ، أشار إليه أصدقاؤه باسم «كارل العظيم»، يعتبر اسماً بارزاً من رموز الحركة الكلاسيكية الجديدة في الفن الروسي. ولد لعائلة فنية، فوالده هو أكاديمي عاش بين عامي 1760و 1833.

انجذب بريولوف  في صغره إلى الفن الإيطالي، على الرغم من تعليمه في الأكاديمية الإمبراطورية للفنون بموسكو في الفترة ما بين 1809 و1821، ولم يعتنق تماماً الأسلوب الكلاسيكي الذي تلقاه على أيدي معلميه وروج له شقيقه ألكسندر بريولوف.

 ميز بريولوف نفسه كطالب واعد ومبدع، وحين أنهى تعليمه غادر روسيا متوجهاً إلى روما حيث عمل حتى عام 1835 كرسام بورتريه، رغم أن بدايات شهرته كفنان جاءت من رسوماته التاريخية.

من أعماله الشهيرة «اليوم الأخير لبومبي» ) عبارة عن عمل تركيبي ضخم قريب الشبه من أعمال الفنانين روبنز وفان ديك. وأحدث بريولوف ضجة كبيرة في إيطاليا وصنف كواحد من أفضل الرسامين الأوروبيين في عصره.

عاد بعد شهرته الكبيرة إلى العاصمة الروسية حيث عرف في أوساط النخب الفنية والفكرية، وكذلك في أوساط الطبقة الأرستقراطية وحصل على منصب رفيع في الأكاديمية الإمبراطورية للفنون. من أصدقائه الكاتب العظيم ليو تولستوي، الذي ذكره في أكثر من مقال عن ماهية الفن.
 

أما أهم أعمال بريولوف على الإطلاق فهي لوحة «الفارسة» التي صنفته كأعظم فنان روسي يحظى بمعرفة عميقة في أصول الرسم، وأتقن خلال حياته المهنية الرسم المائي والزيتي، وقد صنف النقاد أعماله إلى قسمين: لوحات تاريخية ضخمة وكبيرة، تجمع بين الأداء الممتاز والسرعة، وأخرى بحجم أصغر تمتاز بالفخامة والإتقان ضمت العديد من البورتريهات بينها لوحة «الفارسة».

أثناء تدريسه في الأكاديمية بين عاميّ 1836و1848، طور أسلوباً للرسم يجمع بين البساطة الكلاسيكية الجديدة والميل الرومانسي، وكان ذا ولع واضح بالواقعية وأثرها الكبير في النفس البشرية.

كان بريولوف من الشخصيات التي تحظى بتقدير كبير بين نخب الفن والثقافة في روسيا، فعلى النصب التذكاري للنحات ميخائيل ميكيشين وهو بعنوان «الألفية الروسية» والذي أقيم في نوفغورود عام 1862، تم تصوير كارل بريولوف مع 16 شخصية من الكتاب والفنانين الروس من العصور القديمة إلى منتصف القرن التاسع عشر.
 

رسم لوحة «الفارسة كرامسكوي» عام 1832، وهي لوحة زيتية بأبعاد 291.5 × 206 سم، وأنجزها بتكليف من صديقته الكونتيسة يوليا سامويلوفا. وثبت اسم سامويلوفا على طوق الكلب، الظاهر بمحاذاة الحصان، في هذه اللوحة التي عرضت لأول مرة في عام 1832 في معرض «بريرا» في ميلانو.

قرر الفنان إحياء صورة الفارسة الجميلة في نهاية إقامته في إيطاليا، عندما طلبت الكونتيسة سامويلوفا من الرسام تصوير ابنتيها بالتبني. ودون تفكير اتخذ بريولوف قراراً جريئاً لتصوير الابنة الأكبر «جوفانينا» على ظهر الخيل، كما تقف الابنة الصغرى «أماليسيا» جانباً وتراقب لحظة نهاية ركوب الحصان. عرضت اللوحة في غاليري «تريتياكوف»،في موسكو سنة 1896، كما أقدم الغاليري على شرائها في العام نفسه.

في البداية، كان من المفترض أن تظهر الكونتيسة نفسها على ظهر الخيل، لكن مؤرخي الفن، لم يثبتوا هذه النظرية، وتصور اللوحة جوفانينا وأماليسيا باتشيني، وفي اللوحة يصور الرسام لحظة العودة إلى المنزل، حيث تظهر جوفانينا على ظهر الحصان الأسود، في لقطة مفعمة بالدينامية والحركة، لقد استطاع الرسام أن يلتقط لحظة دقيقة تضمنت مجموعة من الحركات التي استطاعت عين الفنان أن تجمعها في لحظة واحدة، فالحصان الأسود يظهر وهو يدق حافريه على الأرض استعداداً للانطلاق، وهناك الكلب بالياقة المكتوب عليها اسم الكونتيسة التي دعت الفنان لرسم اللوحة، والكلب يظهر في اللوحة وكأنه يهيئ نفسه للاندفاع إلى الأمام، ويتضح ذلك من حركة حافريه المنفرجين، كما تظهر اللوحة جوفانينا وهي في حالة من الابتهاج البارز في إشراق وجنتيها، ويشاهد المتفرج في اللوحة الأخت الصغرى «أماليسيا» تظهر بفستان وردي وحذاء أخضر اللون.

لكن الأهم من ذلك كله، هو حرص الفنان على رسمها أي «أماليسيا» في هيئة من الحماس والدهشة لدى مراقبة شقيقتها «جوفانينا» وهي تستعد للانطلاق.

نقد

استقبلت اللوحة بآراء متفاوتة من نقاد الفن بين متحمس جداً لهذا الرسم المبهر، وفريق آخر متحفظ، هذا الفريق كان يرى في وجه الفارسة «جوفانينا» قليلاً من الجمود الذي لا حياة فيه، ناهيك عن هيئتها الفضفاضة التي لا تنسجم مع دينامية اللقطة، التي تظهر الحصان وهو يستعد للانطلاق وعلق أحدهم: «السرعة الهائلة للركوب التي تصورها لحظة التقاط اللوحة، لا تنسجم مع هيئة الفارسة، التي ظهرت واثقة من نفسها، فبدا سحبها للجام الحصان باهتاً، ولا يليق بالفارس الماهر والمتمرس».

ورغم هذه الانتقادات، فقد تقبل جمهور كبير هذه اللوحة الآسرة، وتعاطوا معها بشكل إيجابي، وبعد إنجاز اللوحة اكتسب بريولوف سمعة مضاعفة زادت من رصيده بين أساطير الفن في عهده وقد افتتن الجمهور بحجم اللوحة ومهارة فرشاة الفنان في التقاط التفاصيل.

خلفية

الفتاتان الظاهرتان في اللوحة، هما ابنتا جيوفاني باتشيني (1769 - 1867) وهو الملحن الإيطالي الشهير بأعماله الأوبرالية، ولد جيوفاني باتشيني في كاتانيا، صقلية، وهو ابن لويجي باتشيني، الذي اعتاد الظهور في العروض الأولى للعديد من أوبرا جيوفاني. كانت عائلته من أصل توسكاني، وعاشت في كاتانيا عندما ولد الملحن جيوفاني.. أما ابنته جوفانينا باتشيني فولدت في 1825، وولدت شقيقتها أماليسيا في 1827، وتم تبنيهما من قبل الكونتيسة يوليا سامويلوفا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: العاصمة الروسية فی اللوحة

إقرأ أيضاً:

الموضة القبيحة” تكتسح جيل زد: تمرد على الجمال التقليدي أم تعبير عن هوية؟

صراحة نيوز-  في مشهد يتكرر يوميًا في منازل كثيرة، تروي “ريم”، وهي أم لفتاة مراهقة، كيف تثير ملامح ابنتها الصباحية دهشتها: قصة شعر غير مألوفة، ملابس فضفاضة أو ممزقة، وغرة قصيرة جدًا، مع حقيبة تبدو متّسخة عن قصد. تقول ريم: “لم أعد أفهم هذه الأزياء. هل هذا موضة فعلاً؟”.

قائمة المحتويات“الموضة القبيحة” وتيار المناهضة للجماليةخلفيات اجتماعية ونفسية بين الفهم والرفض

هذا التساؤل لا يخص ريم وحدها، بل بات مشتركًا بين كثير من الأهالي في ظل انتشار نمط جديد من الأزياء بين أبناء “جيل زد” – الجيل المولود بين منتصف التسعينيات ونهاية العقد الأول من الألفية الثالثة – الذين يتخذون من مظهرهم وسيلة جريئة للتعبير عن الذات، في زمن تهيمن فيه الصورة والهوية الرقمية على تفاصيل الحياة اليومية.

“الموضة القبيحة” وتيار المناهضة للجمالية

تحت مسمى “Uglycore”، تتبنى هذه الموضة عناصر كانت تُعد سابقًا قبيحة أو غير أنيقة، مثل السراويل الممزقة، والألوان غير المتناسقة، والملابس الفضفاضة. ويرتبط هذا الاتجاه بما يُعرف بـ”Anti-Aesthetic” أو “مناهضة الجمالية”، وهي حركة فنية وثقافية ترفض القوالب التقليدية للجمال، وتعتبر أن الجاذبية لا يجب أن تكون شرطًا للقيمة.

وتُعد هذه الأزياء في نظر شباب جيل زد شكلًا من أشكال المقاومة والتعبير عن التفرّد، وحتى عن المواقف السياسية والبيئية، خاصة مع الإقبال المتزايد على الملابس المعاد تدويرها والمستعملة، كجزء من التزام هذا الجيل بالاستدامة والأخلاقيات البيئية.

خلفيات اجتماعية ونفسية

يرى مختصون أن تبني “الموضة القبيحة” لا ينفصل عن سياق اجتماعي ونفسي أوسع، حيث نشأ جيل زد في أجواء مشحونة بالأزمات، مثل جائحة كوفيد-19، والتضخم الاقتصادي، والتوترات السياسية العالمية. وقد ساهمت هذه الظروف في تعزيز شعورهم بعدم الاستقرار، وفي السعي لخلق هوية خاصة خارج الأطر التقليدية.

كما شكلت فترة العزل خلال الجائحة فرصة لهؤلاء الشباب للتجريب بعيدًا عن أعين المجتمع، مما ساعد في تغيير معايير الأناقة نحو راحة أكبر وتحرر من التصنيفات. على سبيل المثال، ارتفعت مبيعات شركة “كروكس” للأحذية المطاطية المريحة بنسبة 10% خلال فترة الجائحة، في مؤشر على تغير الأولويات في عالم الموضة.

 بين الفهم والرفض

ورغم أن هذه الصيحات قد تثير حيرة أو رفضًا لدى بعض الأهل، فإنها تعكس تحولًا أعمق في فهم الجمال، وتأكيدًا من هذا الجيل على حقه في تشكيل هويته البصرية كما يراها هو، لا كما يفرضها الآخرون.

مقالات مشابهة

  • التعدي على معلمة بعين شمس وتصوير الواقعة والنقابة العامة تكشف التفاصيل
  • فريق برلماني يطالب بتوحيد لوحات تسجيل السيارات داخل وخارج أرض الوطن
  • ناقد رياضي: الهلال السعودي الحصان الأسود لمونديال الأندية
  • الخارجية الأمريكية تكشف عن العقوبات التي لن يرفعها ترامب عن سوريا
  • الموضة القبيحة” تكتسح جيل زد: تمرد على الجمال التقليدي أم تعبير عن هوية؟
  • فريدة فهمي.. سيدة الرقص الاستعراضي التي منحت جسدها للتراث وأفكارها للأكاديمية في عيد ميلادها الـ85
  • دفع مخالفات المرور أونلاين.. الخطوات والرابط
  • أزمة الغاز تتفاقم.. الحزام الأمني يحتجز مقطورات في أبين ومصادر تكشف التفاصيل
  • فريدة فهمي.. فراشة فرقة رضا التي سحرت الجمهور بالفن والجمال والعلم
  • تيسير فهمي تكشف لـ صدى البلد حقيقة اعتزالها الفن