هناك قاعدة أزلية قولها عدم الاسراف فيما تفعل أو تُحب أو تعمل، وتقول «إن ما زاد على حده انقلب إلى ضده» وضرب لنا السابقون العديد من الأمثلة.. فتجدهم يقولون «إذا زاد الحب على حده انقلب إلى غيرة عمياء» و«إذا زاد الحرص على حده انقلب إلى بُخل» و«إذا زاد الولاء على حده انقلب إلى أفعال تؤذى الأبرياء» و«إذا زاد الغضب على حده انقلب إلى حقد يولد الثأر» و«إذا زادت الحماسة على حدها انقلبت إلى عبودية» حتى الوطنية إذا زادت على حدها تنقلب إلى عنصرية تُعادى الأمم وتتعالى عليهم.
ولا تنس تلك العبارات التى تدور حول هذه القاعدة، إن اليأس يولد العنف، وإن الدم لا يجلب غير الدم. فالإنسان دائمًا أمام خيارين أن يكون أو لا يكون، وبينهما الحد الفاصل، حتى لا تنقلب الأشياء عليك.. لذلك لكى تحيا سالمًا عليك أن تُبصر الحق ولا ترضى بالظلم، حتى لو كنت غير قادر على منعه، ويكفيك معرفتك له. فلا تكون شخصا قاسى القلب معدوم الضمير لتُسمى الظلم باسم آخر، فى هذه الحالة يكون مكانك هو مكان أضعف الإيمان. فمن المألوف والسائد أن تكون واعيا لما حولك وحافظ على كل الصفات الطيبة فيك، ولا تتجاوزها إلى الشط الآخر.. شط الهلاك.. واعلم أن الناس تراك أفضل مما ترى نفسك، فلا تزد عليهم بما ليس فيك.
لم نقصد أحدًا!!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسراف الحرص ب خل الأبرياء الثأر الوطنية عنصرية إذا زاد
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي: الابتلاء قد يكون مفتاحًا للخير والرضا الإلهي بالصبر والاحتساب
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الابتلاء، على الرغم من صعوبته، يمكن أن يكون بداية للخير والرضا من الله سبحانه وتعالى، وذلك إذا واجهه الإنسان بالصبر والاحتساب وسعى للتقرب إلى الله من خلاله.
وأشار إلى أن البلاء ليس دائمًا عقوبة، بل قد يكون منحة واختبارًا في صورة أخرى.
وخلال حلقة من برنامجه "لعلهم يفقهون" الذي يُعرض على قناة "DMC"، أوضح الجندي أن العبد الذي يحسن التعامل مع الابتلاء يفتح لنفسه أبوابًا للثواب والمغفرة، قائلاً: "الابتلاء باب من أبواب الخير، إذا أحسن العبد استغلاله، قد يكون سببًا في دخول الجنة."
استشهد الشيخ الجندي بآيات من سورة الضحى لتوضيح كيف يمكن أن يتحول الابتلاء إلى نعمة، مستعرضًا ثلاثة أمثلة وردت في السورة. وأوضح أن الآية الأولى: "أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ" تُظهر كيف حظي النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالحماية والرعاية الإلهية بعد فقد والديه، مشيرًا إلى أن اليتم كان بداية لمسيرة عظيمة تحت رعاية الله، وهي رسالة لكل من فقد سندًا في حياته بأن الله لا يترك عباده.
وأضاف الجندي أن الآية الثانية: "وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ" تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم، الذي لم يكن يقرأ أو يكتب، أصبح معلمًا ومصدر هداية للعالمين، مما يعكس قدرة الله على تحويل الحيرة والضياع إلى بصيرة وهداية عظيمة.
وفي تفسيره للآية الثالثة: "وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ"، أوضح الجندي أن الغنى الحقيقي لا يتمثل في كثرة المال، بل في الاستغناء عن الناس وعن الدنيا. وأكد أن "الغنى غنى النفس"، وهو حالة من الاكتفاء وعدم الطمع فيما يملكه الآخرون، مشيرًا إلى أن هذه رسالة مهمة في العصر الحالي الذي يشهد تزايد التعلق بالماديات والمظاهر.