أكد عدد من خبراء وأستاذة العلوم السياسية، أن اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر، نتيجة غارات إسرائيلية في الضاحية الجانبية لبيروت، مساء أمس الجمعة، ضربة قوية من إسرائيل في رسالة منها لإيران على وجه الخصوص، مؤكدين أن تمادي التصعيد الإسرائيلي يزيد من خطر تصاعد الأحداث في منطقة الشرق الأوسط مما سينتج عنه خسائر جمة على كافة المستويات.

 

الدكتور حسن سلامة
ضربة قوية لحزب الله 

 

وفي هذا السياق، قال الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر، ضربة قوية بالنسبة لحزب الله، وقد سبقها ضربات أقوى مرتبطة باغتيالات للمستويات القيادية المختلفة التي تم استهدافها إلى أن وصلوا لرأس الحزب "حسن نصر الله".

 

وأوضح أستاذ العلوم السياسية في تصريح خاص لـ "الفجر السياسي"، قائلًا: رسالة من إسرائيل لإيران على وجه الخصوص باعتبار أن حزب الله أحد وكلاء إيران في المنطقة، ويقوم بتنفيذ الأجندات الإيرانية بامتياز، مشيرًا إلى أنه من الصعب التكهن بتبعيات الأحداث في الوقت الحالي، ولكن ما يتم تسريبه من تصريحات عبر وسائل الإعلام تشير إلى أننا على شفا مواجهات شديدة غيرت قواعد اللعبة والاشتباك.

 

استبعاد الحرب الشاملة

 

وأضاف، من الوارد حدوث عمليات استهداف واغتيال يقوم بها الحرس الثوري الإيراني، والأذرع الأخرى الإيرانية مثل الحوثيين والحشد الشعبي في العراق، وغيرهم، مؤكدًا أن جميعها سيناريوهات مطروحة لا يمكن استبعادها، ولكن من المُستبعد فكرة الحرب الشاملة والمواجهة المباشرة ما بين إسرائيل وإيران بعيدة عن التحقيق في الوقت الحالي أو المستقبل.

 

وبشأن مدى تأثير غياب الأمين العام حسن نصر الله عن الحزب، أوضح قائلًا: بالتأكيد الحزب أصابه الارتباك وسوف يستغرق وقت لاستعادة تنظيمه بسبب فقدان قياداته، لكن من خلال المعرفة والخبرات بالحزب سابقًا بأنه مؤسسة إيدلوجية ليست مرتبطة بغياب شخص، وهو ما حدث قبل ذلك عند غياب "عباس الموسوي" منذ أكثر من 30 عام وظهور السيد حسن نصر الله، وبالتأكيد هناك بديل، لافتًا إلى أن تلك المؤسسات تُعد بدائل كونهم جميعهم مستهدفين، ولا يمكن أن يسقط الحزب، مُعززًا ذلك بالتصريحات الاسرائلية التي أفادت بأنه "ليس معنى انتهاء حسن نصر الله انتهاء قدرات حزب الله"، مشيرًا إلى أن ترسانة الأسلحة الموجودة على مدى عقدين من إيران ما تزال موجودة وأي بديل سوف يستخدمها.

 

تصاعد الأحداث في منطقة الشرق الأوسط

 

وبشأن ما إذا كان هناك تصاعد للأحداث في منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة المقبلة، تابع الدكتور حسن سلامة، قائلًا: من الوارد جدًا حدوث تصاعد للأحداث في المنطقة وكافة السيناريوهات مفتوحه، وبالتأكيد سيكون هناك خسائر على كافة المستويات، ومنها على الأقل حالة الاستقرار التي كانت ترغب فيها المنطقة وقرب الوصول إلى اتفاق هدنة مع حماس واتفاق هدنة بخصوص لبنان جميعها أصبح بعيدًا تمامًا عن إمكانية التحقق وليس هناك مجال الآن للدبلوماسية، وإنما المجال الآن لفكرة القوة والقوة المناوئة لها.

 

اللواء رضا فرحات

 

 

ردود أفعال قوية 


وفي السياق ذاته، قال اللواء رضا فرحات أستاذ العلوم السياسية، إن اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر، سيكون له ردود أفعال قوية من المؤيدين والمحالفين لحزب الله، وعلى رأسها إيران، مؤكدًا أن ما حدث سيكون له تبعات على منطقة الشرق الأوسط بأكملها وقد يقودها إلى حرب شاملة وهو ما حذرت منه مصر قبل ذلك من تفاقم الأوضاع الإقليمية التي يُعمقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باعتبار إن استمرار الحرب بمثابة طوق النجاة له وهو ما يمكن أن يؤدي إلى إشعال حرب جديدة.

 


وأشار اللواء رضا فرحات في تصريح خاص لـ "الفجر السياسي"، إلى اجتياح لبنان وتأثيره على الشعب اللبناني الشقيق وما يمكن أن ينتج عنه من مخاطر نتيجة تفاقم الأوضاع في ظل التصعيد الإسرائيلي، وما تعاني منه لبنان من مشكلات، فضلًا عن فكرة وحدة الساحات التي كانت تتبناها إيران، مضيفًا: لاحظنا أن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، ظل ملتزمًا منذ أحداث 7 أكتوبر بعدم التصعيد الشديد مع إسرائيل، ولم يكن هناك مناوشات شديدة إلا منذ أن بدأت إسرائيل في التصعيد.

 

ولفت أستاذ العلوم السياسية، إلى وجود تهديد نتيجة الاختراق الذي تعرض له حزب الله وقياداته من جانب إسرائيل، مشيرًا إلى أن هدم الحزب وتفكيكه نتيجة اغتيال قياداته من الممكن أن يؤدي إلى أمور أكثر خطورة.

 

تصاعد الصراع في المنطقة

 

وأردف قائلًا: إسرائيل كانت تضع في حساباتها وجود حماس في قطاع غزة ولكنها استطاعت أن تُنهك حماس عسكريًا وتبعها حزب الله، فبالتالي من الممكن أن يمتد إلى صراعات في دول أخرى وهو واضح بشدة في خطاب نتنياهو وتماديه في التصعيد.

 

وبشأن تأثير غيابه عن المشهد والحزب، أوضح قائلًا: ننتظر إعلان حزب الله خلال الساعات المُقبلة عن الأمين العام المحتمل خلفًا لنصر الله، والرد الفعل الإيراني والدول الحليفة والحوثيين نتيجة اغتيال قوى عظمى مثل حسن نصر الله.

 

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اغتيال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله قوات الاحتلال الإسرائيلي الحرب في لبنان مقتل حسن نصر الله حرب غزة سياسيون الفجر السياسي الأمین العام لحزب الله أستاذ العلوم السیاسیة منطقة الشرق الأوسط حسن نصر الله حزب الله ا إلى أن قائل ا

إقرأ أيضاً:

بريطانيا.. تشكيل جديد بقيادة زعيم سابق لحزب العمال يعقد مؤتمره الأول

أعلن جيريمي كوربن، اليوم السبت، طموحه إلى إنشاء "حزب اشتراكي ديمقراطي جديد" في بريطانيا، وذلك خلال افتتاح المؤتمر الأول للتشكيل السياسي الذي شارك في تأسيسه بهدف شغل مساحة إلى يسار المشهد السياسي في البلاد.
وقال كوربن، الزعيم السابق لحزب العمال وأحد أبرز وجوه اليسار البريطاني، أمام آلاف الناشطين المجتمعين في ليفربول بشمال إنكلترا إن "حركتنا هي حركة من أجل العدالة والمساواة والاستدامة البيئية".
ومنذ الانتخابات التشريعية التي حملت حزب العمال بزعامة كير ستارمر إلى السلطة في يوليو 2024، يشهد المشهد السياسي البريطاني إعادة تشكيل واسعة، مع صعود الليبراليين الديمقراطيين (وسط) وحزب الخُضر (يسار) وحزب "ريفورم يو كاي" الشعبوي.
وقال النائب المستقل شوكت آدم، حليف كوربن إن "الناس في هذا البلد يحتاجون بشدة إلى بديل حقيقي في مواجهة صعود اليمين المتطرف"، في وقت يتصدر "ريفورم يو كاي" بقيادة نايجل فاراج الداعم السابق لبريكست، نوايا التصويت في بعض الاستطلاعات.

أخبار ذات صلة بريطانيا تكشف عن عرض قياسي لاستضافة «مونديال 2035 للسيدات» علي النعيمي يلتقي وزير العدل في حكومة الظل بالمملكة المتحدة كوربن يتحدث أمام مؤتمر الحزب الجديد

وأُعلن عن الحزب الجديد، الذي يحمل مؤقتا اسم "يور بارتي" (Your Party)، في يوليو الماضي من جانب كوربن والبرلمانية العمالية السابقة زارا سلطانة (32 عاما).
ودعا كوربن السبت نحو 50 ألف عضو في الحزب الجديد إلى الوحدة، قائلا إن "الانقسام لن يخدم مصالح الناس الذين نريد تمثيلهم".
وقالت سلطانة، أمس الجمعة، إن "علينا أن نتحسن في العمل معا".
وسيختار الناشطون، خلال عطلة نهاية الأسبوع، الاسم النهائي للحزب، وكذلك ما إذا كان سيُدار بقيادة فردية أو جماعية.
وتولى كوربن قيادة حزب العمال بين 2015 و2020 قبل أن يستقيل عقب الهزيمة التاريخية للحزب في انتخابات 2019 التي فاز فيها المحافظون بزعامة بوريس جونسون. 
وفي 2024، أعيد انتخاب كوربن نائبا مستقلا في دائرته في العاصمة لندن.
وانضم ستيوارت هيل، وهو عضو محلي سابق في حزب العمال في تينسايد بشمال شرق إنكلترا، إلى الحزب الجديد في يوليو "بحماسة" بعد مغادرته حزب العمال عام 2023.
وقال هيل إنه "كان ينتظر بشدة" مبادرة يسارية جديدة.

المصدر: آ ف ب

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تتهم اليونيفيل بتسريب معلومات حساسة لحزب الله وتلوح بتوسيع العمليات
  • إسرائيل تهدد لبنان بتوسيع هجماتها إن تأخذ موقفا ضد حزب الله
  • لوّحت بحرب جديدة.. لماذا لم تعد إسرائيل تكترث بتهديدات حزب الله؟
  • إسرائيل تستعد للتصعيد ضد "حزب الله".. ورسالة تحذير إلى لبنان
  • نعيم قاسم: اغتيال «الطبطبائي» لن يضعف معنويات الحزب
  • حصار منزل رئيس مؤتمر صنعاء عقب قرار حوثي بإقصاء الأمين العام
  • بريطانيا.. تشكيل جديد بقيادة زعيم سابق لحزب العمال يعقد مؤتمره الأول
  • السفير الأميركي بلبنان: تفكيك سلاح حزب الله خطوة أساسية للسلام
  • جواسيس في حزب الله.. اعتراف خطير لـ نعيم قاسم بعد اغتيال الطبطبائي
  • ليفربول تحتضن المؤتمر التأسيسي لحزب كوربن وسلطانة الجديد.. ما الجديد؟