سودانايل:
2025-05-16@11:08:59 GMT

ليست حرباً للكرامة وإنما للإستمرار في السلطة

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

أ. بابكر فيصل
رئيس المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي

ظللنا منذ اليوم الأول لإندلاع حرب الخامس عشر من أبريل نقول أن الهدف من إشعالها هو وأد شعارات الثورة وقطع الطريق أمام الإنتقال و مسيرة التحول المدني الديمقراطي، في الوقت الذي سعى فيه فلول النظام البائد وبعض من يشايعهم من المثقفين إلى تصويرها كحرب للحفاظ على الدولة وسيادتها.



هدف العسكريين، ومن خلفهم الحركة الإسلامية، هو الإمساك بالسلطة واستعادة الإنقاذ في نسخة جديدة بوجوه مختلفة. إستمرار قيادة الجيش في الحكم أكد عليه ياسر العطا في شهر سبتمبر الماضي بالقول : (القائد العام للقوات المسلَّحة حتى بعد الانتخابات، وليس الفترة الانتقاليَّة فقط، بل حتى بعد الانتخابات سيبقى لمدة ثلاث إلى أربع دورات انتخابية هو رأس الدولة بكامل الصلاحيات السيادية).

وبالأمس كرر العطا نفس الكلام بالقول : (قريبا جداً سنقيم انتخابات ... القائد العام هي رمزية عشان ما يضمن تناغم وتشابك القوى العسكرية والأمنية مع القوى السياسية والاقتصادية والاجتماعية عشان ما يمشوا بالبلد للأمام حيكون هو رأس الدولة بالصلاحيات السيادية فقط لكن بعد الانتخابات المسائل التنفيذية كلها للحكومة المدنية).

معنى حديثه أعلاه أنه حتى بعد قيام الإنتخابات سيستمر قائد الجيش في رئاسة البلاد, ولا يغرنك الحديث عن "رمزية" و "صلاحيات سيادية فقط", فقد تم تجريب ذات الألفاظ في شراكة الإنتقال وثبت جلياً أن الصلاحيات تكون مع صاحب القوة العسكرية والأمنية والإقتصادية، وهو من سيكون الحاكم الحقيقي.

خطة الحركة الإسلامية تقوم على تكثيف العمل العسكري وضرورة إستعادة ولايتي الخرطوم والجزيرة ( لا يهمهم بقية الولايات) قبل نهاية العام، ومن ثم إعلان حكومة بعد إطلاق حملة إعلامية وسياسية توحي للرأي العام بأن الحرب قد إنتهت بانتصار الجيش.

و"قريباً جداً" كما قال العطا سيجرون إنتخابات صورية لا تستوفي أية شروط ولا تشمل كل أنحاء البلاد ليؤكدوا شرعية زائفة، ومن غير المستبعد أن يكون مرشحهم للرئاسة هو قائد الجيش الظافر الذي إنتصر في الحرب ودحر الأعداء وحافظ على سيادة الدولة وصنع لنفسه شعبية كبيرة وسط جماهير الشعب السوداني.

السيناريو أعلاه يشبه إلى حد كبير ما حدث عشية دحر النميري للإنقلاب الشيوعي في يونيو 1971، فحتى ذلك الحين لم يك النميري رئيساً للبلاد بل كان يترأس المجلس العسكري، وبمجرد إنتصاره على الشيوعيين إستغل الحدث وقام بإجراء إستفتاء في سبتمبر 1971 حصل فيه على تأييد 98.6٪ من الناخبين مع نسبة إقبال بلغت 92.9٪.

تتجاهل خطة الحركة الاسلامية حقائق الواقع التي تقول أن السودان ليس الخرطوم أو الجزيرة فحسب، وأن الحرب ستستمر في أجزاء أخرى كبيرة من البلد، وأن لكل فعل رد فعل، ولن تكون المحصلة النهائية لهذا التوجه سوى تشظي البلاد وتفكيكها، وهو الأمر الذي بدأت بوادره تلوح في الأفق بشدة.

ما تزال هناك فرصة للحفاظ على وحدة السودان واستقراره (مع أنها تتضاءل مع مرور الايام) وذلك عبر جلوس الطرفين المتصارعين في طاولة التفاوض للتوصل لإتفاق وقف إطلاق النار، ومن ثم إطلاق عملية سياسية للتوافق حول القضايا الأساسية للإنتقال ومسار التحول الديمقراطي والإنتخابات.  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

اعترافات من داخل الجيش الإسرائيلي: غزة على شفا مجاعة

اعترف مسؤولون عسكريون إسرائيليون أن قطاع غزة سيواجه مجاعة واسعة النطاق إن لم تستأنف عمليات تسليم المساعدات في غضون أسابيع قليلة، رغم رفض الحكومة علانية التحذيرات من نقص حاد في الغذاء.

وتمنع إسرائيل دخول أي مساعدات إلى غزة منذ الثاني من مارس الماضي، أي قبل أيام من استئناف عملياتها العسكرية في القطاع، وتصر على أن حصارها المفروض على القطاع لا يشكل تهديدا لحياة المدنيين، حتى مع تحذيرات الأمم المتحدة ووكالات إغاثة أخرى من أن المجاعة تلوح في الأفق.

لكن عسكريين يراقبون الأوضاع الإنسانية في غزة حذروا قادتهم في الأيام الأخيرة، من أنه ما لم يرفع الحصار بسرعة فمن المرجح أن تنفد كميات الغذاء الكافية لتلبية الاحتياجات اليومية الأساسية في العديد من مناطق القطاع، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وقال الضباط الإسرائيليون الذين تحدثوا شريطة عدم كشف أسمائهم، إن هناك حاجة إلى "خطوات فورية لضمان إمكانية إعادة نظام توريد المساعدات بالسرعة الكافية لمنع المجاعة"، وأشاروا إلى أن توسيع نطاق عمليات تسليم المساعدات الإنسانية "يستغرق وقتا".

ويأتي الاعتراف المتزايد داخل المؤسسة العسكرية في إسرائيل بأزمة الجوع في غزة تزامنا مع وعيد الحكومة بتوسيع نطاق الحرب بشكل كبير، من أجل "القضاء على حماس واستعادة الرهائن المتبقين"، وهما هدفان لم يتحققا بعد أكثر من 19 شهرا من الحرب.

والثلاثاء قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الجيش "سيستأنف القتال في الأيام المقبلة بكامل قوته لإتمام المهمة والقضاء على حماس".

والأسبوع الماضي اقترحت إسرائيل أن تتولى شركات خاصة توزيع المساعدات في جنوب غزة، فور بدء هجوم إسرائيلي موسع في حربها على القطاع.

لكن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، انتقد الخطة التي وضعتها إسرائيل وأيدتها الولايات المتحدة، ووصفها بأنها "غطاء لمزيد من العنف والتشريد" للفلسطينيين في القطاع الذي عصفت به الحرب.

وقال فليتشر لمجلس الأمن الدولي، الثلاثاء: "إنها مجرد مسرحية هزلية وتشتيت متعمد".

وحذر مرصد عالمي لمراقبة الجوع من أن نصف مليون شخص يواجهون خطر المجاعة، أي ربع سكان القطاع المدمر.

وتتهم إسرائيل حماس بسرقة المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة.

مقالات مشابهة

  • المرتبة الأولى ليست للعرب… من أكثر الجنسيات شراءً للعقارات في تركيا؟
  • الجيش الوطني والفيدرالية الديمقراطية
  • وزير الخارجية يلتقي نظيره الفلسطيني لبحث جهود وقف إطلاق النار وإعادة إعمار غزة
  • حماس: نتنياهو يريد حربا بلا نهاية ولا يكترث لمصير أسراه
  • حماس : نتنياهو يريد حرباً بلا نهاية ولا يكترث لمصير أسراه
  • هذه الفوضى ستنتهي بعد هذه الحرب.. الجيش سينتشر على امتداد خريطة السودان
  • وزير العدل من بيت المستقبل: الحرب ليست حلاًّ والمؤسسات العادلة ضمانة للسلام
  • اعترافات من داخل الجيش الإسرائيلي: غزة على شفا مجاعة
  • فتحي عبد الوهاب: لا أقصد أن أكون صندوق مقفول.. وحياتي الخاصة ليست للعرض العام
  • نتنياهو: الجيش سيدخل قطاع غزة بكل قوته في الأيام المقبلة