7.8 مليون مريض و67 مستشفى و1519 منشأة في «ملفي أبوظبي»
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
هدى الطنيجي (أبوظبي)
أعلنت «ملفّي»، أول منصة مبتكرة لتبادل المعلومات الصحية على مستوى المنطقة، وإحدى المبادرات الاستراتيجية لدائرة الصحة – أبوظبي، عن ربط 7.8 مليون مريض و67 مستشفى و1519 منشأة صحية وسريرية في جميع أنحاء إمارة أبوظبي، وذلك وفق أعلى معايير الخصوصية والأمان، في سبيل تبادل المعلومات والبيانات الصحية بين المرضى ومقدمي الخدمات الصحية.
وقالت سماح إسماعيل، نائب رئيس العمليات والتكنولوجيا في منصة «ملفي»: تتولى إدارة منصة «ملفي» شركة أبوظبي لخدمات البيانات الصحية المملوكة لشركة جي 42 للرعاية الصحية والتي تأسست بموجب شراكة بين القطاعين العام والخاص وأبرمت مع دائرة الصحة – أبوظبي. وتعتبر المنصة عنصراً أساسياً في مسيرة التحول الرقمي لنظام الرعاية الصحية في أبوظبي، حيث تسعى لدعم وقيادة مبادرات الصحة العامة التي تنفذها الدائرة لبناء إمارة أكثر صحة.
وذكرت أن منصة «ملفي» باتت من أهم منصات تبادل المعلومات الصحية في المنطقة، فقد أعلنت مؤخراً عن تحقيقها إنجازاً كبيراً يتمثل بإتمام ربط جميع المستشفيات الحكومية والخاصة في الإمارة على المنصة و99% من مراجعات المرضى في الإمارة، وذلك في غضون 3 سنوات فقط.
وأشارت إلى أنه من خلال توفير الوصول لمعلومات المريض وإنشاء قاعدة بيانات مركزية لسجلات المرضى الموحدة، تساعد منصة «ملفي» في الارتقاء بجودة الرعاية الصحية ونتائج المرضى، فهي تسهم بتعزيز عملية التنسيق وتقلل من فرص التكرار غير الضروري للفحوصات، مما يحد من مخاطر الأخطاء الطبية. كما يستفيد المرضى من معايير السلامة المعززة وتحسين تجربة الرعاية، بينما يمكن للأطباء اتخاذ قرارات سريرية أكثر استنارة وكفاءة.
وأضافت: إلى جانب تمكين مقدمي الرعاية الصحية من مشاركة المعلومات الحيوية، تسهم المنصة أيضاً في تمكين المرضى من خلال منحهم إمكانية الوصول إلى سجلاتهم المخزنة في قاعدة بياناتها المركزية، وذلك عبر الاستعانة بمنصة إلكترونية وتطبيق للهاتف المحمول.
وذكرت سماح إسماعيل أن «بوابة ملفي الصحية تهدف إلى توطيد العلاقة بين الطبيب والمريض من خلال إجراء محادثات أكثر فائدة، مما يثمر عن نتائج صحية أفضل. وينطوي هذا على أهمية خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة طويلة الأمد مثل السكري أو أمراض القلب، أو الذين يعانون من اعتلال علاجي مشترك. فغالباً ما يحتاج هؤلاء المرضى للقيام بزيارات دورية لأطباء مختلفين، مما يجعل مشاركة المعلومات ذات أهمية خاصة لاستمرارية رعايتهم. كما تعمل البوابة على تحسين سبل الامتثال للأدوية الموصوفة والتعليمات الطبية بعد تخريج المريض، فبحسب الدراسات، يتذكر معظم المرضى 20% فقط من إرشادات الطبيب بعد مغادرة المنشأة الطبية.
وأضافت: لعل المشاركة الفعالة لبيانات الرعاية الصحية تعود بفوائد لا حصر لها على المرضى والأطباء ومزودي خدمات الرعاية الصحية والهيئات الصحية، في آنٍ معاً. فهي توثّق أطر التعاون بين الأطباء، بغض النظر عن المسافات الفاصلة فيما بينهم، بينما يتلقى المرضى رعاية أفضل جرّاء تحسين عملية اتخاذ القرارات السريرية.
وذكرت سماح إسماعيل أن مشاركة البيانات تنعكس إيجاباً على أنظمة الرعاية الصحية عموماً، حيث تعمل على تعزيز كفاءة هذه الأنظمة من خلال تمكين إجراء عمليات التشخيص والخطط العلاجية بدقة أكبر. ومن ناحية أشمل، يمكن أن تساعد مشاركة بيانات المرضى في معالجة الثغرات الصحية عبر تقديم صورة أشمل عن الحالة الصحية لمختلف المجموعات السكانية.
وفي ضوء الإنجازات المهمة التي يشهدها عالم الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، يمكن أن يساعد استيعاب وتحليل كل هذه البيانات في تحديد الأنماط والرؤى الجديدة التي يصعب اكتشافها بطبيعة الحال.
وأضافت: مع ذلك، لا يزال هناك جانب آخر يجب أخذه بعين الاعتبار، فالكثير من البيانات الناشئة يتم تقسيمها إلى أجزاء داخل أنظمة الرعاية الصحية التقليدية، وتخزين معلوماتها في مجموعات مستقلة تعيق عملية التعاون، وهذا بدوره يحد من إمكانية استخراج البيانات المجمعة، ويقلص من المزايا المحتملة لمشاركتها. وعلى الرغم من الابتكارات العديدة التي يشهدها قطاع الرعاية الصحية حالياً، تبقى معلومات المريض في كثير من الأحيان غير مكتملة في نقطة التسليم. ومن المعتاد طبعاً وجود سجلات طبية متعددة، مع عدم مشاركة جميع جوانب الرعاية بين مزودي خدمات الرعاية، بما في ذلك المعلومات المتعلقة بالحالة الصحية ونظم العلاج وقوائم الأدوية.
إقبال جيد
أشارت سماح إسماعيل إلى أن المنصة تحظى بإقبال جيد، حيث أظهر استطلاع جديد أجرته شركة «يوغوف» عام 2022 أن 85% من سكان أبوظبي يعتقدون أن الوصول الإلكتروني إلى سجلاتهم الطبية يساعد في إدارة شؤونهم الصحية بشكل أفضل، وأبدى 78% رغبتهم باستخدام البوابة الصحية. وعلى نطاق أوسع، وجدت الأبحاث أن عرض السجلات الطبية إلكترونياً يتيح للمرضى فهم خطط الرعاية الصحية الخاصة بهم بشكل أفضل، مع تعزيز ثقتهم بمقدمي الخدمات ومنحهم تحكماً شاملاً ومعززاً بشؤونهم الصحية. وذكرت أنه يمكن للكميات الهائلة من بيانات الرعاية الصحية التي يتم جمعها كل دقيقة يومياً أن تحدث تغيراً جذرياً في آلية تقديم خدمات الرعاية الصحية، وأن التقدم التكنولوجي يمكّن المستشفيات والمؤسسات الصحية حالياً من جمع البيانات ومعالجتها وتخزينها بسرعة أكبر من أي وقت مضى، لا سيما في ضوء النمو الكبير لهذا المعدل التراكمي. وفي الحقيقة، من المتوقع أن يتجاوز متوسط حجم بيانات الرعاية الصحية الجديدة لكل مريض في السنوات الثلاث المقبلة واحد تيرابايت - أي ما يعادل 1300 خزانة من الوثائق الورقية.
خطوات مهمة
ذكرت سماح إسماعيل نائب رئيس العمليات والتكنولوجيا في منصة «ملفي» أنه في أبوظبي: اتخذت دائرة الصحة خطوات مهمة لمعالجة هذا الجانب بشكل فعال من خلال ربط هذه المجموعات المستقلة لتبادل معلومات الرعاية الصحية بالشكل المطلوب بين الجهات المعنية. وعليه، أسست الدائرة في عام 2018 أول منصة في المنطقة لتبادل المعلومات الصحية، وهي «ملفي» التي تعمل على ربط مؤسسات الرعاية الصحية العامة والخاصة في الإمارة ربطاً آمناً، مع تسهيل تبادل المعلومات الصحية الهامة للمرضى بين مقدمي الرعاية الصحية في الوقت الفعلي.
وأشارت إلى أن منصة «ملفي» تلعب دوراً جوهرياً في تحسين نتائج المرضى من خلال تعزيز الوصول إلى معلومات الرعاية الصحية، وهو ما يتيح إجراء تشخيصات أكثر دقة، وتطبيق خطط علاجية أكثر فعالية، وتحديد المخاطر الصحية المحتملة في المستقبل، بالإضافة إلى تحسين عملية تخصيص الموارد والارتقاء بخدمات الرعاية الصحية. ولكن أبرز مزايا المنصة قد تكمن في قدرتها على تسريع وتيرة تحول نموذج الرعاية الصحية من الجانب العلاجي إلى الجانب الوقائي عن طريق منح المرضى دفة التحكم بشؤونهم الصحية. لكن مع إنفاق تريليونات الدولارات على علاج الأمراض سنوياً، قد يستغرق هذا التحول بعض الوقت.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: ملفي دائرة الصحة الرعاية الصحية المعلومات الصحیة الرعایة الصحیة فی أبوظبی من خلال
إقرأ أيضاً:
تعاون بين "الرعاية الصحية" واتحاد المستشفيات العربية لإنشاء مركز إقليمي للتميز
التقى الدكتور أحمد السبكي، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، الدكتور فادي علامة، رئيس اتحاد المستشفيات العربية، يرافقه وفد رفيع المستوى من الاتحاد، وذاك لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وتنمية القوى البشرية واستدامة المنشآت الصحية.
وضم وفد اتحاد المستشفيات العربية (AHF) كل من أليس يمين بوييز، الرئيس التنفيذي للاتحاد، والدكتور باسم قاديسي، مدير مركز الاستدامة بالاتحاد العربي للمستشفيات، والدكتور أسامة شاهين، العضو التنفيذي بالاتحاد.
وخلال اللقاء، أكد الدكتور أحمد السبكي أن الشراكة بين هيئة الرعاية الصحية واتحاد المستشفيات العربية تمثل نموذجًا للتكامل العربي في تطوير النظم الصحية، مشيدًا بالدعم المتواصل الذي يقدمه الاتحاد لتعزيز جهود الهيئة في مجالات الجودة وسلامة المرضى وبناء القدرات المهنية.
وأشار رئيس هيئة الرعاية الصحية إلى أهمية الدور الذي يقوم به اتحاد المستشفيات العربية في دعم برامج التميز الصحي على المستوى الإقليمي، مؤكدًا تطلع الهيئة لتوسيع آفاق التعاون نحو مشاريع جديدة تخدم مستقبل القطاع الصحي العربي، وتعزز التكامل في تطبيق المعايير الدولية للجودة والاعتماد.
وأوضح الدكتور أحمد السبكي عن أن اللقاء تناول بحث إنشاء إطار إقليمي موحد لتقييم أداء المنشآت الصحية، يكون مقره مدينة شرم الشيخ، بما يجعل منه منصة عربية وإفريقية للتكامل وتبادل الخبرات في إدارة الجودة وسلامة المرضى، مؤكدًا أن مصر تمتلك بنية مؤسسية ومقومات متميزة تؤهلها لقيادة هذا الدور على المستويين العربي والإفريقي.
كما ناقش الجانبان سبل إنشاء مركز إقليمي للتميز بالتعاون بين الهيئة العامة للرعاية الصحية واتحاد المستشفيات العربية، ليكون منصة تدريبية وبحثية متخصصة في مجالات الجودة وسلامة المرضى والتحول الرقمي والقيادة الصحية والابتكار الإداري، بما يسهم في الارتقاء بكفاءة الكوادر الطبية والإدارية في الدول العربية.
وثمَّن الدكتور أحمد السبكي، دور اتحاد المستشفيات العربية المحوري في دعم مسيرة تطوير النظم الصحية وتعزيز الجودة وسلامة المرضى على المستوى الإقليمي، مؤكدًا أن هذا التعاون يجسد روح التكامل العربي في بناء منظومات صحية متطورة ومستدامة، وأشار إلى أن تقدير الاتحاد لهيئة الرعاية يعكس ريادة التجربة المصرية في التحول الصحي، وهو ما تجسّد في حصول الهيئة ومنشآتها على عدد من الجوائز العربية المرموقة من اتحاد المستشفيات العربية تقديرًا لأدائها المتميز في مجالات الجودة، والحوكمة، وسلامة المرضى، والاستدامة، والسياحة العلاجية، مؤكدًا أن هذه الجوائز تمثل شهادة عربية رفيعة المستوى على التزام الهيئة بمعايير الجودة العالمية وقدرتها على المنافسة الإقليمية والدولية.
ومن جانبه، أشاد الدكتور فادي علامة، والوفد المرافق له، بالإنجازات الكبيرة التي حققتها الهيئة العامة للرعاية الصحية في تطوير منظومة التأمين الصحي الشامل، مؤكدًا أنها أصبحت نموذجًا عربيًا وإقليميًا يحتذى به في تطبيق نظم التغطية الصحية الشاملة والجودة والحوكمة.
وأضاف رئيس الاتحاد أن الهيئة تمثل نموذجًا متطورًا في الابتكار وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في إدارة الرعاية الصحية، مشيرًا إلى تطلع الاتحاد إلى تعزيز الشراكة من خلال إطلاق مبادرات بحثية ونشر علمي مشترك تبرز أثر الهيئة وتجربتها الرائدة في الإصلاح الصحي على المستوى الإقليمي والدولي.
هذا وشهد اللقاء من هيئة الرعاية الصحية كل من الدكتور هاني راشد، نائب رئيس الهيئة ، الدكتور أمير التلواني، المدير التنفيذي للهيئة ، الدكتور مجدي بكر، مستشار رئيس الهيئة للشؤون الفنية، الدكتور أحمد حماد، مستشار رئيس الهيئة للسياسات والنظم الصحية ومدير الإدارة الاستراتيجية ، الدكتورة ريهام الشناوي، مدير عام الإدارة العامة للاتصال والتعاون الدولي، والدكتور شادي فرحات، رئيس وحدة التطوير والابتكار وريادة الأعمال.