الأردن : لن نجبر أحدا على المغادرة والخيار متروك للاجئين السوريين
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
الأردن – أكد رئيس مديرية الجنسية وشؤون الأجانب بالأردن باسم الدهامشة، أن بلاده لن تجبر أحدا على المغادرة والخيار متروك للاجئين السوريين، مشيرا إلى أن الموطن الأصلي للاجئ هو بلده.
وقال رئيس مديرية الجنسية وشؤون الأجانب بالأردن باسم الدهامشة، إن مجموع السوريين الذي غادورا عبر البلاد منذ 6 ديسمبر بلغ 22215 سوريا، موضحا أن عددا كبيرا منهم جاءوا عن طريق دول ثالثة “ترانزيت”.
وأضاف أن “عدد اللاجئين السوريين الذي غادورا الأردن من إجمالي العدد أعلاه 3106 أشخاص منهم 252 شخصا من داخل مخيمات اللجوء”.
ولفت إلى أن “الأرقام يجري تحديثها كل ساعة”، مضيفا أنه “جرى السماح لرجال الأعمال والعائلات ومزدوجي الجنسية بالمغادرة والقدوم عبر معبر جابر”.
وقال الدهامشة: “سمحنا لمن لا يملك جوازا من اللاجئين السوريين بالمغادرة بموجب تذاكر المرور الدولية التي أصدرتها السفارة السورية”. موضحا أنه “جرى تخصيص 600 ألف دينار لإجراء دراسات المخطط الشمولي لتطوير مركزي حدود جابر والكرامة”.
وكان الأردن قرر في 6 ديسمبر 2024، إغلاق معبر جابر الحدودي المقابل لمعبر نصيب السوري، بسبب الظروف الأمنية، فيما تم اعادة فتحه في 20 ديسمبر.
وكشفت الداخلية الأردنية مؤخرا عن الفئات المسموح لها بالدخول والمغادرة عبر مركز جابر الحدودي الرابط ما بين الأردن وسوريا.
واشترطت الداخلية أن يكون الدخول والمغادرة بحسب إجراءات السفر المتبعة وعدم وجود موانع أمنية، مع الاستمرار بالسماح للفئات التي سبق وأن تمت الموافقة لها باستخدام مركز حدود جابر.
وسمحت الداخلية، للمستثمرين الأردنيين الحاصلين على سجلات تجارية برأس مال معين، والأردنيين من موظفي البنوك التجارية العاملة في سوريا، ورجال الأعمال الأردنيين الحاصلين على بطاقات عضوية في غرف الصناعة والتجارة السورية. كما سمحت للطلاب الأردنيين الدارسين في الجامعات السورية شريطة حيازتهم على الوثائق الجامعية اللازمة، وللوفود الأردنية الرسمية بما فيها الوفود الاقتصادية.
وفيما يتعلق بالسوريين سمحت الداخلية بالدخول والمغادرة عبر معبر جابر للمستثمرين منهم ولعائلاتهم ممن يحملون سجلات تجارية أردنية برأس مال معين، بالإضافة إلى السماح للسوريين الذين تجنسوا بالجنسية الأردنية سواء بالجواز الأردني أو الجواز السوري.
المصدر: RT + وسائل إعلام أردنية
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
إرث يتجدّد بالعزيمة
إرث يتجدّد بالعزيمة
الأستاذ الدكتور #أمجد_الفاهوم
في #مسيرة_الأمم تُخلَّد أسماء #الرجال الذين جعلوا من حياتهم مشروعًا للعلم والعمل وخدمة الوطن، رجال لم يتوقفوا عند حدود الإمكانات، بل تجاوزوها بالإصرار والعزيمة، فصاروا قدوة للأجيال من بعدهم. ومن بين هؤلاء يبرز اسم الدكتور رؤوف أبو جابر، الذي وُلد في السلط عام 1925، ليكون شاهدًا على مراحل بناء الدولة الأردنية ومشاركًا فاعلًا في صياغة هويتها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية. لم يكن مجرد مؤرخ يسجّل ما جرى، بل كان فاعلًا حيًا في زمنه، يقرأ التاريخ ليُضيء الحاضر ويستشرف المستقبل، ويؤكد أن الهوية العربية في فلسطين والقدس ليست شعارًا عابرًا، بل مسؤولية ورسالة. كتب عن الرواد الذين عبروا الأردن، وعن شرقي الأردن واقتصاده، وعن الوجود المسيحي في القدس، وترك عشرات المؤلفات التي ما تزال مرجعًا لكل باحث في تاريخ المنطقة وهويتها. وفي الوقت ذاته تولى مناصب قيادية تركت بصماتها على الاقتصاد والمجتمع، فكان قنصلًا فخريًا لهولندا ورئيسًا لجمعيات وشركات وهيئات وطنية، جامعًا بين الفكر والعمل، بين المعرفة والتأثير الميداني، ليُثبت أن المثقف إذا انغمس في خدمة الناس صار قيمة مضاعفة. لم يكن الدكتور رؤوف باحثًا في الكتب وحسب، بل كان صوته حاضرًا في قضايا المجتمع، داعمًا لعروبة الكنيسة الأرثوذكسية، ومناصرًا للقدس، ومشاركًا في الحوارات الوطنية، حتى غدا رمزًا للعطاء الممتد لأكثر من تسعة عقود. ونال أوسمة محلية ودولية، منها وسام الاستقلال الأردني ووسام أورانج ناساو الهولندي الرفيع، ومع ذلك ظل قريبًا من الناس، متواضعًا، يرى أن التكريم الحقيقي هو أن تثمر الجهود في وعي الأجيال الجديدة وثقتها بقدرتها على البناء.
وحين نتأمل امتداد هذا الإرث نجد أن الرسالة لم تتوقف عند جيل المؤسس، بل تجسدت في ابنه زياد أبو جابر، الذي اختار أن يحمل الراية في ميدان الاقتصاد والاستثمار. برز اسمه في قطاعي التأمين والسياحة، حيث قاد الشركة المتحدة للتأمين وسط تحديات السوق وحقق نتائج لافتة، وتولى رئاسة شركات استثمارية أسهمت في مشاريع وطنية وسياحية، مثبتًا أن النجاح في عالم الأعمال ليس صدفة، بل ثمرة لثقافة الانضباط والتخطيط والعمل الجاد. لكنه لم يقف عند حدود المال والأرقام، بل أدرك أن الثروة الحقيقية تكمن في خدمة الناس، فانخرط في العمل الاجتماعي والتبرعات ودعم الجمعيات الإنسانية، مؤكدًا أن المسؤولية المجتمعية جزء لا يتجزأ من أي نجاح اقتصادي، وأن القيم التي غرسها والده في البيت لا بد أن تُترجم إلى فعل في الميدان. لقد كان حضوره في المبادرات الإنسانية انعكاسًا طبيعيًا لإرث عائلة رأت في خدمة الوطن واجبًا لا يقل عن السعي للنجاح الفردي.
هذه السيرة المزدوجة، سيرة أبٍ مؤرخٍ واقتصادي حمل القلم والفكر، وسيرة ابنٍ حمل روح العمل والاقتصاد، تشكل معًا لوحة ملهمة لجيل الشباب الأردني الذي يقف اليوم أمام تحديات البطالة والتحولات الاقتصادية ومتغيرات العصر. فهي تقول لهم بلسان الحال إن النجاح لا يولد في يوم واحد، بل يتشكل عبر سنوات من الجد والاجتهاد والالتزام، وإن العائلة التي تؤمن بالعلم والعمل قادرة على أن تصنع فارقًا في المجتمع. لقد كان رؤوف أبو جابر مثالًا للرجل الذي لم يرضَ أن يكون متفرجًا على أحداث عصره، بل اختار أن يكون شاهدًا ومشاركًا، فيما أثبت زياد أن الاستمرارية والقدرة على التكيف مع متغيرات الاقتصاد هما السبيل للحفاظ على مكانة مرموقة. وهنا تلتقي رسالة الأب مع الابن في أن المجد الحقيقي هو ذلك الذي يبقى أثره في الناس والوطن.
مقالات ذات صلةاليوم، والشباب الأردني يواجه سؤال المستقبل، تصبح قصة آل أبو جابر دليلًا على أن الجد والاجتهاد قادران على صنع المستحيل. فمن السلط خرجت سنديانة راسخة حملت القيم والمعرفة، ومن جذورها نبتت أغصان جديدة تمسك بزمام الاقتصاد وتشارك في التنمية. وكما قال الحكماء العرب: “من جدّ وجد، ومن زرع حصد”، فإن ما زرعه رؤوف في حياته حصدته الأجيال، وما يبنيه زياد اليوم سيظل رصيدًا للأردن ومستقبلًا لأبنائه. ليست هذه مجرد حكاية عائلة، بل هي دعوة صادقة للشباب أن يؤمنوا بأن الاجتهاد والإخلاص والانتماء للوطن طريق لا يضل، وأن من يسير فيه لا بد أن يترك أثرًا خالدًا، وأن من يربط بين الفكر والعمل يجعل من المستحيل ممكنًا، ومن الحلم واقعًا.