باحث بريطاني بالتاريخ يغني بحثه الأكاديمي بدراسة الحضارات المتعاقبة على سورية
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
درعا-سانا
“كل بحث في التاريخ لا يشمل سورية ناقص وغير قابل للتدوين”… بهذه المقولة استهل الباحث البريطاني في مجال التاريخ دانيال يانغ حديثه حول زيارته المعالم الأثرية والتاريخية في سورية، مبيناً أنه يحضر لرسالة الماجستير بالتاريخ في بلاده، وأراد أن يكون للشرق جزء من دراسته وخاصة سورية لما تعاقب عليها من حضارات فينيقية وسومرية ورومانية وغيرها، وصولاً للحضارة العربية.
وخلال زيارته مدينة بصرى الشام الأثرية، أكد الباحث الشاب في تصريح لمراسل سانا أن لكل منطقة أثرية سورية حكاية عشق مع تاريخ الأمم وزيارة آثارها تحتاج لشهور، حتى يستطيع الباحث تشكيل اللبنة الأولى لبحثه عن التاريخ، مبيناً أن ما شاهده في جولته على حلب وحماة وحمص وصولاً إلى دمشق وبصرى الشام يؤكد عظمة هذا البلد عبر التاريخ، ويفسر التكالب عليه في الحاضر.
وأشار الباحث يانغ إلى أنه عندما كان يخطط لزيارة سورية تلقى تحذيرات كثيرة، ولكنه وجد عكس هذه الصورة القاتمة، حيث رأى “شعباً رائعاً يستحق الحياة ويبتسم رغم ظروفه القاسية”، وقال: “من الرائع مشاهدة البنية الأثرية الموجودة في سورية وجمال الأمكنة التاريخية، أما المسرح الروماني في بصرى فله حكاية لا أستطيع إنهاء سردها من عمارة هندسية، وجمال يخطف العقول وبصدق أقول: لم أتوقع ما شاهدت”.
وأعرب يانغ عن صدمته وحزنه لمشاهد الدمار الذي ألحقه الإرهاب بالمعالم الأثرية، وخصوصاً في تدمر عدا عن تدمير الأبنية السكنية والبنى التحتية، متمنياً لسورية أن تمتلك القدرة على تجاوز محنتها التي فرضت عليها.
ورداً على سؤال: كباحث في التاريخ ماذا تعني لك سورية تاريخياً وحاضراً؟ أجاب يانغ: إن لسورية “نبضاً في قلب كل إنسان يحب الثقافة والحضارة”، مضيفاً: “أستطيع تلخيصها بأنها أم الحضارات، وبلد كل إنسان متحضر، وكلي ثقة بقدرة الشعب الذي وقف صامداً في وجه الإرهاب على الوقوف من جديد لأنني لا أتصور العالم دون سورية”.
وفي كلمة أخيرة عبر يانغ عن إصراره على العودة لسورية مرة ثانية، وأنه سينقل كل ما شاهده ودونه، بعيداً عن أكاذيب الإعلام الخارجي.
رضوان الراضي
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
البابا تواضروس: مصر أرض الفراعنة التي حملت الحضارات عبر العصور
زار قداسة البابا تواضروس الثاني، والوفد المرافق لقداسته، متحف الكتب والسفر “أدليجات” في العاصمة الصربية بلجراد.
ويقام المعرض تحت عنوان: "الأديرة القبطية والأقباط في المطبوعات التاريخية الصربية"، ويحوي مقتنيات نادرة توثق التراث القبطي في صربيا ضمن مجموعات المتحف، موزعة على ١٩ غرفة تمثل ثقافات مختلفة حول العالم، بينها مصر وإثيوبيا.
تأتي زيارة قداسة البابا للمتحف وافتتاح المعرض في إطار زيارة قداسة البابا لصربيا ضمن جولته الرعوية الحالية بإيبارشية وسط أوروبا التي بدأها يوم ٢٥ أبريل الماضي، حيث تعد زيارة صربيا المحطة الثالثة من محطات جولة قداسته بالايبارشية.
وأعرب قداسة البابا في كلمته عن سعادته بالزيارة، قائلاً: “أنا سعيد أن أكون معكم اليوم في متحف الكتب والسفر، جئت إليكم من أرض مصر، أرض الفراعنة، التي حملت الحضارات عبر العصور. مصر وطن عريق تعاقبت عليه حضارات متعددة؛ من الحضارة الفرعونية إلى القبطية، ثم الإسلامية والعربية، وصولاً إلى الحضارة الإفريقية وحضارات البحر الأبيض المتوسط والحضارة اليونانية الإغريقية، وهو ما صنع من مصر بوتقة غنية بالوحدة والتنوع في آن واحد. هذه الحضارات جميعها جعلت مصر غنية بتراثها وثقافتها. وأيضًا من أرض مصر التي تأسست على أرضها كنيستنا القبطية منذ القرن الأول الميلادي على يد القديس مارمرقس الرسول، وحافظت على تراثها، واللغة القبطية، والموسيقى، والأديرة التي ما زالت قائمة حتى اليوم شاهدة على إيمان الأجيال.
وقدم قداسته لمحة عن تاريخ الكنيسة القبطية، الذي بدأ إثر كرازة القديس مرقس الرسول في الإسكندرية، وفكرة الرهبنة التي بدأت على يد القديس الأنبا أنطونيوس الذي صار أبًا للرهبان في العالم كله. كما ألقى الضوء على رحلة العائلة المقدسة إلى أرض مصر، وما تركته هذه الزيارة من بركة عميقة وجعلت لمصر مكانة روحية خاصة، وخلال الحديث، وأوضح أن الكنيسة القبطية اليوم تخدم أبناءها في جميع قارات العالم.
وأضاف قداسته: “أدعوكم جميعًا لزيارة مصر، فمصر متحف مفتوح يحمل تراثًا فريدًا من المعابد والآثار والأديرة والمكتبات، يجمع بين الحضارة القديمة والروح المسيحية العريقة.”
وخلال الزيارة، أهدى قداسة البابا المتحف مجموعة من الكتب القبطية باللغة العربية والإنجليزية، أعرب عن سعادته بانضمامها إلى مقتنيات المتحف. كما اطلع على مجموعة مميزة من الكتب القبطية، إلى جانب مؤلفات عن شخصيات مصرية بارزة مثل نجيب محفوظ والدكتور زاهي حواس.
واختتمت الزيارة بجولة بين غرف المتحف المتنوعة، التي جمعت ثقافات من الهند والصين وإثيوبيا ومصر، في مشهد يعكس التلاقي الإنساني والثقافي بين شعوب العالم.