تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» في الساعات القليلة الماضية صورة ادعوا أنها توثق عودة السودانيين إلى بلادهم عبر الحدود المصرية السودانية بعد استعادة الجيش السوداني مؤخرا العديد من المناطق التي كان تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

وحقق الادعاء المتداول تفاعلا وانتشارا واسعين إذ رصد فريق تدقيق المعلومات بالمصري اليوم 8 حسابات مشاركة للصورة بالادعاء ذاته بمجموع تفاعلات بلغ 86 ألف تفاعل ونحو 7634 تعليقا و2219 مشاركة.



حقيقة الصورة المتداولة
تحقق فريق تدقيق المعلومات من الصورة المتداولة ووجد أنها مضللة، فمن خلال البحث العكسي تبين أن الصورة لا توثق عودة السودانيين إلى بلادهم عبر الحدود المصرية السودانية.

ووجد الفريق أن الصورة متداولة عبر حسابات عراقية منذ الأسبوع الأخير في يناير 2025 على أنها لأفواج من المعتمرين العراقيين بالقرب من منفذ عرعر الحدودي بين السعودية والعراق.



حقيقة مغادرة السودانيين مصر
كما بحث الفريق في مصادر المعلومات الرسمية، السودانية والمصرية، وكذلك المواقع الإخبارية الموثوقة في الجانبين، ولم يجد ما يفيد بأن الصورة المتداولة يوجد ارتباط بينها وبين عودة السودانيين من مصر إلى السودان عقب الأحداث الأخيرة.

تقدم الجيش السوداني في الخرطوم
تزامن هذا الادعاء مع سيطرة قوات الجيش السوداني على مناطق عديدة في السودان كانت تفرض قوات الدعم السريع سيطرتها عليها سابقا.

وذكرت وسائل إعلام سودانية الأربعاء 29 يناير 2024 أن الجيش السوداني أكمل سيطرته على مدينة الخرطوم بحري كاملة، ولم تتبقَّ إلا جيوب في الجزء الجنوبي الغربي من المدينة، في حين أعلنت قوات الدعم السريع مقتل قائد كبير بصفوفها أمس الثلاثاء، وذلك بعد أن حقق الجيش تقدما في مواقع جديدة بمنطقة شرق الخرطوم والخرطوم بحري وشرق النيل التي يطوقها من الريف الشرقي.

كما أعلن الجيش السوداني، في 24 يناير 2025 فك الحصار الذي كانت تفرضه قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام ونصف، على مقر القيادة العامة للجيش بمنطقة الخرطوم بحري، بالإضافة إلى السيطرة على مصفاة في مدينة الجيلي بالعاصمة، فيما نفت قوات الدعم السريع هذا الإعلان.

المصري اليوم  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الجیش السودانی الخرطوم بحری

إقرأ أيضاً:

كيف تؤثر سيطرة الدعم السريع على هجليج في الإنتاج النفطي للسودان؟

الخرطوم- بسيطرة قوات الدعم السريع، اليوم الاثنين، على حقل هجليج النفطي الإستراتيجي بولاية جنوب كردفان، يكون السودان فقد كل إنتاجه النفطي بالكامل، مع توقّف صادر بترول دولة جنوب السودان الذي تتم معالجته في الحقل، في وقت اعتبر فيه خبير عسكري سيطرة الدعم السريع على هجليج تعني أن المعركة انتقلت من ميادين المدن إلى قلب الشريان الاقتصادي للدولة.

وقال مصدر مأذون للجزيرة نت إن الدعم السريع وصل إلى الحقل صباح اليوم بعد انسحاب القوات المسلحة من اللواء 90 بمدينة هجليج أمس الأحد، وسُمح للمهندسين والفنيين والعمال بمغادرة الحقل بالسيارات نحو مدينة ربكونا الحدودية بدولة جنوب السودان.

وأضاف المصدر وهو من العاملين بقطاع النفط -رفض ذكر اسمه- أن المهندسين قبل المغادرة أغلقوا الآبار ومحطة المعالجة المركزية بالحقل لتأمينها من المخاطر.

أهم المصادر

ويقع حقل النفط العملاق في منطقة هجليج قرب الحدود مع جوبا، ويبعد نحو 45 كيلومترا إلى الغرب من منطقة أبيي بولاية جنوب كردفان السودانية.

ويشكّل الحقل أحد المحاور الرئيسة لقطاع النفط في السودان، إذ يعدّ مصدرا رئيسا لإمدادات الخام إلى مصفاة الخرطوم، ودعم الاقتصاد الوطني، من خلال التصدير عبر ميناء بورتسودان. ويضم منشآت رئيسية، أهمها محطة ضخ النفط الرئيسة، ومحطة معالجة الخام، وخزانات الوقود، ومحطة لتوليد الكهرباء.

وقال وزير الطاقة والنفط الأسبق بالسودان، جادين علي حسن، للجزيرة نت، إن توقُّف العمل بحقل هجليج يعني فقدان السودان لإنتاجه من النفط بالكامل والمقدر بين 30 و40 ألف برميل يوميا، إضافة لكل إيراداته من معالجة ونقل 50 ألف برميل من صادر نفط دولة جنوب السودان.

وأشار الوزير إلى أن ما تبقي للسودان من إيرادات قطاع النفط عبارة عن رسوم عبور لجزء من نفط الجنوب القادم عبر الأراضي السودانية في الخط الناقل بولاية النيل الأبيض عبر محطة الجبلين.

توقّف العمل بحقل هجليج  يعني فقدان السودان لإنتاجه من النفط بالكامل (رويترز)تغيير قواعد اللعبة

وقال الخبير الإستراتيجي المتخصص في الشؤون الأمنية والعسكرية، العميد دكتور جمال الشهيد، إن منطقة هجليج لم تكن يوما مجرد حقل نفطي، بل نقطة تماس جيوسياسي ترتبط فيها الحدود بالموارد، وتتداخل فيها الحسابات السودانية والجنوبية، وقد أثبتت أحداث 2012 أن السيطرة عليها ليست شأنا اقتصاديا فقط، بل قضية سيادة وطنية.

إعلان

وفي 20 أبريل/نيسان 2012، وبعد عام على الاستفتاء الذي أدى لانفصال جنوب السودان، استعاد الجيش السوداني مدينة هجليج بعد سيطرة جيش جوبا عليها لشهور.

وأشار الشهيد خلال حديثه للجزيرة نت، إلى أن سيطرة الدعم السريع على هجليج تعني تغييرا في قواعد اللعبة عبر الضغط على الثروة الوطنية نفسها.

وأضاف "باعتباري كنت أحد قادة تحرير هجليج عام 2012، فأنا أدرك تماما الوزن العسكري والاقتصادي والسياسي لهذا الموقع، وأفهم حجم المخاطر التي يفتحها أي تغيّر في وضعه الأمني".

وأردف أن القوات المسلحة السودانية سحبت قواتها المنفتحة في الحقل، وتحديدا اللواء 90 مشاة، في خطوة وُصفت بأنها إعادة تموضع تفرضها ظروف الميدان. لكن هذا التحرك ترافق مباشرة مع هجوم نفذته "مليشيا الدعم السريع " بالطيران المسيّر على منشآت الحقل، ما أدى إلى إصابة عدد من العاملين وإخلاء جزء من الطاقم، في مؤشر واضح على انتقال الصراع نحو "استهداف مراكز الثقل الوطني".

ضغط  وتنافس

وقررت شركة البترول الوطنية الصينية "سي إن بي سي" إنهاء استثماراتها النفطية في السودان بعد 30 عاما من الشراكة، على خلفية التردي الأمني في حقل بليلة الذي تديره بولاية غرب كردفان.

وطلبت الشركة التي تمثل الحكومة الصينية، بموجب خطاب رسمي، عقد اجتماع مع الحكومة السودانية خلال ديسمبر/كانون الأول الحالي لبحث الإنهاء المبكر لأنشطة اتفاقية تقاسم الإنتاج واتفاقية خط أنابيب النفط الخام في حقل بليلة، وشدد الخطاب على ضرورة إنهاء الاتفاقيتين في موعد لا يتجاوز 31 من هذا الشهر، نظرا لظروف "القوة القاهرة".

وحذّر الشهيد من أن أي فراغ أو ضعف في تأمين المنطقة يخلق سريعا بيئة تنافسية تجذب الأطراف المسلحة، خصوصا تلك التي تبحث عن تعزيز موقعها السياسي عبر السيطرة على مفاصل الإنتاج.

وأشار إلى أن استخدام الدعم السريع للطيران المسير في قصف منشآت هجليج يعبر عن تطور نوعي في أدواته، وقال إن الهجوم لم يكن مجرد ضربة عسكرية، بل محاولة لإحداث تأثير نفسي واقتصادي مزدوج عبر:

تعطيل العمل. إرهاب العاملين. إظهار القدرة على بلوغ منشأة ذات حماية عالية.

وتابع "السيطرة الفعلية أو حتى الاقتراب من مناطق الإنتاج تمنح ميزة تفاوضية كبيرة، لأن النفط هو عمود الاقتصاد، وتعطيله يسبب ضغطا على الحكومة وعلى دولة جنوب السودان التي يعتمد اقتصادها على مرور نفطها عبر السودان".

وأوضح أن "الدعم السريع يريد القول إنه قادر على تهديد محيط الدولة الاقتصادي، وليس فقط المناطق الحضرية أو العاصمة".

صور نشرها مقاتلون من الدعم السريع يقولون إنها لسيطرتهم على هجليج في ولاية غرب كردفان pic.twitter.com/Bd2MnKP9IB

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) December 8, 2025

الداخل والخارج

ورأى الخبير العسكري الشهيد أن أمن هجليج ليس شأنا سودانيا داخليا فقط، وأن استهداف منشآت النفط ينعكس مباشرة على دولة جنوب السودان التي يمر إنتاجها عبر الأراضي السودانية، وعلى الشركات العاملة في القطاع، وعلى دول الجوار التي تراقب تطورات المنطقة خشية انتقال عدم الاستقرار إلى عمق حدودها.

أما التأثير الداخلي -بحسب الشهيد- فهو أن استمرار التهديدات قد يزيد الضغوط على الدولة في ظل ظروف اقتصادية صعبة، ويرفع تكلفة حماية المنشآت، ويجعل الحقل أكثر عرضة لهجمات تهدف لتعطيل الإنتاج وإرباك الاقتصاد.

إعلان

وبالمقابل، قالت قوات الدعم السريع -في بيان اليوم الاثنين- "تحرير منطقة هجليج النفطية يشكل نقطة محورية في مسار تحرير كامل تراب الوطن بما تُمثّله المنطقة من أهمية اقتصادية ظلت تشكل موردا مهما لعصابة بورتسودان في تمويل الحرب وتوسيع نطاقها وإطالة أمدها".

وأضاف البيان أن الدعم السريع سيقوم على "تأمين وحماية المنشآت النفطية الحيوية بالمنطقة لضمان مصالح شعب جمهورية جنوب السودان الشقيق الذي يعتمد بشكل كبير على موارد النفط المتدفق عبر الأراضي السودانية للأسواق العالمية، وتوفير الحماية اللازمة لجميع الفرق الهندسية والفنية والعاملين في المنشآت النفطية بما يوفر البيئة الملائمة لهم لأداء أعمالهم".

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: انسحاب الجيش السوداني من هجليج يعني الاستعداد لهجوم مضاد
  • سيطرة الدعم السريع على أكبر حقل نفطي في السودان تشعل غضب المنصات
  • عصب الاقتصاد السوداني يقع في يد ميليشا الدعم السريع .. تفاصيل
  • الجيش ينسحب من حقل هجليج النفطي بعد سيطرة الدعم السريع في السودان
  • بعد خسارة شريان النفط.. هل بات الجيش السوداني مجبرا على التفاوض؟
  • كيف تؤثر سيطرة الدعم السريع على هجليج في الإنتاج النفطي للسودان؟
  • سيطرة قوات الدعم السريع على مناطق النفط.. متغيرات جديدة في حرب السودان
  • الجيش السوداني يكشف عن دولة إقليمية تدعم قوات الدعم السريع
  • أهم منطقة نفطية | الدعم السريع تسيطر على عصب الاقتصاد السوداني
  • الجيش السوداني ينسحب من حقل هجليج النفطي والدعم السريع تهاجم