وسط الحشد الذي يملأ المحكمة وقت الظهيرة، وقفت سيدة في نهاية منتصف العقد الرابع من عمرها، تنتظر دورها للمثول أمام القاضي، ويعلو وجهها مشاعر الحزن والخذلان؛ وتسأل كل من يمر بجوارها عما سيحدث معها بالداخل، وتحاول أن تخفي حزنها بابتسامة، ليتبين أنها جاءت لتخلص نفسها من الظلم الذي وقع عليها على مدار الـ20 عاما الماضية، بعد أن كشفت اللاعيب زوجها وحب حياتها على حد تعبيرها؛ ووالدته، فقررت أن تلجأ لمحكمة الأسرة وتقيم ضده دعوى طلاق لترد حق قهرتها التي تسببا فيها؛ فما القصة؟

ماذا حدث قبل 20 عاما؟

قبل 20 عاما جاء اليوم الذي انتظرته 3 سنوات، بعدما تزوجت من حبيبها الذي أوفى بوعده وخطبها بعد أن أوهمها بالحب والحياة المثالية، لتعتقد أن الحياة ضحكت لها ولم تعلم أن بعد العيش معه تحت سقف منزل واحد ستفهم أسباب عدم موافقة والدتها عليه، التي نصحتها مرارا وتكرارا بالتأني في اختيار شريك حياتها، لأنها صغيرة في السن وطباع الرجل تختلف بعد الزواج عن حالة الحب والهيام التي يعيشا بها اليوم، لكنها اعتقدت أن والدتها لا ترغب في زيجتها منه، وبدأ يلعب على عقلها ويبخ السم في حياتها وأن والدته لا تحبه، لذا عاندتها وسمعت له بحسب حديث «نجوان» لـ«الوطن».

أوهمها الزوج أن والدته ستكون والدتها بعد أن لعب في عقلها على مدار 3 سنوات بأنه سيعوضها عن أفعال عائلتها، وكان يشاركها في كل شيء، فأعتقدت أنها على دراية بكل كبيرة وصغيرة في حياته، ولم تعلم أن سيكون مصيرها طلب الطلاق «بعد حب 20 سنة استغنى عني في لحظة»، وبصوت غلب عليه البكاء، حكت نجوان تفاصيل زيجتها التي كسرت قلبها ودمرت حياتها بنفسها، بسبب أنها تحدت جميع العقبات وفعلت المستحيل حتي يجمعهما منزل واحد وساعدته كثيرا حتي يستعد للزواج وتجهيز الشقة، وخطبا لمدة أشهر قليلة، وبعد أول مشكلة بينهما كان يعايرها بتضحياتها؛ وفقا لتعبيرها.

وبعد مشكله كبيرة تغاضت عنها قرر أن يأجل الإنجاب حتى تتحسن أموره المادية، ووقتها اكتشفت بأنها حققت حلمها وتزوجت منه، وبعد فترة بدأ يعاملها بشكل سيئ وقاسٍ، وحاولت معه لمدة 9 سنوات بأن تتوقف عن أخذ موانع الحمل لكنه رفض بشكل قاطع، وحدثت مشكلات كبيرة كادت أن تصل للطلاق حتى وافق على رغبتها، لكن والدته تسببت في مشكلات عدة، وبالفعل بدأت تبحث عن حلم الإنجاب: «من يومها وأنا من دكتور للتاني، وكل واحد يقولي كلام غير التاني، وبعد فترة طلبت منه إني أعمل حقن مجهري بعد ما نصحني الدكتور عشان نخلف لكنه رفض ولما اتكلمت مع أهله رفضوا وقالوا لي إن العملية مكلفه»، وفقا لحديثها.

الزوج ووالدته دمرا حلم الأمومة

«أمه قالتلي العملية غاليه يتجوز أسهل».. حزنت نجوان عندما سمعت ردة فعل حماتها لكنها اعتقدت أنها تفتعل معها مشكلة، وعندمت اشتكت لزوجها رفض الحديث معها، فتركت المنزل على إثر تلك المنشكلة واتصلت بيه أكثر من مرة لكنها تخلى عنها، فعلمت أنه لا يرغب في إجراء عملية للإنجاب ولا يريد إنفاق أمواله في عملية غير مضمونه على الرغم من أنه هو الذي تسبب في مشكلاتها الصحية.

«من 20 سنة اتجوزت وأجبرني على عدم الإنجاب لحد ما ظروفة تتحسن، وسنة جابت سنة وهو بيجبرني على موانع الحمل، وأنا كان نفسي أخلف ومش ذنبي إن ربنا ما أنعمش عليا بالخلفة حتى بعد ما بطلت الموانع لأنها سببتلي مشكلات صحية كبيرة»، وخلال صدمتها من عدم إنجابها وتدهور حالتها الصحية صدمت أنه يجهز من زواجه من أخرى، بسبب عدم قدرتها على الإنجاب، ورغم ذلك يرفض إجرائها لعملية حقن مجهري، ووفقًا لتعبيرها وقف العالم من حولها عن الحركة وتسبب في إصابتها بجلطة مؤقتة ولم يفكر حتى في السؤال عنها.

ولم تتخيل أن الرجل الذي أحبته وأخلصت له لمدة 20 عاما، سيتخلى عنها بهذه الطريقة القاسية، وبدلا من أن يقف بجوارها ويكفر عن ذنبه زاد جرحها لتتفاجأ أنه يبحث عن عروس ليتزوج وهي على ذمته ليحقق حلم الإنجاب الذي حرمها منه، وعندما تحدثت معه برر ذلك بأنه من أجل الإنجاب، ورفض طلاقها بشكل قاطع.

واسترجعت «نجوان» لقطات من زواجها، بعدما عاشت معه بكل حب وكانت تزيف أنها سعيدة معه حتى لا تحمله فوق طاقته، وعاشت تقلباته المادية حتى أنها كانت تجعل عائلتها تنفق عليها، وكانت تكذب على الجميع بأنها أجلت فكرة الإنجاب حتى تستقر حياتهما، على حد حديثها.

زواج الزوج من أخرى ورفضه لطلاقها 

على الرغم من جرحها لكنها حاولت على مدار عامين و3 أشهر إقناعه بنسيان الماضي، وبدء صفحة جديدة معا، لكنه كان قرر أن يبدأ حياته مع شخص جديد متناسيا قصة حبهما، التي دمرت حياتها: «قولتله إني نفسي أخلف قالي ارضي باللي ربنا كاتبه ليكي وأنا مش هصرف فلوس على حاجة مش مضمونة، وإن الجواز هو الحل عشان ميدخلش نفسه في دوامة العمليات، ولما طلبت الطلاق عشان نفسي أكون أم، رفض بكل أنانية»، وفق لحديث «نجوان».

قالت الزوجة إنها جاءت بعد أن يأست من إقناع زوجها بتلبية رغبتها في أن تصبح أمًا، وزواجه من أخرى وحملها وهو لا يكترث لمشاعرها ويرفض طلاقها، فقررت الذهاب لمحكمة الأسرة بالدقي بعد زواج دام 20 عاما، لتقيم ضده دعوى حملت طلاق للضرر رقم 8644، وأرفقت في دعواها المستندات التي تثبت تضررها الجسدي والنفسي الذي تسبب فيه الزوج.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: محكمة الأسرة دعوى طلاق طلاق للضرر بعد أن

إقرأ أيضاً:

تحسن في معدلات الإنـجاب على مستوى محافظات الجمهورية لعام 2024

أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصـاء اليوم، الأربعاء 21/5/2025، عن إصدار معدلات الإنـجاب على مستوى محافظات الجمهورية لعام 2024، والتي تمثل أداة حيوية لفهم الوضع السكاني في مصر.

ابتداءً من اليوم.. إتاحة كراسة شروط سكن لكل المصريين7 لمتوسطي الدخل إلكترونياوزير البترول السابق: الدولة تدفع مليار جنيه يوميا لدعم السولار


وتُعد معدلات الإنـجاب واحدة من أبرز المؤشرات السكانية التي تؤثر بشكل مباشر على خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر. 

وفي هذا السياق أصدر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء معدلات الإنـجاب لمحافظات الجمهورية لعام 2024، وذلك بالاعتماد على بيانات المواليد الإلكترونية التي يتم إعدادها بوزارتي التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، الصحة والسكان، كما تم تأكيده ومراجعته باستخدام النماذج الإحصائية، ويعد ذلك استكمالاً لما تم عام 2023.

تم استخدام الهيكل العمري لتعداد 2017 وفقاً للإسقاطات السكانية الأخيرة لإجمالي الجمهورية للحصول على توزيع السيدات بحسب فئات سن الإنـجاب للمحافظات عام 2024.  

تم تقدير معدلات الإنـجاب الكلية والتفصيلية لمحافظات الجمهورية باستخدام توزيع المواليد لعام 2024 وفقاً لعمر الأم حسب محل الإقامة (قاعدة بيانات المواليد والوفيات لوزارة التخطيط)، وعدد السيدات حسب الفئات العمرية الخمسية (49-15) لعام 2024 بمحافظات الجمهورية.

ووصل متوسط عدد المواليد لكل سيدة (معدل الإنـجاب الكلي) على المستوى الإجمالي إلى 2.41 طفل لكل سيدة عام 2024، بنسبة انخفاض مقدار 5.1% مقارنة بعام 2023، ويوضح شكل (1) الانخفاض المستمر في متوسط عدد المواليد لكل سيدة منذ عام 2014 وحتى عام 2024 وهو ما يعكس المضي بخطى جيدة في سبيل تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية (2023- 2030).

وكشفت البيانات عن تفاوت معدلات الإنـجاب بين المحافظات، حيث سجلت محافظة بورسعيد أدنى معدل إنـجاب كلي بلغ (1.54 طفل لكل سيدة)، وهو ما يتماشى مع انخفاض معدلات الإنـجاب في المحافظات الحضرية ومحافظات الوجه البحري. في حين جاءت محافظة مطروح في المقدمة بمعدل (4.75 طفل لكل سيدة)، يوضح هذا التفاوت استمرار ارتفاع معدلات الإنـجاب في المحافظات الحدودية والوجه القبلي، مما يتطلب مزيدًا من التدخلات التنموية لتعزيز الوعي بالصحة الإنـجابية وتنظيم الأسرة شكل (2). 

بمقارنة معدل الإنـجاب الكلي المقدر لعامي 2023، 2024 ومعدل الإنـجاب الكلي لعام 2021 بناء على مسح صحة الأسرة المصرية 2021 اتضح انخفاض معدلات الانـجاب في جميع المحافظات شكل (3).

عند مقارنة معدل الإنـجاب الكلي لعام 2024 بمعدلات 2023 2021، يتضح أن جميع المحافظات شهدت انخفاضًا متفاوتًا في معدلات الإنـجاب، ما يعكس تأثير السياسات السكانية والبرامج التوعوية التي تم تنفيذها خلال السنوات الأخيرة.

وأكد الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء حرصه على توفير هذه المؤشرات في الوقت المناسب لأهمية استخدام هذه البيانات في رسم السياسات السكانية ودعم خطط التنمية المستدامة، لضمان تحسين جودة الحياة والارتقاء بمستوى الخدمات الصحية والاجتماعية. 

ودعا إلى مواصلة الجهود لتعزيز التوعية بمفاهيم الصحة الإنـجابية وتمكين المرأة، بهدف تحقيق التوازن الديموجرافي المستهدف.

طباعة شارك الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء معدلات الإنجاب المواليد النماذج الإحصائية

مقالات مشابهة

  • وفاة زوجين في نفس اليوم بعد احتفالهما بذكرى الزواج الـ 74
  • اليابان تجدد طلبها للولايات المتحدة الأمريكية بضرورة إلغاء الرسوم الجمركية
  • بعد عام من الزواج.. يكتشف أنه امرأة
  • إجراء 212 عملية بالمخيم المجاني الطبي للعيون في البيضاء
  • سكارليت جوهانسون: القصص ينبغي أن تُروى حتى لا تزول
  • مصاب بطلق ناري.. العثور على جثة شخص في الهرمل
  • إشكال وجرحى في عكار العتيقة.. والسبب بلدي!
  • فيديو مروّع في لبنان.. طفلٌ يسقط من حافلة!
  • تحسن في معدلات الإنـجاب على مستوى محافظات الجمهورية لعام 2024
  • يحمل اسم شخصية توراتية.. ماذا نعرف عن مشروع "استير" الذي تبناه ترامب؟