لجريدة عمان:
2025-05-24@00:58:57 GMT

سيرة مناضلة

تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT

سيرة مناضلة

إذن لا يزال هناك فـي هذه الحياة - التي تبدو كالحة بعض الشيء، فـي هذا العصر الذي فقد جميع نقاط استدلاله ومرجعياته والكثير من قيمه، أو بمعنى ما، هذه الحياة التي وكأنها أعلنت لائحة موتها النهائية وانسحابها من صورتها قبل أي شيء آخر- بعض الأبطال الحقيقيين فـيها، أو لنقل بعض البطلات اللواتي نستطيع أن نلتقي بهن فـي الشارع ونتحدث معهن ونتعرف إليهن.

هذا ما يراودنا ونحن نقرأ رواية «ملحمة أنيت» للكاتبة الألمانية أنَّه فـيبر (الصادرة بترجمة عربية جميلة لسمير جريس، عن منشورات «الكرمة»، فـي القاهرة)، وهي الرواية التي حازت «جائزة الكتاب الألماني» لعام 2020، حيث جاء فـي حيثياتها «إنه لأمر مبهر كيف يبدو هذا الشكل الملحمي القديم طازجا، وبأي خفة استطاعت فـيبر تكثيف حياة آن بومانور، المناضلة فـي حركة المقاومة الفرنسية وتحويلها إلى رواية عن الشجاعة، وصلابة المقاومة، والنضال من أجل الحرية».

تخبرنا هذه الجملة السابقة المقتطفة من بيان لجنة التحكيم، ودفعة واحدة، عن أجواء الرواية التي تأخذنا إلى عالم نتناساه «عمدا»؛ نتناساه عمدا بكون كل فعل مقاومة، ضد الاحتلال، أصبح اليوم ملعونا، وكأنه ذلك الشرير الذي يجب التخلص منه.

فـي أيّ حال، وفـي منطقة «الدروم» (الفرنسية) وبالقرب من قرية صغيرة، كان تعيش آن بومانوار (لا يرد اسمها إلا مرة واحدة طيلة الكتاب)، المعروفة باسم أنيت، وهي امرأة صغيرة تبلغ من العمر ما يقرب من مائة عام، ذات عينين لامعتين وخطاب حيوي. انضمت إلى المقاومة الشيوعية ضد الاحتلال النازي لبلادها وهي فـي سن التاسعة عشرة، وخرقت قواعدها من خلال أخذ زمام المبادرة لإنقاذ مراهقين يهوديين. ناضلت فـي مدن عدّة: رين وباريس وليون؛ شاركت فـي تحرير مارسيليا، وبعد فترة قصيرة من حياة بورجوازية - دراسة الطب والزواج والإنجاب - التزمت عميقا بحرب الاستقلال الجزائرية، الأمر الذي أدّى إلى الحكم عليها بالسجن لمدة عشر سنوات. بيد أنها تمكنت من الهروب، «بشكل لا يصدق» فوصلت إلى تونس، ثم إلى الجزائر حيث شاركت فـي أول حكومة مستقلة فـي عهد بن بلة، قبل أن تضطر إلى الفرار مرة أخرى بعد انقلاب بومدين. هكذا كانت حياتها باختصار شديد. من هنا، بدا السؤال الكبير، سؤال الكتابة، كيف يمكن أن نحكي عن منعطفات وتقلبات هذه الحياة البطولية وأعمالها العظيمة وحتى شكوكها؟

من هنا، تلجأ الكاتبة إلى النشيد، فهذه الملحمة الحياتية، تستحق ملحمية الكتابة، لذا نحن لا نقف أمام سردية عادية من سرديات القص، بل وكأننا أمام قصيدة «بطولية»، ترويها أنّه فـيبر، المولودة فـي ألمانيا العام 1964، والتي تعيش فـي باريس، حيث كتبت مجموعة من «الأعمال المبتكرة والمتنوعة، التي تغرف كثيرا من الرواية الأسطورية»، من دون أن تنسى فـيها محاولة «استكشاف أصولها عبر رحلة فـي الزمن»، مع العلم أنها تكتب كل كتاب من كتبها بلغتين: الألمانية والفرنسية، وهي أيضا مترجمة نقلت أعمال كتّاب فرنسيين إلى الألمانية وكتّاب ألمان إلى الفرنسية، فـي رحلة «بين ضفتين».

عبر مسار حياتها هذه، تأخذنا الكاتبة إلى مسار آنيت النضالي، الذي لم يتوقف لغاية أيامها الأخيرة، حتى على حساب عائلتها. حياة مثالية، بالنسبة إلى كثيرين منّا؛ حياة مثيرة للإعجاب، من دون أي تنازلات، والأهم من دون أي أخطاء. لكن علينا أن ننتبه إلى أمر أساسي: بالنسبة إلى أولئك الذين يعرفون تلك الفترة من التاريخ، ربما لا يجلب الكتاب لهم أي شيء جديد، إلا صورة هذه المرأة الاستثنائية؛ لكن الكتاب، ومن دون أدنى شك، يقدم الكثير للأجيال الجديدة، التي لم تلتقط إشارات التاريخ ولم تقرأ عنه، إلا ما تحاول بعض وسائل الإعلام تسريبه، وربما تزويره. من هنا تأتي هذه «الشهادة» - وأستعمل هذه الكلمة اصطلاحا؛ لأن الرواية مستمدة من أفضل مصدر: إنها آنّه نفسها من يروي كل ذلك، بعد أن التقت بها الكاتبة وسجلت لها «مذكراتها» - كوثيقة حياتية وفكرية ونضالية عن امرأة ناضلت بصمت من دون أي ضجيج، فالمقاومة، مثل معظم الأشياء التي نقوم بها، وكما نقرأ بما معناه، لا تتأتى (أو تنتج) من قرار نتخذه مرة واحدة وإلى الأبد، ولكن من تحول، إذا جاز التعبير، من تحول غير محسوس وتقدمي نحو شيء لا نملك أي فكرة عنه بعد.

قد يكون أجمل ما فـي هذه «السيرة الملحمية»، أن الأبطال يكونون أعظم بكثير عندما لا يعرفون أنهم أبطال. عندما يتفاجؤون بالغار الذي يوضع على رؤوسهم. فـي أي حال، وعلى الرغم من أن الكاتبة تروي قصة أنيت بدقة شديدة، إلا أنها ترويها «بتواضع»، حيث لا تميل إلى كتابة مشاهد العنف الفجة، وحين تشعر أنها لا تستطيع تجاوز ذلك، نجدها تسكت عبر «وقفة بسيطة»، تاركة لنا، ما لا يمكن وصفه، وراء هذه الكلمة، لتعطي المجال والحيوية لخيالنا بأن يكون قادرا تماما على إكمال بقية الرحلة.

بعيدا عن سيرة البطلة الملحمية، تعود الكتابة هنا، على نوع من أغنية أو نشيد كما أسلفت، وذلك بالمعنى القديم للكلمة. ثمة نشيد وغناء للبطلة، عبر نوع من الشعر الحرّ، يسلط الضوء على قوة وشجاعة هذه المرأة عبر «مغامراتها». قد نشعر فـي البداية بنوع من الزعزعة ما ونحن نقرأ هذا النوع من «الكتابة الروائية»، إلا أنه ما إن تمضي بعض الصفحات حتى يحملنا الإيقاع بعيدا، وبسرعة كبيرة، كذلك تأتي هذه الانقطاعات فـي الخطوط العريضة (ما أشرت إليه سابقا بجعل القارئ يتخيل ما لا يقال) لتجعلنا نهدأ أكثر مما تزعجنا.

هل باحت لنا الحياة بكل أسرارها؟ بالتأكيد لا. لذا فهذا كتاب يقرأ وبخاصة لمن يحب أن يغوص طويلا فـي سيرة المجهول، قبل أن تعود لتطفو على السطح بفضل... الأدب. ربما لأن الأدب يبقى دائما أهم من التاريخ. قلت ربما.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: من دون

إقرأ أيضاً:

ما الذي تصبو إليه رواندا والكونغو وحركة إم23 من مساعي السلام؟

من بين كثير من الصراعات التي شهدتها القارة الأفريقية عبر تاريخها الحديث، يبرز الصراع الأكبر والأطول في منطقة البحيرات العظمى، وتحديدا شرق الكونغو الديمقراطية شمال بحيرة كيفو.

صراع امتد 3 عقود أو أكثر، بدوافع محلية وتوابع إقليمية، بالإضافة إلى أياد دولية، حتى بات يصطلح عليه باسم "الحرب العالمية الأفريقية".

محطات كثيرة مر بها الصراع خلال العقود الثلاثة المنصرمة، اتخذت فيها الأحداث تارة طابع الحرب الأهلية، وتارة اتسمت بالحروب مع دول الجوار، وأحيانا سادت الأجواء بعض الهدن وقليل من السكون الذي صاحب جولات من الوساطات الإقليمية.

ولم تفض الوساطات من داخل القارة إلى إنهاء الصراع الطويل، بل إن بعضها زاد من تعقيدات المشهد، وعمّق الفجوة بين الأطراف المعنية.

وبعد إرسال قوات حفظ سلام أفريقية، تعرضت هي أيضا لهجمات، فضلا عن اتهامات وُجّهت لتلك القوات بالانحياز لهذا الطرف أو ذاك.

العاصمة الكونغولية كينشاسا (الجزيرة)

بدأت حركة إم23، ومعها تحالف نهر الكونغو (AFC)، مطلع العام الجاري 2025 هجوما متصاعدا تهاوت أمامه قرى ومدن شرق الكونغو واحدة تلو الأخرى، فقد سقطت مدن غوما ثم بوكوفا مرورا بروبايا، أمام تقهقر الجيش الكونغولي وانسحابه من بعض مواقعه من دون قتال.

إعلان

توالت إثر تلك التطورات الاجتماعات والبيانات الأممية، داعية إلى ضرورة وقف الهجوم، كما وجهت اتهامات لرواندا بزجّ قرابة 5 آلاف مقاتل للمشاركة في تلك الهجمات.

وقد دعا مجلس الأمن الدولي الأطراف كافة لوقف الأعمال العدائية واحترام سيادة الكونغو الديمقراطية، وأدان في قراره رقم 2773 هجمات حركة إم23 وطالب رواندا بسحب قواتها.

رفضت كيغالي تلك الاتهامات، كما نفت مشاركة قواتها في المعارك الجارية شرقي الكونغو، لتقرّ فقط باتخاذها إجراءات قالت إنها تعزز أمنها القومي عند حدودها الشمالية مع جمهورية الكونغو، إثر تعرض مدن وقرى رواندية لقصف اتهمت القوات الكونغولية بالوقوف وراءه.

ومن خارج القارة الأفريقية، وفي 18 مارس/آذار 2025 أعلن عن اجتماع بين أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وكُل من الرئيسين الرواندي والكونغولي، بول كاغامي وفيليكس تشيسيكيدي، والإعلان عن وساطة بين رواندا والكونغو من جهة، ومسار لحل الصراع في شرق الكونغو من جهة أخرى.

قطر توسطت في اتفاق وقف إطلاق النار بين الكونغو الديمقراطية ورواندا (الفرنسية)

وخرج عن ذلك الاجتماع المفاجئ للجميع بيان مشترك حول البدء بمسار نحو السلام، تبعته سلسلة اجتماعات على مستوى ممثلي الأطراف تشارك فيه وفود من رواندا والكونغو وحركة إم23.

وفي مسار مكمل لما يجري في دولة قطر، كانت هنالك خطوات في الولايات المتحدة أفضت حتى الآن إلى توقيع إعلان مبادئ نحو السلام بين كيغالي وكينشاسا، وأتبع في الخامس من مايو/أيار الحالي بتقديم الطرفين مسودات مقترحة لاتفاق سلام.

حرصت الأطراف جميعها على التكتم على مسار المفاوضات بغية إنجاحها وعدم التشويش على مجرياتها المعقدة بالطبع، إلا أن تساؤلات عما يتطلع إليه كل طرف، وكذلك هواجسه ومخاوفه، يمكن التوصل إليها عبر سؤال محللين ومتخصصين من مختلف الأطراف. وذلك ما سعينا له في هذا التقرير، إذ توجهنا بسؤالين عن الآمال والهواجس، إلى أولئك المتخصصين.

إعلان من كينشاسا

بدأنا بالعاصمة الكونغولية كينشاسا في محاولة لفهم رؤية الحكومة لمسار السلام بين الآمال والهواجس. سألنا السكرتير الفخري لحزب الاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم الاجتماعي الحاكم، ديابانزا موانانيني، عن رؤية بلاده للجهود الدبلوماسية فقال إن بلاده في مرحلة ما "دعت الولايات المتحدة للمشاركة في مفاوضات اعتبرت ذات طابع قانوني يتعلق بالأمن"، وأضاف أن الخطوة تأتي بعد "30 عامًا من القضايا الأمنية وكانت رواندا الفاعل الرئيسي فيها"، حسب تعبيره.

ويقول موانانيني "إذا فهمت رواندا حجم الاستثمارات التي ستلي هذا الترتيب مع الولايات المتحدة، فستُدرك الفوائد التي يمكن أن تجلبها مثل هذه الشراكة". وبحسب موانانيني، فإن رواندا إذا انسحبت "فستكون الخاسر الرئيسي لأنها لا تمتلك القدرة اللوجستية التي تمكنها من مواجهة الولايات المتحدة، لا سيما أن هناك موارد تبدو الولايات المتحدة مهتمة بها بشكل خاص"، على حد قوله.

مدنيون فرّوا من غوما شرقي الكونغو الديمقراطية بسبب القتال بين متمردي إم23 والقوات الحكومية (رويترز)

ويختم موانانيني حديثه بالقول إنه "ينبغي لرواندا أن تفهم منطق الشفافية في هذا التبادل، وأن تتجنب اتخاذ موقف سلبي متشدد مع الاستمرار في تقويض جمهورية الكونغو الديمقراطية. أعتقد أن على رواندا هذه المرة أن تغتنم الفرصة حتى لا تخرج كطرف خاسر"، وفق ما قال.

رواندا.. الجار القريب

طرف آخر من الصراع كان علينا الاقتراب من موقفه وإن بشكل غير رسمي هنا في كيغالي؛ هو الصحفي الرواندي غيتيتي نييرينغابو روهوموليزا الذي لا يخفي بدوره آماله وقلقه في الوقت ذاته على المسار الدبلوماسي.

يقول روهوموليزا إنه "خلال العقد الماضي، وخاصة في السنوات الثلاث إلى الأربع الأخيرة، كانت الحملة المعادية لرواندا هي الوقود الذي يغذي الأجندة السياسية في كينشاسا". ويضيف أن "خطابهم المعادي" امتد ليؤدي بالضرورة "إلى اضطهاد التوتسي الكونغوليين والتنكيل بهم وقتلهم داخل جمهورية الكونغو الديمقراطية".

ملاذ آمن

ويقول روهوموليزا إنه "عند الإفراج عن مدانين بارتكاب الإبادة الجماعية، وفرت لهم الحكومة الكونغولية ملاذًا آمنًا". ويضيف "أن الرئيس الكونغولي هدد في مناسبات عدة بغزو رواندا".

لكن "أكثر الأفعال إثارة للقلق والتي لا تزال الحكومة الكونغولية تمارسها"، بحسب روهوموليزا، تتمثل "باستمرار تسليح وتمويل ودعم قوات الجبهة الديموقراطية لتحرير رواندا (FDLR) التي يقودها مرتكبو الإبادة الجماعية في رواندا".

إعلان

ويقول روهوموليزا إن خوفهم الرئيسي نابع من أزمة ثقة مع كينشاسا، إذ يرى أن مشاركة الحكومة الكونغولية في هذه المفاوضات من وجهة نظره "ربما لا تعدو أن تكون فرصة لإعادة التسلح، وتجنيد مزيد من المرتزقة وأفراد (FDLR)، ثم شن هجوم جديد على حركة إم23 بهدف جرّ الحرب إلى رواندا"، وفق قوله.

ويشير روهوموليزا إلى أن "خطاب الكراهية الموجه ضد رواندا عمومًا وضد التوتسي الكونغوليين بشكل خاص لن ينتهي بتوقيع اتفاق للأسف"، مشيرا إلى أن "تغذية خطاب الكراهية في الوعي العام سيحتاج عقودًا من العلاج". ويبدي الصحفي الرواندي خشيته "من أن التوتسي الكونغوليين سيحتاجون إلى وقت طويل قبل أن يشعروا بالأمان مجددًا في مناطق أخرى من بلادهم".

واتهم روهوموليزا الرأي العام الكونغولي بالانحياز ضد رواندا بشكل كبير، "إلى درجة أنه لن يسمح للسياسيين في كينشاسا بتطبيع العلاقات مع رواندا".

الفصيل الفاعل.. حركة إم23

وعن رؤية حركة إم23 ومواقفها تجاه مسار السلام، يقدم الباحث المقرب من الحركة البروفسور الكونغولي أليكس مفوكا، في حديثه للجزيرة نت، تقدير موقف يقول فيه "إن الحركة تأمل بشدة وتتوقع التوصل إلى حل سياسي يستند إلى معالجة الجذور العميقة للصراع".

قوات تابعة لحركة إم23 وسط مقاطعة كيفو في شرق الكونغو (رويترز)

ويضيف مفوكا أن الحركة تتطلع أيضا إلى "التخلص من المشكلات المتعلقة بغياب الحوكمة في الكونغو الديمقراطية وإنهاء الفساد المستشري في ظل نظام سياسي يعاني من مشكلات مزمنة في آليات الحكم".

ويتحدث البحث المقرب من حركة إم23 عن "ثقافة سائدة من السياسات القائمة على أسس المركزية العرقية والتي تستغل القبلية وغيرها من أشكال العنصرية البدائية"، مشيرا إلى أن الحركة "تأمل وضع حد لثقافة خطاب الكراهية، ووقف التعبئة حول فكرة اضطهاد التوتسي الكونغوليين أو الناطقين بلغة الكينيارواندا من الهوتو والتوتسي" على حد سواء، والتي أصبحت، حسب ما يقول مفوكا، "شكلًا من أشكال الصواب السياسي في جمهورية الكونغو الديمقراطية".

إعلان

كذلك تأمل الحركة، وفق مفوكا، عودة 100 ألف لاجئ كونغولي. ويضيف البروفسور مفوكا للجزيرة نت أن حركة إم23 "تدرك أن الصراع في الشرق ليس مجرد نزاع قبلي بل هو سياسة شعبوية صادرة عن الحكومة المركزية".

وعن هواجس حركة إم23 إزاء الحكومة الكونغولية، يقول مفوكا إن الرئيس فيليكس تشيسيكيدي لديه سجل كبير في التنصل من الاتفاقيات السياسية واتفاقيات السلام"، وإن "حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية تفتقر إلى آليات مؤسساتية وقدرات حقيقية لتطبيق السلام والحفاظ على الاستقرار، وتقديم ضمانات لتنفيذ أي اتفاق سلام".

خريطة جمهورية الكونغو الديمقراطية (الجزيرة)

وأما بخصوص العراقيل التي يراها مفوكا لا تزال تعتري مسارات السلام بشكل عام، فيشير إلى وجود "قانون أقره البرلمان ويمنع الحكومة من التفاوض مع الحركة المتمردة، ولم يتم إلغاؤه أو تعديله منذ بدء المفاوضات".

ويؤكد مفوكا "أن التوترات العرقية المستمرة أو استغلال الموارد الطبيعية أو تدخل أطراف خارجية ليست السبب وراء غياب الاستقرار في الكونغو الديمقراطية"، بل يرى "أن فشل عمليات السلام السابقة أتى نتيجة غياب الإرادة السياسية، والفشل في معالجة الأسباب الجذرية للصراع"، وهي العوامل التي يقول إنها تمثل "مصدر القلق والخشية لدى حركة إم23".

وعليه، تبدو الآمال الواعدة بالسلام في منطقة البحيرات العظمى غاية تجمع عليها أطراف الصراع الأساسية، وفق ما هو معلن، بيد أن ذلك يتطلب إرادة جامحة لدى تلك الأطراف للسير نحو سلام يمنح خصوم اليوم الوقت الكافي لترميم تصدعات 3 عقود من خطاب الكراهية وسفك الدماء.

مقالات مشابهة

  • الليل الذي لا ينام في غزة.. رعب وخوف وندوب نفسية لا تنمحي
  • عدد ركعات صلاة الضحى.. اعرف سر رقم 360 الذي يعادلها
  • التشهير.. عقوبة من يخطئ في سيرة أتاتورك
  • الدبلوماسي العاري.. من هو المبعوث الأممي توم فليتشر الذي يقف في وجه إسرائيل؟
  • غلاكسي إس 25 إدج.. ما الذي ضحت به سامسونغ من أجل التصميم الأنيق؟
  • ما الذي تصبو إليه رواندا والكونغو وحركة إم23 من مساعي السلام؟
  • حلم الثري اليهودي فريدمان الذي يسعى سموتريتش لتحقيقه
  • الشي الوحيد الذي أصاب ترامب فيه
  • مُطيع .. في سيرة وزير خارجية اليمن الديمقراطي
  • عدد الأصدقاء أم نوعيتهم؟.. ما الذي يحقق لنا السعادة في التواصل الاجتماعي؟