قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، إن الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً يشكلون أكثر من نصف عدد السكان في دولة الإمارات، مما يجعل تمكينهم أساساً لنهضتنا الوطنية، ولذا فإن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، يؤكد لنا دائماً أن الشباب هم أهم مواردنا الوطنية، ولهذا، تعتمد خطط الدولة على التعاون بين كافة الجهات المعنية، من الأسر والمدارس والقطاعين الحكومي والخاص، لضمان إعداد الشباب للمستقبل بنجاح.

 جاء ذلك خلال كلمة الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي الثاني لحوار الحضارات والتسامح، الذي ينظمه مركز باحثي الإمارات للبحوث والدراسات، بالتعاون مع وزارة التسامح والتعايش، تحت شعار "تمكين الشباب من أجل مستقبل متسامح"، والذي انطلقت أنشطته، أمس الثلاثاء، بحضور  عبدالله بن بيّه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس منتدى أبوظبي للسلم، وعفراء الصابري، مدير عام وزارة التسامح والتعايش، وأكثر من 100 من المتحدثين الدوليين و 5000 مشارك من ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية، والهيئات الحكومية، والأكاديميين، من أكثر من 70 دولة حول العالم، بالإضافة إلى مشاركة أكثر من 200 ورقة بحثية حول بحوث التسامح والتعايش ،كما ضم المؤتمر 10 عروض موسيقية وفنية تمثل تنوع الحضارات وتعزز رسالة السلام والتسامح حول العالم.
وخلال كلمته الافتتاحية، أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أن البحث العلمي في مجال التسامح يشكل حجر الأساس في وضع مبادرات فعالة تعزز القيم الإنسانية وتؤثر إيجابياً في الأفراد والمجتمعات، مشدداً على دور المشاركين في المؤتمر في إثراء الوعي المحلي والإقليمي والعالمي حول التسامح والأخوة الإنسانية، ودورهما في تشكيل مستقبل المجتمعات البشرية.

أهم الموارد الوطنية

وحول شعار المؤتمر لهذا العام وهو "تمكين الشباب لمستقبل متسامح" أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يؤكد لنا دائماً أن الشباب هم المستقبل وهم أهم مواردنا الوطنية، وركز على أهمية إعداد الشباب ليكونوا عناصر فاعلة في المجتمع العالمي، من خلال تنمية مهاراتهم الفكرية والإبداعية، وتعزيز قدرتهم على التعامل مع التحديات واستثمار الفرص، مشيراً إلى أن تمكين الشباب اقتصادياً وتعليمياً يشكل عاملًا رئيسياً في تجنيبهم الوقوع فريسة للأفكار الهدامة، داعياً إلى التواصل المستمر مع الشباب والإنصات إليهم، واحترام آرائهم، وإشراكهم في بناء المستقبل.
وأوضح أن "عام المجتمع" يعكس التزام الدولة بمواصلة الجهود الرامية إلى تمكين الشباب عبر التعليم والمهارات اللازمة ليكونوا مواطنين نشطين ومسؤولين، وتعزيز الهوية الوطنية من خلال ترسيخ الفخر بالثقافة والتراث العربي والإسلامي، وتمكين الشباب اقتصاديًا عبر توفير الفرص والبرامج التي تضمن مشاركتهم الفعالة في سوق العمل، وتعزيز الاستخدام الإيجابي للتكنولوجيا لتمكين الشباب من المساهمة في نشر قيم السلام والتعاون العالمي، وضمان رفاهية الشباب عبر توفير بيئة آمنة ومستقرة لهم، إضافة إلى إشراك الشباب في عمليات صنع القرار.

بناء مجتمع متسامح

وتطرق الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إلى الدور الذي يلعبه الشباب في بناء مجتمع عالمي متسامح، مشيراً إلى أن التنوع الثقافي الذي يميز دولة الإمارات يشكل فرصة كبيرة لهم لفهم القيم الإنسانية المشتركة والانفتاح على الآخرين، قائلاً إن شبابنا يتفاعلون يوميًا مع أفراد من مختلف الجنسيات والثقافات، ما يتطلب منهم إدراك أن أفعالهم وكلماتهم تعكس هويتهم أمام العالم، وأملنا كبير بأن يكون شبابنا قدوةً في النزاهة وحسن الخلق، وأن يسهموا في تعزيز قيم التسامح في مجتمعاتهم.
كما أكد على دور المرأة الإماراتية في التنمية الوطنية، موضحًا أن تمكين المرأة في الإمارات بات حقيقة واقعة، حيث تُعتمد النساء في مختلف المجالات كعنصر أساسي في التقدم الاقتصادي والثقافي للدولة.
واختتم الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان كلمته بالتأكيد على أهمية القيم الأخلاقية والمسؤولية الفردية، موضحا أن الاختيار بين الخير والمسؤولية هو قرار فردي لكل شخص، ما يحتم علينا مساعدة الشباب على اتخاذ القرارات الصائبة وتقدير هويتهم الإسلامية والعربية بفخر واعتزاز، مؤكدا أن نجاح الإمارات في تحقيق التنمية والتقدم قائم على القيم الأخلاقية الراسخة والمسؤولية الفردية، وان العمل على ترسيخ التسامح والتعايش بين مختلف الثقافات سيظل التزاما إماراتيا تؤكده قيادتنا الرشيدة، حتى يكون العالم مكانًا أكثر تسامحا، يضمن تفهم الجميع واحترام الآخر.

أهمية الحوار

ومن جانبه قال عبدالله بن بيّه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس منتدى أبوظبي للسلم، إن الحديث عن الحوار ليس تَرَفاً ولا فضولاً، وإنما هو من صميم واجب الوقت، المتعين على الجميع النهوض به، على مختلف المستويات، وضمن دوائر التأثير المتعددة، ويكتسي الحوار أهمية كبرى ويصبح ضرورة قصوى في عصرنا الحاضر الذي تواجه فيه البشرية تحديات وجودية من قبيل الحروب والنزاعات والأوبئة والمجاعات. فالبشرية اليوم في أمس الحاجة إلى تبني الحوار نهجا وتطبيقه سبيلا لإنقاذ سفينة البشرية وحماية كوكب الأرض.
وأوضح أن الحوار وسيلة مطلوبة في كل الظروف وعلى مختلف المستويات، إنه ضرورة قبل الحرب لتجنّبها، وأثناء الحرب لإيقافها، وبعد الحرب للتخفيف من آثارها، وضمانِ عدم عودتها، مؤكداً أن الحوار في حقيقته هو التباحث والتفاوض والتداول لإيجاد أرضية مشتركة يجد فيها كل طرف مصلحته ويدرأ مفاسد الصراع والنزاع، إنه يقدم بدائل للحرب والعنف، ليحل الكلام بدل الحسام واللسان بدل السنان، والاقناع بدل الصراع.
وأضاف عبدالله بن بيّه أن هدف الحوار هو السلام، هو الوصول إلى التسامح الذي عرفه فولتير إنه نتيجة ملازمة لكينونتنا البشرية، إننا جميعاً من نتاج الضعف، كلنا هشون وميالون للخطأ، لذا دعونا نسامح بعضنا، ونتسامح مع جنون بعضنا، بشكل متبادل.

دعوة للتعبير 

ومن جانبه قال الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، رئيس مجلس أمناء مركز باحثي الإمارات، إن مشاركة نخبة من الشخصيات الدولية لمناقشة القضايا العالمية ذات العلاقة بالتسامح والتعايش يعطي ثقلا كبيرا لهذا المؤتمر، الذي يشرف برعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك له، مؤكدا أن عنوان المؤتمر وشعاره لهذا العام  يمثل تأكيدا على قيمة الإمارات ونهجها المتسامح والسلمي على المستوى العالمي، كما إنها تعد دليلا على نجاحات المؤتمر الذي يمثل دعوة الجميع للتعبير عن رؤيتهم من خلال تنمية قيم التعارف والحوار والعمل المشترك في سبيل الإسهام في بناء عالم أكثر تسامحا مستقبل العالم، مشيرا إلى أن تركيز المؤتمر على الشباب يعد تأكيدا على دوره ومكانته، لأنهم صناع الحاضر وبناة المستقبل، وإذا تم تعزيز قيم التسامح والحوار لديهم فإن ذلك يعد إسهاما في بناء السلام بين الأمم.

أول منصة للتعايش

أطلق مركز باحثي الإمارات للبحوث والدراسات "منصة التعايش"، وهي أول منصة رقمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي تهدف لنشر رؤية قيادة دولة الإمارات في قضية الحوار والتسامح، وبتقديم الدكتور فواز حبال، أمين عام مركز باحثي الإمارات ورئيس المؤتمر، والدكتور فراس حبال، رئيس مركز الإمارات للبحوث والدراسات، ونائب رئيس مجلس الأمناء
تمثل "منصة التعايش" منصة رقمية وابتكارًا نوعيًا تعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي المدرب والملقن، وتتيح المنصة للمستخدمين طرح أسئلة حول التسامح والتعايش والسلام، وتقدم إجابات دقيقة وموثقة بمصادر رسمية، بما يعكس رؤية القيادة الإماراتية في نشر قيم الحوار والتفاهم.
يؤكد إطلاق "منصة التعايش" على الدور الريادي لدولة الإمارات في ترسيخ ثقافة التسامح والتعايش عالميًا، بما يعكس رؤيتها الطموحة في تعزيز السلام والحوار بين الشعوب، وتعد وزارة التسامح والتعايش الشريك الأساسي في هذه المبادرة، وتم تطوير المنصة بالاستفادة من إسهامات مكتبة الأرشيف الوطني لدولة الإمارات، لتعزيز مصداقيتها العلمية وجعلها مرجعًا موثوقًا للأبحاث والدراسات المتعلقة بالتسامح.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: آيدكس ونافدكس رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عام المجتمع الإمارات عام المجتمع نهيان بن مبارك مرکز باحثی الإمارات التسامح والتعایش دولة الإمارات تمکین الشباب رئیس مجلس فی بناء أکثر من

إقرأ أيضاً:

منصة ضواحي العين الرقمية تشارك في المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي الأول وتطلق أول جدارية رقمية مجتمعية متنقلة في مجال الزراعة على مستوى الدولة

أعلنت منصة ضواحي العين الرقمية عن مشاركتها في فعاليات المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي الأول، باعتبارها الشريك الإعلامي الرقمي الشاب.

ويعقد المؤتمر والمعرض في مدينة العين خلال الفترة من 28 إلى 31 مايو 2025، برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، بهدف تحقيق رؤية دولة الإمارات الرامية إلى دعم قطاع الزراعة المحلي وزيادة مساهمته في تعزيز الأمن الغذائي الوطني المستدام.

كما أعلنت المنصة إطلاقها خلال المؤتمر والمعرض أول جدارية مجتمعية متنقلة في مجال الزراعة على مستوى الدولة، والتي تعتبر مبادرة مبتكرة تهدف إلى إتاحة الفرصة أمام أفراد المجتمع للتعبير عن رؤاهم وأفكارهم حول الزراعة والاستدامة والبيئة.

وتمثل مشاركة المنصة في المعرض الأول من نوعه في الإمارات، محطة جديدة في مسيرتها التي بدأت في أكتوبر الماضي، بدعم من أكاديمية الإعلام الجديد،أول أكاديمية مبتكرة من نوعها في مجال الإعلام الرقمي في منطقة الشرق الأوسط، وإحدى شركات مجموعة “فيجينيرز” أكبر منصة لإدارة وتطوير المحتوى في دولة الإمارات.

وتهدف منصة ضواحي العين الرقمية إلى إبراز هوية وثقافة مدينة العين عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي.

وخصصت منصة ضواحي العين الرقمية ركناً تفاعلياً خاصاً داخل المعرض الزراعي الإماراتي الأول، لعرض أبرز مشاريعها الرقمية الوطنية، التي تسلط الضوء على التراث الزراعي الغني لمدينة العين، وتبرز الجهود التي تبذلها الدولة في تحقيق الأمن الغذائي عبر حلول رقمية مبتكرة.

إنجازات وطنية

وقالت أريام الكعبي، مشرفة صفحة ضواحي العين: “تعبر مشاركتنا في المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي الأول عن التزام منصة ضواحي العين الرقمية بتقديم محتوى نوعي يبرز جهود مدينة العين بشكل إبداعي وتفاعلي، بالإضافة إلى توثيق فعاليات المؤتمر بما يعكس روح التعاون بين المؤسسات الوطنية والشباب في خدمة المجتمع”.

وأضافت: “يشكل المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي الأول فرصة مثالية لنا للاطلاع على تجارب متنوعة، ويمثل خطوة استراتيجية أولى لتعزيز حضور الإعلام الرقمي الشبابي في الفعاليات الوطنية”.

تغطية إعلامية شبابية

وتأتي مشاركة منصة ضواحي العين الرقمية كشريك إعلامي رقمي شاب للمعرض تأكيداً على دورها المهم في إبراز المبادرات النوعية وتعزيز حضورها في الفعاليات الوطنية، من خلال تغطية إعلامية شبابية تفاعلية تواكب تطلعات الجيل الجديد وتسهم في رفع الوعي المجتمعي بالقضايا البيئية والزراعية.

يذكر أن المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي 2025 يأتي في إطار البرنامج الوطني “ازرع الإمارات” الهادف إلى تحقيق وصية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” بزراعة الإمارات ونشر الرقعة الخضراء في جميع أنحائها.

كما يهدف البرنامج الرائد الذي انطلق العام الماضي، إلى دعم توجهات دولة الإمارات للتنمية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي الوطني المستدام، ويستهدف تشجيع المجتمع المحلي على الإنتاج الذاتي المنزلي لأهم المنتجات الزراعية، وتوسيع الرقعة الخضراء في الدولة ودعم جهود الحفاظ على البيئة، وترسيخ صورة ذهنية إيجابية عن المنتج المحلّي ذي القيمة الغذائية العالية. كما يُعزز البرنامج منظومة الاستدامة البيئية من خلال المساهمة الفعالة للمنتجات المحلية في خفض البصمة الكربونية كمنتجات طازجة


مقالات مشابهة

  • تحت رعاية الشيخة فاطمة.. «دور القضاء في استقرار المجتمع» يؤكد أهمية ترسيخ التماسك الأسري
  • نهيان بن مبارك يستقبل السفير المصري بمناسبة انتهاء فترة عمله
  • عاجل- السيسي يؤكد التزام مصر بالحفاظ على قدسية دير سانت كاترين خلال اتصال مع رئيس وزراء اليونان
  • تحت رعاية خالد بن محمد بن زايد.. تنعقد فعاليات المؤتمر الكشفي العربي الـ 31
  • وزير العدل يؤكد انفتاح الحكومة السورية على الحوار والتعاون الدولي
  • نهيان بن مبارك لـ«الاتحاد»: تعلمنا من زايد أن «الهوية» و«التسامح» ليسا شعارات.. بل أفعال مترابطة
  • نهيان بن مبارك: بالتميز والإبداع يتحقق التطور والنماء
  • منصة ضواحي العين الرقمية تشارك في المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي الأول وتطلق أول جدارية رقمية مجتمعية متنقلة في مجال الزراعة على مستوى الدولة
  • في الحوار الدائر حول كتاب “مدخل إلى الثقافة الوطنية والمدنية”
  • نهيان بن مبارك يشهد حفل تخريج طلاب الصف الـ12 من مدرسة «فرجينيا الدولية»