لست في سباق.. ارفق بذاتك حتى لا تخسر كل شيء
تاريخ النشر: 14th, March 2025 GMT
ومن خلال تجارب شخصية وشهادات مؤثرة، تكشف الحلقة -التي يقدمها الشيخ فهد الكندري عبر منصة "الجزيرة 360"- عن الوجه الخفي للمثالية الزائدة، وكيف تتحول من دافع للتحسين إلى عبء نفسي يهدد الصحة العقلية والجسدية.
وعرضت الحلقة قصة شاب كاد أن يفقد حياته بسبب معايير الكمال الصارمة التي فرضها على نفسه، حيث يقول: "كنت أظن أن النجاح يتطلب تضحية مطلقة بكل شيء، فلم أعد أنام، ولم أعد أتناول الطعام بشكل منتظم، حتى انتهى بي المطاف في دوامة من الإرهاق والاكتئاب".
وعبر استعراض دراسات نفسية، أوضح البرنامج أن جلد الذات المستمر يؤدي إلى تداعيات خطيرة، حيث كشفت إحدى الدراسات أن 94% ممن يعانون من جلد الذات يشعرون بعدم الأمان، و82% يعانون من قلق مزمن لا يمكن السيطرة عليه، وبيّنت الحلقة أن هذه الظاهرة تؤدي في بعض الحالات إلى الاكتئاب الحاد أو حتى التفكير في الانتحار.
وتحدث أحد ضيوف الحلقة عن تجربته مع المثالية القاسية، حيث كان يعيد العمل الذي كُلف به عشرات المرات، ليس خوفا من تقييم الآخرين، بل بسبب معاييره الذاتية الصارمة.
وقال في سياق حديثه: "كنت أعيش في سباق لا ينتهي مع نفسي، أبحث عن الكمال في كل شيء، حتى أدركت متأخرا أن ذلك استنزفني تماما".
إعلانوطرح البرنامج تساؤلا جوهريا حول العلاقة بين الكمالية والوسواس القهري، حيث أكد أحد المختصين النفسيين أن المبالغة في البحث عن الكمال قد تؤدي إلى اضطرابات عقلية، مثل وسواس الترتيب والتنظيم أو وسواس التأكد المستمر، والذي يدفع صاحبه لإعادة التحقق من الأمور مرارا خوفا من وقوع كارثة محتملة.
قلق واكتئابوفي شهادة مؤثرة، كشف الشاب يوسف العمران عن معاناته مع القلق والاكتئاب، قائلا: "وصلت إلى مرحلة لم أعد أرى فيها أي معنى للحياة، حتى أنني فقدت بصري جزئيا بسبب الضغوط النفسية الهائلة"، واستعرضت الحلقة كيف أن رحلة تعافيه بدأت عندما قرر التخفيف من قسوته على ذاته واللجوء إلى الدعم النفسي.
وأكد الشيخ الكندري أن الشريعة الإسلامية جاءت لترسيخ مبدأ الرفق بالنفس، موضحا أن الإسلام يحث على التوازن وعدم تحميل النفس فوق طاقتها.
واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، ولكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني"، ليؤكد أن الاعتدال هو السبيل الأمثل للحفاظ على الصحة النفسية.
وألقت الحلقة الضوء على الدور السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز الصورة المثالية غير الواقعية للحياة، حيث يتم عرض الجانب المشرق فقط من يوميات الأشخاص، مما يخلق ضغطا نفسيا على المشاهدين الذين يظنون أن حياتهم أقل شأنا.
ولم تقتصر الحلقة على تشخيص المشكلة، بل قدمت حلولا عملية لمواجهة جلد الذات والتخفيف من المثالية الزائدة، كان أبرزها العمل التطوعي، حيث أوضح البرنامج أن الانخراط في أنشطة اجتماعية يعود بالفائدة على الصحة النفسية، ويساعد الأفراد على الخروج من دائرة الأفكار السوداوية.
وتحدث يوسف العمران عن تجربته مع المبادرات المجتمعية، وكيف ساعدته على تجاوز الاكتئاب، قائلا: "حين بدأت أشارك في تنظيف الأماكن العامة وزراعة الأشجار، شعرت لأول مرة بالسعادة الحقيقية، وكأنني أتنفس من جديد".
إعلانوقدمت الحلقة رسالة تحث على التوازن بين الطموح والرفق بالنفس، مؤكدة أن الإنجاز الحقيقي لا يأتي من استنزاف الذات، بل من إيجاد السلام الداخلي، وفي هذا يقول الشيخ الكندري: "رفقا بذاتك، فالرحلة ليست سباقا نحو الكمال، بل طريق نحو حياة أكثر طمأنينة وسكينة".
14/3/2025المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تأكيد علاقة الصحة النفسية بجودة الحياة في احتفال بشمال الباطنة
صحار- الرؤية
احتفلت لجنة الشؤون الاجتماعية بالمجلس البلدي بالتَّعاون مع المديرية العامة للتنمية الاجتماعية بمحافظة شمال الباطنة، باليوم العالمي للصحة النفسية، وذلك تحت رعاية سعادة محمد بن سليمان الكندي محافظ شمال الباطنة وبحضور عدد من المسؤولين والمختصين والمهتمين بالشأنين الاجتماعي والصحي.
بدأ الحفل بكلمة لجنة الشؤون الاجتماعية بالمجلس البلدي قدمتها ثريا العامرية عضوة المجلس البلدي بمحافظة شمال الباطنة، والتي أشارت إلى أن الاحتفال هذا العام يأتي تحت شعار "الصحة النفسية في الطوارئ الإنسانية"، موضحة أن الصحة النفسية تعد أحد المكونات الجوهرية للصحة العامة، فهي لا تعني فقط غياب الاضطرابات النفسية بل هي حالة من التوازن النفسي والعاطفي تمكن الفرد من التعامل مع ضغوط الحياة اليومية والعمل بإنتاجية والمساهمة في مجتمعه والشعور بالرضا والسعادة.
وأضافت العامرية أن الدراسات الحديثة تؤكد أن الاستثمار في الصحة النفسية يحقق فوائد مباشرة على جودة الحياة والأداء الدراسي والمهني والعلاقات الاجتماعية والتنمية الاقتصادية مما يجعلها أولوية وطنية واستراتيجية تنموية لا يمكن إغفالها، وأنه تحقيقا لمبدأ الشراكة المجتمعية ودورها الحيوي في تعزيز الصحة النفسية بوصفها أساس التنمية والازدهار فقد ارتأت لجنة الشؤون الاجتماعية بالمجلس البلدي بمحافظة شمال الباطنة بالتعاون مع المديرية العامة للتنمية الاجتماعية وشركائها في القطاعات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني تنسيق الجهود الرامية إلى تبني سياسات شاملة وداعمة للصحة النفسية، لتكون جزءا لا يتجزأ من التخطيط الاستراتيجي الوطني بما يضمن تحقيق التنمية الشاملة وبناء إنسان قادر على مواجهة تحديات الحياة.
وشهد الحفل تقديم عرضٍ مرئي سلط الضوء على أهمية الصحة النفسية خاصة في أوقات الأزمات، وتقديم 3 أوراق عمل نوعية الورقة الأولى بعنوان "الصحة النفسية وعلاقتها بجودة حياة المجتمع" قدمتها الدكتورة نوال بنت ناصر المحيجرية استشارية الطب النفسي ومدربة الذكاء العاطفي بوزارة الصحة، والثانية بعنوان "الصحة النفسية وبيئة العمل: نحو أداء وإنتاجية" قدمها محمد بن عباس البلوشي مشرف الإرشاد الاجتماعي بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الباطنة، والورقة الثالثة بعنوان "الصحة النفسية والأسرة: علاقة وتأثير متبادل" قدمها المهند بن خليفة الجهوري رئيس قسم الإرشاد والاستشارات الأسرية بالمديرية العامة للتنمية الاجتماعية بمحافظة شمال الباطنة.
واشتمل الحفل على مشهد مسرحي توعوي وجلسة حوارية ناقشت أبرز التحديات والفرص في مجال تعزيز الصحة النفسية، تلتها توصيات ختامية وتكريم المشاركين والجهات الداعمة.