شيخ الأزهر: الدعاء يرد القضاء والإلحاح فيه عبادة ومفتاح استجابة
تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT
أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن الدعاء ليس مجرد عبادة روحية، بل وسيلة ترد البلاء وتعدل القضاء، مشيراً إلى أن الله تعالى قد يُقدِّر البلاء ويُقدِّر معه الدعاء الذي يرفعه، كاشفا عن محاذير تُحرم العبد من إجابة الدعاء، أبرزها التعجل واليأس.
وسلّط الإمام الأكبر، خلال حديثه اليوم ببرنامج «الإمام الطيب»، الضوء على فلسفة الدعاء في الإسلام، ردا على تساؤلات حول جدواه إذا كان القضاء مكتوباً، موضحا أن "الدعاء والبلاء يتعارجان إلى يوم القيامة"، وأن مَثَلُ الدعاء كمَثَل الترس في الحرب، فكما يرد الترسُ السهامَ، يرد الدعاءُ البلاءَ، لافتاً إلى أن العلماء قالوا إن رد البلاء بالدعاء من جملة القضاء نفسه.
وحذّر فضيلته من التعجل في طلب الاستجابة، مستذكرا حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «يُستجاب للعبد ما لم يعجِّل»، مؤكداً أن اليأس أو انقطاع الرجاء قد تحرم العبد من فضل الله، وأن الإيمان يقتضي أن يظل العبد تحت كنف الأقدار، محتاجاً إلى ربه، كما أن الصلوات الخمس تحميه من تسلل الشيطان إلى نفسه.
وفي إجابة عن سؤال حول "كيف نُجيب دعاء الله لنا؟"، أوضح شيخ الأزهر أن العلاقة بين العبد وربه تبادلية في الدعاء، فكما يدعو الإنسان ربه، فإن الله يدعو عباده إلى الإيمان والطاعة، مستشهدا بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾. موضحا أن إجابة دعاء الله تكون بالالتزام بشرعه، بينما كرمه الواسع قد يستجيب حتى للعاصين المضطرين.
وعن أكثر الأدعية التي يرددها في حياته، كشف فضيلته عن تعلقه بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي»، بالإضافة إلى الدعاء القرآني: «رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ»، مؤكدا على أن الإلحاح في الدعاء هو أمر مستحب، داعياً المسلمين إلى الثقة في كرم الله والصبر على ابتلاءاته، مع العمل بالأسباب وعدم إهمال الأخذ بالحذر، كما أمر القرآن.
اقرأ أيضاًشيخ الأزهر يوضح شروط وآداب الدعاء المستجاب
شيخ الأزهر يستقبل رئيس الطائفة الإنجيلية للتهنئة بعيد الفطر المبارك
شيخ الأزهر يهنئ الرئيس السيسي بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب الدعاء برنامج الإمام الطيب الدعاء يرد القضاء شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
انطلاق اختبارات مسابقة القرآن الكريم الكبرى للرواق الأزهري بأسيوط بمشاركة نحو ١٠٠٠ دارس
انطلقت اليوم، بفرع الرواق الأزهري بمركز بني عدي بمحافظة أسيوط، فعاليات اختبارات مسابقة القرآن الكريم، التي ينظمها الرواق الأزهري بالتعاون مع جمعية أبناء بني عديات، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
وتشهد الاختبارات التي تستمر على مدار أربعة أيام، مشاركة نحو ١٠٠٠ متقدم، يتنافسون في خمسة مستويات مختلفة لحفظ كتاب الله تعالى، إضافة إلى اختبارات في السيرة النبوية وحفظ الأحاديث الشريفة والقراءات.
أكد الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، أن تنظيم هذه الاختبارات يأتي في إطار الحرص الكبير لفضيلة الإمام الأكبر على التوسع في أنشطة الرواق الأزهري بجميع محافظات الجمهورية، مشيرًا إلى أن المسابقة تهدف إلى ترسيخ الدور الحضاري للأزهر الشريف في المحافظة على الريادة المصرية في حفظ القرآن الكريم ورعاية أهله، وتشجيع النشء والشباب على الإقبال على القرآن الكريم حفظًا وتدبرًا، وتعلمًا لأحكامه وآدابه، واكتشاف وتشجيع المواهب القرآنية والأصوات الحسنة.
من جانبه، أوضح الدكتور هاني عودة مدير عام الجامع الأزهر، أن اختبارات المسابقة لا تقتصر على حفظ كتاب الله فحسب، بل تشمل أيضًا اختبارات في الأحاديث النبوية المطهرة، بالإضافة إلى اختبارات في السيرة النبوية المطهرة.
وأضاف أن اختبارات القرآن الكريم تتم بتقنية الاختبار المميكن الذي يتم تسجيله بالصوت والصورة، لضمان أعلى مستويات الشفافية والعدالة في توزيع الأسئلة، وتحقيقًا لمبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الممتحَنين.
تنعقد هذه الاختبارات تحت الرعاية الكريمة للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وباعتماد من الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، ومتابعة من الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، ويترأس لجان الاختبارات الشيخ حسن عبد النبي عراقي، وكيل لجنة مراجعة المصحف الشريف، بمشاركة أعضاء اللجنة وباحثي الجامع الأزهر، والدكتور مصطفى شيشي مدير إدارة شئون الأروقة بالجامع الأزهر.