يمانيون ـ إيناس عبدالوهاب الشهاري*
طرقت يومًا في صغري باب الأمنيات، ووضعت بداخل صندوقه كل ما أحسست به يغلف روحي ويداعب وجداني ويحاكي آمالي،
لأختم على أوراقه المقفلة بدموعي الحارة ومشاعري الحزينة..
وتبقى الأمنيات تعلوها أتربة وغبار السنوات، حتى أتت الرياح لتنثر كل ما حاولت أن أنساه أو أتجاهله، ووضعته أمامي من جديد، فأمنياتي التي لم تتحقق يومًا تعود لتذكرني بأني في كل مرة أعيد رسم الملامح الجميلة لوطني وشعبي العربي الكبير.
أتنقل بين مُدنه دون استئذان يذلني، ولا تذكرة للعبور تقسم ظهري، ولا فيزة للسماح بالدخول عبر الحدود الوهمية تلوي ذراعي .
فهم لم يعرفوا أنّي منذ طفولتي قد فرغّت له زاوية في مخيلتي، لأعيش العزة في وحدة المبدأ، وأتنفس الحرية في امتلاك القرار، وأحتضن الكرامة في الإحساس بالإنسانية، وأتمتع بالمحبة على أرضه الموحدة .
فقد تعلمت في طفولتي عن القيّم الإنسانية وقيمة الأمة العربية، ليتكرر سؤالي المتجدد عن الأمة !
فما هي الأمة ان لم تتوحد في أعرافها وثقافاتها ودينها، فما هي الأمة إن لم تفتح ذراعيها لأبنائها!
فما هي الأمة أن لم تتداعى لأوجاع بعضها وتتألم وتسهر لأنين جزء منها.. فما هي الأمة أن لم تحارب من أجل بقائها حرة أبية !
وأعود لطيّ أوراقي المتناثرة لأضعها من جديد في صندوق الأمنيات كما كل مرة، على أمل أن تتحقق يومًا..
وبينما أقوم بطيّ الأوراق المتناثرة لأضعها من جديد في صندوق الأمنيات،
فإذا بالصندوق لم يعد كما عهدته، فقد تلطخ بالدماء، ورائحة الموت تفوح منه ، وصور لأشلاء ممزقة وبيوت مدمرة تفيض من داخله، وصراخ لأطفال وأناس يبكون بألم تتعالى من كل جوانبه، والأشباح المخيفة تدور حوله، فيصيبني الفزع وتعلو ملامح وجهي الحزن والحسرة الشديدة، فتعود تساؤلاتي من جديد !
أيبقى لأمنياتي مكان ؟
إلى أن سقط ضوء من السماء فاحتضنته الأرض المليئة بالأحزان، والمطعونة من ابنها الذي تنكر وتحوّل إلى شيطان، الموجوعة من خذلان الإنسان لأخيه الإنسان، انه ضوء إمام الزمان،
ليتعالى صوته المتحدي لمن تحول إلى غول بشكل إنسان،
فيطرق مسامع من بقي في قلبه الإيمان وعرف معنى معاني القرآن،
انه صوت السيد القائد وعباراته المجلجلة وإيمانه وثقته بالله المتوسلة لبارئها أن يمده بالعون هو ومن يعتلون مركبه،
ليجذفوا هم وقائدهم في بحر الأمنيات بالعمل والمثابرة فيصنعوا المستحيل، ويحققوا ما لم يستطيع أحد أن يحققه إلى الآن،
أجل إنه اليمني هو الوحيد من يعرف ماذا تعني له الأمة ليكون هو من يمثل أمة بأكملها، مستعد أن يواجه أعتى الجبابرة والمتكبرين وألعن الشياطين المتلبسين في هيئة آدميين، وعنده كامل الجهوزية للدفاع عن
المظلومين ونصرة المستضعفين،
ليرفع راية الله نصب عينيه فيسقيها بدمه ويغذيها من روحه،
وكأنه يقول لي فلترفعي من سقف مطالبكِ الحقّة فتحقيقها أصبح بالإمكان.
• المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: من جدید
إقرأ أيضاً:
فاجعة بندباب تُخرج برلمانيو فاس من السبات وتسائل أدوار نواب الأمة
زنقة 20 ا الرباط
سارع عدد من النواب البرلمانيين الممثلين لمدينة فاس ، لخط تدوينات فايسبوكية و طرح أسئلة حول الفاجعة التي اهتزت لها المدينة مساء أمس وخلفت لحدود الآن 9 قتلى و مصابين.
و في الوقت الذي عبر مواطنون بمنطقة بندباب عن غضبهم واستيائهم من غياب تجاوب السلطات و المنتخبين على رأسهم النواب البرلمانيين ، عن معالجة الإشكالات التي يعانون منها على رأسها المباني الآيلة للسقوط و انعدام بديل يقيهم حر الصيف و مطر الشتاء، خرج نواب برلمانيون لـ”تبييض” الصورة أمام الرأي العام و ساكنة فاس وفق معلقين.
وصرح عدد من ساكنة المنطقة لوسائل إعلام وسط ركام البناية السكنية المنهارة ، أن الأشخاص الذين صوتوا لهم في الانتخابات لم يظهر لهم أثر خلال الفاجعة و الأهم قبل ذلك للوقوف على حاجياتهم و إيجاد بديل لهم ولأبنائهم.
في هذا الصدد ، وجه النائب البرلماني عبد المجيد الفاسي، عضو الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، سؤالاً إلى وزيرة إعداد التراب الوطني والإسكان والتعمير وسياسة المدينة، بشأن الإجراءات التي تعتزم الوزارة اتخاذها للحد من ظاهرة انهيار المباني وما تخلفه من خسائر بشرية ومادية مؤلمة.
وقال الفاسي أن عددا من المدن المغربية، خاصة تلك التي توسعت عمرانيا خلال العقود الأخيرة، تعرف انتشاراً لمبانٍ شيدت بعيداً عن ضوابط التهيئة والتخطيط، وهو ما يجعلها عرضة للانهيار، في ظل غياب المراقبة والتصاميم التقنية والهيكلية.
واستشهد الفاسي بحادث انهيار مبنى الحي الحسني بن دباب بفاس، والذي خلف ضحايا ومآسي، مؤكداً أن مثل هذه الأحداث لم تعد استثنائية، بل تستوجب قرع جرس الإنذار، والتحرك الفوري من أجل إيجاد حلول ناجعة لحماية الأرواح والممتلكات.
من جهته ، اعتبر علال العمراوي النائب البرلماني عن مدينة فاس و رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس النواب، أن “الحادث المؤلم يطرح بإلحاح سؤال السلامة في البنايات،” داعيا ” إلى فتح نقاش جدي ومسؤول حول شروط التعمير والتتبع المنتظم لحالة المباني الآيلة للسقوط، حمايةً لأرواح المواطنات والمواطنين”.