تأكيدًا على التعاون بين الأزهر الشريف، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وشريكه في الخدمة الرسولية نيافة الحبر الجليل أنبا إرميا، الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي.

وووووووووووووووواستضاف الصالون الثقافي الشهري بالمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي ندوة تحت عنوان: «القيم المشتركة للأديان.

..نحو ميثاق إنساني» بحضور نخبة من العلماء والمثقفين ورجال الدين، يتقدمهم فضيلة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، ونيافة الأنبا إرميا، الأسقف العام رئيس المركز، وأدارها الكاتب الصحفي هاني لبيب، بحضور الدكتور محمد أبو زيد الأمير، نائب رئيس جامعة الأزهر السابق منسق عام بيت العائلة المصرية. 

وقد بدأت الندوة بعزف السلام الوطني لجمهورية مصر العربية، ثم انطلقت أعمال الصالون بكلمات المشاركين التي ركزت على أهمية الحوار بين أتباع الأديان، وتعزيز القيم الإنسانية المشتركة، ونبذ الفتن والخلافات، باعتبار أن الأديان جاءت لترسيخ مبادئ العدل والسلام والرحمة بين البشر.

في البداية، أكد الكاتب هاني لبيب، رئيس تحرير موقع مبتدا، أنه لا دين دون إنسانية، مشددًا على أن الحوار ضرورة للوصول إلى مساحات مشتركة من القيم، وأن التماسك بين المصريين ضرورة لمواجهة التحديات، محذرًا من أن شرارة الفتنة خطيرة ومسؤولية إطفائها مشتركة بين الجميع كل في مكانه، فاحترام الآخر ضرورة لا غنى عنها في مجتمعاتنا.

من جانبه، قال نيافة الحبر الجليل أنبا إرميا، الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي: إن موضوع الندوة يهم العالم أجمع، وقدّم في كلمته سيرة ذاتية للدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، موضحًا نشأته وتكوينه العلمي، وتعيينه في جامعة الأزهر، وعمله سابقًا في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، فضلًا عن رئاسته عددًا من اللجان العلمية، أبرزها لجنة إعداد الخطط الدراسية لقسم البلاغة لطلاب الدراسات العليا، إضافة إلى إشرافه على عديد من رسائل الماجستير والدكتوراه، ومشاركته في مؤتمرات دولية، ونشره لعشرات البحوث العلمية.

وأوضح  الأنبا إرميا أنه في عام 2019، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح، في رسالة قوية تعكس وتجسد قيمة الوحدة والتعايش المشترك، مشددًا على أن المفاهيم الدينية السامية لها أثر مباشر على سلوك المجتمع.

ونبه الأنبا أرميا على وجوب تصحيح الأفكار المغلوطة، والتعريف بالقيم المشتركة، قائلًا: "الله هو واهب الحياة، وهو الذي منح الإنسان حق الحرية"، مؤكدًا أن حرية الشخص تنتهي عند حدود حرية الآخرين، مشيرًا إلى ما ورد في القرآن الكريم: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ} [النحل: 90] ، مشيرا إلى أن كل الديانات أعطت الإنسان حق العدالة؛ لأن العدل من صفات الله المطلقة، والظلم مرفوض في كل دين وكل أمة.

وبيّن الأنبا أرميا، أن الإنسان مخلوق مكرم، له الحق في أن يُحترم، قائلًا: "علينا أن نقدم نموذجًا حقيقيًّا يعكس هذه القيم، وأن نستمع إلى بعضنا البعض بروح واحدة".

وأضاف: كما نذهب إلى الأزهر ونلتقي علماءه وطلابه، كان واجبًا علينا أن ندعو الدكتور سلامة داود إلى هذا الصالون؛ لنستفيد من علمه وفكره.

وفي كلمته، قال الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر: أعتز بدعوة الأنبا إرميا، وأعتبره من كبار العلماء، وقد تشرفت بزيارته للأزهر، وأشكره على هذه المبادرة الكريمة. 

ونقل رئيس الجامعة للحضور تحيات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف. أن "العالم اليوم يعاني من أصوات الفرقة، ولم تعد تُسمع إلا أصوات السلاح، فإذا سكت صوت السلام انطلقت أصوات الحروب"، مشيرًا إلى أن رقعة العالم ملوثة بأشلاء الدماء، وأن المآسي التي نشهدها لم يعرف التاريخ لها مثيلًا.

حكم ربط الحاج حزام على وسطه لحفظ ماله؟.. الأزهر يجيبوفاة الدكتور هاني يونس الأستاذ بكلية الإعلام جامعة الأزهرالأزهر للفتوى الإلكترونية يكشف عن أعمال لها ثواب الحج والعمرة.. فاغتنمهاحكم الأضحية بالجلالة.. أستاذ بجامعة الأزهر: من الأمور المنهي عنها شرعا

وأضاف أن الحوار بين الأديان من أبرز اهتمامات فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، وأن من أبرز تجلياته توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية مع البابا فرنسيس في فبراير عام 2019م.

وتحدّث رئيس جامعة الأزهر عن تجربة بيت العائلة المصرية، مؤكّدًا أنها أنموذج يُحتذى، وينبغي أن يُنقل إلى الدول التي تعاني من صراعات دينية وطائفية، وقال: مصر كلها عائلة واحدة ونسيج واحد، والشيخ الأزهري يقف إلى جوار القسيس في منظر بديع يعكس قوة ومتانة النسيج الوطني في مواجهة التحديات. 

وأوضح أن القيم النبيلة محمودة في كل زمان، وأن القيم الذميمة في كل أمة مرفوضة، ولم يأت على الناس زمان يُذكر فيه إبليس فيقال: رضي الله عنه!"، كما قيل.

وأشار إلى قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} [الحجرات: 13]، مؤكدًا أن العدل قيمة محورية، وقد اختار الله لنفسه اسمًا من أسمائه الحسنى: "العدل"، وأن النبي ﷺ قال:"الظلم ظلمات يوم القيامة" [رواه البخاري]فإذا ساد العدل عاش الناس في النور، وإذا عمّ الظلم عمّت الظلمات.

وتحدّث عن السلام باعتباره مبدأ مشتركًا بين جميع الأديان، وقال: "السلام العالمي هو أن يعمّ السلام العالم، وألّا نرى الحروب والدمار"، مشيرًا إلى أن الكلمة قد تُشعل حربًا، وقد تُشيع سلامًا، وأن العدوان على إنسان واحد عدوان على البشرية كلها، مستشهدًا بقوله تعالى: {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أو فسادٍ في الأرضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32].

وأشار إلى خطبة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- بعد تولّيه الخلافة التي قال فيها: "الضعيف فيكم قويّ عندي حتى آخذ له حقه، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه"، مؤكدًا أن رعاية الضعفاء أساس الاستقرار في الأمة.

وتساءل: "كيف نرجو أن يعمّ السلام، وهناك شعب يُظلم كل يوم؟"، في إشارة إلى معاناة الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن القدس عاشت 13 قرنًا في سلام تحت حكم المسلمين، وأن المساجد والكنائس والمعابد تجاورت في ظل هذا السلام.

وأوضح أن القرآن أمر بالمحافظة على دور العبادة كلها، مستشهدًا بقوله تعالى:{وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا} [الحج: 40].

وعلّق على حوادث حرق المصحف في أوروبا، قائلًا: "ما قام به البعض في الغرب من حرق للمصحف الشريف فعل مشين، يستفز مشاعر نحو ملياري مسلم، ويتنافى مع القيم الإنسانية والدينية".

وأكد على أهمية التربية والتعليم في بناء الأجيال، مشيرًا إلى قول النبي ﷺ: "اليد العليا خير من اليد السفلى" [رواه البخاري]، موضحًا أن "اليد العليا" تعني في هذا العصر يد العلم والمعرفة والإنتاج والصناعة والزراعة. 

وقال: إن طالب الأزهر منفتح على الجميع، وهو سفير للتسامح والمحبة أينما كانت دولته، وأن الأزهر يشارك مع الكنيسة بقوة في تعزيز دور بيت العائلة المصرية الذي يرعاه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.

واختتم كلمته بالتأكيد على أن مصر مليئة بالخير، مشيرًا إلى الربط العجيب في القرآن بين سيناء والزيتون، لافتًا إلى أن العلماء أثبتوا أن زيتون سيناء من أجود الأنواع، وأن ذلك من أسرار البركة في أرض مصرنا الحبيبة.

طباعة شارك الدكتور أحمد الطيب البابا تواضروس الثاني القيم المشتركة للأدياننحو ميثاق إنساني

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدكتور أحمد الطيب البابا تواضروس الثاني فضیلة الإمام الأکبر الدکتور أحمد الطیب شیخ الأزهر الشریف رئیس جامعة الأزهر مشیر ا إلى ا إلى أن على أن

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر: قضية فلسطين أولوية يجب ألّا تغيب عن الخطاب الإعلامي العربي

قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن قضية فلسطين تشكل أولوية يجب ألّا تغيب عن الخطاب الإعلامي العربي، خاصة في ظل ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتهم أهل غزة، من عدوان وحصار متواصلين، مؤكداً أن من واجب الإعلام العربي أن يبقي هذه القضية حيّة في وجدان الشعوب، من خلال إبراز صمود الشعب الفلسطيني وفضح جرائم الاحتلال.

وأشاد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، خلال فعاليات منتدى الإعلام العربي خلال اليوم الثاني من قمة الإعلام العربي، بالمواقف المتغيرة في بعض الدول الغربية التي بدأت تعيد النظر في تعاملها مع القضية الفلسطينية، مؤكداً ضرورة دعم هذا التحول الأخلاقي وتشجيعه، موجهاً الشكر إلى كل الأحرار في العالم، الذين يرفضون الجرائم بحق الفلسطينيين.

وأكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أن الإعلام العربي اليوم مطالب بمواجهة تحديات أخلاقية كبرى، في ظل عالم يموج بالأزمات والاضطرابات الثقافية، محذراً من خطورة ما تبثه المنصات الرقمية من أفكار تشوّه الوعي، وتغيّب الشباب عن واقع أمتهم، وتدفعهم نحو تقبل مفاهيم مغلوطة تخلط بين الفضيلة والرذيلة، داعياً إلى استراتيجية إعلامية موحدة تحمي قيم الأمة، وتتصدّى للتحديات الأخلاقية.

وشدد فضيلة الدكتور أحمد الطيب على أهمية دور الإعلام في حماية الشباب العربي من حملات التضليل التي تتخفى خلف شعارات براقة كالحرية و«الحداثة»، والتي تسعى في جوهرها إلى طمس الهوية الثقافية والدينية للأمة، وإضعاف القيم الأسرية والمجتمعية.

ووجّه فضيلة شيخ الأزهر الشريف، الشكر الجزيل إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وإلى نادي دبي للصحافة على التنظيم والدعوة، مشيداً بتنظيم هذا المحفل الإعلامي الكبير، ووصف الفعالية بمنصة حوار فكرية وإعلامية مهمة في العالم العربي والإسلامي.

وتناول فضيلته ظاهرة «الإسلاموفوبيا»، ووصفها بأنها اختراع مغرض لتشويه صورة الإسلام، ووسيلة لبث الكراهية والتحريض ضد المسلمين، رغم أن الإسلام دين السلام والتسامح والعدالة، معرباً عن أسفه لكون بعض وسائل الإعلام الغربية لا تزال تروّج لصورة مغلوطة عن الإسلام والمسلمين، وبعض هذه الصور تسللت إلى الخطاب الإعلامي العربي ذاته، مما فاقم من حجم التحديات.

تشويه المفاهيم الأخلاقية

وحذّر شيخ الأزهر من خطر بعض القيم المستوردة التي تسعى لتقويض الأسرة وتشويه المفاهيم الأخلاقية، مثل الدعوات لتغيير شكل الأسرة الطبيعي، وترويج الإلحاد تحت راية الحريات، مؤكداً أن هذه التوجّهات تمثل تهديداً مباشراً للهوية العربية والإسلامية، وتستوجب تصدياً إعلامياً واعياً ومسؤولاً.

وأوضح شيخ الأزهر أن الإعلام العربي اليوم مطالب بمواجهة تحديات أخلاقية كبرى، في ظل عالم يموج بالأزمات والاضطرابات الثقافية، محذراً من خطورة ما تبثه المنصات الرقمية من أفكار تشوّه الوعي وتغيّب الشباب عن واقع أمتهم، وتدفعهم نحو تقبّل مفاهيم مغلوطة تخلط بين الفضيلة والرذيلة.

وأشار فضيلته إلى أهمية مواكبة التطور التقني في مجال الذكاء الاصطناعي، لكن ضمن أطر أخلاقية وإنسانية صارمة، مشيراً إلى مبادرة كان قد بدأها مع الراحل البابا فرنسيس لإصدار ميثاق عالمي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، والتي أوشكت على الاكتمال، وأكد استمرار التواصل مع الفاتيكان لاستكمال هذا المشروع الحيوي.

تحية للصحفيين في فلسطين

واختتم الإمام الأكبر كلمته بتوجيه تحية إجلال وتقدير إلى الصحفيين الفلسطينيين، الذين دفعوا حياتهم ثمناً لنقل الحقيقة، مشيراً إلى استشهاد أكثر من 200 إعلامي في غزة، وإصابة وتشريد عشرات آخرين.

وأكد في ختام كلمته على استعداد الأزهر الشريف الكامل لدعم أي جهد إعلامي شريف يخدم قضايا الأمة ويحفظ كرامتها ويصون هويتها، داعياً إلى تفعيل المسؤولية الأخلاقية في العمل الإعلامي، ومواجهة الحملات المغرضة بعقول واعية ورسائل هادفة.

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر: على حكماء لبنان لمّ الشمل وتعزيز السلم الداخلي
  • شيخ الأزهر: قضية فلسطين أولوية يجب ألّا تغيب عن الخطاب الإعلامي العربي
  • الإمام الأكبر يستقبل رئيس وزراء لبنان ويؤكِّد دعم الأزهر للشعب اللبناني
  • الإمام الأكبر يؤكد دعم الأزهر غير المحدود للشعب اللبناني
  • شيخ الأزهر بقمة الإعلام العربي: استهداف الصحفيين في غزة محاولة لإسكات الحقيقة
  • شيخ الأزهر من دبي: الإعلام العربي مسؤول عن كشف جرائم الاحتلال ومواجهة الإسلاموفوبيا
  • وفاة الدكتور هاني يونس الأستاذ بكلية الإعلام جامعة الأزهر
  • جامعة MSA تعلن الحداد 3 أيام لوفاة الدكتور أحمد شريف الدجوى
  • رئيس جامعة الأزهر يشارك اليوم في ندوة القيم المشتركة للأديان بمركز الثقافي الأرثوذكسي