حماس وفصائل المقاومة تسلم ردها على مقترح وقف إطلاق النار
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
أفادت مصادر فلسطينية مقربة من المفاوضات أن حركة حماس وفصائل المقاومة سلّمت للوسطاء ردّها على المقترح المقدّم لها للوصول إلى وقف النار.
وأشارت الحركة في بيانها الي ان الرد عالج بشكلٍ رئيسي ملف دخول المساعدات وخرائط الانسحاب وضمانات الوصول إلى وقف الحرب.
وكشفت مصادر مطلعة لصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن صفقة التهدئة الجارية المفاوضات حولها بين حماس وإسرائيل قد تتضمن انسحابًا تكتيكيًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي إلى المحيط الأمني القريب من الحدود، على غرار الانتشار الذي ساد خلال شهر يناير الماضي.
ووفقًا للمصادر، فإن المقترح يشمل تراجع قوات الجيش الإسرائيلي إلى مسافة تقدر بنحو 1100 متر من الحدود مع قطاع غزة، وهي المنطقة التي كانت تشكل ما يعرف بـ"منطقة العازلة الأمنية" في بداية العام، حين انسحبت إسرائيل من مواقع رئيسية داخل مدينتي غزة وخان يونس.
وكان هذا الانسحاب آنذاك جزءًا من إعادة تموضع عسكري هدفت لتقليص الخسائر البشرية، وتثبيت خطوط دفاعية أقرب إلى الحدود، مع الحفاظ على التفوق الجوي والاستطلاعي في عمق القطاع.
“عودة إلى الوراء... تكتيك لا يعني نهاية الحرب”
بحسب محللين أمنيين إسرائيليين، فإن العودة إلى خطوط يناير لا تعني انتهاء الحرب علي غزة، بل قد تمثل مرحلة "مراقبة عن بعد"، وتهيئة لمرحلة تفاوضية أوسع تتعلق بملف الأسرى وإعادة إعمار القطاع، وسط ضغوط دولية وأمريكية متزايدة لوقف القتال المستمر منذ أكتوبر الماضي.
في المقابل، ترى جهات سياسية يمينية داخل الحكومة الإسرائيلية أن هذا الانسحاب قد يفسر على أنه تراجع أمام "الإرهاب"، ما قد يثير موجة انتقادات داخلية، خصوصًا في ظل التصريحات الأخيرة للوزير بتسلئيل سموتريتش التي دعا فيها إلى "ضم أمني" لشمال غزة وإقامة تجمعات استيطانية هناك.
الوساطة لا تزال مستمرة
وتأتي هذه التطورات في ظل وساطة متواصلة تقودها مصر وقطر، بدعم أمريكي، حيث تحاول الأطراف التوصل إلى صيغة تهدئة تتضمن الإفراج عن بعض الأسرى الإسرائيليين مقابل تخفيف الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حماس دولة الاحتلال وقف إطلاق النار مفاوضات وقف إطلاق النار إعمار قطاع غزة وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
هل كان الانسحاب الأمريكي الإسرائيلي من مفاوضات غزة منسقا وما أهدافه؟
قال خبير في الشؤون الإسرائيلية، إن تصريحات المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بشأن إعادة الوفد الأمريكي من الدوحة، عقب خطوة إسرائيلية مماثلة، تمثل "مناورة سياسية" تهدف إلى التأثير على المفاوضات الجارية.
وأوضح سليمان بشارات أن الخطوة الأمريكية–الإسرائيلية، وإعادة وفديهما من مفاوضات الدوحة، منسقة أمريكيا وإسرائيليا وجاءت بعد لقاء المبعوث الأمريكي، ستيف وويتكوف، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر.
وشدد الخبير في حديث خاص لـ"عربي21" على أن أهدافا إسرائيلية أمريكية مشتركة وراء هذا الانسحاب، المنسق، والذي يستهدف ابتزاز المقاومة، منها:
"ابتزاز حماس"
أولا، أن إسرائيل والولايات المتحدة باتوا يعتقدون إن إدارة حماس والمقاومة للمفاوضات، إدارة لا يمكن المراوغة فيها، بمعنى أن كل ما طرح على طاولة المفاوضات من ضغوط ومن محاولة ابتزاز وضغط يمارس على المقاومة في الميدان سواء بعمليات القتل والإبادة أو عمليات التجويع لم تجعل المقاومة تذهب إلى القبول التام بما هو مطروح إسرائيليا وأمريكيا، ولم تفرض على المقاومة حالة من الاستسلام.
وعليه، فإن قدرة المقاومة الفلسطينية على التفاوض تحت كل هذا الضغط وعدم الاستسلام أو القبول التام، دفع ويتكوف وحكومة نتنياهو للذهاب إلى مناورة من خلال سحب الوفد المفاوض، على اعتبار أن هذه الخطوة يمكن أن تشكل ضغطا يمارس من قبل الشارع الفلسطيني وحالة انتقاد للمقاومة، والتي يمكن أن تصبح في مربع حرج أمام الشعب الفلسطيني ويدفعها إلى تقديم مزيد من التنازلات.
وتوقع بشارات أن يصاحب ذلك خلال الأيام المقبلة مزيدا من الضغط العسكري والاستهدافات وعمليات التجويع الإضافية داخل غزة، للضغط على المقاومة الفلسطينية.
"عدم تحقيق صورة النصر"
ثانيا، إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية يرون أن عدم قبول حركة حماس بشكل كامل بما هو مطروح على الطاولة الآن دون إبداء أي ملاحظات بمثابة هزيمة لـ"إسرائيل"، أو على أقل تقدير عدم تحقيق صورة النصر التي تبحث عنه حكومة نتنياهو وتدعمها الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي هذا الأمر يجعل "إسرائيل" بعد عامين من الحرب في حالة فشل استراتيجي خصوصا أنها استطاعت أن تقدم نموذجين لاتفاقيات مع حزب الله وإيران وكلاهما قدمتهما "إسرائيل" على أنهما انتصارا كاملا بغض النظر عن تفاصيلهما.
في المقابل، تبدو المقاومة متمترسة خلف شروط، نهاية الحرب، والانسحاب شبه الكامل من قطاع غزة، ووقف عمل المؤسسة الأمريكية الإسرائيلية للمساعدات لصالح عودة عمل المؤسسات الأممية، إضافة إلى اشتراط فتح معبر رفح الحدودي أمام حركة المسافرين في الاتجاهين، ومفاتيح عملية التبادل. كل ذلك يجعل "إسرائيل" تراوح في المربع الأول من الحرب، أي المقاومة باقية ولم يتم القضاء عليها.
"ضغط الوسطاء"
ثالثا، محاولة تفعيل أدوات الضغط من قبل الوسطاء، فالولايات المتحدة الأمريكية و"إسرائيل" تعتقدان أن حركة حماس والمقاومة الفلسطينية من شأنها أن تضعف أمام ضغوط قد تمارس عليها من الوسطاء، وسحب الوفدان يبدو أنه مرتبط بهذا الهدف أيضا.
في المقابل يرى بشارات أن سحب الوفد له ارتدادات داخلية إسرائيلية، فعائلات الأسرى وشريحة واسعة من الإسرائيليين انتقدوا هذه الخطوة، وأصبحوا يطالبون بصفقة كلية تعيد كافة الأسرى، حتى لو كانت على حساب نهاية الحرب في غزة.
وأضاف: " المجتمع الاسرائيلي والمؤسسة الأمنية والعسكرية وفئات أخرى في المجتمع الإسرائيلي باتت كلها تعبر عن عدم رغبتها باستمرارية الحرب.
وكانت حركة حماس، عبرت عن استغرابها من تصريحات المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف السلبية من موقف الحركة.
وأشارت إلى أن تصريحات ويتكوف جاءت في الوقت الذي عبر فيه الوسطاء عن ترحيبهم وارتياحهم لموقفها "البناء والإيجابي".
وأوضحت أنها تعاملت منذ بداية المسار التفاوضي بكل مسؤولية وطنية ومرونة عالية في كل الملفات.
وأضافت في بيان، أنها حرصت على التوصل لاتفاق يوقف العدوان وينهي معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، مبينة أنها قدمت الرد الأخير بعد مشاورات موسعة مع الفصائل الفلسطينية والوسطاء والدول الصديقة.
وقالت في البيان، "تعاملنا بإيجابية مع كل الملاحظات التي تلقيناها بما يعكس التزاما صادقا بإنجاح جهود الوسطاء.
وأردفت، أن موقف الحركة الذي قدمناه للوسطاء يفتح الباب أمام الوصول إلى اتفاق كامل، مؤكدة أنها حرصت حرصنا على إكمال المفاوضات والانخراط فيها بما يذلل العقبات ويوصل لاتفاق شامل لوقف إطلاق النار الدائم.
وقال المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إنه قرر إعادة الفريق الأمريكي لإجراء مشاورات، بعد الرد الأخير من حركة حماس بشأن مقترح وقف إطلاق النار في غزة.
وذكر ويتكوف في تصريحات له، الخميس، أنه "من المؤسف أن تتصرف حماس بهذه الطريقة الأنانية" حسب زعمه، مؤكدا أن واشنطن "ستدرس خيارات بديلة لإعادة الأسرى الإسرائيليين، ومحاولة تهيأة بيئة أكثر استقرارا لسكان غزة".
بالتزامن، أعلن مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بينامين نتنياهو أنه في أعقاب الرد الذي قدّمته حركة حماس صباح الخميس، تقرر إعادة فريق المفاوضات لإجراء مشاورات إضافية في "إسرائيل".
وأكدت هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن مصدر مشارك في المفاوضات، أن "المحادثات لم تنهار، بل هي خطوة منسقة بين جميع الأطراف.. هناك قرارات مصيرية يجب اتخاذها، ولذلك عاد الوفد لمواصلة المشاورات، ولا يزال الزخم إيجابيا".