التجارة الأوروبية مع أميركا تشهد تراجعا حادا بسبب رسوم ترامب
تاريخ النشر: 19th, August 2025 GMT
تشهد التجارة الأوروبية تراجعًا حادًا مع الولايات المتحدة، في ظل استمرار إدارة الرئيس دونالد ترامب في فرض الرسوم الجمركية التي أثقلت كاهل الصادرات وأضعفت قدرة القارة العجوز على الحفاظ على فائضها التجاري.
ووفقًا لصحيفة "وول ستريت جورنال" فإن البيانات الأخيرة الصادرة عن مكتب الإحصاء الأوروبي "يوروستات" تكشف عن صورة قاتمة تؤشر إلى أزمة أوسع في المشهد التجاري العالمي.
وأفادت الصحيفة أن صادرات الاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 دولة إلى الولايات المتحدة هبطت بنسبة 10% في يونيو/حزيران مقارنة بالعام الماضي، لتصل إلى نحو 40 مليار يورو فقط (46.8 مليار دولار) وهو أدنى مستوى منذ نهاية عام 2023. ونتيجة لذلك تقلّص الفائض التجاري الكلي للاتحاد إلى 1.8 مليار يورو (2.1 مليار دولار) بعدما كان عند 12.7 مليار يورو (14.9 مليار دولار) في مايو/أيار.
ويأتي التراجع الحاد بعد قفزة مؤقتة في مارس/آذار حين وصلت الصادرات إلى مستوى قياسي يقارب 72 مليار يورو (84.2 مليار دولار) إذ عمد المستوردون الأميركيون إلى تخزين البضائع قبل دخول الرسوم الجديدة حيز التنفيذ. لكن ما لبث أن انعكس الاتجاه، مع بداية أبريل/نيسان، ليأخذ منحى نزوليًا متسارعًا.
اتفاق مثير للجدل ورسوم بحد أدنى 15%وبحسب "وول ستريت جورنال" توصلت بروكسل وواشنطن نهاية يوليو/تموز إلى اتفاق يقضي بفرض تعرفة أساسية بنسبة 15% على الواردات الأوروبية إلى الولايات المتحدة، ولا تزال بعض تفاصيل الصفقة قيد التفاوض. ونُقل عن المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي أولوف غيل أن بيانًا مشتركًا "سيفصّل الاتفاق قريبًا".
ورغم الضغوط المتصاعدة، لا يتجه الاتحاد الأوروبي في المدى القريب إلى فرض رسوم مضادة على السلع الأميركية، إذ علّق لمدة 6 أشهر الحزمة التي أعدها ردًا على الخطوة الأميركية الأولى في أبريل/نيسان.
ألمانيا والقطاعات الصناعية بمرمى النارأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن تراجع الفائض في يونيو/حزيران ارتبط بالدرجة الأولى بانخفاض صادرات الكيميائيات، وهو قطاع حيوي لكثير من اقتصادات أوروبا.
إعلانكما أن ألمانيا، بوصفها المحرك الصناعي للقارة، تعرضت لضربة قوية مع انخفاض صادراتها إلى الولايات المتحدة، مما انعكس مباشرة على إنتاج المصانع وحدّ من وتيرة النمو الاقتصادي العام.
ويضاف إلى ذلك أثر العملة، حيث أدت قوة اليورو إلى تقليص جاذبية السلع الأوروبية، وهو ما فاقم التراجع في الطلب الخارجي.
مخاطر أوسع وصورة قاتمةولم تقتصر الأزمة على المسار الأميركي فحسب، إذ تراجعت الصادرات الأوروبية إلى الصين أيضًا على أساس سنوي، وهو ما وصفته الصحيفة الأميركية بأنه مؤشر على "البرودة المتزايدة في التجارة العالمية".
وقد تعالت التحذيرات في أوساط الخبراء، إذ قال رالف سولفين الاقتصادي في "كومرتس بنك" إن بيئة التجارة الخارجية "تبقى دون المستوى المعتاد".
ومن جانبها أكدت نغوزي أوكونجو إيويالا المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية أن "الأثر الكامل لإجراءات الرسوم الأخيرة ما يزال يتكشف".
ورغم هذه الضغوط، أظهر اقتصاد منطقة اليورو متانة نسبية، إذ نما بنسبة 0.1% خلال الربع الثاني من العام. لكن وفق كارستن بريزسكي رئيس الاقتصاد الكلي في بنك "آي إن جي" فإن من الصعب في الوقت الحالي "تصور عودة الصادرات لتكون محركًا قويًا للنمو الأوروبي".
وبحسب "وول ستريت جورنال" فإن المشهد العام يوحي بأن الصدمة الناتجة عن الرسوم الأميركية لم تبلغ بعد مداها الكامل، في وقت تستمر أوروبا في مواجهة ضغوط مزدوجة من السياسات الحمائية وقوة اليورو والركود المتنامي بالطلب العالمي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات إلى الولایات المتحدة ملیار دولار ملیار یورو
إقرأ أيضاً:
فنزويلا تسمح باستئناف ترحيل مهاجرين غير قانونيين من الولايات المتحدة
أفادت وكالات الأنباء بأن فنزويلا سمحت باستئناف الرحلات لترحيل مهاجرين غير قانونيين من الولايات المتحدة، فيما يعد محاولة لتهدئة الأجواء مع الولايات المتحدة التي أنذر رئيسها غريمه الفنزويلي بضرورة ترك موقعه في السلطة لصالح المعارضة.
ينفد الوقت من أمام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وتنفد الخيارات أمامه بعد عرض للتنحي ومغادرة بلاده تحت ممر آمن تضمنه الولايات المتحدة، وذلك بعد مكالمة قصيرة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشهر الماضي.
رفض ترامب سلسلة من الطلبات من الزعيم الفنزويلي، وفقًا لأربعة مصادر مطلعة على المكالمة.
جاءت المكالمة، في 21 نوفمبر، بعد أشهر من الضغط الأمريكي المتزايد على فنزويلا، بما في ذلك الضربات ضد قوارب تهريب المخدرات المزعومة في منطقة البحر الكاريبي، والتهديدات المتكررة من ترامب بتوسيع العمليات العسكرية إلى البر وتصنيف كارتل دي لوس سولس، وهي جماعة تقول إدارة ترامب إنها تضم مادورو، كمنظمة إرهابية أجنبية.
نفى مادورولطالما نفى مادورو وحكومته جميع الاتهامات الجنائية ويقولون إن الولايات المتحدة تسعى إلى تغيير النظام للسيطرة على الموارد الطبيعية الهائلة في فنزويلا، بما في ذلك النفط.
قال مادورو لترامب خلال المكالمة إنه مستعد لمغادرة فنزويلا شريطة أن يتمتع هو وأفراد عائلته بالعفو القانوني الكامل، بما في ذلك رفع جميع العقوبات الأمريكية وإنهاء قضية رئيسية يواجهها أمام المحكمة الجنائية الدولية، وفقًا لثلاثة من المصادر.