قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إنه قد آن الأوان لتذكر دروس الماضي والاتعاظ بأحداث التاريخ في هذهـ المنطقة، وعلى أرض فلسطين الأبية الحافلة بتاريخ من النضال والصمود، حين احتلها الصليبيون قرنا كاملا، وقتلوا الآلاف من المسلمين والمسيحيين واليهود، وأقاموا الولايات الصليبية.

شيخ الأزهر: الإسلام حرم قتل أطفال العدو والصهاينة يصبون الجحيم على صغار غزةشيخ الأزهر: نحن دعاة عدالة وسلام لا يعرفان الذلة ولا الخنوع

وتابع شيخ الأزهر، خلال كلمته اليوم باحتفالية ذكرى المولد النبوي الشريف، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية: حتى إذا ما اتحد العرب والمسلمون واصطفوا خلف القائد البطل صلاح الدين عاد الصليبيون من حيث أتوا وعادت الأرض إلى أصحابها، مؤكدا أن الحل الذي لا حل سواه هو في تضامن عربي يدعمه تضامن إسلامي يقويه ويسند ظهره.

وأكد الإمام الأكبر، أننا لسنا دعاة حروب أو صراعات، بل نحن دعاة عدالة وإنصاف واحترام متبادل، موضحا أن العدل والسلام اللذان ندعو إليهما هما: العدل والسلام المشروطان بالإنصاف والاحترام، وانتزاع الحقوق التي لا تقبل بيعا ولا شراء ولا مساومة، عدل وسلام لا يعرفان الذلة ولا الخنوع، ولا المساس بذرة واحدة من تراب الأوطان والمقدسات.. عدل وسلام تصنعهما قوة الإرادة والعلم والتعليم والتنمية الاقتصادية السليمة، والتحكم في الأسواق، والتسليح الذي يمكن أصحابه من رد الصاع صاعين، ومن دفع أية يد تحاول المساس بالأرض والشعب.

وتوجه الإمام الأكبر بحديث خاص إلى الرئيس السيسي، قائلا: "إننا في الأزهر الشريف نشد على يديكم وندعو الله أن يقوي ظهركم، وأن يوفقكم فيما أنتم ماضون فيه من الثبات على الموقف الرافض لذوبان القضية الفلسطينية، وحماية حقوق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه، والرفض القاطع لمؤامرات التهجير والتشبث بالموقف المصري التاريخي في حماية القضية الفلسطينية ومساندة الفلسطينيين.".

وأوضح شيخ الأزهر أن حديثه عن «الحرب» في الإسلام، ليس المقصود منه المقارنة بين حروب المسلمين وحروب عصرنا الحاضر، ودواعيها وبواعثها، وما تبثه الفضائيات من مشاهدها الشديدة القسوة في غزة أو أوكرانيا أو السودان الشقيق أو أقطار أخرى تجر إلى حروب لا ناقة لها فيها ولا جمل، مبيننا أن المقارنة بين أمرين تقتضي اشتراكهما في وصف أولا، قبل أن يثبت رجحان أحدهما على الآخر في هذا الوصف.

وأوضح، أن هذا الاقتضاء مفقود فيما نحن بسبيله، لقد حرم الإسلام  قتل أطفال عدوه، وحمل جنوده مسؤولية الحفاظ على حياتهم، بينما حرضت الأنظمة الأخرى على تجويع أطفال غزة حتى إذا ما التصقت جلودهم بعظامهم استدرجهم دعاة الديموقراطية وحقوق الإنسان إلى جحيم يصب على رؤوس هؤلاء الأطفال، ليحيل ما تبقى من أجسامهم النحيلة إلى تراب أو إلى ما يشبه التراب.

طباعة شارك شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب فلسطين

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب فلسطين الإمام الأکبر شیخ الأزهر

إقرأ أيضاً:

أحمد عمر هاشم.. 70 مؤلفا خلال رحلة العلم وخدمة الأزهر والسنة النبوية

تلقت مصر و العالم العربي و الإسلامي خبر رحيل واحد من أبرز علماء الأزهر الشريف ، الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن عمر ناهز 84 عامًا، بعد حياةٍ حافلة بالعطاء العلمي والدعوي والوطني امتدت لأكثر من ستة عقود، قدَّم خلالها مئات المؤلفات والمشاركات في خدمة الإسلام والسنة النبوية.

نُشر بيان نعيه عبر صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، جاء فيه: "ننعي إلى العالم العربي والإسلامي وأحبائه وتلاميذه وفاة فقيدنا الحبيب الإمام الشريف الدكتور أحمد عمر هاشم، نسأل الله أن يبدله دارًا خيرًا من داره وأهلًا خيرًا من أهله وأن يجعل الجنة مثواه."

صلاة الجنازة 

تقام صلاة الجنازة عقب صلاة الظهر بالجامع الأزهر الشريف، ثم يُشيّع الجثمان الطاهر إلى الساحة الهاشمية بقرية بني عامر مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، حيث يُوارى الثرى بعد صلاة العصر، ويُقام العزاء مساء اليوم بالساحة الهاشمية، ويوم الخميس في مدينة القاهرة.

مولده

وُلد الدكتور أحمد عمر هاشم في 6 فبراير 1941، وتخرّج في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام 1961، وحصل على الإجازة العالمية عام 1967، ثم عُيّن معيدًا بقسم الحديث، قبل أن يحصل على الماجستير عام 1969، ثم الدكتوراه في الحديث وعلومه، ليصبح بعدها أستاذًا للحديث وعلومه عام 1983، ويتولى عمادة كلية أصول الدين بالزقازيق عام 1987، ثم رئاسة جامعة الأزهر عام 1995.

المناصب التي شغلها الراحل

شغل الراحل مناصب رفيعة داخل الأزهر وخارجه، حيث كان عضوًا بمجلس الشعب والشورى بالتعيين، وعضوًا بمجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ورئيس لجنة البرامج الدينية بالتليفزيون المصري، إلى جانب عضويته في مجلسي الثقافة والطرق الصوفية، وحصوله على جائزة الدولة التقديرية عام 1992 ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.

شيخ الأزهر يزور الدكتور أحمد عمر هاشم.. ويدعو له بالصحة والعافية

ترك 70 مؤلفا 

ترك الدكتور أحمد عمر هاشم إرثًا علميًّا ضخمًا، يضم أكثر من سبعين مؤلفًا في علوم الحديث والسنة والعقيدة والفكر الإسلامي، من أبرزها: «السنة النبوية وعلومها»، «قواعد أصول الحديث»، «قبس من الحديث النبوي»، «في رياض السيرة النبوية»، «منهج الإسلام في العقيدة والعبادة والأخلاق»، «فيض الباري في شرح صحيح البخاري» (15 جزءًا)، إلى جانب أعماله في تحقيق كتب التراث الإسلامي مثل «الكفاية للخطيب البغدادي» و«تدريب الراوي» و«سبل السلام».

كما أثرى الراحل المكتبة الإسلامية بمؤلفات تناولت قضايا معاصرة مثل «الإسلام في مواجهة الانحراف الفكري» و«الإعلام الديني في مناهضة الظواهر السلبية» و«الإسلام والشباب»، وعُرف عنه دفاعه المستميت عن الحديث النبوي الشريف ومكانة الأزهر كمنارة علمية وسطية تمثل الإسلام الوسطي المعتدل.

شارك الدكتور أحمد عمر هاشم في عشرات المؤتمرات الدولية ممثلًا للأزهر في باكستان، الجزائر، المغرب، الكويت، ألمانيا، والأردن، وقدم أبحاثًا في تدوين السنة النبوية، ومكانة الحرمين الشريفين، وعالمية الإسلام، كما زار الولايات المتحدة بدعوة من الكونجرس الأمريكي ضمن وفد مجلس الشعب، حيث ألقى محاضرات دعوية في المركز الإسلامي بواشنطن.

أشرف وناقش أكثر من 200 رسالة ماجستير ودكتوراه، وأسهم في تخريج أجيال من العلماء والدعاة في مصر والعالم الإسلامي، وظل طوال حياته مثالًا للعالم الأزهري الموسوعي، المتواضع، المدافع عن القيم الإسلامية الأصيلة، والداعي إلى الوسطية والاعتدال.

رحل الإمام أحمد عمر هاشم بعد أن أفنى عمره في خدمة السنة النبوية وتعليم الأجيال وتوحيد صفوف الأمة الإسلامية، تاركًا خلفه إرثًا علميًّا سيظل شاهدًا على بصمته ومكانته في تاريخ الأزهر الشريف.

طباعة شارك أحمد عمر هاشم وفاة أحمد عمر هاشم جنازة أحمد عمر هاشم الأزهر هيئة كبار العلماء صلاة الجنازة المناصب التي شغلها الراحل مؤلفات أحمد عمر هاشم

مقالات مشابهة

  • الإمام الأكبر يصل الجامع الأزهر لأداء صلاة الجنازة على الدكتور أحمد عمر هاشم
  • وداع مهيب.. الإمام الأكبر يتقدم جنازة أحمد عمر هاشم في الجامع الأزهر
  • الإمام الأكبر يصل الجامع الأزهر لأداء صلاة الجنازة على د. أحمد عمر هاشم - صور
  • مجلس حكماء المسلمين ينعى العالم الراحل الدكتور أحمد عمر هاشم
  • محافظ الشرقية ينعى الدكتور أحمد عمر هاشم: رحل أحد كبار علماء الأمة وضميرها المستنير
  • الصفحة الرسمية لوزارة الأوقاف تحيي ذكرى وفاة شيخ الأزهر الأسبق فضيلة الشيخ عبد المجيد سليم
  • أحمد عمر هاشم.. 70 مؤلفا خلال رحلة العلم وخدمة الأزهر والسنة النبوية
  • الجامع الأزهر ينعي أحمد عمر هاشم: لبّى نداء ربّه بعد عمرٍ حافلٍ بالعلم وخدمة الإسلام
  • شيخ الأزهر يزور الدكتور أحمد عمر هاشم للاطمئنان عليه
  • قدوة في نشر العلم.. عضو الأزهر للفتوى: أول معلمة في الإسلام هي الشفاء بنت عبد الله