اتحد العرب ثم عادت الأرض .. شيخ الأزهر: علينا تذكر دروس الماضي ونضال فلسطين
تاريخ النشر: 3rd, September 2025 GMT
قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إنه قد آن الأوان لتذكر دروس الماضي والاتعاظ بأحداث التاريخ في هذهـ المنطقة، وعلى أرض فلسطين الأبية الحافلة بتاريخ من النضال والصمود، حين احتلها الصليبيون قرنا كاملا، وقتلوا الآلاف من المسلمين والمسيحيين واليهود، وأقاموا الولايات الصليبية.
وتابع شيخ الأزهر، خلال كلمته اليوم باحتفالية ذكرى المولد النبوي الشريف، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية: حتى إذا ما اتحد العرب والمسلمون واصطفوا خلف القائد البطل صلاح الدين عاد الصليبيون من حيث أتوا وعادت الأرض إلى أصحابها، مؤكدا أن الحل الذي لا حل سواه هو في تضامن عربي يدعمه تضامن إسلامي يقويه ويسند ظهره.
وأكد الإمام الأكبر، أننا لسنا دعاة حروب أو صراعات، بل نحن دعاة عدالة وإنصاف واحترام متبادل، موضحا أن العدل والسلام اللذان ندعو إليهما هما: العدل والسلام المشروطان بالإنصاف والاحترام، وانتزاع الحقوق التي لا تقبل بيعا ولا شراء ولا مساومة، عدل وسلام لا يعرفان الذلة ولا الخنوع، ولا المساس بذرة واحدة من تراب الأوطان والمقدسات.. عدل وسلام تصنعهما قوة الإرادة والعلم والتعليم والتنمية الاقتصادية السليمة، والتحكم في الأسواق، والتسليح الذي يمكن أصحابه من رد الصاع صاعين، ومن دفع أية يد تحاول المساس بالأرض والشعب.
وتوجه الإمام الأكبر بحديث خاص إلى الرئيس السيسي، قائلا: "إننا في الأزهر الشريف نشد على يديكم وندعو الله أن يقوي ظهركم، وأن يوفقكم فيما أنتم ماضون فيه من الثبات على الموقف الرافض لذوبان القضية الفلسطينية، وحماية حقوق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه، والرفض القاطع لمؤامرات التهجير والتشبث بالموقف المصري التاريخي في حماية القضية الفلسطينية ومساندة الفلسطينيين.".
وأوضح شيخ الأزهر أن حديثه عن «الحرب» في الإسلام، ليس المقصود منه المقارنة بين حروب المسلمين وحروب عصرنا الحاضر، ودواعيها وبواعثها، وما تبثه الفضائيات من مشاهدها الشديدة القسوة في غزة أو أوكرانيا أو السودان الشقيق أو أقطار أخرى تجر إلى حروب لا ناقة لها فيها ولا جمل، مبيننا أن المقارنة بين أمرين تقتضي اشتراكهما في وصف أولا، قبل أن يثبت رجحان أحدهما على الآخر في هذا الوصف.
وأوضح، أن هذا الاقتضاء مفقود فيما نحن بسبيله، لقد حرم الإسلام قتل أطفال عدوه، وحمل جنوده مسؤولية الحفاظ على حياتهم، بينما حرضت الأنظمة الأخرى على تجويع أطفال غزة حتى إذا ما التصقت جلودهم بعظامهم استدرجهم دعاة الديموقراطية وحقوق الإنسان إلى جحيم يصب على رؤوس هؤلاء الأطفال، ليحيل ما تبقى من أجسامهم النحيلة إلى تراب أو إلى ما يشبه التراب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب فلسطين الإمام الأکبر شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر يتصدّر قائمة «الأكثر تأثيرًا» عالميًا لعام 2025-2026
عاد اسم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ليتصدر الساحة الدولية ضمن أبرز القيادات الدينية الأكثر تأثيرًا، وذلك بعد أن كشف المركز الملكي للبحوث والدراسات الإسلامية بالمملكة الأردنية الهاشمية عن أحدث إصداراته السنوية، الذي حمل هذا العام قائمة «أكثر 500 شخصية مسلمة تأثيرًا في العالم» لعام 2025/2026.
وأوضح الكتاب الصادر عن المركز الملكي أن اختيار الإمام الأكبر جاء تقديرًا لدوره العميق وتأثيره الواسع الذي يتجاوز حدود العالم الإسلامي، إذ يمثّل فضيلته أحد أهم أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث، وصوتًا مؤثرًا في قضايا الأمة ودعم حقوق المظلومين، وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني، حيث قاد الأزهر الشريف إلى مواقف قوية وواضحة في رفض جرائم التهجير والإبادة في غزة ومساندة الجهود الإنسانية والإغاثية.
وأشار التقرير إلى أن الأزهر الشريف، تحت قيادة الدكتور أحمد الطيب، يواصل أداء رسالته التاريخية الممتدة لأكثر من ألف عام، باعتباره قلعة العلوم الإسلامية ومركزًا لنشر منهج الاعتدال والوسطية. وبيّن الكتاب أن فضيلته يشرف على أكبر منظومة تعليم ديني في العالم، تضم أكثر من مليوني طالب في مختلف المراحل، ويستقبل طلابًا من أكثر من 120 دولة، ليغدو خريجو الأزهر شبكة عالمية تحمل رسالة الإسلام السمحة وتساهم في تصحيح المفاهيم وتعزيز الوعي الديني الرشيد.
كما استعرض التقرير الدور الدولي البارز للإمام الأكبر، مؤكدًا أن حضوره العالمي انعكس في مشاركته في صياغة وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقّعها مع البابا فرنسيس في أبو ظبي عام 2019، وهي الوثيقة التي دفعت الأمم المتحدة لاعتماد يوم 4 فبراير من كل عام «اليوم العالمي للأخوة الإنسانية».
وأشاد التقرير بمساعي فضيلته في ترسيخ الحوار بين الأديان، وزياراته التاريخية للفاتيكان، إلى جانب دعمه المستمر للطلاب الوافدين، وإنشاء مؤسسات ومراكز أزهرية خارج مصر لنشر التعليم الإسلامي الوسطي.
ويبرز إدراج الإمام الطيب ضمن الشخصيات الأكثر تأثيرًا في العالم أهمية الدور الذي يؤديه الأزهر الشريف على المستويين الدولي والإقليمي، كما يعكس الاعتراف العالمي بجهود شيخ الأزهر في تطوير الخطاب الديني، وترسيخ قيم التعايش والسلام، وإظهار صورة الإسلام الحقيقية القائمة على الرحمة والعدل واحترام التنوع البشري.