سواليف:
2025-10-20@15:41:17 GMT

نور على نور

تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT

نور على نور

نور على نور

د. #هاشم_غرايبه

#الخير و #الشر هما تعبيران متقابلان يدلان على أمر فيه نفع أو يلحق ضررا، وهما منتجان مباشران لأعمال #الإنسان، فكل ما عداه في الأرض من كائنات حية أو جمادات، لا تعمل إلا ما هي خلقت لأجله، ولا تحيد عنه قيد أنملة.
فحتى #الكوارث الطبيعية، لا تحدث جزافا، فهي مقدرة ومنضبطة بقوانين قد يفهم الإنسان بعضها، وقد لا يعلم عن كنهها الا القليل، وعدم معرفته هذه لا تعني أنها تحدث عشوائية.


أما الحيوانات فهي منضبطة بالفطرة التي خلقت عليها، فلا يمكن أن تجد حيوانا آكل عشب يأكل حيوانا آخر، وحتى المفترسات، كل محدد بطرائد محددة، ولا يمكن أن تجد مثلا أسدا شريرا وآخر خيّرا، فكلها رغم قدرتها على قتل أي حيوان آخر، لا تقتل لأجل القتل، بل لسد الجوع فقط.
إذا فأعمال الخير أو الشر تطلق على أعمال البشر، لأن لديهم القدرة على الإختيار، لذلك جعل الله أعمالهم مراقبة من قبله، وجعل اليوم الآخر للمحاسبة والجزاء واستعادة الحقوق.
أخوف ما يخافه الإنسان، أن يأتي يوم القيامة ورصيد حسابه خاسر، لأن أعماله الشريرة زادت عن الخيّرة، فعندها تكون الندامة حين لات مندم.
لقد جاء الدين لينجي الإنسان من هذا المصير، فعرّف الشرور وفصّل فيها، فقسم أعمال الإنسان بحسب ما يكسبه من أجر عليها، وسماها الحسنات، وأما ما يكتسبه من عقاب عليها فسماها السيئات.
واجتهد الفقهاء في تقسيم السيئات الى درجات بحسب ما فهموه من كتاب الله، فقالوا إن الفرق بين الذنب والإثم: أن الذنب مطلق الجرم -عمداً أو سهواً- بخلاف الإثم، فهو اكتساب مقصود.
وأما الفرق بين الإثم والوزر فهو وصفي، إذ أن الوزر وضع للقوة، لأنه من الإزار وهو ما يقوي الإنسان ومنه الوزير، ووضع الإثم للذة، لأن ارتكاب المعصية التي نهى الله عنها، لا تكون إلا استجابة لمغريات الشهوات اللذيذة.
وأما المعصية والذنب فهما بذات الدلالة، لأنهما اسم لفعل محرم يقصد المرء بفعل الحرام الوقوع فيه.
وبالنسبة للخطيئة، فإذا كانت عمداً، فإنها تطابق الإثم لأنه لا يكون إلا عن عمد.
وأما الفاحشة فهي ما عظم فيه من الأقوال والأفعال، وتطلق الفاحشة على الزنا كناية وليس قصرا وتحديدا، لقوله تعالى: “وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ” [].
الكبائر هي ما عظم من الذنوب، وقد حددها الفقهاء أنها كل ذنب يستوجب إقامة الحد مثل الزنا والسرقة وخيانة الأوطان.
والموبقات تعني المهلكات، وهي الأعظم من بينها، وحددها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإسم لخطورتها فقال: “اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: “الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات”.
خطورة الإثم واسعة، لأنه في كثير من الأحيان لا يقتصر ضرره على من اكتسبه، بل على غيره، فإن اقتدى بفعلته غيره، فالوزر يقع على الاثنين، وإن أذاع به من علمه فهو غيبة لأخيه العاصي، وإن زاد عليه فقد بهته، وإن زين فعلته أو دافع عنه فقد اكتسب نصيبا من الإثم ولو لم يفعله بذاته.
لذلك فانتشار المعاصي في مجتمع ينذر بهلاكه، ولا منجى إلا بفعل مضاد هو الإصلاح، فوجود المصلحين أنفع للمجتمع من الصالحين ولو كثروا، لأن الصالح قد ينجو بشخصه من غضب الله، ولا يناله إثم غيره إن أنكره وتبرأ ممن فعله، لكن المصلح ينجو بنفسه وينجي غيره ممن انتفع منه.
في مجتمعاتنا المعاصرة التي تنكبت منهج الله وحكّمت في ديار الإسلام منهج أعدائه، عظمت الفتن وتعددت سبل الفساد، فمن يحرص على أن يلاقي الله بقلب سليم، عليه أن يضمن أمرين:
1 – أن يحرص على أن ينجي نفسه من آثام لم يعملها، لكنه استحقها بتأييده لها، مثل من يسكتون عن قول الحق، أو يؤيدون الطغاة الذين أجرموا بحق المسلمين، بغض النظر عن الذريعة التي تذرعوا بها.
2 – أن يكون المؤمن مصلحا في المجال المتاح له مهما صغر، من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
هذه هي عناصر الاستقامة التي نصح الله عباده المؤمنين بها، لذلك فهذا النصح لا ينفع إلا من خشي ربه.

مقالات ذات صلة الشيخ والبنـ.دقية 2023/08/30

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الخير الشر الإنسان الكوارث

إقرأ أيضاً:

أسامة فخري الجندي: معنى التصوف الحقيقي يرتبط بـ 3 حالات يتقلب فيها الإنسان دائمًا

قال الدكتور أسامة فخري الجندي، أحد علماء وزارة الأوقاف، إن الإمام الجنيد قدّم أحد أعمق تعريفات التصوف في عبارة موجزة حين قال: «التصوف أن تكون مع الله بلا علاقة»، وهذه العبارة على قِصرها تحمل معاني عظيمة تحتاج إلى تدبرٍ وقراءةٍ لمنهج الإمام الجنيد في عصره لاستخراج ما تحمله من كنوز معرفية وروحية.

معنى التصوف الحقيقي

وأوضح الدكتور أسامة فخري الجندي، خلال تصريحات تلفزيونية،  اليوم الأحد، أن معنى أن تكون مع الله بلا علاقة، هو أن تستصحب معية الله في كل أحوالك، فتستشعر أن الله يراك ويسمعك ويعلم سرك وجهرك، أي أن التصوف يقوم على المراقبة، ثم قال: "من راقب الله في خواطره، حفظ الله له جوارحه من الوقوع في المعاصي"، مشيرًا إلى أن المراقبة لا تقتصر على الأعمال الظاهرة فقط، بل تشمل حتى الخواطر التي لا يُحاسب عليها الإنسان، فمتى راقب العبد ربه في خطرات قلبه صان الله عليه ظاهره من الذنب.

وأضاف الدكتور أسامة فخري الجندي أن هذا المعنى يرتبط بثلاث حالات يتقلب فيها الإنسان دائمًا، وهي: الإدراك، والأثر، والتصرف، فالله تعالى جعل للإنسان وسائل إدراك، كالعين والأذن والأنف واللسان وسائر الجوارح، وهذه الوسائل تستقبل المعلومات من العالم الخارجي، فتتحول إلى أثر داخلي في القلب والعقل، ثم ينتج عنها تصرف وسلوك.

الأوقاف تواصل تدريب الأئمة على التحول الرقمي بدورة جديدة في الحاسب الآليالأوقاف: «البيئة هي الأم الكبرى» موضوع خطبة الجمعة المقبلةوزارة الأوقاف تعقد 27 ندوة علمية كبرى حول الحفاظ على المنشآت العامةلنشر الفكر المعتدل.. الأوقاف تطلق قوافل دعوية موسعة لمختلف المحافظات

وبيّن الدكتور أسامة فخري الجندي أن وسائل الإدراك تستقبل المعلومات من الخارج، ثم تُخزَّن في صورة أثر، كأن يرى الإنسان شيئًا فيُقبل عليه أو يُعرض عنه، ثم ينبني على ذلك تصرفٌ عملي نابع من الأثر الذي استقر في نفسه، وهكذا، فإن الفكر والسلوك كلاهما مرتبط بما أدركه الإنسان وأثر في وجدانه.

عالم بالأوقاف: التصوف معناه الحقيقي أن يعيش الإنسان في حضورٍ دائمٍ مع الله

وتابع الدكتور أسامة فخري الجندي: "حين تستحضر الله في قلبك قبل استقبال المعلومات من الخارج، فإنك لا ترى ولا تسمع ولا تتأثر إلا بما يرضي الله سبحانه وتعالى، لأنك جعلت معية الله هي الضابط لكل إدراكٍ ولكل تصرفٍ ولكل سلوك".

وقال الدكتور أسامة فخري الجندي إن التصوف بمعناه الحقيقي هو أن يعيش الإنسان في حضورٍ دائمٍ مع الله، مراقبًا له في خواطره قبل جوارحه، فيكون مع الله بلا غفلة، وبلا تعلقٍ بغيره، مستسلمًا لإرادته، منسجمًا مع فطرته، مؤمنًا بأن كل حركةٍ وسكونٍ في حياته يجب أن تكون موافقةً لمراد الله سبحانه وتعالى.

طباعة شارك الدكتور أسامة فخري الجندي أسامة فخري الجندي أحد علماء وزارة الأوقاف وزارة الأوقاف الأوقاف التصوف الحقيقي معنى التصوف الحقيقي التصوف

مقالات مشابهة

  • هل يصل ثواب الصدقة التي نقدمها للميت؟.. الأزهر يوضح الحقيقة
  • أسامة فخري الجندي: معنى التصوف الحقيقي يرتبط بـ 3 حالات يتقلب فيها الإنسان دائمًا
  • عمرو الليثي: لا تشتكي كثيرًا.. ربما تعيش ما يتمناه غيرك
  • صلاة الضحى.. اعرف الفوائد التي ستعود عليك بعد أدائها
  • علي جمعة: الحيرةَ التي تعيشها أمةُ الإسلام جاءت بالتجرؤ على أولياء الله
  • دينا أبو الخير: حفظ الآيات العشر الأوائل من سورة الكهف تعصم الإنسان من الدجال وفتنته
  • فضيلة الداعية الشيخ «محمد الغزالى» (6)
  • مشكلة الشرّ... جرح الفلسفة المفتوح
  • هل الصلوات الخمس تحفظ الإنسان من الحسد؟
  • حكم خلع النقاب للمرأة التي تضررت من لبسه