حيدر بن عبدالرضا اللواتي

haiderdawood@hotmail.com

يحتفل العالم في 27 من سبتمبر من كل عام باليوم العالمي للسياحة الذي يتميز بإقامة الكثير من الفعاليات والأنشطة التي تعنى بقطاع السياحة، وفي هذا الشأن تؤدي المؤسسات السياحية في سلطنة عُمان دورًا كبيرًا في تعزيز الرؤية السياحية للبلاد ومظاهر الرؤية حاليًا وخلال الأعوام المقبلة.

سلطنة عُمان أصبحت اليوم على خريطة سياحية عالمية لما تتميز بها من الأماكن الجذابة للسياحة الترفيهية والثقافية والعلمية والبيئية والجغرافية، والتي يمكن لجميعها أن تجذب السياحة إلى البلاد على مدار العام. كما تعمل المؤسسات المعنية على توثيق مفهوم السياحة من أجل حماية الأماكن السياحية وتعزيز البنية التحتية للموروث السياحي، ومنها السياحة الاستشفائية في الأماكن المعروفة لدى المواطنين منذ عقود طويلة.

وهذا القطاع له قوة اقتصادية واجتماعية بحيث يمكن من خلاله توفير المزيد من الأعمال للمواطنين وتعزيز المشاريع التدريبية والتعليمية لهم للانضمام إلى هذا القطاع الحيوي. فالحكومة تولي من خلال روية "عُمان 2040" اهتمامًا متواصلًا لتنويع المنتجات السياحية في البلاد ومن بينها السياحة الاستشفائية، بجانب العمل على تأسيس مشروعات استثمارية سياحية جديدة لزيادة الطاقة الاستيعابية للمؤسسات الفندقية ومؤسسات الإيواء السياحي والأماكن وتوفير الخدمات التي يحتاج إليها السائح أثناس تنقله في المحافظات العُمانية.

والهدف من اليوم العالمي للسياحة هو تعزيز التوعية بأهمية السياحة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على دور السياحة في تعزيز التفاهم بين الشعوب، والتركيز على قضايا مثل السياحة المستدامة، والابتكار، والتحول الرقمي في هذا القطاع. ففي عام 2023 استضافت سلطنة عُمان ولأول مرة الاحتفال الرسمي باليوم العالمي للسياحة بتنظيم من منظمة السياحة العالمية، ووزارة التراث والسياحة تحت شعار السياحة والاستثمار الأخضر؛ حيث ركز الحدث على عدة برامج هامة ومؤتمرات ناقشت عدة قضايا في الاستثمار السياحي المستدام، والسياحة البيئية، والتحول الرقمي في السياحة. وضمن ذلك تم تسليط الضوء على مشاريع سياحية كبرى قائمة على الاستدامة البيئية، والاستشفاء الطبيعي، والمجتمعات المحلية (السياحة المجتمعية). وأدى هذا الحدث إلى تعزيز صورة سلطنة عُمان عالميًا كوجهة سياحية آمنة وطبيعية، ودعم رؤية عُمان 2040 في تنويع الاقتصاد عبر السياحة، بالإضافة إلى الترويج لمناطق مثل الجبال، والصحراء، والعيون الحارة، والبيئة البحرية، وتم فتح أبواب الاستثمار الأجنبي في المشاريع السياحية.

اليوم.. تركّز عُمان على السياحة الاستشفائية التي تُعد من أهم أنواع السياحة الحديثة؛ حيث تجمع بين الترفيه والعلاج من خلال قيام السياح بالسفر إلى أماكن معينة للاستفادة من الموارد الطبيعية مثل الينابيع المعدنية، والمياه الكبريتية، والطين البركاني، والمناخ الصحي، والمنتجعات الطبية، بهدف العلاج أو الاستجمام أو إعادة التأهيل. وأهمية السياحة الاستشفائية تكمن في توفير الفوائد الصحية للناس لعلاج أمراض العظام، والروماتيزم، والجلد، إضافة إلى تحسين الحالة النفسية والتقليل من التوتر والاكتئاب، بجانب إعادة التأهيل لبعض المرضى من بعد إجراء العمليات أو التشافي من الإصابات.

ومثل هذه السياحة بلا شك تعمل على تنشيط الاقتصاد المحلي وتعزيز القيمة المضافة للمنتج السياحي، وزيادة الدخل من خلال السياح القادمين للعلاج، إضافة إلى توفير فرص عمل في قطاعات الصحة، والفندقة، والإقامة والنقل، وغيرها من القطاعات. كما يساعد ذلك في استغلال الموارد الطبيعية لدى الدول مثل العيون الحارة الكبريتية التي تساعد المرضى في توفير علاجات بديلة وطبيعية بأسعار مناسبة، وتخفيف الضغط على المستشفيات والمراكز الصحية.

سلطنة عُمان تعد اليوم واحدة من الدول المتميزة في السياحة الاستشفائية، إلّا أنها تحتاج إلى ضخ المزيد من الاستثمارات الحكومية والخاصة لتنظيم مواقع العيون المائية الحارة والمؤسسات العلاجية لدعم هذه التوجهات المهمة. وازدهار السياحة الاستشفائية يتطلب تنظيمًا جيدًا من قبل الدولة وخدمات صحية عالية الجودة. عُمان تمتلك العديد من المقومات الواعدة في السياحة الاستشفائية، وهي تعتمد على العوامل الطبيعية مثل العيون الحارة والكبريتية، والكهوف الجبلية، والمناخ الصحي، بجانب الطبيعة الجبلية والبحرية، إضافة إلى الطب الشعبي والعلاجات التقليدية التي لا تزال مستخدمة في بعض المناطق. وجميع تلك الأماكن تحتاج إلى مزيد من الاستثمارات لتنظيم الوصول وتوفير مواقف للسيارات، بالإضافة إلى توفير وتقديم الخدمات الصحية الأخرى التي يحتاج إليها الشخص القادم للعلاج الاستشفائي، وخاصة في هذا العضر الذي يتعرض فيه الإنسان إلى الصدمات الفجائية وإصابته ببعض الأمراض العصرية.

ويرى الكثير من المواطنين بأنَّ السياحة الاستشفائية لم تستغل بصورة جيدة وكاملة بالرغم من توافر الكثير من العناصر الطبيعية للعلاج الاستشفائي في عُمان، إلّا أن معظم العلاج الحالي للسياحة الاستشفائية يعتمد على الأمور المحلية والعلاجات الشعبية؛ الأمر الذي يتطلب تغيير هذه النظرة وجعل السياحة الاستشفائية بندا سياحيًا مُهمًا للتوجهات المستقبلية. وهذا يحتاج إلى إنشاء مراكز علاجية متكاملة بالقرب من العيون الحارة، والترويج الدولي للسياحة العلاجية في عُمان، ودعم الطب البديل مع وجود رقابة طبية وعلمية، وهذا لا يتحقق إلى بالتعاون بين وزارة الصحة ووزارة السياحة لتقديم خدمات علاجية متقدمة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: السیاحة الاستشفائیة

إقرأ أيضاً:

لحل أزمة المواصلات.. توفير أتوبيسات نقل إضافية بسيدي غازي في كفر الشيخ

أعلنت محافظة كفر الشيخ عن الدفع بـ 2 أتوبيس نقل مجاني إضافيين بموقف مدينة سيدي غازي لتسهيل ونقل الطلاب والأهالي إلى مدينة كفر الشيخ، وذلك تنفيذاً لتكليفات اللواء دكتور علاء عبد المعطي، محافظ كفر الشيخ، بتحسين المرافق والخدمات للمواطنين والتواصل الميداني معهم.

جاء هذا بالتنسيق بين أيمن غالي، رئيس المدينة، واللواء هشام مطر، مدير إدارة الموقف بكفر الشيخ، بهدف حل أزمة نقل جميع الركاب من مختلف الفئات، بما في ذلك طلاب جامعة كفر الشيخ والموظفين وطلاب كليات الأزهر.

وشدد رئيس المدينة على كافة الأجهزة المعنية بضرورة التواصل الدائم لرصد أي مشكلات أو مخالفات، مؤكداً اتخاذ كافة الإجراءات القانونية الرادعة ضد أي محاولات للتلاعب في قيمة تعريفة الركوب أو استغلال المواطنين. 

وأكد أن المتابعة مستمرة على مدار الساعة لكافة المحطات ومواقف السيارات، من خلال إدارة الأزمات ولجان ميدانية مفاجئة، لضمان الالتزام الكامل بالتوجيهات والتعريفة الجديدة.

طباعة شارك كفر الشيخ أخبار كفر الشيخ سيدي غازي المواقف

مقالات مشابهة

  • حين جعل نجيب محفوظ الحارة المصرية تتكلم بالفصحى
  • ارتفاع درجات الحرارة فجأة.. موعد انتهاء الموجة الحارة
  • محافظ القاهرة: توفير 1500 فرصة عمل للطلاب والخريجين
  • ناشطة: أغلب الأسر في تركيا لا تستطيع توفير الإفطار!
  • نجوم باب الحارة رواد للإعلانات في الأردن
  • لحل أزمة المواصلات.. توفير أتوبيسات نقل إضافية بسيدي غازي في كفر الشيخ
  • 5 سيارات زيرو في السوق المصري أكثر توفيرًا للوقود.. بالأسعار
  • لأصحاب السيارات.. كيفية توفير استهلاك بالبنزين بعد رفع سعر الوقود
  • مجلس الأمن والدفاع يعقد اجتماعه ويطمئن على الوضع الأمني بالبلاد