بوابة الوفد:
2025-10-21@18:55:26 GMT

من المنتصر؟ «٢»

تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT

انتهيت فى مقالى السابق إلى ما كان مأمولاً عقب عملية ٧ أكتوبر، بأن يتلاحم الشعب الفلسطينى كله مع أهل غزة فى مقاومة شعبية شاملة وأى كانت غطرسة المحتل وجبروته فلن يبيد شعباً بأكمله، كنا نتمنى أن تقفز السلطة الفلسطينية وحماس فوق كل خلافاتهما السياسية والأيديولوجية وأن ينضما معاً تحت لواء المقاومة فلن تخسر السلطة الفلسطينية لو فعلت هذا أكثر مما خسرته طيلة السنوات الماضية، كنا نتمنى أن تحدث ملحمة مقاومة واحدة ومتواصلة فى كل الأراضى المحتلة وغير المحتلة ولا يتم ترك غزة ولا حماس وحدها فى المواجهة، ولو حدث هذا لكانت النتائج الآن مختلفة تماماً، ولنقرأ فى تاريخ تحرر الشعوب من المستعمر لندرك تماماً أن توحد الشعب فى المقاومة وعدم انقسامه هو رأس الحربة الحقيقى التى تغرس فى صدر أى محتل وتهزمه وتجبره على إعادة الحق لأصحاب الحق.

 

وسيقول قائل وكيف يتم تسلح كل الشعب الفلسطينى؟ يتم تسليحه كما تم تسليح حماس ونعلم من أين كانت حماس تحصل على أسلحتها، وكيف حتى أن خبراءها ومهندسيها كانوا يصنعون المتفجرات بأنفسهم فى الأنفاق، السيناريو الذى كنت أتمناه وغيرى الملايين، أن يصبح كل فلسطينى جندياً ومقاوماً فى المناطق الفلسطينية المحتلة وغير المحتلة، ولننظر بأسف إلى المستوطنين الإسرائيليين، فجميعهم مسلحون، وكل منهم يعتبر نفسه جندياً يدافع عن الأرض والبيت الذى كسبه باحتلال وحشى لا يفهم معنى الحق ولا الإنسانية. 

 أما وقد تجاوزنا ما كنا نتمناه ووصلنا إلى ما نحن عليه الآن، فيجب أن يعرف كل عربى تعاطف وتحرك وغضب وثار لأجل غزة أو حتى هؤلاء الذين خذلوها وتخلوا عنها تماماً، عليهم أن يعرفوا جيداً أن كيان الاحتلال خرج خاسراً من تلك الحرب رغم كل ضحايا الإبادة التى نفذوها فى وحشية غير مسبوقة ضد شعب أعزل، حقاً خسرت إسرائيل سبعة آلاف جندى وهو رقم لا يقارن بسبعين ألف شهيد فلسطينى، لكن حالة الخوف واليأس وفقدان الثقة والاضطراب النفسى والغضب بين أفراد جيش الإحتلال يفوق الخسائر العددية، كما أصبح لديهم أكثر من خمسة وعشرين ألف جندى معاق، وهناك انقسام وتفكك فى جبهتها العسكرية وانعكس هذا أيضاً على الجبهة الشعبية، وخسر نتنياهو كل شعبية له، وفقدت حكومته ثقة اليهود باستثناء زبانية الليكود وأتباعه، من الناحية الاقتصادية خسرت إسرائيل 150 مليار دولار، وارتبكت بها الأوضاع الإقتصادية بصورة كبيرة، بجانب تهدم المنازل وتأثر المستعمرات ما يستوجب منها أموالاً هائلة لإعادة الإعمار، كما فقد المستوطنون كل شعور بالأمان والحماية، عسكرياً خسرت مئات المجنزرات والذخائر وخسرت قوة وتأثير تقنيتها العسكرية التى كانت تتباهى بها والعديد من جنرالاتها وقادتها بجانب انهيار الروح المعنوية لقواتها.

كما خسرت إسرائيل مكانتها دولياً، فقد تكشف تماماً وجهها القبيح، وفقدت الكثير من التأييد الدولى السياسى، وخسرت التعاطف السابق لكل الشعوب الغربية التى باتت تراها الآن مجرد كيان سرطانى محتل يسفك دماء الأطفال والأبرياء، سقطت أكذوبة إسرائيل حول رغبتها فى العيش فى سلام مع فلسطين ودول الجوار، ولن تعد بعد ذلك تتمتع بأى أمن داخلى أو استقرار، والأهم من كل هذا خسرت مخططها وحلمها فى غزة، وفقدت ثقة حلفائها فى السر الذين طالهم شرر نيران مروقها.

         وعلينا أن ندرك تماماً أن اتفاق وقف الحرب وبدء عملية السلام لا يمثل الرغبة الحقيقية لنتنياهو، فهذا سيعنى وقوفه فى مواجهة أمام شعبه لمحاسبته على فساده السابق، على دخوله حرب خاسرة استنزفت قوة إسرائيل العسكرية والمعنوية وخربت الكثير من اقتصادها، سيعنى فقدانه ذريعة ممارسة العنف والعدوان على الفلسطينيين والتوسع الاستيطانى تحت زعم القضاء على حماس التى يصنفها أمام العالم على إنها جماعة إرهابية ويستنزف فى مقابلها أموال أميركا والغرب فى شكل مساعدات مالية وعسكرية لمواجهة هذا الإرهاب، وسيعنى أيضاً ضرورة الاعتراف بدولة فلسطين، ودولة تعنى فى المستقبل آجل أو عاجل ضرورة وجود قوة جيش وتسليح يحميها، وهذا ما لا يرغب نتنياهو وكل صقور الإحتلال فى حدوثه أبدا. 

وفيما يتعلق بحماس التى قبلت ما سبق ورفضته من قبل مراراً، وهو انتهاء سلطتها فى غزة، وهو ما يعنى بالتالى انتهاء المقاومة المسلحة، فهذا أيضاً لا يمثل رغبتها الحقيقية، ولكن عليها القبول لأن استشهاد ٧٠ ألف فلسطينى لم يكن فى حساباتها، اغتيال قادتها وقادة حزب الله وأيضاً رءوس أعوانها فى إيران على يد إسرائيل بمساعدة الخونة لم يكن فى حساباتها، وجود غضب فى الشارع الغزاوى والفلسطينى عامة منهم بسبب الموت والدمار والخراب الذى حل بغزة لم يكن بحساباتها، الضربات التى وجهها المحتل لنظام بشار الأسد والحوثيين وحزب الله ولإيران لم تكن بحساباتها.. وللحديث بقية.

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: من المنتصر ٢

إقرأ أيضاً:

هل خسرت الجزائر انتخابات مجلس حقوق الإنسان دون الحصول على أي صوت؟

تداول مستخدِمون على منصات التواصل الاجتماعي ادعاءات بأن الجزائر لم تحصل على أي صوت خلال انتخابات عضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة التي عقدت في 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، زاعمين بأنها "فضيحة دبلوماسية" بحق البلد العربي.

وانتخبت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الثلاثاء الماضي، 4 دول أفريقية لعضوية مجلس حقوق الإنسان، فحصلت أنغولا على 179 صوتا، ومصر على 173، وموريشيوس على 181، وجنوب أفريقيا على 178، لتفوز جميعها بالمقاعد المخصصة للقارة الأفريقية في المجلس.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ما حقيقة العثور على "شريحة تجسس" في ملابس وصلت غزة مؤخرا؟list 2 of 2هل نقلت حماس أسرى الاحتلال بين المتظاهرين ضدها في غزة خلال الحرب؟end of list

وادعى حساب موثق على منصة "إكس" أنه "من بين 46 صوتا، حصدت الجزائر صفر صوت كامل، أي طُردت بالإجماع من مجلس حقوق الإنسان"، واصفا ذلك بـ"فضيحة دبلوماسية من العيار الثقيل".

من بين 46 صوتًا، حصدت الجزائر ???????? صفر صوت كامل ????
أي تم طردها بالإجماع من مجلس حقوق الإنسان —
فضيحة ديبلوماسية من العيار الثقيل! ???????????????? pic.twitter.com/QbPzWGSZol

— Anir (@lahoucine69) October 18, 2025

وزعم حساب آخر، أن امتناع دول المجلس عن التصويت لصالح الجزائر جاء "احتجاجا على سجل حقوق الإنسان أو بسبب اعتراضات سياسية ودبلوماسية داخل الأمم المتحدة، خصوصا في السياقات التي تكون فيها الترشيحات لمقاعد المجلس غير تنافسية أو ينظر إليها على أنها تعطي الأفضلية لأنظمة متهمة بانتهاكات حقوقية".

???? لم يصوّت 46 دولة في مجلس حقوق الإنسان لصالح #الجزائر مؤخرًا، حيث امتنعت عن التصويت حول قضايا تتعلق بعضوية أو قرارات تخص #الجزائر في مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة خلال عملية اقتراع جرت في أكتوبر 2025.
تأتي هذه الامتناعات عادة احتجاجًا على سجل حقوق الإنسان أو بسبب اعتراضات… pic.twitter.com/ySwXe1L994

— WardaNews (@warda_news1) October 18, 2025

وروجت حسابات أخرى على منصة "فيسبوك" للادعاءات ذاتها، مدعية أن الجزائر "فقدت عضويتها في مجلس حقوق الإنسان بعد أن فشلت في الحصول على أي صوت خلال عملية التصويت الأخيرة"، وهو ما أثار تفاعلا واسعا بين المستخدمين على المنصات الرقمية.

الحقيقة

وأجرى فريق "الجزيرة تحقق" بحثا معمقا بشأن حقيقة الادعاءات شمل مراجعة البيانات الرسمية الصادرة عن الأمم المتحدة، ومتابعة نتائج التصويت المنشورة على موقع الجمعية العامة، إضافة إلى التحقق من قائمة الدول الأفريقية المترشحة لعضوية مجلس حقوق الإنسان للفترة من 2026-2028.

إعلان

واتضح أن الادعاءات المتداولة غير صحيحة، حيث أظهر الموقع الإلكتروني للجمعية العامة للأمم المتحدة أن 4 دول أفريقية ترشحت لتلك الفترة، وتشمل أنغولا ومصر وموريشيوس وجنوب أفريقيا، ولم يكن الجزائر من بينها.

4 دول أفريقية قدمت ترشحها لانتخابات مجلس حقوق الإنسان (الأمم المتحدة)

وأظهرت البيانات الرسمية للأمم المتحدة أن الجزائر تشغل حاليا مقعدا في مجلس حقوق الإنسان، ودورتها مستمرة حتى نهاية عام 2025، ولم تقدم أوراقها للترشح رغم أنه كان يحق لها الترشح لولاية ثانية بعد ولايتها الأولى من 2023-2025.

ويُنتخب أعضاء مجلس حقوق الإنسان من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة لمدة ثلاث سنوات وليس من قبل أعضاء المجلس، ولا يجوز إعادة انتخاب الدولة العضو مباشرة بعد شغلها ولايتين متتاليتين (أي لمدة ست سنوات متواصلة)، إذ يتعين عليها الانتظار دورة واحدة على الأقل مدتها ثلاث سنوات، قبل أن يحق لها الترشح مجددا للعضوية مجددا.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تطالب بتأجيل إعادة إعمار غزة حتى نزع سلاح حماس
  • حركة حماس: كلنا يقين وتصميم وعزم على المضى فى الاتفاق حتى نهايته
  • خليل الحية: رصدنا إلتزاما بدخول العدد المتفق عليه من المساعدات عبر المعابر
  • هل خسرت الجزائر انتخابات مجلس حقوق الإنسان دون الحصول على أي صوت؟
  • قائد الأركان الإيراني: نراقب تحركات العدو ونحن على أعلى درجات الجاهزية
  • كيم كارداشيان تثير الجدل بقناع غامض في حفل متحف الأكاديمية بلوس أنجلوس|ما القصة؟
  • تفقد مشروع استكمال سفلتة شارع الثلاثين في همدان
  • إقرار موعد إقامة البطولة التأسيسية للدارتس في عدن
  • بعد زيادة أسعار الوقود.. عمرو أديب: الطبقة المتوسطة في مصر انسحقت تماما