لانتقاده الدقن والشعر الطويل.. داعية يكفر مسناً دمشقياً: تُعامل بحكم المرتد
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
انتشرت في أحياء دمشق سيارات تُعرف بـ"سيارات الدعوة"، يجوب أصحابها الشوارع مرتدِين الجلباب، بشعرٍ طويل ولحاً كثيفة، داعين الناس – بحسب زعمهم – إلى "الهداية" وفق ما وثقت مقاطع الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل.
أثار مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي لرجل مسن من دمشق، جدلاً واسعاً بعد أن عبّر عن استيائه من تحوّلات اجتماعية وسلوكية لاحظها في العاصمة السورية.
وقال الرجل في الفيديو: "أريد أن أتكلّم، ولو أرادوا قطع رقبتي... ساحة المرجة أصبحت مرعبة. فلدى هذه الساحة هيبتها لدى أهل دمشق. كانت الحدائق ملتقى للعائلات، واليوم أصبحت بستاناً يدخله أصحاب الدراجات النارية".
وأضاف الرجل المسن أن حي المالكي، أحد أحياء دمشق العريقة،"أصبح مخيفاً لسكانه"، مؤكداً أن ما يشهده اليوم "ليس من عاداتنا". وتابع بلهجة حزينة: "لا شيء مما نراه اليوم يُبنى عليه أملٌ. لم نرَ حتى الآن ما يُبشر بالخير مما نراه أمام أعيننا".
وأشار إلى أن البيئة الاجتماعية في دمشق كانت "تحضّراً شامياً"، حيث "كان المسلم والمسيحي واليهودي والأرمني، وكل الطوائف، يعيشون معاً في تسامح". وعبّر عن انزعاجه من "مناظر غير مألوفة: وجوه غريبة تُفزع، وأشكال بشعرٍ طويل ولحاً كثيفة ويرتدون الشحاطات".
"سيارات الدعوة" و"الهداية" في أزقة دمشقوتشهد سوريا، منذ سقوط نظام بشار الأسد واستلام الرئيس الانتقالي أحمد الشرع الحكم، انتشاراً واسعاً لمسلحين يرتدون جلباباً وبلحاً طويلة وحافة للشوارب وشعراً طويلاً. وقد استباحت هذه المظاهر الكثير من جوانب الحياة الخاصة للسوريين، وفرضت عليهم أسلوب حياة جديدًا بحسب رؤيتها.
انتشرت في أحياء دمشق سيارات تُعرف بـ"سيارات الدعوة"، يجوب أصحابها الشوارع مرتدِين الجلباب، بشعرٍ طويل ولحاً كثيفة، داعين الناس – بحسب زعمهم – إلى "الهداية" وفق ما وثقت مقاطع الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل.
وتمتد هذه المظاهر إلى ما يُسمّى بـ"الأمن العام" أو "الجيش السوري الجديد"، المكوَّن من فصائل إسلامية متعددة، حيث يظهر عناصره بشعورٍ طويلة، ولباسٍ غير متناسق، ولحاً طويلة محفوفة الشوارب.
ويتّفق سكان من مختلف المناطق على تعبيرهم عن خشيتهم من هذه المظاهر، ويطالبون مراراً بتحجيمها، وعدم السماح لأصحابها بالتجول في الأحياء المدنية بلباسهم الكامل أو بوضع اللثام.
ويطالب كثيرون باقتصار وجودهم على المناطق العسكرية، لتفادي أي احتكاك مع المدنيين أو فرض واقع اجتماعي لا يتوافق مع طبيعة المجتمع السوري المتنوع.
Related دُمرت محالّهم وطُلب منهم دفع الجزية.. مسيحيو سوريا ضحايا انتهاكات الفصائل المتطرفةمطاعم دمشق القديمة في قبضة الأمن العام: لا غناء ولا حرية ولا أمان!سوريا: فصل الجنسين في الجامع الأموي بدمشق يثير جدلا واسعا تكفير الداعية: "من ينتقد الدقن خارج عن الملة"لم يمرّ كلام الرجل المسن مرور الكرام، إذ سارع أحد الدعاة السوريين إلى الردّ عليه بفتوى تكفير صريحة، زاعماً أن "الدقن فرضٌ لا سنة"، وأن النبي محمدًا "أمر بها في خمسة أحاديث". وذهب الداعية إلى القول إن "من يتحدث في أمر الله ورسوله بغير علم فهو فاسقٌ كافرٌ مرتدٌّ خارجٌ عن ملة الإسلام"، مُلحِقًا كلامه بما وصفه بـ"آيات وأحاديث تستوجب التعامل مع هذا القول على أنه كفرٌ صريح".
وزاد الداعية تصعيداً حين قال للرجل المسن: "هذه عبارات مثل 'الشام للشوام' و'حلب للحلبيّة' يجب أن تنسوها. إنما تملك منزلك وحسب"، مؤكداً أن "سوريا أرض الله لكل المسلمين"، ومتوقعاً أن "ترى الحلبي والشامي والديري والأوزبكي والأفغاني والتركستاني والسعودي والمصري" في شوارعها، في إشارة إلى المقاتلين الأجانب الذين قاتلوا في صفوف هيئة تحرير الشام.
وأنهى رده برفض صريح لحرية التعبير، قائلاً: "ليس لك حق الكلام. فإن رأيت شيئاً لم يُعجبك، فاصرف وجهك"، في موقف يتناقض جوهرياً مع ما نصّ عليه الدستور السوري الذي أقرّه رئيس سوريا للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، والذي كفل حرية الرأي والتعبير كأحد أركان الدولة.
وأثار الفيديو انقساماً حاداً على منصات التواصل الاجتماعي. ففيما رأى فريقٌ أن كلام الرجل المسن "تعبير صادق عن خشية شعبية من تآكل الهوية الاجتماعية السورية"، واعتبره "دفاعاً عن نسيج مجتمعي عاش قروناً من التنوّع والتسامح"، رأى آخرون أن عباراته "تحمل نبرة عنصرية".
فيما حذر آخرون من "استغلال التغييرات الاجتماعية لتبرير هيمنة أيديولوجية جديدة".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب دراسة روسيا فرنسا إسرائيل حركة حماس دونالد ترامب دراسة روسيا فرنسا إسرائيل حركة حماس سوريا بشار الأسد حرية التعبير هيئة تحرير الشام أحمد الشرع دونالد ترامب دراسة روسيا فرنسا إسرائيل حركة حماس الصحة غزة بحث علمي أوكرانيا حروب فولوديمير زيلينسكي
إقرأ أيضاً:
تأجيل استئناف الطيران بين سوريا وروسيا.. فيدان: زيارة الشرع خطوة إيجابية
أفاد مصدر رسمي في شركة “فلاي شام” للطيران، أن موضوع استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين العاصمة السورية دمشق والعاصمة الروسية موسكو ما زال قيد الدراسة، مؤكدًا أن الإعلان عن موعد استئناف الرحلات سيتأخر بعض الوقت.
وقال المصدر في تصريحات لوكالة “نوفوستي”: “ليس لدينا أي معلومات مؤكدة حاليًا حول استئناف الرحلات الجوية بين البلدين. العملية ستستغرق بعض الوقت، وسيتم الإعلان عن التفاصيل لاحقًا.”
يُذكر أن الرحلات الجوية بين سوريا وروسيا توقفت في ديسمبر 2024، عقب الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد وفراره من البلاد، في تطور سياسي كبير أعاد رسم خريطة التحالفات الإقليمية والدولية لسوريا.
وكانت شركتا Syrian Air وCham Wings – المعروفة حاليًا باسم فلاي شام – تسيران سابقًا رحلات منتظمة بين دمشق وموسكو، قبل أن يتم تعليقها في أعقاب التغيرات السياسية والأمنية التي شهدتها البلاد.
في الآونة الأخيرة، كشفت تقارير صحفية عن وجود محادثات على مستوى رفيع بين الحكومة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، والقيادة الروسية، حول إعادة تشغيل الرحلات الجوية كجزء من جهود إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين.
وكان ممثل الجالية السورية في موسكو، محمود الحمزة، قد صرح في وقت سابق أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبدى ترحيبه بمقترح استئناف الطيران المباشر مع دمشق.
كما نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مصادر دبلوماسية أن الجانبين “اتفقا مبدئيًا” على إعادة تشغيل الخط الجوي، وأن الإعلان الرسمي قد يصدر “خلال أسابيع قليلة”.
يعتبر خط الطيران بين دمشق وموسكو شريانًا حيويًا للجالية السورية في روسيا، والطلبة السوريين الدارسين هناك، بالإضافة إلى رجال الأعمال والوفود الرسمية. وكان هذا الخط يحظى بأهمية استراتيجية خلال سنوات الحرب، حيث كانت موسكو أحد أبرز حلفاء النظام السوري السابق.
وزير الخارجية التركي فيدان: نثمّن الحوار بين روسيا وسوريا وندعو إلى استمراره
أعرب وزير الخارجية التركي هاكان فيدان عن تقديره العالي للحوار الجاري بين روسيا وسوريا، في أعقاب زيارة الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع إلى موسكو، في خطوة اعتبرها مراقبون تحولًا إيجابيًا في الديناميكيات الإقليمية بعد مرحلة من التوتر والتغيّرات السياسية.
وقال فيدان، خلال مقابلة مع قناة Ülke TV التركية، إن ما تقوم به موسكو ودمشق الآن يمثل “مسارا عقلانيا” في العلاقات، مؤكدا: “لم يتخذ الرئيس الشرع موقفا راديكاليا برفضه الحوار مع موسكو، أرحب بسلوك روسيا وبموقف دمشق… سيتفقان على بعض الأمور وقد يختلفان على أخرى، لكن من المهم بدء الحوار والتفاوض. هذا أمر قيّم فعلا”.
زيارة مفصلية إلى موسكو
كان الرئيس السوري أحمد الشرع قد وصل إلى العاصمة الروسية موسكو يوم الأربعاء الماضي، في أول زيارة رسمية له منذ توليه السلطة نهاية عام 2024، بعد الإطاحة بالنظام السابق بقيادة بشار الأسد. وشهدت الزيارة لقاءات رفيعة المستوى مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعدد من كبار المسؤولين.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن المحادثات مع الجانب الروسي ركزت بشكل أساسي على مراجعة الاتفاقيات السابقة بين البلدين، دون التوصل حتى الآن إلى اتفاقيات جديدة.
وقال الشيباني في مقابلة متلفزة: “النقطة الأساسية في أي حوار مع الجانب الروسي هي مراجعة الاتفاقيات السابقة، بما يتماشى مع المصالح السورية الحالية، والاستقلالية الوطنية التي تسعى دمشق لتعزيزها”.
وشدد وزير الخارجية التركي على أن بدء حوار بين أطراف كانت بينها خلافات سابقة ليس بالأمر الغريب، مشيرا إلى أن تركيا نفسها مرت بتجارب مماثلة في إطار محاولاتها تسوية بعض الملفات المعقدة في المنطقة.
وأضاف: “من خلال تجربتنا، نعلم أن التفاوض حتى مع الخصوم ممكن عندما توجد إرادة سياسية. وأعتقد أن ما يجري بين موسكو ودمشق اليوم يمكن أن يكون بوابة لحلول أوسع في المنطقة”.