بوابة الوفد:
2025-10-24@23:33:29 GMT

«التقييمات المدرسية» فى دائرة الاتهام

تاريخ النشر: 23rd, October 2025 GMT

الطلاب والمعلمون وأولياء الأمور: عبء ثقيل يُعرقل العملية التعليمية

 

شكاوى عديدة تطلقها أطراف المنظومة التعليمية بشكل دورى، من الإفراط فى التقييمات المدرسية بين واجبات منزلية وتقييمات أسبوعية، ما جعلها أحد معرقلات التعليم بدلًا من كونها وسيلة تربوية تحفز الطلاب على المذاكرة، حيث باتت التقييمات المدرسية عبئًا ثقيلًا على جميع أطراف المنظومة التعليمية من طلاب ومعلمين وأولياء أمور، ما دفعهم إلى إطلاق العديد من الشكاوى والمطالبات بتقليلها أو قصرها على الاختبارات الشهرية دون جدوى.

 

قالت فاتن أحمد، أدمن إحدى مجموعات أولياء الأمور «حوار مجتمعى»، إن فكرة التقييمات جيدة فى حال تطبيقها بشكل صحيح، لكن كثرتها تسببت فى الضغط على المعلمين وضياع وقت الحصة بدلًا من الشرح والرد على استفسارات الطلاب، كما أنها أصبحت ضغطًا كبيرًا على الطلاب، وعدم تعويض الغائب بالتقييم إلا بعذر مرضى ومن التأمين الصحى فكرة مرعبة، لأنها تحتاج إلى وقت كبير.

وأكد وائل سعد، معلم وخبير تربوى ومقدم برنامج التعليم «قضية وطن» أن التقييمات لا تؤدى دورها التربوى وإنما أصبحت عبئًا ثقيلًا على المعلم والطالب وولى الأمر، مشيرًا إلى أنها أعادت بعض الطلاب للمدرسة ليس للتعلم، بل لتحصيل درجات على أسئلة مجابة مسبقًا. 

وأوضح «سعد» أن التقييمات رسخت فى عقلية الطالب وولى الأمر، أن التعليم معناه حفظ بعض الأسئلة والأجوبة، وليس اكتساب مهارة أو التطبيق على المعرفة، لافتًا إلى أنه لم يعد هناك وقت للشرح فى الحصة المدرسية، لأن المعلم مطلوب منه تسجيل الغياب وعمل النشاط الصفى وتصحيح الواجب والتقييمات لجميع الطلاب فى الفصل ورصد الدرجات. 

ويرى الدكتور تامر شوقى، الخبير التربوى وأستاذ علم النفس التربوى بجامعة عين شمس، أن شكاوى الكثير من الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين من كثرة التقييمات والإفراط فيها لم تأتِ من فراغ، ولا بد أن يضعها المسئولون فى الاعتبار، فالتقييم وسيلة لتحسين التعليم وليس للإحلال محله. 

ونبه بأن التقييمات فقدت جزءًا كبيرًا من فوائدها التربوية والتعليمية بل تحولت إلى أعباء على الطلاب وأصبحت مثارًا لشكواهم هم وأولياء الأمور فى ضوء ما أظهرته من سلبيات منها: تعدد التقييمات ما بين واجبات يومية وأداءات صفية ومهام أدائية وتقييمات أسبوعية، واختزال وقت الحصة فى التقييمات دون إعطاء المعلم والطالب الوقت الكافى للتدريس والتعلم. 

ولفت إلى أن الطالب أصبح فى كثير من الأحيان يلجأ إلى نقلها سواء من جروبات التواصل الاجتماعى أو من الذكاء الاصطناعى أو من زملائه،  فتحولت من وسيلة للتعرف على مستوى الطالب إلى وسيلة فقط لإجباره على الحضور إلى المدرسة، وأصبحت تحرص بدرجة أكبر على قياس قدرة الطالب على حفظ المعلومات فقط لحلها وليس لتقييم قدراته العقلية العليا. 

وذكر أنه فى علوم التقويم التربوى، يُفضل تباعد الفترات الزمنية بين التقييمات لعدة أسباب، منها أن بعض الدروس يستغرق شرحها أكثر من أسبوع، ما يجعل تقييم أجزاء منها خلال أسبوع واحد غير مجدٍ تربويًا. وفى هذه الحالة يمكن تطبيق الواجبات اليومية والأداءات الصفية كبديل. 

وأضاف أن تباعد التقييمات يتيح للمخ البشرى فرصة أفضل لاستيعاب المعلومات وفهمها بعمق، إذ يحتاج المخ الإنسانى إلى فترات زمنية مناسبة حتى يتمكن من فهم المعلومات وإتقانها بشكل صحيح.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العملية التعليمية

إقرأ أيضاً:

لجنة المعلمين السودانيين ترفض عسكرة التعليم وتحويل المدارس إلى منصات للكراهية

اللجنة قالت إن بعض المعلمين “المتطرفين”، بدعم من بعض الإدارات التعليمية، يستغلون المنابر التربوية لبث خطاب الكراهية والعنف، بدلاً من أداء رسالتهم السامية في ترسيخ قيم المعرفة والوعي والإنسانية لدى الطلاب.

الخرطوم: التغيير

عبّرت لجنة المعلمين السودانيين عن قلقها البالغ إزاء الفيديو المتداول على وسائل التواصل الاجتماعي، والذي يظهر أحد معلمي الكيمياء بإحدى مدارس الولايات وهو يروّج لأفكار متطرفة داخل الفصل الدراسي، معتبرة أن مثل هذه التصرفات تمثل انحرافاً خطيراً عن رسالة التعليم، وتحوي تحريضاً يتنافى مع قيم التعايش والسلام.

وقالت اللجنة في بيان اليوم الخميس، إن بعض المعلمين “المتطرفين”، بدعم من بعض الإدارات التعليمية، يستغلون المنابر التربوية لبث خطاب الكراهية والعنف، بدلاً من أداء رسالتهم السامية في ترسيخ قيم المعرفة والوعي والإنسانية لدى الطلاب، مؤكدة أن المدرسة يجب أن تكون مصنعاً للسلام لا منبراً للتحريض.

وأشار البيان إلى أن هذه الممارسات تخالف الاتفاقيات الدولية، بما في ذلك اتفاقية حقوق الطفل والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، التي تؤكد على أن التعليم يجب أن يهدف إلى تعزيز احترام الآخر وترسيخ قيم السلام، لا إلى تعبئة العقول بخطاب الحرب والانقسام.

وانتقدت لجنة المعلمين ما وصفته بمحاولات “عسكرة العقول وتكميم الأصوات التربوية” عبر شعارات “الوطنية الزائفة”، التي تسعى — بحسب البيان — إلى “تحويل المعلم إلى جندي، والطالب إلى ذخيرة، والمدرسة إلى فوهة بندقية”.

وأكدت اللجنة رفضها القاطع لأي مظهر من مظاهر التطرف أو التسييس أو العسكرة داخل المؤسسات التعليمية، وطالبت وزارة التربية والتعليم بفتح تحقيق عاجل وشفاف ومحاسبة كل من يثبت تورطه في هذه الانتهاكات، داعية أولياء الأمور ومنظمات المجتمع المدني إلى حماية الطلاب من “محاولات غسل العقول وتزييف الوعي”.

كما أكدت في بيانها على أن حماية التعليم من الاستغلال السياسي والفكري تمثل “خط الدفاع الأول عن وحدة السودان وسلامه الاجتماعي”، مشددة على أن بناء وطن معافى يبدأ من المدرسة التي تربي على قيم الحرية والتنوع والمواطنة والسلام.

الوسومإصلاح التعليم لجنة المعلمين السودانيين

مقالات مشابهة

  • مدرسة الأحلام تبدأ من النشاط
  • فضيحة تجسس جديدة في تركيا.. «إمام أوغلو» في دائرة الاتهام
  • جامعة سمنود تنظم ندوة بنادي ريادة الأعمال: نحو جيل طلابي مبتكر
  • فرط التقييمات المدرسية تعرقل العملية التعليمية.. وخبير تربوي: فقدت أهدافها
  • مدير أكاديمية تانكيو عرب اليابانية: نسعى لتعريف الطالب الياباني بالحضارة المصرية
  • جامعة أسيوط تنظم مسابقة الطالب والطالبة المثاليين على مستوى مركز رعاية الطلاب ذوي الإعاقة
  • مسابقة الطالب والطالبة المثاليين على مستوى مركز رعاية الطلاب ذوي الإعاقة بجامعة أسيوط
  • لجنة المعلمين السودانيين ترفض عسكرة التعليم وتحويل المدارس إلى منصات للكراهية
  • شكاوى من كثرة التقييمات الأسبوعية والواجبات والاختبارات الشهرية بالمدارس.. ومطالب بتخفيفها