نموذج لـحزب الله خارج لبنان؟ صحيفة إسرائيلية تتحدّث!
تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT
نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيليّة تقريراً جديداً قالت فيه إنه يجب على إسرائيل أن تمنع غزة من أن تُصبح "جنوب لبنان المُقبل".
التقريرُ الذي ترجمهُ "لبنان24" يقولُ إن ما يبدو هو أنّ وقف إطلاق النار الأخير في غزة للوهلة الأولى، كان بمثابة عهدٍ جديد، وأضاف: "بعد توتر يومي لا يُطاق، اتجهت إسرائيل نحو أيام من الهدوء.
مع هذا، فقد وجدَ التقرير أنَّ "حركة حماس أظهرت على الفور أنها لا تنوي السماح بلحظة من الهدوء من شأنها أن تؤدي إلى تغيير حقيقي"، وأضاف: "لقد عادت حماس فوراً إلى التكتيكات والأجندة التي زرعتها لسنوات مثل إعادة بناء قدراتها ومواصلة شن حرب طويلة الأمد ضد إسرائيل".
وتابع: "بالنسبة لحماس، هذه ليس بداية لمنظمة جديدة بل انتقال إلى مرحلة جديدة من الحرب المطولة التي تهدف إلى استعادة السيطرة والقوة والقدرة على الإكراه".
التعلم من "حزب الله"
يرى التقريرُ أنّ "حماس تسعى لتحويل غزة إلى نموذج لجنوب لبنان، منطقة تحتفظ فيها منظمة بالأسلحة، بينما تُصوّر نفسها على أنها المدافع الحقيقي عن السكان، وتمارس حكماً مدنياً ونفوذاً سياسياً محدوداً تحت غطاء تسوية دولية".
واستكمل: "لقد استوعبت حماس دروس حزب الله جيداً، فقد شاهدت كيف قامت جماعة صغيرة نسبياً، بعد حرب لبنان الأولى (1982)، بغرس جهاز عسكري داخل مجتمع مدني من دون سيطرة تامة عليه، مُحتفظةً بحرية العمل، ومُحوّلةً جنوب لبنان إلى ساحة معركة ضارية يصعب على الدولة الوصول إليها".
وتابع: "هذه هي بالضبط الطريقة التي تنوي حماس العمل بها في غزة، إذ تحت غطاء من الهدوء، ستواصل إعادة بناء الأنفاق، وتخزين الأسلحة، والحفاظ على صورة الضحية المحاصرة، في حين تعمل على بناء ثلاث آليات مركزية للبقاء وهي:
- السيطرة على الموارد المدنية: يتمركز نشطاء حماس بالفعل حول نقاط توزيع المساعدات الإنسانية، ويديرون قوائم المستفيدين ويحددون أولوياتهم. وبذلك، يستعيدون نفوذهم المحلي - تماماً كما فعل حزب الله في جنوب لبنان عندما أنشأ عيادات ومدارس ومنظمات غير حكومية، ما وفّر غطاءً لتهريب الأسلحة.
- خلق تبعية دولية: تُدرك حماس أن المجتمع الدولي لا يرغب في إعادة احتلال إسرائيل لغزة، لذا تسعى إلى تصوير غزة كمشكلة إنسانية تتطلب مساعدة خارجية، والتي ستتولى إدارتها عملياً. هذا الترتيب يُضعف الرقابة الحقيقية ويُعيد الشرعية السياسية لحماس.
- الحرب النفسية ضد إسرائيل: حماس تعرف المجتمع الإسرائيلي جيداً، وهي تُدرك مدى حساسية إسرائيل تجاه حياة جنودها، وكيف يتحول الحزن الشخصي سريعاً إلى ضغط شعبي. ولذلك، ستواصل نصب الكمائن وزرع العبوات الناسفة واستنزافنا ببطء، ليس لتحقيق نصر عسكري حاسم، بل لدفع الإعلام والرأي العام إلى مطالبة الحكومة "بإخراج أطفالنا من غزة". هذا سلاح نفسي مُوجّه، مُصمّم لجعل غزة كابوساً معرفياً مُستمراً لأي حكومة تحاول ترسيخ وجود أمني مستقر فيها.
التقرير يقولُ إن "التحدي الذي تواجهه إسرائيل الآن هو منعُ لبننة غزة، كما أن عليها الحفاظ على آلية رقابة صارمة مثل مواصلة العمليات النشطة ضد أي تمركز لحماس، ورفض تسليم حدود قطاع غزة لأطراف ثالثة، وتحويل الدول التي وقّعت على وقف إطلاق النار إلى جهات ضامنة مسؤولة بفرض شروط صارمة للوفاء بالتزاماتها".
وتابع: "كذلك، يجب حشد الضغط الدولي لضمان تنفيذ الاتفاق، ويجب توجيه كل المساعدات فقط من خلال الهيئات الدولية الشفافة، وليس من خلال شبكات حماس. وإلى جانب هذه الإجراءات، يجب على إسرائيل أيضاً خوض معركة كسب الرأي العام، وعليها أن تشرح للمواطنين لماذا لا يُعتبر الوجود الأمني المُنظّم احتلالًا، بل آلية استقرار ضرورية تمنع حماس من استعادة قوتها".
وأكمل: "لقد بدا الانسحاب الإسرائيلي من لبنان عام 2000 وكأنه خطوة صحيحة في البداية، لكن بسبب تنفيذه المتسرع والوعد غير الواقعي بالهدوء، فقد مهد الطريق لنمو حزب الله وحرب عام 2006، بينما الانسحاب غير المخطط له من غزة قد يؤدي إلى جولة أكثر دموية من العنف".
وختم: "لن يُحسم الصراع على غزة بالاتفاقيات فحسب، بل بالإرادة الاستراتيجية بعيدة المدى. تراهن حماس على الإرهاق المادي والسياسي الإسرائيلي؛ ويجب على إسرائيل أن تُثبت أن السابع من تشرين الأول 2023 ليس وصفة لمزيد من الإرهاق، بل دعوة إلى الصحوة والمسؤولية الوطنية". المصدر: ترجمة "لبنان 24" مواضيع ذات صلة هل ينتقل مقرّ الأمم المتحدة إلى "دولة عربية"؟ صحيفة إسرائيلية تتحدث Lebanon 24 هل ينتقل مقرّ الأمم المتحدة إلى "دولة عربية"؟ صحيفة إسرائيلية تتحدث
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: Lebanon 24 Lebanon 24 جنوب لبنان حزب الله فی لبنان وهذا ما فی غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تقصف العمق اللبناني وتزعم استهداف معسكرات وصواريخ دقيقة تابعة لحزب الله
ذكرت "القناة 12" الإسرائيلية أن العملية نُفذت بواسطة خمس طائرات حربية، واستهدفت ما لا يقل عن 16 هدفًا.
شَنَّت إسرائيل سلسلة غارات على مناطق في وسط وشمال لبنان، استهدفت جرود الهرمل وجرود السلسلة الشرقية في محلة الشعرا والغربية في البقاع، وفقًا لما ذكرته "الوكالة الوطنية للإعلام".
وأفادت وسائل إعلام محلية بمقتل شخصين في الغارات الإسرائيلية على جرود بلدة شمسطار، وإصابة عدد من طلاب مدرسة بجروح جراء تطاير زجاج النوافذ بفعل الانفجارات.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف "العمق اللبناني" بواسطة طائرات تابعة لسلاح الجو وبتوجيه من شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، مركزًا ضرباته على عدد من الأهداف قال إنها تابعة لحزب الله في منطقة البقاع.
ونقلت "القناة 12" الإسرائيلية أن العملية تمت بواسطة خمس طائرات حربية، وطالت 16 هدفًا على الأقل. وأوضح الجيش في بيان نشره على منصة "إكس" أن من بين الأهداف التي شملتها الغارات "معسكرًا يُستخدم لتدريب عناصر من الحزب، حيث رُصد وجود مقاتلين تابعين للتنظيم داخله".
وزعم أن المعسكر كان يُستخدم من قبل حزب الله لإجراء تدريبات وتأهيل عناصر لتنفيذ "عمليات إرهابية ضد قوات جيش الدفاع الإسرائيلي ودولة إسرائيل"، مشيرًا إلى أن "المقاتلين يخضعون فيه لتمارين رماية وتدريبات إضافية على استخدام أنواع مختلفة من الأسلحة".
وتابع البيان أن الجيش شنَّ بواسطة مقاتلاته ضربات على "بنى تحتية عسكرية في منشأة لإنتاج صواريخ دقيقة تابعة لحزب الله في منطقة البقاع، إضافة إلى استهداف بنى تحتية إرهابية في موقع عسكري للحزب في منطقة شِربين شمال لبنان".
واختتم بيانه بالقول إن "تخزين الأسلحة، ووجود بنى تحتية إرهابية، وإجراء تدريبات عسكرية ضد دولة إسرائيل من قبل عناصر حزب الله، يشكل انتهاكًا صارخًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان، ويمثل تهديدًا لأمن إسرائيل".
Related للسلام مع إسرائيل شروط.. باسيل لـ"يورونيوز": لا حل فوريا لسلاح حزب الله ونحذر من تطيير الانتخاباتاستخبارات غربية: حزب الله يسرّع إعادة التسلح.. هل تقترب الجبهة مع إسرائيل من مواجهة جديدة؟برّاك يهدد بيروت: اذا ما لم تنزع الحكومة سلاح حزب الله إسرائيل ستتحرك.. وويتكوف وكوشنر في تل أبيبورغم أن لبنان يتعرض بشكل دوري، منذ وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، لسلسلة من الغارات الإسرائيلية، فإن الهجمات الأخيرة تأتي في سياق أكثر تعقيدًا، بعد تهديد المبعوث الأميركي توم بارّاك بتحرك "إسرائيلي من جانب واحد" إذا استمرت الحكومة اللبنانية في "ترددها بشأن نزع سلاح حزب الله"، في ظل تقارير استخباراتية تشير إلى أن التنظيم يعيد بناء قدراته بوتيرة أسرع من قدرة الجيش اللبناني على مواكبة عملية نزع السلاح.
وكانت الحكومة اللبنانية قد كلَّفت الجيش، تحت ضغط أميركي، بإعداد خطة في آب/أغسطس الماضي لتجريد حزب الله من سلاحه وحصر السلاح بيد الدولة.
ومع أن قائد الجيش اللبناني رودولف هيكل وضع خطة من خمس مراحل لتحقيق ذلك، أقرّ رئيس الجمهورية جوزاف عون بأن "الالتزام بجدول زمني محدد سيكون صعبًا نظرًا لتعقيدات الوضع في الجنوب".
من جانبه، قال رئيس الحكومة نواف سلام، الخميس، خلال لقائه رئيس لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية الجنرال الأميركي جوزيف كليرفيلد، إن "لبنان ملتزم بإنهاء عملية حصر السلاح جنوب نهر الليطاني قبل نهاية العام"، لكنه شدد في المقابل على وجوب أن تلتزم "إسرائيل بواجباتها، لجهة الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف اعتداءاتها المستمرة".
ولا تزال إسرائيل متمسكة بخمس نقاط إستراتيجية في جنوب البلاد، ما يخالف بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ونصَّ على انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية خلال مهلة ستين يومًا.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة