ترامب يمنح العفو لمؤسس بينانس ويعلن نهاية حرب بايدن على العملات المشفرة
تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصدر عفوًا رئاسيًا عن تشانج بينغ تشاو، مؤسس منصة بينانس الشهيرة لتداول العملات المشفرة، بعد نحو عام من إدانته في قضايا غسل أموال فيدرالية.
كان تشاو، المعروف اختصارًا باسم سي زي، قد أقرّ بذنبه في نوفمبر 2023 ضمن صفقة قضائية مع وزارة العدل الأمريكية، واعترف بانتهاك قوانين مكافحة غسل الأموال، ما أدى إلى الحكم عليه بالسجن أربعة أشهر، قضى معظمها قبل أن يُطلق سراحه في سبتمبر 2024.
وبموجب الاتفاق القضائي حينها، تنحّى تشاو عن منصبه كرئيس تنفيذي لشركة بينانس، ومنع من تولي أي منصب إداري أو استشاري في الشركة لمدة ثلاث سنوات، كما وافقت المنصة على دفع غرامة ضخمة بلغت 4.3 مليارات دولار، في واحدة من أكبر التسويات بتاريخ قطاع العملات الرقمية.
وقالت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، في بيان رسمي إن الرئيس ترامب مارس سلطته الدستورية بالعفو عن تشاو، الذي تمت محاكمته من قبل إدارة بايدن في إطار حربها غير العادلة على العملات المشفرة، وأضافت: لقد انتهت حرب إدارة بايدن على العملات الرقمية، وبدأ عهد جديد من الانفتاح والابتكار.
ويأتي القرار في وقت يشهد فيه قطاع العملات المشفرة انتعاشًا لافتًا بعد سنوات من القيود التنظيمية، وهو ما اعتبره مراقبون إشارة واضحة إلى تحوّل جذري في سياسة واشنطن تجاه هذا القطاع، خصوصًا في ظل المساعي المتزايدة لجذب الاستثمارات التقنية والابتكار المالي.
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، قد يمهّد العفو الطريق أمام شركة بينانس لاستئناف عملياتها في الولايات المتحدة بعد حظر دام أكثر من عام، نتيجة لإدانتها بانتهاك قوانين غسل الأموال عام 2023.
وكشفت الصحيفة أن مسؤولين من بينانس عقدوا مؤخرًا اجتماعات مع ممثلين عن وزارة الخزانة الأمريكية لمناقشة آلية رفع القيود تدريجيًا عن الشركة، في ظل المناخ السياسي الجديد الداعم للتكنولوجيا المالية.
ويرى محللون أن العفو عن تشاو قد يُعيد الثقة للمستثمرين في القطاع، خاصة أن بينانس لا تزال أكبر منصة لتداول العملات المشفرة في العالم من حيث حجم التداول اليومي. كما يُتوقع أن يسهم القرار في تعزيز موقع الولايات المتحدة كمركز محتمل للابتكار في مجال التمويل اللامركزي بعد سنوات من التشدد التنظيمي.
أثار القرار أيضًا تساؤلات حول العلاقة المالية بين بينانس ومشاريع ترامب الشخصية. فقد أشارت تقارير لشبكة CNBC إلى أن المنصة ضخت استثمارات تجاوزت ملياري دولار هذا العام في شركة وورلد ليبرتي فاينانشال — المشروع الذي أطلقه ترامب لتطوير عملة رقمية مستقرة مرتبطة بالدولار الأمريكي تحت اسم USD1.
وبحسب الشبكة، حققت وورلد ليبرتي عائدات تُقدّر بنحو 4.5 مليارات دولار منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ما يجعلها أحد أكثر المشاريع ربحًا لعائلة ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض.
وفي تطور آخر، أفادت تقارير أن سام بانكمان-فريد، مؤسس منصة FTX المنهارة، يسعى هو الآخر للحصول على عفو رئاسي من ترامب. وكان بانكمان-فريد قد أُدين العام الماضي بالاحتيال والتآمر لغسل الأموال، وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة 25 عامًا.
ويرى مراقبون أن هذه التحركات تمثل تحولًا في سياسة الإدارة الجديدة تجاه رموز صناعة العملات الرقمية، بعد سنوات من الصدام مع الهيئات التنظيمية الأمريكية.
كما أعاد القرار تسليط الضوء على الملياردير جاستن صن، مؤسس منصة TRON، الذي كشف في نوفمبر الماضي عن استثماره 30 مليون دولار في شركة وورلد ليبرتي، قبل أن يرفع حصته لاحقًا إلى 75 مليون دولار. وفي فبراير الماضي، أسقطت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية دعوى قضائية كانت قد رفعتها ضده عام 2023، متهمة إياه بانتهاك قوانين الأوراق المالية.
قرار العفو عن تشاو لا يقتصر على كونه إجراء قانونيًا فحسب، بل يعكس أيضًا توجهًا سياسيًا واقتصاديًا جديدًا تسعى إدارة ترامب إلى ترسيخه. إذ يراه البعض بمثابة رسالة دعم قوية لصناعة العملات المشفرة في الولايات المتحدة، التي كانت تعاني من “بيئة عدائية” خلال إدارة بايدن السابقة.
ومع هذا العفو المثير للجدل، تفتح مايكروسوفت صفحة جديدة في علاقة واشنطن مع عالم العملات الرقمية — صفحة تجمع بين الطموح الاقتصادي والمصالح السياسية، في مشهد يعيد رسم ملامح مستقبل التمويل العالمي من داخل البيت الأبيض ذاته.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العملات المشفرة العملات الرقمیة
إقرأ أيضاً:
ضغوطات أمريكية على روسيا لإنهاء حرب أوكرانيا .. هل يتبع ترامب سياسة بايدن تجاه بوتين؟
قال الدبلوماسي الروسي السابق ألكسندر زاسبكين إن الخلاف الأساسي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب يعود إلى تباين الرؤى حول شروط وقف إطلاق النار، موضحًا أن موسكو ترى أن أي لقاء بين الزعيمين لم يكن محددًا بموعد واضح بعد، وأن عدم انعقاده حتى الآن لا يمثل مشكلة بالنسبة للطرف الروسي، بل إن تحديده يتطلب ترتيبات لاحقة وظروفًا مواتية.
وأشار إلى أن الموقف الروسي من حيث المضمون قد تغيّر مؤخرًا، بعد عودة ترامب إلى طرح فكرة "الهدنة أو التجميد غير المشروط"، وهو ما تعتبره موسكو أمرًا مرفوضًا لأنها ترى فيه تجاهلًا لجذور النزاع.
وأضاف زاسبكين، في تصريحاته لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن المفاوضات السابقة بين موسكو وواشنطن، ومنها ما جرى في ولاية ألاسكا، أظهرت أن الطرفين كانا قد تجاوزا بالفعل فكرة التجميد المؤقت للقتال وانتقلا إلى بحث الأسباب الجوهرية للنزاع وكيفية معالجتها للوصول إلى حل دائم.
غير أن تصريحات ترامب الأخيرة، التي دعا فيها مجددًا إلى وقف غير مشروط لإطلاق النار، تعني – بحسب قوله – أن مسار التقدم قد توقف، بل إن الأوضاع تشهد تراجعًا في مؤشرات التفاهم بين الجانبين.
وأكد زاسبكين أن الرئيس بوتين لا يزال حريصًا على الحفاظ على النمط الإيجابي في العلاقة مع الإدارة الأمريكية الحالية، رغم التباينات الواضحة في المواقف.
ولفت إلى أن بعض المحللين الروس يعتبرون أن ترامب عاد عمليًا إلى سياسة بايدن السابقة، ما يجعل هذه الحرب تُوصَف الآن بأنها "حرب ترامب"، غير أن موسكو – كما يقول زاسبكين – لا ترغب في الاعتراف بهذه الحقيقة في الوقت الراهن، وتفضل الإبقاء على قنوات الاتصال مفتوحة أملاً في تحقيق تقارب سياسي في المستقبل.