حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن ما يقرب من مليون شخص تضرروا بالفيضانات المدمرة في جنوب السودان في ست ولايات، معظمهم في جونقلي والوحدة، ونزح حوالي 335 ألف شخص، ولجأ الكثيرون منهم إلى المناطق المرتفعة بحثا عن الأمان.


وحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال المكتب إنه منذ الشهر الماضي، أثرت الفيضانات على أكثر من 140 مرفقا صحيا، تضرر ما يقرب من ثلثها أو غمرتها المياه بالكامل، مما أدى إلى تعطيل الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية لآلاف الأشخاص في وقت يعاني جنوب السودان من تفشي الأمراض، بما في ذلك الكوليرا والملاريا.


وخلال الأسبوع الماضي، أبلغت منظمة الصحة العالمية عن أكثر من 104 آلاف حالة إصابة بالملاريا، بما في ذلك 16 حالة وفاة، في جميع أنحاء البلاد. ويمثل هذا زيادة بنسبة 15% في الحالات عن الأسبوع السابق، ويرجع ذلك في الأساس إلى الفيضانات المستمرة.


وذكّر مكتب "أوتشا" أن جنوب السودان يواجه أيضا صراعا مستمرا وانعداما حادا للأمن الغذائي، كما تُفاقم الفيضانات الوضع الإنساني المتردي أصلا في البلاد، موضحا أنه على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه الوصول إلى ولايات الوحدة وجونقلي وأعالي النيل، فإنه وشركاء الأمم المتحدة في المجال الإنساني يواصلون إيصال المساعدات الحيوية إلى المتضررين من الفيضانات، ويجرون تقييمات للاحتياجات لدعم الاستجابة المستمرة كما يعمل برنامج الأغذية العالمي على الأرض لتقديم المساعدات الغذائية والتغذوية.


وقدمت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها أكثر من 50 طنا من الإمدادات الطبية لدعم الاستجابة في ولايات جونقلي والوحدة وأعالي النيل، مع وجود المزيد من المساعدات قيد الإعداد، بما في ذلك الخيام ومستلزمات مكافحة الكوليرا ومستلزمات الصحة الطارئة.


وقدمت فرق الصحة التابعة للمنظمة الدولية للهجرة الأدوية وغيرها من أشكال الدعم.


وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، وقعت المنظمة اتفاقا مع مسئولين في جنوب السودان لاستثمار 8.5 مليون دولار في بناء بنية تحتية مقاومة للفيضانات وإعادة تأهيل قنوات الصرف لحماية بلدة بور في ولاية جونقلي.
 

طباعة شارك مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا الفيضانات المدمرة في جنوب السودان الخدمات الصحية يعاني جنوب السودان من تفشي الأمراض الكوليرا والملاريا

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا الخدمات الصحية الكوليرا والملاريا فی جنوب السودان الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

عمالة الأطفال في جنوب السودان تبلغ مستويات صادمة

كشف تقرير حكومي صدر بالتعاون مع منظمة "أنقذوا الأطفال" أن نحو 64% من أطفال جنوب السودان، الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاما، منخرطون في أسوأ أشكال عمالة الأطفال، بما في ذلك العمل القسري، الاستغلال الجنسي، السرقة، والانخراط في النزاعات المسلحة. وتصل النسبة إلى 90% في بعض المناطق الأكثر تضررا.

حسب التقرير بلغت مستويات عمالة الأطفال في جنوب السودان مستويات قياسية (الجزيرة)

شملت الدراسة الوطنية لعمالة الأطفال أكثر من 418 أسرة في 7 ولايات، وأظهرت أن الأزمة تفاقمت بسبب الفيضانات المستمرة، انتشار الأمراض، والنزاعات التي شرّدت ملايين الأسر ودفعتهم نحو الجوع.

في منطقة كابويتا الجنوبية، قرب الحدود مع أوغندا، يعمل 9 من كل 10 أطفال في التعدين والرعي والزراعة بدلا من الذهاب إلى المدرسة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تحقيق مع شركة إسبانية بشبهة التواطؤ بجرائم ضد الإنسانية في غزةlist 2 of 2حقوقيون يتحدثون عن انتهاكات بمحاكمات معتقلي "جيل زد" في المغربend of list

وسجلت منطقة يامبيو في الجنوب الغربي نسبا مماثلة، حيث دفعت النزاعات المحلية وزواج الأطفال إلى تفشي العمالة.

ووجد التقرير أن الأطفال يبدؤون بأعمال بسيطة قبل أن يُستدرجوا إلى وظائف خطرة واستغلالية.

كما أبلغ 10% من المشاركين عن انخراطهم في جماعات مسلحة، خاصة في مناطق أكوبو، بنتيو، وكابويتا الجنوبية.

خريطة جنوب السودان (الجزيرة)

وتختلف أشكال الاستغلال حسب الجنس؛ إذ يُرجح أن يعمل الأولاد في صناعات خطرة أو ينضموا إلى جماعات مسلحة، بينما تواجه الفتيات الزواج القسري، الخدمة المنزلية، والانتهاكات الجنسية.

قال كريس نياماندي، مدير منظمة "أنقذوا الأطفال" في جنوب السودان "عندما يعمل ما يقرب من ثلثي أطفال البلاد -وفي بعض المناطق، كل طفل تقريبا- فإن ذلك يشير إلى أزمة تتجاوز الفقر".

وتتجاوز نسب عمالة الأطفال في جنوب السودان المعدلات الإقليمية بكثير؛ إذ تبلغ النسبة في شرق أفريقيا نحو 30% وفقا لبيانات منظمة العمل الدولية واليونيسيف، بينما تصل في جنوب السودان إلى أكثر من ضعف ذلك.

إعلان

وأكد التقرير أن التعليم هو العامل الوقائي الأقوى ضد الاستغلال، حيث يقل احتمال تعرض الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة للعمالة القسرية.

وقد اعترفت الحكومة بالأزمة خلال إطلاق التقرير في جوبا، حيث صرح دينغ تونغ، وكيل وزارة العمل، بأن السلطات ستستخدم هذه البيانات كأساس حاسم للتحرك.

مساعدات من برنامج الغذاء العالمي لجنوب السودان (برنامج الغذاء العالمي)

ويأتي التقرير في وقت يعاني فيه نحو مليون شخص من الفيضانات الشديدة، مع نزوح 335 ألفا وتضرر أكثر من 140 منشأة صحية.

كما تواجه البلاد تفشيا للملاريا مع تسجيل أكثر من 104 آلاف حالة خلال أسبوع، في ظل تهديد الجوع الحاد لـ7.7 ملايين شخص.

رئيس جنوب السودان سلفاكير (يسار) ونائبه رياك مشار (وكالات)

ويعيش جنوب السودان أيضا على وقع مخاوف من اندلاع حرب أهلية جديدة، إذ يشهد اتفاق السلام الهش لعام 2018 بين الرئيس سلفاكير ونائبه الأول رياك مشار توترا متزايدا، مع تصاعد الاشتباكات المسلحة إلى مستويات غير مسبوقة منذ عام 2017.

وقد تم اعتقال مشار في مارس/آذار ووُجهت إليه تهم بالخيانة والقتل وجرائم ضد الإنسانية في سبتمبر/أيلول، لكنه نفى جميع التهم.

وقد فر نحو 300 ألف شخص من البلاد هذا العام بسبب تصاعد العنف.

مقالات مشابهة

  • حدود جنوب السودان المفتوحة تغذي الهجرة غير النظامية
  • رئيس جنوب السودان يزور الإمارات للمرة الثالثة هذا العام
  • عمالة الأطفال في جنوب السودان تبلغ مستويات صادمة
  • 61 مليون طن.. غزة تواجه شهورًا من إزالة ركام خلفه العدوان الإسرائيلي
  • رئيس كولومبيا يكشف سبب إدراج اسمه بقائمة مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بأمريكا
  • الأمم المتحدة: تأثر نحو مليون شخص بالفيضانات المدمرة في جنوب السودان
  • السودان.. 30 مليون شخص بحاجة عاجلة للمساعدات الإنسانية
  • رغم الاعتقالات والتحريض.. الأمم المتحدة تُبقي مكتب غروندبرغ في صنعاء
  • وكالات أممية تدعو إلى تحرك عالمي عاجل نحو السودان