إيران تطور إسفنجة نانوية مبتكرة لجراحات الأسنان
تاريخ النشر: 26th, October 2025 GMT
يمانيون|منوعات
أعلن باحثون إيرانيون عن تطوير إسفنجة جيلاتينية نانوية مبتكرة تعد بديلا آمنا وفعالا للمنتجات المستوردة في جراحات الأسنان، حيث تجمع بين ثلاث خصائص علاجية رئيسية وتسهم في خفض كلفة العلاج وتحسين جودة الرعاية الطبية.
وبدعمٍ من “هيئة تطوير تقنيات النانو والميكرو” في إيران، نجح باحثون في جامعة العلوم الطبية الإيرانية في ابتكار إسفنجة جيلاتينية مبتكرة تستخدم في جراحات الأسنان، وتجمع بين ثلاث وظائف حيوية في آنٍ واحد: إيقاف النزيف بسرعة، مكافحة البكتيريا، وتحفيز تجدد العظام.
ويعد هذا المنتج بديلا آمنا واقتصاديا للمواد التقليدية المستخدَمة في وقف النزيف، مع قدرته على تسريع التعافي وتقليل المضاعفات بعد العملية.
وتعد السيطرة على النزيف والوقاية من العدوى من أبرز المشاکل في جراحات الأسنان، إلى جانب ضعف تجدد العظام في منطقة الجراحة الذي قد يؤدي إلى إطالة فترة الشفاء أو حدوث التهابات. الحلول المتاحة حاليا غالبا ما تعالج جانبا واحدا فقط من هذه المشكلات، ما يبرز الحاجة إلى منتجات متعددة الوظائف.
استجابة لهذه الحاجة، طور الفريق البحثي بقيادة سارا سيمرغ إسفنجة جيلاتينية haemostatic تعتمد على تقنيات النانو، وتؤدي ثلاث وظائف رئيسية:
إيقاف النزيف بسرعة وكفاءة عالية.
منع تكاثر البكتيريا بفضل استخدام جسيمات الفضة النانوية ذات الخصائص المضادة للميكروبات.
تحفيز ترميم العظام من خلال جسيمات نانوية مخصصة لتسريع نمو الأنسجة العظمية الجديدة.
المصفوفة الجيلاتينية لهذه الإسفنجة تتميز بكونها حيوية التوافق، خفيفة الوزن، ومرنة، ما يجعلها سهلة الاستخدام في العمليات الجراحية ودون أن تسبب أي ضغط أو انزعاج للمريض. كما أنها قابلة للتحلل الحيوي، فلا تتطلب إزالتها بعد الجراحة، الأمر الذي يوفر راحة إضافية للطبيب والمريض معاً.
وتكمن أهمية الابتكار في دمجه بين ثلاث خصائص علاجية – إيقاف النزيف، مقاومة العدوى، وتجديد العظام – في منتج واحد، ما يميزه عن المنتجات المتوفرة حالياً في الأسواق والتي غالباً ما تقدم وظيفة واحدة فقط. كما يتوقع أن يقلل هذا المنتج من التكلفة الإجمالية للعلاج بفضل تعدد وظائفه في حل واحد متكامل.
ويتوقع أن يستفيد من هذا الابتكار أطباء الأسنان، وجراحو الفم، وأخصائيو اللثة، والمراكز المتخصصة في طب الأسنان، نظراً لقدرته على رفع كفاءة العمليات وتقليل المضاعفات بعد الجراحة.
الإسفنجة قادرة على التكيف مع تجاويف الأسنان المختلفة حجماً وشكلاً، لتوقف النزيف فوراً وتسرع في الوقت نفسه عملية ترميم العظام. أما جسيمات الفضة النانوية فتوفر حاجزاً فعالاً ضد الميكروبات الممرِضة وتمنع حدوث العدوى بعد العملية.
هذا المشروع نتاج عملٍ بحثي جماعي مكون من خمسة باحثين، ويجري حالياً في المرحلة المخبرية تمهيداً لمرحلة التسويق التجاري. ورغم وجود منتجات مشابهة أجنبية، إلا أن النسخة الإيرانية تنفرد بخصائصها الثلاث في وقتٍ واحد، بينما تقتصر المنتجات الأخرى على خاصية وقف النزيف فقط.
ويتوقع أن يحدث هذا الابتكار تحولاً في مجال طب الأسنان التجديدي، من خلال تمكين الأطباء من السيطرة السريعة على النزيف لدى المرضى الذين يعانون أمراضاً مزمنة أو يتناولون أدوية مميعة للدم، مع تقليل المخاطر وتحسين تجربة التعافي.
ويأتي هذا المشروع ضمن برامج دعم المنتجات التطبيقية في هيئة تطوير تقنيات النانو والميكرو، بهدف توفير حلول مبتكرة وفعالة لتحسين جودة العلاجات السنية. ويؤكد هذا الإنجاز أن دمج تقنيات النانو والطب التجديدي يمكن أن يفتح آفاقاً جديدة لتطوير أدوات علاجية متعددة الوظائف تحدث نقلة نوعية في التجربة العلاجية ونتائجها السريرية.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: تقنیات النانو
إقرأ أيضاً:
هيئة البيئة تتبنى سياسات مالية مبتكرة ومبادرات للالتزام بتحقيق الحياد الكربوني في سلطنة عُمان
العُمانية/ أكدت هيئة البيئة أن السياسات المالية المبتكرة والمبادرات الاستراتيجية التي تتبناها للالتزام بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050م في سلطنة عُمان تتمثل في الحصول على تمويلات من الصندوق الأخضر للمناخ (GCF) في عدة مسارات، أبرزها الاعتماد والجاهزية وتطوير مقترحات المشروعات والشراكات والتعاون الدولي.
وتقوم الهيئة بدور محوري كشريك في صياغة المشروعات البيئية المؤهلة للتمويل من خلال (تطوير الخطة الوطنية للتكيف) والعمل بالتعاون مع جهات دولية مثل (الصندوق الأخضر للمناخ) على تطوير الخطة الوطنية للتكيف مع تغير المناخ (NAP)، لتحديد احتياجات التكيف ذات الأولوية وصياغة استراتيجية وطنية لتمويل هذه الخطة و(التعاون لفتح مسارات التمويل الأخضر).
ووقعت هيئة البيئة برنامج تعاون مع المعهد العالمي للنمو الأخضر (GGGI) يهدف إلى تسهيل الحصول على التمويل الأخضر والمناخي، ودعم جهات الوصول المباشر إلى الصندوق الأخضر للمناخ (GCF)، والتركيز على الحلول القائمة على الطبيعة.
وتولي الهيئة اهتمامًا خاصًّا لمشروعات إصلاح الأراضي، واستعادة أشجار القُرم (المانجروف)، لما لها من دور مزدوج في التكيف وامتصاص الكربون، وتعد هذه المشروعات جاذبة للتمويل المناخي الدولي، بالإضافة إلى تحديث اللوائح المناخية من خلال تحديث لائحة إدارة الشؤون المناخية لمتابعة أداء الشركات والمنشآت في مجالي التخفيف والتكيف، مما يوفر إطارًا تنظيميًّا يدعم التحول نحو الممارسات الخضراء.
وأوضح المهندس خالد بن محمد البلوشي المدير العام للتغير المناخي بالندب في هيئة البيئة لوكالة الأنباء العُمانية أن برنامج (الاعتماد والجاهزية) هو برنامج يلزم الهيئات الوطنية أن تكون معتمدة أو أن تعمل من خلال جهات معتمدة لبناء القدرات الوطنية من خلال تأهيل المؤسسات المحلية، لتصبح جهة وصول مباشرة معتمدة من الصندوق، حيث تم اختيار إحدى المؤسسات المصرفية في سلطنة عُمان لتكون مؤسسة معتمدة من الصندوق الأخضر للمناخ ومن أدوارها تنسيق طلبات التمويل للمشروعات والاستفادة من "برنامج الجاهزية" الذي من خلاله يتم السعي للحصول على منح من الصندوق لتعزيز قدراتها المؤسسية والتقنية لصياغة المشروعات المناخية، وتطوير خطط التكيف الوطنية وخطط العمل الوطنية للنمو الأخضر.
وأكد المهندس خالد بن محمد البلوشي أن الهيئات تعتمد على الشراكات لتعزيز فرص الحصول على التمويل وتنفيذ المشروعات مثل "التعاون الدولي" وهو العمل مع المنظمات الدولية المعتمدة لدى الصندوق، مثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) أو المعهد العالمي للنمو الأخضر (GGGI)، لتقديم مقترحات مشروعات مشتركة، وإشراك القطاع الخاص من خلال السعي لجذب التمويل الخاص للمشروعات المناخية، حيث يشجع الصندوق الأخضر للمناخ على الاستفادة من الموارد العامة لتحسين التنبؤ بمخاطر الاستثمارات الخاصة.
وأشار المدير العام للتغير المناخي بالندب في هيئة البيئة إلى أن التمويل المناخي يعد أداة حاسمة لسلطنة عُمان لعدة أسباب، ترتبط بتحولها الاقتصادي والبيئي: (تحقيق الحياد الكربوني) ويوفر التمويل اللازم للاستثمارات الضخمة المطلوبة في قطاعات مثل الطاقة المتجددة والنقل النظيف، و(تعزيز الاقتصاد الأخضر وتنويعه) الذي يسهم في بناء بنية مرنة وتطوير قطاعات اقتصادية جديدة ومستدامة، مما يدعم رؤية عُمان 2040 و(التكيف مع آثار التغير المناخي) يتم من خلاله تمويل مشروعات حيوية لتعزيز المرونة الساحلية، وحماية الموارد المائية، ودعم الزراعة المستدامة، مما يقلل من تأثر المجتمعات بالظواهر المناخية، بالإضافة (جذب الاستثمار الخاص والدولي) والذي يؤدي إلى وجود إطار تنظيمي ومالي واضح للتمويل المستدام ما يسهم في زيادة ثقة المستثمرين الأجانب والقطاع الخاص، وتشجيعهم على ضخ الأموال في المشروعات الخضراء بسلطنة عُمان.