مسقط- الرؤية

يزدان بوتيك أمواج الجديد بإطلالةٍ على سبرينغ ستريت، وذلك بين مباني سوهو التاريخية ذات الطابع المعدني الذي يعود لأواخر القرن التاسع عشر، إذ يتميّز البوتيك بتصاميمه المبتكرة من الخشب باللون القرمزي مع انعكاساتٍ ذهبية بلون خيوط الشمس، متيحًا للضيوف من عشّاق الفخامة مساحةً تتجلّى فيها روح رمال عُمان بين مباني نيويورك.

وبتصميم يحمل توقيع رينو سالمون، الرئيس الإبداعي لأمواج، بالتعاون مع هيروين إكسبيرينس، استوديو الهندسة المعمارية في باريس، يقع البوتيك في 150 سبرينغ ستريت، بمساحة تبلغ 860 قدمًا مربعًا (80 مترًا مربعًا) وفيه يلتقي التراب بالمعدن في حوارٍ صامت يجمع بين الشرق والغرب وبين الحرفة والحداثة ليتحوّل المكان إلى قصيدةٍ من الضوء والخام، في تحيةٍ متبادلة بين صحراء عُمان ومدينة مانهاتن.

ويمثّل بوتيك سوهو الرئيسي فصلًا جديدًا في حضور أمواج في نيويورك، بعد نجاح بوتيكها المصغر عام 2024، ليصبح هذا الفضاء الجديد موطئًا دائمًا للدار في قلب مانهاتن؛ مساحةً تعبّر عن جوهرها الثقافي والفني والمعماري، وعن قدرتها على الجمع بين الحرفة والخيال في مشهدٍ واحد.

وقال رينو سالمون، الرئيس الإبداعي لأمواج: "أردنا في بوتيك أمواج في سوهو أن نرسم صلةً بين مدينتين تتشاركان الروح ذاتها. فالطوب الأحمر في سوهو والطين القرمزي في عُمان وُلدا من الأرض نفسها، وكلاهما يحمل حكاية الحرفة والتجدد."

ويقدم البوتيك رحلة تمتزج فيها المواد الخام لتستحضر رمال عُمان والطابع المعماري لمدينة مانهاتن، حيث جرى اختيار كل تفصيلٍ بعناية ليعكس هذا التوازن بين التراث والحداثة، وبين الأرض والمعمار، وبين السكون والتأمل.

وتبدأ التجربة من الشارع؛ حيث تحافظ الواجهة التاريخية للبوتيك على طابعها العائد إلى القرن التاسع عشر، بينما تنبض بروحٍ معاصرةٍ تُعيد تعريف الجمال الكلاسيكي بلغةٍ حديثة، إذ يعكس الخشب القرمزي المطليّ، والواجهات المنحوتة المستوحاة من حركة الكثبان الرملية، مع الانعكاسات الذهبية الخافتة، مشهدًا متبدّلًا على مدار اليوم.

وبينما يحافظ التصميم على جوهر العمارة الأصلية ويُبرز تفاصيلها، يحتفي البوتيك بأحد أكثر شوارع سوهو تفردًا، حيث تجتمع الواجهات المعدنية والطوب الأحمر والزجاج في حوارٍ امتدّ لأكثر من قرن، فتتشكّل منه لوحةٌ حضريةٌ تُعيد تخيّل التاريخ برؤيةٍ فنيةٍ تجمع بين الأصالة والابتكار. ومن الشارع، يتراءى وهجُ شمسٍ في قلب البوتيك، يشدّ الأنظار إلى الداخل ويدعو المارّة إلى اكتشاف التجربة.

وبمجرد دخول البوتيك، سيجد الزائر نفسه في حوارٍ بين الضوء والظلّ؛ إلى اليسار جدارٌ متموّج من الطوب الأحمر صُمّم ليجسّد أثر الأطلال الصحراوية التي تنبض بالحياة مع تغيّر الضوء، وإلى اليمين ألواحٌ معدنية تعكس روح المدينة وإيقاعها المتجدد. وبين هذه الملامح، تنبض مساحة البوتيك بتناغمٍ يجمع بين التباين والتكامل والدفء والضوء؛ إذ تمتزج الحِرَفية العُمانية الأصيلة مع الأناقة العصرية لتوفر تجربة حسّية فريدة من نوعها.

وفي قلب المساحة، توجد طاولتان من الرخام الأحمر تمثلان أولى مراحل الاكتشاف، حيث تُعرض العطور كقطعٍ فنيةٍ تُضيء من الجدران الطوبية، فيما خُصصت الطاولة الثالثة لمجموعة إسينسيس.. أحدث إبداعات أمواج من العطور التي تُعتّق لأكثر من ستة أشهر عبر عملية نقعٍ مزدوجة تمنحها عمقها الفريد. ومع كل خطوةٍ داخل البوتيك، يتكاثف الضوء تدريجيًا حتى يبلغ ذروته عند شمسٍ مجرّدةٍ في عمق المساحة، يمكن رؤيتها من شارع سبرينغ، ترمز إلى التجدد والصفاء وإلى ذلك الضوء الذي لا يغيب.

وفي داخل البوتيك، يتجلّى كرم الضيافة العُمانية في المجلس، حيث تنسجم الخامات الطبيعية والأقمشة الناعمة وتدرّجات اللون الذهبي الخافت لتخلق أجواءً من السكينة والتأمل. وفي هذا الفضاء، تتحوّل تجربة اكتشاف العطور إلى حوارٍ بين الحواس، وإلى لحظة تواصلٍ تروي قصة اللقاء بين الزائر والعطر.

يقع بوتيك أمواج في 150 سبرينغ ستريت، نيويورك 10012 ويفتح أبوابه للضيوف والزوار من يوم الاثنين إلى يوم السبت أسبوعياً من الساعة 11 صباحًا حتى 7 مساءً، وفي أيام الأحد من الساعة 12 ظهرًا حتى 6 مساءً.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

عرض تمثال يمني نادر في مزاد بالنمسا يسلط الضوء على نهب التراث

انضم إلى قناتنا على واتساب

شمسان بوست / خاص:

كشف الباحث اليمني المتخصص في الآثار، عبدالله محسن، عن عرض تمثال نادر لرأس أميرة من سبأ ضمن مزاد تنظمه جاليري “زاكي” في العاصمة النمساوية فيينا يوم 21 نوفمبر 2025، ضمن مجموعة تُعد من أندر مقتنيات اليمن القديم.

ويأتي هذا المزاد في وقت تتصاعد فيه عمليات تهريب وبيع الآثار اليمنية في الأسواق الدولية، مستغلة الصراع والفوضى التي تعيشها البلاد منذ أكثر من عقد، في حين تظل السلطات اليمنية عاجزة عن استعادة هذه المقتنيات التاريخية رغم المناشدات الدولية المستمرة.

وأشار محسن إلى أن المزاد يضم ثلاثة من أبرز آثار اليمن، تأتي من مصادر مرموقة مثل متحف موجان للفنون الكلاسيكية في الريفييرا الفرنسية، ومتحف زيلنيك للذهب في جنوب شرق آسيا، إضافة إلى مقتنيات خاصة لتجار تحف معروفين في أوروبا والولايات المتحدة.

ومن بين القطع المعروضة، رأس منحوتة من المرمر يُرجح أنها تمثل أميرة من مملكة سبأ، تعود للقرن الأول قبل الميلاد. يتميز التمثال بأنف مستقيم وشفتين بارزتين وذقن مدبب وعينين لوزيتين، ويبلغ ارتفاعه 18.5 سم ويزن نحو 4 كيلوجرامات. وقد كانت هذه القطعة تُثبت على لوحة حجرية وتستخدم في الطقوس الجنائزية أو كشاهد قبر للطبقة الملكية أو النخبة في اليمن القديم، مثل سبأ وقطبان وحضرموت.

ويعود التمثال حاليًا إلى جوزيف أوزان، صاحب معرض “ساماركاند” في باريس، الذي ذكر أنه اقتناه من مجموعة سويسرية خاصة، مع إقرار بأن القطعة كانت ضمن مقتنيات والده قبل عام 1971م. ويشير محسن إلى أن المزادات الأوروبية تستغل هذه المبررات القانونية لتسويق آثار قادمة من مناطق نزاع، مما يسمح بالالتفاف على القوانين وتجنب المساءلة.

ويؤكد الباحث أن بيع الآثار اليمنية بهذه الطريقة يُعد نهبًا علنيًا للتراث الإنساني، مخالفًا للقيم الأخلاقية والاتفاقيات الدولية، مثل اتفاقية اليونسكو لعام 1970 لمنع الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية.

وفي تعليق له، قال أحد خبراء الفن إن مملكة سبأ كانت مركزًا رئيسيًا لتجارة اللبان والمر والبخور، وقد انعكس تأثير الحضارة على الفنون الجنائزية بلمسات هلنستية ورومانية، مع احتفاظها بخصوصيتها الجمالية التي تمجد المرأة كرمز للخصب والحياة والسلطة.

ومع ذلك، يرى مراقبون أن وصف القطع بأنها “فنية نادرة” لا يخفف من التناقض الأخلاقي في تسويق شواهد قبور كقطع فنية، بينما هي جزء من ذاكرة أمة فقدت سيادتها الثقافية. ومنذ اندلاع الحرب في اليمن عام 2014، فقدت البلاد آلاف القطع الأثرية التي نُهبت وتهربت إلى الخارج عبر شبكات منظمة، فيما تشير تقارير دولية إلى نشاط متزايد للسوق السوداء للآثار اليمنية في أوروبا والولايات المتحدة.

ورغم الجهود المحدودة للحكومة اليمنية لاستعادة بعض القطع، إلا أن ضعف التنسيق الدولي وتعقيدات إثبات الملكية القانونية تجعل معظم المقتنيات تُعرض علنًا في المزادات العالمية دون مساءلة فعلية.

مقالات مشابهة

  • قبل أيام من طرحه بدور السينما.. إزاحة الستار عن الإعلان الترويجي لفيلم «قصر الباشا»
  • المديرة التنفيذية للهلال الأحمر المصري تكشف عن حجم المساعدات المقدمة إلى غزة
  • الروائي أحمد مراد: فارق كبير بين السلام المبني على القوة وبين الاستسلام
  • علماء يطورون علاج جديد قد يحارب السرطان باستخدام الضوء
  • عرض تمثال يمني نادر في مزاد بالنمسا يسلط الضوء على نهب التراث
  • أميرة سليم تكشف كواليس أنشودة أبهرت العالم بحفل المومياوات الملكية
  • علاج آمن يقتل خلايا السرطان باستخدام الضوء
  • ضبط صاحب مخبز بالمنيا بعد تعديه على شرطي تدخل لفض المشادة بينه وبين سائق تاكسي
  • سحر عبد الستار قائما بأعمال نائب رئيس مدينة الجيزة