عادة خطيرة تسبب الإصابة بمرض الزهايمر
تاريخ النشر: 26th, October 2025 GMT
كشفت دراسة بريطانية حديثة أن النوم غير المنتظم أو المتقطع يعرّض الإنسان لخطر الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر، لأن الدماغ في هذه الحالة يفشل في التخلص من الفضلات السامة المتراكمة داخله.
وأوضح العلماء أن هذه العملية تعتمد على نظام يُعرف باسم النظام الغليمفاوي (Glymphatic System)، وهو شبكة طبيعية مسؤولة عن تنقية الدماغ عبر ضخ السائل الدماغي الشوكي (CSF)، الذي يقوم بغسل أنسجة المخ والنخاع الشوكي للحفاظ على وظائف الدماغ وصحته.
اضطراب النظام الغليمفاوي وتراكم البروتينات السامة
قام الباحثون بتحليل تراكيب أدمغة أكثر من 40 ألف شخص بالغ في المملكة المتحدة، وتبيّن أن أي خلل في النظام الغليمفاوي يؤدي إلى ضعف قدرة الدماغ على التنظيف الذاتي، مما يتسبب في تراكم بروتيني “أميلويد” و”تاو” داخل الخلايا العصبية.
وهذان البروتينان مرتبطان بشكل مباشر بتدمير الخلايا العصبية والتسبب في فقدان الذاكرة ومشكلات التفكير، وهما أبرز سمات مرض الزهايمر، أكثر أشكال الخرف شيوعًا.
النوم المنتظم يحافظ على صحة الدماغ
نُشرت نتائج الدراسة في مجلة Alzheimer’s & Dementia التابعة لجمعية الزهايمر الأمريكية، وأكدت أن النوم العميق والمنتظم ينشّط النظام الغليمفاوي، بينما يؤدي اضطراب النوم المزمن إلى تعطيله وتراكم السموم في أنسجة الدماغ.
ويأمل الباحثون أن تمهّد هذه النتائج لتطوير أدوية جديدة أو إعادة استخدام أدوية قائمة لتحسين وظيفة هذا النظام الحيوي.
وقالت الدكتورة يوتونغ تشين، أستاذة علوم الأعصاب في جامعة كامبريدج والمشرفة على البحث: "دراستنا تقدّم أدلة قوية على أن تعطّل النظام الغليمفاوي يلعب دورًا محوريًا في تطور الخرف، وهو اكتشاف مثير لأنه يفتح الباب أمام البحث عن طرق لتحسين هذه الوظيفة الحيوية".
وأضافت الدكتورة هوي هونغ من جامعة تشيجيانج الصينية أن أمراض الأوعية الدموية الدقيقة في الدماغ تسرّع الإصابة بألزهايمر لأنها تضعف قدرة الدماغ على إزالة البروتينات السامة الناتجة عن اضطراب هذا النظام.
خوارزمية ذكية لرصد خطر الخرف
طوّرت الدكتورة تشين خوارزمية تعتمد على صور الرنين المغناطيسي (MRI) لتقييم كفاءة النظام الغليمفاوي، وبعد تحليل أكثر من 40 ألف صورة دماغية، تمكن فريقها من تحديد ثلاث مؤشرات بيولوجية تنبئ بضعف وظيفة النظام وزيادة خطر الخرف:
DTI-ALPS: مقياس لحركة جزيئات الماء حول الأوعية الدموية الدقيقة.
حجم الضفيرة المشيمية: المنطقة المسؤولة عن إنتاج السائل الدماغي الشوكي.
سرعة تدفق السائل الدماغي نحو الدماغ.
وأظهرت النتائج أن ارتفاع ضغط الدم وعوامل الخطر القلبية الأخرى قد تُضعف النظام الغليمفاوي، ما يزيد احتمال الإصابة بالخرف، في حين أن تحسين أنماط النوم والسيطرة على ضغط الدم يمكن أن يقللا هذا الخطر بشكل كبير.
من المقرر عرض نتائج البحث خلال المؤتمر العالمي للسكتة الدماغية 2025 في برشلونة.
وقال البروفيسور برايان ويليامز، كبير العلماء في مؤسسة القلب البريطانية: "تمنحنا هذه الدراسة نظرة فريدة على دور تنظيف الدماغ من الفضلات في الوقاية من الخرف، كما تبرز أهمية السيطرة على عوامل الخطر القلبية لحماية صحة الدماغ على المدى الطويل".
تزايد عالمي في حالات الخرف
يصيب مرض الزهايمر أكثر من 982 ألف شخص في المملكة المتحدة، حيث تُعد مشكلات الذاكرة والتفكير واللغة من أبرز أعراضه المبكرة، وتشير بيانات منظمة أبحاث الزهايمر في بريطانيا إلى أن الخرف أصبح السبب الأول للوفاة في البلاد عام 2022 بعد أن تجاوز عدد الوفيات به 74 ألفًا.
أما عالميًا، فوفقًا لمجلة Frontiers، فقد ارتفعت نسبة حالات ألزهايمر والخرف الأخرى بنسبة 148% بين عامي 1990 و2019، في حين ازداد إجمالي عدد المصابين بنسبة 161% خلال الفترة نفسها، ما يعكس تحديًا صحيًا عالميًا يتطلب اهتمامًا عاجلًا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الزهايمر مرض الزهايمر فی ختام
إقرأ أيضاً:
كيم كارداشيان تكشف عن أزمة صحية خطيرة| ما لا تعرفه عن المرض
كشفت نجمة تلفزيون الواقع الأمريكية كيم كارداشيان عن إصابتها بتمدد في الأوعية الدموية بالدماغ، وذلك خلال مقطع دعائي للموسم السابع من برنامجها الشهير The Kardashians.
أوضحت كيم كارداشيان أن الأطباء اكتشفوا تمددًا وعائيًا صغيرًا أثناء خضوعها لفحص بالرنين المغناطيسي، مشيرةً إلى أن الأطباء رجّحوا أن يكون الإجهاد النفسي أحد الأسباب المحتملة وراء حالتها، خاصة بعد الضغوط التي عاشتها عقب طلاقها من المغني يي (المعروف سابقًا باسم كانييه ويست) عام 2022.
ويُعرف تمدد الأوعية الدموية الدماغية بأنه انتفاخ أو بروز في منطقة ضعيفة من أحد شرايين الدماغ أو حوله، ويحدث نتيجة ضعف في جدار الشريان بسبب ضغط تدفق الدم المستمر، ومع مرور الوقت يمكن أن يتضخم هذا التمدد ويصبح أكثر هشاشة، مما يزيد من خطر تمزقه وحدوث نزيف دماغي مفاجئ يُعد من أخطر أنواع النزيف الداخلي، ويرى الأطباء أن السبب الرئيسي لهذه الحالة يعود إلى ضعف جدران الأوعية الدموية والذي قد يكون وراثيًا أو مكتسبًا، ففي بعض الحالات يولد الشخص بخلل في تكوين جدار الشريان مما يجعله أكثر عرضة للإصابة لاحقًا.
ومن أبرز العوامل الوراثية التي تزيد من خطر الإصابة: متلازمة مارفان، متلازمة إهلرز دانلوس الوعائية، مرض الكلى المتعدد الكيسات، خلل التنسج العضلي الليفي، والتشوهات الشريانية الوريدية، كما أن العوامل الحياتية تلعب دورًا مهمًا في ضعف الشرايين مع مرور الوقت، ومن أبرزها: التدخين المزمن، ارتفاع ضغط الدم، التوتر المستمر، وقلة النشاط البدني.
وفيما يتعلق بالأعراض، غالبًا لا يُظهر تمدد الأوعية الدموية الدماغية أي علامات واضحة حتى يكبر حجمه أو ينفجر، إلا أن بعض المرضى قد يشعرون بإشارات تحذيرية مثل الصداع المفاجئ والشديد الذي يُوصف بأنه “غير أسوأ صداع في الحياة”، والغثيان والقيء، وتصلب الرقبة، وازدواج أو تشوش الرؤية، وتدلي الجفون، وألم خلف العينين أو فوقهما في، وحساسية تجاه الضوء، وقد تتطور الحالة إلى نوبات أو فقدان مؤقت للوعي في المراحل المتقدمة، ويؤكد الأطباء أن الاكتشاف المبكر ومراقبة ضغط الدم وتخفيف التوتر تعد عوامل أساسية لتقليل خطر المضاعفات والحفاظ على سلامة القلب الدماغ.