بوابة الوفد:
2025-10-27@21:19:09 GMT

رولا غانم: للحرية صوت لا يسمعه العبيد

تاريخ النشر: 27th, October 2025 GMT

تظل فلسطين جرحاً مفتوحاً فى الوجدان العربى، ونداءً لا يخبو فى ضمير كل من حمل القلم سلاحاً والكلمة وطناً. هى ليست فقط قضية سياسية، بل هى مرآة لشرف الإنسانية، واختبار دائم للضمير الجمعى. ومن بين الأصوات التى ارتفعت لتروى حكاية هذا الوطن الجريح، تبرز الروائية الفلسطينية الدكتورة رولا خالد غانم، التى نسجت من الألم أملاً، ومن الحكاية مقاومة.


رولا غانم، التى فازت بجائزة كتارا للرواية العربية لعام 2025 عن روايتها «تنهيدة حرية»، لم تكن مجرد كاتبة تسرد أحداثاً، بل كانت شاهدة على معاناة شعبها، وقاصة لصوت الأسيرات والأسرى، وراوية لقصص النساء الفلسطينيات اللواتى يحملن الوطن فى قلوبهن. وفى روايتها السادسة والفائزة بالجائزة، تناولت قضايا اللجوء والتشتت، داعية إلى الثورة على الظلم، وغارسة الأمل فى النفوس رغم فظاظة الواقع. 


تؤمن «غانم» بأن الكتابة عن فلسطين ليست استدعاء للذاكرة، بل هى وجود إنسانى برمته. فهى ترى أن السرد لا يتحقق ما لم يحمل الحكاية، والحكاية ليست عبوراً إذا كان المحكى عنه شعباً يتضور ألماً ويكافح درءاً لخطر يهدد وجوده. وبالنسبة لها، فلسطين ليست مسرودة، إنما هى مرتكز إنسانى تعيشه لا تحكى عنه. 
فى هذا الحوار، نغوص فى عالم رولا خالد غانم الروائية الفلسطينية الإبداعى، ونتتبع كيف تحولت أحزانها الخاصة والعامة إلى نوافذ أمل وقوة، وكيف ينسج قلمها هموم القضية، ليقدم صوتاً جديداً ومرآة صادقة للواقع الفلسطينى والعربى، ونستمع إلى آرائها حول القضايا السياسية الراهنة، ودور مصر فى دعم القضية الفلسطينية، وكيف يمكن للكلمة أن تكون جسراً بين الشعوب، ووسيلة للحفاظ على الهوية والعزة.
- لم أكن أتوقع شيئاً محدداً، رغم أننى كنت أعلم أن العمل يحمل بذرة مختلفة. عندما أعلنوا اسمى، شعرت بأن شيئاً ما قد تم الاعتراف به أخيراً، ليس فى شخص رولا فقط، بل فى كل تلك السنين التى كتبت فيها عن وجع فلسطين، من منفاها الداخلى والخارجى. وكانت لحظة اختلطت فيها الدهشة بالدموع، وراودنى وجه أمى، التى فقدتها قبل أن أراها. فحينما نظرت إلى السقف، تخيلت أن أمى وأبى يراقباننى من الأعلى. وكانت لحظة مؤثرة جداً، شعرت فيها بأنهما معى رغم غيابهما، يدعماننى ويشجعاننى ويفخران بابنتهما. تلك الصورة ملأتنى قوة وصبراً، وأدركت أننى لست وحيدة فى هذا العالم.
- حكاياتى مزيج ما بين الواقع والخيال، والكاتب ابن بيئته فمن الطبيعى أن يعبر عن قضايا وهموم شعبه، وأنا مثل أدباء فلسطين أؤمن بحق بلادى فى الحرية والعيش بكرامة، فرواياتى تدعو لإقامة ثورة على جميع أشكال الظلم، حتى تستطع شمس العدالة، وهى تحمل ذكريات وحكايات الإنسان الفلسطينى، من أجل الحفاظ على التراث والهوية الفلسطينية والاستفادة من من تجارب وثقافة الأجيال السابقة.
- الرواية ليست وثيقة، لكنها الذاكرة التى تنبض، والتى لا تجففها السياسة ولا تشوهها الأخبار العاجلة. وهى الذاكرة التى لا تخضع للرقابة، والتى تستطيع أن تمس قلب القارئ فى أقصى الأرض دون أن ترفع شعاراً. وبعد الأحداث الأخيرة، باتت الرواية أكثر ضرورة، لأنها لم تعد فقط تحكى عن وطن مسلوب، بل عن بشر يحاولون أن يحتفظوا بوجودهم وإنسانيتهم وسط الحطام.
- الروائى مهنته ليست السياسة، ولا يمتهن السياسة كالسياسى، لكن من كون الرواية مزيجاً ما بين الواقع والخيال ربما يكون أكثر جرأة من السياسى، وأن يقول ما لا يتجرؤ على قوله السياسى، والسياسة حاضرة فى الروايات الفلسطينية من كون الفلسطينى صاحب قضية وحق ويعيش ظروف استثنائية.
- نعم تستطيع، فالكلمة مؤثرة وأقوى من الرصاص، وهى أنجح وسيلة لتحرير الشعوب، وأكبر دليل اغتيال غسان كنفانى وناجى العلى وغيرهما، فالأدب والفن الجسور الأقوى والأمتن والأكثر تأثيراً فى إيصال رسائل الشعوب، وحك الأدمغة.
- دور مصر كبير فى دعم القضية الفلسطينية على مدى التاريخ، رغم كل ما تمر به، وما زال الأديب المصرى ينادى بحق فلسطين بالحرية. لكننى أتمنى أن نعود إلى زمن كانت فيه القاهرة منارة للثقافة العربية. نحتاج لدعم ثقاقى واضح، منح أدبية للفلسطينيين، وفتح الأبواب أمام روايتهم لتصل للجمهور العربى. والثقافة وحدها اليوم قادرة على خلق جسر بين الشعوب حين تنقطع السبل الأخرى.
- المثقف العربى ما زال يحاول إنصاف فلسطين وهو أكثر من يعول عليه هو والشعوب الحرة، والحق يحتاج لمدافعين عنه، وهناك مثقفون فى بلدان حليفة وشقيقة، كانوا وما زالوا صوت الحق الفلسطينى ولعبوا دوراً كبيراً فى بلورة الوعى الوطنى ووثقوا التجربة النضالية الفلسطينية.
- مسئوليته كبيرة فهو ضمير الأوطان ولسان حال المستضعفين والمظلومين والضعفاء، لذا يجب أن يصدح قلمه بصوت الحق، وألا يكون متملقاً بل يخدم القضايا العادلة كقضيتنا، وأن يرسم خريطة تتسع لنا جميعاً، وأن يلم ما فرقته السياسة.
- إن للحرية صوتاً لا يسمعه العبيد، وأنت حرة حين أغلقت الخط مع رولا خالد، تركت خلفها شيئاً يشبه أثر الحبر حين يجف على الورق، لكنه لا يمحى. كلماتها لا تصرخ، لكنها تنزف. لا تدعى البطولة، لكنها تعرف كيف تصوغ الضعف قوة، والمأساة معنى. ومن بين الحروف التى كتبتها، ومن بين وجع فلسطين العالق فى الذاكرة والهوية، ترسم رولا غانم صورة كاتبة لا تلهث خلف الضوء، بل تصنعه من داخل الظلمة. وفى زمن ازدحمت فيه الكلمات، ظلت رولا تكتب كمن تسير حافية على الأسلاك، لا تهرب من الوجع، ولا تستعيره. بل تكتبه، كما يكتب الوطن بالدم، هكذا حاورناها، وهكذا ننتظر منها المزيد.
تقول رولا غانم فى إحدى رواياتها: «نحن لا نحمل الوطن على أكتافنا، بل نعلقه داخل قلوبنا، فإذا انكسر القلب، تساقطت البلاد».

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جائزة كتارا القلم الإنسانية الوطن جائزة كتارا للرواية العربية

إقرأ أيضاً:

مخاوف من إبادة جماعية في الضفة الغربية

البوابة - يعاني الناشطون الفلسطينيون والمزارعون الذين يقطفون الزيتون من مستوى مروع من العنف في الضفة الغربية المحتلة، لا سيما تهجير الفلسطينيين وتوسيع البناء الاستيطاني، تمهيدًا لضم الضفة إلى إسرائيل.

مخاوف من العزلة الدولية

وعلى إثر هذه الأعمال العدائية، حذر النائب الإسرائيلي عن الحزب اليهودي العربي عوفير كسيف، من إبادة جماعية وحرب أهلية في الضفة الغربية.

وقال "انتظرتم طويلا قبل أن تتدخلوا ضد الإبادة الجماعية في (قطاع) غزة، فلا تنتظروا سيناريو مماثلا في الضفة الغربية لأننا نقترب منه"..

وتابع "طردتهم قوات الاحتلال من أراضيهم لإتاحة الفرصة للمستوطنين الإرهابيين، ليس فقط لضرب الفلسطينيين والاعتداء عليهم، بل أيضا لسرقة الطعام والسيطرة على الأرض الفلسطينية".

ضم الضفة الغربية 

في وقت سابق، صادق الكنيست الإسرائيلي على القراءة تمهيدية لمشروع قانون ضم الضفة الغربية، مما سيعرض مسألة تنفيذ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية) للخطر.

وكان رئيس جهاز الشاباك الجديد، ديفيد زيني، وبخ أحد الضباط خلال اجتماع لاستخدامه اسم “الضفة الغربية”، مطالبًا بأن يطلق عليها من الآن فصاعدًا “يهودا والسامرة”. في خطوة تشير إلى مساعي لضم الضفة الغربية. 

مستوطنون يهاجمون المزارعين لمنعهم من قطف الزيتون، وأحدهم يخاطب صاحبة الأرض قائلاً بسخرية: "صلّي عالنبي يا حجة، بحياتك روقي" pic.twitter.com/11PkLn79Gs

— شبكة أخبار فلسطين ولبنان (@Palcampnews) October 27, 2025

اقرأ أيضا: ما تأثير بناء إثيوبيا سد كويشا على مصر؟

ويذكر أنه في 13 أكتوبر/تشرين الأول الجاري طرد أمن الكنيست النائبين كسيف وأيمن عودة من قاعة البرلمان لمطالبتهما بالاعتراف بدولة فلسطين أثناء كلمة ألقاها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

 

كلمات دالة:مخاوف من إبادة جماعية في الضفة الغربيةالضفة الغربيةزيتونإيادة

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

رولا أبو رمان

عملت رولا أبو رمان في قسم الاتصال والتواصل لدى جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي، ثم انتقلت إلى العمل كصحفية في موقع "نخبة بوست"، حيث تخصصت في إعداد التقارير والمقالات وإنتاج الفيديوهات الصحفية. كما تولت مسؤولية إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي.

انضمت رولا لاحقًا إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" كمحررة وناشرة أخبار على الموقع وسوشال ميديا، موظفة في ذلك ما لديها من مهارات في التعليق...

الأحدثترند فيديو: اعتداء على مستأجر مسن بمصر سأرحل عن الفريق..كواليس غضب فينيسيوس بعد استبداله في ليلة انتصار ريال مدريد كندا حنا تخطف الأنظار بإطلالة مريحة وجذابة في مدينة البتراء الأردنية مخاوف من إبادة جماعية في الضفة الغربية والد يامال يتوعد ريال مدريد بعد اشتباك الكلاسيكو: سنراكم في كامب نو Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • الخارجية الفلسطينية: مناقشات مع وفد البرلمان الأوروبي حول مسار الاعتراف بدولة فلسطين
  • مخاوف من إبادة جماعية في الضفة الغربية
  • الملك: القوات الدولية ليست هي الجهة لفرض السلام في غزة
  • الرباع العراقي علي غانم يتأهل إلى الدور الثاني في بطولة رفع الأثقال بالمنامة
  • الكشف عن الدول المشاركة في قوة الاستقرار الدولية في غزة
  • أول تعليق من المطربة هايدي موسى بعد عقد قرانها من الإعلامي محمد غانم| فيديو
  • الحمد لله.. أول تعليق من هايدي موسى بعد عقد قرانها
  • بي بي سي: 90 سجينا سياسيا في البحرين ينفذون إضرابا عن الطعام طلبا للحرية
  • 90 سجينا سياسيا ينفذون إضرابا عن الطعام طلبا للحرية