الورداني: الحضارة المصرية آية من آيات الله وكتاب مفتوح للتوحيد والجمال
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الحضارة المصرية القديمة تمثل وجهًا من وجوه الوحي الكوني، فهي ليست مجرد أحجار أو نقوش تاريخية جامدة، وإنما فصل من فصول "كتاب الله المنظور"، الذي تجلت فيه آيات القدرة الإلهية في الإبداع والعمران والجمال.
وأوضح أن الله سبحانه وتعالى قال في محكم التنزيل: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب}، مشيرًا إلى أن هذه الآيات لا تقتصر على الكون الطبيعي، بل تمتد إلى كل ما صنعته يد الإنسان بإلهام من خالقه، ومن ذلك منجزات المصري القديم.
وخلال لقاء تلفزيوني س مساء الأربعاء، أوضح الورداني أن الوجود الإلهي يُقرأ من خلال كتابين: الكتاب المستور وهو القرآن الكريم، والكتاب المنظور وهو هذا الكون الفسيح بما فيه من آثار وجمال ونظام دقيق.
وقال إن الحضارة المصرية من أبرز هذه الصفحات التي تفتح القلوب على أسرار الجمال الإلهي وتجليات الإبداع الرباني، فهي دعوة للتفكر والتدبر لا للانبهار المادي.
وأضاف أمين الفتوى أن الوقت قد حان لتصحيح الصورة الذهنية عن حضارتنا المصرية القديمة، التي أساء البعض فهمها فظنها وثنية أو انحرافًا عقديًا، بينما هي في حقيقتها نتاج فطرة نقية تبحث عن الله الواحد من خلال الجمال والكمال والإتقان.
ودعا إلى النظر إلى آثار المصريين بعين الإيمان لا بعين الريبة، لأن كل ما فيها من دقة وتناغم هو ثمرة توفيق إلهي، وشاهد على أن الإبداع شكل من أشكال العبادة.
وأكد الورداني أن الحضارة المصرية لم تكن بعيدة عن التوحيد كما يُروّج البعض، فالمصري القديم لم يتوقف عند ظواهر الأشياء، بل كان دائم التساؤل عن منبع النور وخالق الحياة، معتبرًا أن تأمله في الشمس والنيل لم يكن عبادة للمخلوق بل بحثًا عن الخالق. واستدل بما قام به إخناتون، الذي دعا إلى عبادة "آتون" باعتباره رمزًا للنور الإلهي، لا إلها مستقلًا بذاته، مما جعل العديد من الباحثين يؤكدون أن المصريين القدماء كانوا أقرب إلى التوحيد منهم إلى الوثنية.
وشدد الورداني على أن الحضارة المصرية هي حضارة توحيد وجمال وإبداع، وأن قراءتها من منظور إيماني ترد للإنسان المصري وعيه بدوره كخليفة في الأرض يعمّرها بالجمال والإتقان.
واختتم حديثه قائلًا: "الإنسان المصري عبد الله بالجمال، فجعل من فنه ومعماره ونقوشه تسبيحًا صامتًا لخالقه، تحقيقًا لقول النبي ﷺ: إن الله جميل يحب الجمال."
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عمرو الورداني دار الإفتاء إخناتون التوحيد الجمال والإبداع الحضارة المصرية الحضارة المصریة
إقرأ أيضاً:
بيتقدم لي عرسان وارفضهم من غير سبب؟.. أمين الإفتاء: ليس سحرًا أو عملًا
أجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد من إحدى الفتيات تقول فيه: "أنا بيتقدَّم لي عرسان وبرفض من غير سبب، ومعرفش ليه، بيكون أمر نفسي ولا في حاجة؟"، موضحة أنها تشعر أحيانًا بانقباض في صدرها كلما جاءها عريس للخطبة، وأن هذا الأمر تكرر أكثر من مرة.
أمين الإفتاء: حالات فشل الخطوبة أو الزواج ليست دليلا على وجود السحروأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، أن هذا الأمر لا يعني أبدًا أن هناك سحرًا أو عملًا كما يظن بعض الناس، مشيرًا إلى أن انتشار هذا التفكير بين الناس خطأ شائع وفكر معوج.
وقال أمين الفتوى في دار الإفتاء إن البعض عندما تتكرر لديهم حالات فشل الخطوبة أو الزواج، يظنون أن هناك من "عمل لهم حاجة" أو "أصابهم بسحر"، بينما الحقيقة أن هذه كلها أقدار بيد الله سبحانه وتعالى، لا يُضار أحد منها إلا بإذنه، مستشهدًا بقوله تعالى: "وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله".
متخليش ابنك يبقى عاق.. أمين الإفتاء يحذر من القسوة مع الأبناء
أمين الإفتاء يوضح حالات إخراج الزكاة على الذهب المدخر بغرض التجارة
لن يغفر الله لي.. أمين الإفتاء يحذر: هذا الشعور مدخل كبير للشيطان
هل يجوز فرض غرامة تأخير على الأقساط؟.. الإفتاء توضح الحكم الشرعي
وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء أن الشعور بعدم الارتياح أو انقباض الصدر عند التقدم للزواج قد يكون أمرًا نفسيًا أو توفيقًا إلهيًا، فالله وحده يعلم الخير للعبد أين يكون، داعيًا إلى عدم اللجوء إلى أوهام السحر أو الدجل، والتمسك بالدعاء والاستغفار، والرضا بقضاء الله وقدره.
وأكد أمين الفتوى في دار الإفتاء أن على الفتاة وأسرتها أن يكونوا على يقين بأن الأرزاق مقسومة ومكتوبة، وأن الله سبحانه وتعالى إذا قدّر لها رزقًا أو زواجًا في بيتٍ معين، فسيكون بإذنه وفي الوقت الذي يريده، قائلاً: "وما كان لك لن يفوتك، وما فاتك لم يكن لك".