بوابة الوفد:
2025-10-30@03:09:44 GMT

العالم فى ضيافة الحضارة المصرية

تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT

«مفيش حلاوة من غير نار»، فأى شىء جميل ومبهج أو مفرح له كلفته أو يصاحبه الألم، ولا يعرف حلاوة الوصول إلى القمة إلا من ذاق مرارة الصعود وتحدى كل الظروف من خلال الكفاح، وخاض الرحلة الشاقة نحو تحقيق الأهداف من عزيمة وتطوير مستمر، لأن النجاح لا يأتى من فراغ بل هو جهد وسعى دؤوب.

بالكفاح صنع المصريون التاريخ وتاريخ مصر هو أطول تاريخ مستمر لدولة فى العالم لما يزيد على 7000 عام قبل الميلاد، لقد أكد تتويج مصر كأفضل وجهة تراثية فى العالم فى فئة الوجهات المتميزة ضمن جوائز السياحة العالمية التى أعلنها منتدى السياحة العالمى بالعاصمة البلجيكية بروكسل، أن أرض الكنانة ما زالت مهد التاريخ، وسحر الجمال وهو تجسيد لجهود مصر الرائد فى صون الإرث الحضارى والإنسانى، وإبراز ما تمتلكه مصر من كنوز تاريخية فريدة تمثل جزءاً أصيلاً من ذاكرة الإنسانية، كما يعكس فوز مصر بهذا التكريم رؤية القيادة السياسية المصرية فى تحقيق التوازن بين التنمية الحديثة والحفاظ على الهوية الثقافية والحضارية.

الكفاح فى إعادة بناء الجيش المصرى ووضع الخطط الاستراتيجية هو الذى حقق نصر أكتوبر الذى حققنا فيه انتصاراً تاريخياً على العدو وحطمنا غروره بعد أن كان يطلق على نفسه أنه الجيش الذى لا يقهر فقهرناه، واحتفلنا بالذكرى 52 فى 6 أكتوبر الحالى للنصر العظيم، وعن طريق الدبلوماسية وقيمة مصر وتفكير رئيسها عقدنا مؤتمر السلام على أرض السلام «شرم الشيخ» فى حضور رؤساء دول وشخصيات عالمية على رأسهم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لتثبيت وقف إطلاق النار فى غزة، وفتح صفحة جديدة من الاستقرار والأمن وهذا المؤتمر الذى ترأسه الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس ترامب هو نتاج جهود مصر المتراكمة التى بدأت مع كل تصعيد من الكيان الإسرائيلى ضد شعب فلسطين الأعزل، واستمرت مع كل تهدئة، وتصر مصر على أن السلام الشامل والعادل لن يقوم بدون قيام دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967، وتقديراً لدور مصر تم انتخاب الدكتور خالد العنانى مديراً عاماً لمنظمة اليونسكو ويعتبر أول مصرى وعربى يتولى هذا المنصب فى 6 أكتوبر الحالى وحصل «العنانى» على أصوات 55 دولة من إجمالى 57 دولة عضوا فى المجلس التنفيذى للمنظمة فى إنجاز تاريخى يعكس الرصيد والثقل الدولى للسياسة الخارجية المصرية.

وللتاريخ، فإن مصر ستبهر العالم مرة أخرة بعد غد السبت الأول من نوفمبر بافتتاح المتحف المصرى الكبير، وسط احتفالية كبرى تمتد لثلاثة أيام، وتقدمه لسائحى العالم كوجهة أولى لعشاق الحضارة المصرية القديمة، ويشهد الاحتفالية عدد من رؤساء الدول والشخصيات العامة والدولية البارزة، لأكبر متحف فى العالم يقع بين الأهرامات والعاصمة ويقوم بعرض الآثار بأحدث وسائل التكنولوجيا، وعرض كنوز الملك توت عنخ آمون كاملة لأول مرة فى مكان واحد، ويضم المتحف مركزاً عالمياً لترميم الآثار، وقاعات محاضرات ومخازن علمية ومركزاً ثقافياً للأطفال، والمتحف حاصل على شهادة عالمية كأول متحف «أخضر» فى أفريقيا والشرق الأوسط بفضل استخدامه للطاقة النظيفة وتصميماته المستدامة، ويستوعب حوالى 5 ملايين زائر سنوياً ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية من العصور الفرعونية واليونانية والرومانية.

مصر فى مرحلة حصاد، ومن زرع حصد، ولا يوجد إنتاج بدون تكلفة، لابد من التفاؤل ومن علامات التفاؤل والتركيز على الإيجابيات وأن نشرب من نصف الكوب الممتلئ، ولا ننظر إلى نصفه الفارغ، هى دى مصر التاريخ والحاضر والمستقبل نحبها «فقيرة دقة أو بنت بيه».

هى دى مصر اللى بحياتنا نفتديها، مصر كافحت وتعثرت ونجحت، وتجنى هذه الأيام ثمار زرعها الذى يعجب الزراع، ويبهر العالم.. فعلاً من زرع حصد.

 

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية وطن

إقرأ أيضاً:

الورداني: الحضارة المصرية آية من آيات الله وكتاب مفتوح للتوحيد والجمال

أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الحضارة المصرية القديمة تمثل وجهًا من وجوه الوحي الكوني، فهي ليست مجرد أحجار أو نقوش تاريخية جامدة، وإنما فصل من فصول "كتاب الله المنظور"، الذي تجلت فيه آيات القدرة الإلهية في الإبداع والعمران والجمال. 

وأوضح أن الله سبحانه وتعالى قال في محكم التنزيل: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب}، مشيرًا إلى أن هذه الآيات لا تقتصر على الكون الطبيعي، بل تمتد إلى كل ما صنعته يد الإنسان بإلهام من خالقه، ومن ذلك منجزات المصري القديم.

وخلال لقاء تلفزيوني س مساء الأربعاء، أوضح الورداني أن الوجود الإلهي يُقرأ من خلال كتابين: الكتاب المستور وهو القرآن الكريم، والكتاب المنظور وهو هذا الكون الفسيح بما فيه من آثار وجمال ونظام دقيق. 

وقال إن الحضارة المصرية من أبرز هذه الصفحات التي تفتح القلوب على أسرار الجمال الإلهي وتجليات الإبداع الرباني، فهي دعوة للتفكر والتدبر لا للانبهار المادي.

الإفتاء: المصريون القدماء وحدوا الخالق وآمنوا بالبعثالورداني: المتحف المصري الكبير رسالة من نور.. وميلاد جديد لحضارة تجمع الإيمان بالجمال

وأضاف أمين الفتوى أن الوقت قد حان لتصحيح الصورة الذهنية عن حضارتنا المصرية القديمة، التي أساء البعض فهمها فظنها وثنية أو انحرافًا عقديًا، بينما هي في حقيقتها نتاج فطرة نقية تبحث عن الله الواحد من خلال الجمال والكمال والإتقان

ودعا إلى النظر إلى آثار المصريين بعين الإيمان لا بعين الريبة، لأن كل ما فيها من دقة وتناغم هو ثمرة توفيق إلهي، وشاهد على أن الإبداع شكل من أشكال العبادة.

وأكد الورداني أن الحضارة المصرية لم تكن بعيدة عن التوحيد كما يُروّج البعض، فالمصري القديم لم يتوقف عند ظواهر الأشياء، بل كان دائم التساؤل عن منبع النور وخالق الحياة، معتبرًا أن تأمله في الشمس والنيل لم يكن عبادة للمخلوق بل بحثًا عن الخالق. واستدل بما قام به إخناتون، الذي دعا إلى عبادة "آتون" باعتباره رمزًا للنور الإلهي، لا إلها مستقلًا بذاته، مما جعل العديد من الباحثين يؤكدون أن المصريين القدماء كانوا أقرب إلى التوحيد منهم إلى الوثنية.

وشدد الورداني على أن الحضارة المصرية هي حضارة توحيد وجمال وإبداع، وأن قراءتها من منظور إيماني ترد للإنسان المصري وعيه بدوره كخليفة في الأرض يعمّرها بالجمال والإتقان. 

واختتم حديثه قائلًا: "الإنسان المصري عبد الله بالجمال، فجعل من فنه ومعماره ونقوشه تسبيحًا صامتًا لخالقه، تحقيقًا لقول النبي ﷺ: إن الله جميل يحب الجمال."

طباعة شارك عمرو الورداني دار الإفتاء إخناتون التوحيد الجمال والإبداع الحضارة المصرية

مقالات مشابهة

  • الورداني: الحضارة المصرية آية من آيات الله وكتاب مفتوح للتوحيد والجمال
  • المتحف المصرى يعيد التاريخ
  • أبطال احتفالية «نصر أكتوبر» في ضيافة منى الشاذلي
  • أبطال احتفالية ذكرى نصر أكتوبر في ضيافة «معكم منى الشاذلي» بهذا الموعد
  • المتحف الكبير.. تحت قبة التاريخ.. مصر تكتب شهادة ميلاد «دبلوماسية الحضارة»
  • مدير آثار ما قبل التاريخ: هوليوود تستغل الميثولوجيا المصرية في صناعة أفلامها
  • مدير آثار ما قبل التاريخ: هوليوود تستغل الميثولوجيا المصرية في صناعة أفلامها وحفلاتها
  • أحمد موسى: مصر أصل التاريخ وحان الوقت لتوثيق عظمتها في كتاب عن المتحف المصري الكبير
  • لا تنسوا غزة