الجزيرة:
2025-11-01@00:14:10 GMT

سكان شمال غزة يعيشون بين الركام وخطر الخط الأصفر

تاريخ النشر: 31st, October 2025 GMT

سكان شمال غزة يعيشون بين الركام وخطر الخط الأصفر

غزة- تختفي حركة المارة من وسط مخيم جباليا شمالي غزة، الأكثر كثافة سكانية وازدحاما من بين مخيمات اللاجئين الثمانية الموزعة داخل محافظات القطاع.

ووثقت الجزيرة نت تجاوز قوات الاحتلال خلال الساعات الماضية خرائط الانسحاب التي تنص على تراجع آلياتها إلى شرق المخيم، ووضع حدود "الخط الأصفر" في وسطه، وهذا يحول دون عودة النازحين إلى منازلهم رغم مرور أسابيع على وقف إطلاق النار.

ويحرم "الخط الأصفر" أكثر من نصف سكان محافظة شمال غزة -التي تضم مدينتي بيت لاهيا وبيت حانون وبلدة ومخيم جباليا- من العودة إلى منازلهم، في الوقت الذي تتزايد فيها خروقات الاحتلال للاتفاق.

ويعيش سكان شمال غزة الذين تمكنوا من العودة إلى أنقاض منازلهم المدمرة حالة من الخوف، مع تواصل إطلاق آليات الاحتلال النار تجاههم، وتحليق الطائرات المسيرة "كوادكوبتر" فوق خيامهم، ومع ذلك يحذوهم الأمل بأن يتراجع الجيش الإسرائيلي إلى الحدود الشرقية والشمالية مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار مرحلته الثانية.

قوات الاحتلال قامت بـ10 عمليات توغل تجاه المناطق الواقعة خارج الخط الأصفر (الجزيرة)خوف ودمار

على مقربة من وسط مخيم جباليا عاد أركان فارس إلى بقايا منزله المدمر هناك، رغم غياب مقومات الحياة وتدمير البنية التحتية، بعدما حولته قوات الاحتلال إلى رماد، بعد عامين من الحرب اجتاح فيها الجيش الإسرائيلي المخيم 4 مرات.

ولا يبتعد فارس سوى 300 متر عن الخط الأصفر، وهذا يجعله في حالة توتر دائم بسبب إطلاق النار المتواصل من آليات الاحتلال وطائراته المسيرة.

ويحرص فارس على السير بجانب ما تبقى من مباني خشية الرصاص المتطاير، الذي يطلقه الجنود المتمترسون خلف الخط الأصفر، بينما يلتزم منزله في ساعة مبكرة من المساء بسبب زيادة نشاط الاحتلال في الليل، ونسفه ما تبقى من مباني سكنية في المناطق التي يسيطر عليها.

إعلان

وفي كل صباح يحاول فارس الوصول إلى منزل والده الذي يبعد عنه 500 متر فقط، لكنه يفشل في كل مرة بسبب السيطرة النارية للاحتلال على مخيم جباليا، المقام على مساحة لا تتجاوز 1.4 كيلومتر مربع، وكان يقطنه نحو 120 ألف لاجئ.

الاحتلال دمر مركز مخيم جباليا بالكامل وأعدم مظاهر الحياة فيه (الجزيرة)سيطرة نارية

ووثقت عدسة الجزيرة نت خلو وسط مخيم جباليا شمال قطاع غزة المدمر من السكان، إلا من بعض المارة الذين يحاولون قطع الطريق سريعا خشية من نيران الاحتلال، مع أن هذه المناطق كانت تعتبر مركز الثقل السكاني والتجاري لشمال غزة.

وتمتد حالة الخوف إلى بقية مناطق محافظة شمال قطاع غزة، التي تبلغ مساحتها الإجمالية 61 كيلومترا، وتشكل 17% من إجمالي قطاع غزة.

وحسب البيانات التي حصلت عليها الجزيرة نت من الهيئات المحلية في شمال القطاع، فإن قوات الاحتلال تسيطر من خلال الخط الأصفر على أكثر من نصف مساحة بلدة ومخيم جباليا، التي تبلغ في مجملها 18 كيلومترا مربعا ويقطن فيهما 220 ألف نسمة، كما تبتلع كل مدينة بيت حانون التي تبلغ مساحتها 16.5 كيلومترا مربعا وكان يقطنها 60 ألف مواطن.

كما يسيطر الاحتلال الإسرائيلي هذه الأيام على 40% من مساحة مدينة بيت لاهيا التي تبلغ 25 كيلومترا مربعا، وكان يقطنها 110 آلاف فلسطيني.

تعطيل الزراعة

وفي هذا السياق قال علاء العطار رئيس بلدية بيت لاهيا، وهي إحدى الهيئات المحلية الرئيسة في شمال غزة، إن قوات الاحتلال تسيطر من خلال الخط الأصفر على ما يزيد على 40% من أراضي بيت لاهيا.

وأوضح في حديث للجزيرة نت أن أكثر من 10 آلاف دونم من إجمالي 25 ألف دونم لم يتمكن أصحابها من العودة إليها.

ويزيد الخط الأصفر من الأضرار التي تلحق بقطاع غزة، حيث قضم قرابة 80% من أراضي بيت لاهيا الزراعية، "والتي كانت تعتبر السلة الغذائية الأولى لسكان القطاع، وتشتهر بزراعة الفراولة والبطاطا والباذنجان والبندورة والخيار، وغيرها من الخضروات والفواكه" كما يقول العطار.

وسجلت الجهات الرسمية في غزة أكثر من 125 خرقا إسرائيليا لاتفاق وقف إطلاق النار، من بينها 52 عملية إطلاق نار مباشر تجاه المدنيين، و10 عمليات توغل تجاه المناطق الواقعة خارج الخط الأصفر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات قوات الاحتلال الخط الأصفر مخیم جبالیا إطلاق النار بیت لاهیا التی تبلغ شمال غزة أکثر من

إقرأ أيضاً:

هل تخطط إسرائيل وأمريكا لتقسيم قطاع غزة؟

عواصم - الوكالات

كرّر نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، وصهر الرئيس السابق دونالد ترامب ومستشاره جاريد كوشنر، خلال زيارتهما إلى إسرائيل الأسبوع الماضي، أن واشنطن وتل أبيب تعملان على خطة لإعادة إعمار المنطقة الشرقية من قطاع غزة فقط، في حال واصلت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رفضها لنزع سلاحها.

ووفقًا لتقارير صحفية أميركية، فإن الخطة تقوم على تقسيم القطاع إلى منطقتين يفصل بينهما ما يعرف بـ"الخط الأصفر": غربية مكتظة بالسكان وتخضع لسيطرة حماس، وشرقية تقع تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي وتضم بضعة آلاف من السكان فقط.

وقال فانس إن هذه الخطوة "ستوفر للفلسطينيين مكانًا أكثر أمانًا للعيش إلى أن تستسلم حماس"، بينما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤول أميركي قوله إن "الفكرة لا تزال في مراحلها الأولى وسيجري تطويرها خلال الأيام المقبلة".

وفي تغريدة على منصة إكس بعد لقائه مسؤولين عسكريين أميركيين وإسرائيليين في مركز التنسيق المدني العسكري بإسرائيل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "العمل جارٍ على خطة تضمن ألا تشكل غزة أي تهديد لإسرائيل"، مؤكداً أن "السيطرة الإسرائيلية ستبقى قائمة، وهذا مبدأ لن يتغير".

بدأت وسائل إعلام أميركية قريبة من الحكومة الإسرائيلية، مثل موقع جويش إنسايدر، في الترويج للخطة، معتبرة أن المنطقة الشرقية من غزة "يمكن أن تكون أداة لعزل حماس وإعادة تشكيل مستقبل القطاع".

ونقل الموقع عن عدد من الخبراء قولهم إن "إسرائيل يمكن أن تستخدم سيطرتها على شرق غزة كوسيلة لاجتثاث حماس مع الحفاظ على نفوذها الأمني"، مشيرين إلى أن "التحدي الأكبر سيكون في إعادة إعمار الجيب وإعادة الفلسطينيين تدريجيًا إلى المنطقة الشرقية".

وقال الخبير الفلسطيني الأميركي أحمد فؤاد الخطيب، المقيم في واشنطن، إن "المنطقة الشرقية من غزة شبه خالية من السكان ولا تشهد وجودًا فعليًا لحماس"، مضيفًا أن "عودة الفلسطينيين إلى ما وراء الخط الأصفر تمثل ورقة ضغط تستخدمها إسرائيل حتى اكتمال المرحلة الأولى من الخطة".

من جانبه، قال ديفيد ماي، الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن إسرائيل طورت تقنيات تسمح لها بتمييز عناصر حماس من المدنيين، ما قد يمكّنها من السماح بانتقال المدنيين إلى المنطقة الشرقية تحت رقابتها. لكنه حذّر من أن شبكة أنفاق حماس التي تمتد عبر الخط الأصفر تجعل من الصعب إقامة منطقة آمنة كاملة.

وأضاف ماي أنه إذا توفرت بنية تحتية وخدمات وفرص اقتصادية في المنطقة الشرقية، فقد يؤدي ذلك إلى تحول تدريجي للسكان من الغرب إلى الشرق، مما يعمّق عزلة حماس.

وفي السياق ذاته، اعتبر جون هانا، الخبير في المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي، أن شرق غزة "قد يتحول إلى منطقة مزدهرة خالية من حماس"، بينما سيبقى غرب القطاع "غارقًا في الفقر والركود"، على حد قوله، مشيرًا إلى أن ذلك قد يؤدي بمرور الوقت إلى إضعاف حكم حماس وفقدانها الشرعية.

في المقابل، دعا السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام إلى تجنّب الاعتماد على قوات دولية في غزة، رغم أن خطة ترامب للسلام تتضمن إنشاء "قوة استقرار دولية" بإشراف دول وسيطة، إلى جانب لجنة تكنوقراطية لإدارة القطاع.

لكن تقارير أميركية أشارت إلى خلافات حول تفاصيل الخطة، خاصة في ظل رفض دول عربية السماح بتجاوز دور السلطة الفلسطينية في إدارة غزة.

ودعا الباحث أحمد الشعراوي، في ورقة نشرها على موقع مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إلى أن تلعب الولايات المتحدة والأردن ومصر والسعودية والإمارات "دورًا أساسيًا في ضمان أن تكون غزة بعد الحرب خالية من نفوذ حماس"، محذرًا من إشراك الحركة في أي حكومة تكنوقراطية مستقبلية.

وفي تقرير ميداني، قالت وول ستريت جورنال إن الجيش الإسرائيلي يُرسّخ مواقع جديدة على طول "الخط الأصفر" داخل قطاع غزة، معززًا التحصينات وبناء السواتر الرملية، في مؤشر على احتمال تحوّل الخط الفاصل إلى حدود شبه دائمة بين شرق القطاع وغربه.

وأوضح التقرير أن هذا الخط يمثل المرحلة الأولى من خطة ترامب للسلام، التي تنص على انسحاب إسرائيل من غزة بعد نشر قوة دولية ونزع سلاح حماس، بينما لا تزال الحركة تشترط أن يكون نزع السلاح في إطار توافق وطني فلسطيني.

وأكد مسؤولون عسكريون إسرائيليون للصحيفة أن الجيش يستعد لاحتمال أن يظل "الخط الأصفر" موقعه الدفاعي الدائم في المستقبل المنظور.

مقالات مشابهة

  • صورٌ ومشاهد من غزة بعد إعلان انتهاء العدوان (10)
  • حماس والصليب الأحمر يدخلان الخط الأصفر بحثاً عن جثة رهينة مهم
  • إسرائيل تتوغل داخل "الخط الأصفر" في غزة
  • هل تمحو طبيعة غزة الأمنية وهم "الخط الأصفر"؟
  • الاحتلال يبدأ عملياته خلف الخط الأصفر بغزة بعد انتهاء مهلة أميركية لحماس
  • هل تخطط إسرائيل وأمريكا لتقسيم قطاع غزة؟
  • هآرتس : واشنطن عارضت خطة إسرائيلية بشأن المساعدات في غزة
  • تحوّل إلى كومة من الركام.. هكذا يحاول أهالي جباليا التعايش مع الأوضاع
  • جيش الاحتلال يتراجع عن التقدم عبر الخط الأصفر بعد اتصالات مع واشنطن