يعد فصل الشتاء أفضل وقت لأداء عبادات قيام الليل حيث إن عدد ساعات الليل تزيد فيه لذا يبحث بعض الناس عن أهم العبادات الصالحة التي يتقرب بها العبد إلى ربه إلى جانب قيام الليل، حيث يسعى كثيرون إلى اغتنام أفضل الأعمال التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن قد لا يستطيع بعض الناس أداء عبادة قيام الليل لذا نعرض لكم في السطور التالية أهم 4 عبادات تعادل أجر وثواب قيام الليل.

4 عبادات تعادل أجر قيام الليل

وقد حدد الفقهاء عددا من العبادات اليسيرة التي لها فضل عظيم على حياة المسلم وآخرتها وأبرزها عبادات تعادل أجر قيام الليل ومنها:

أداء صلاة العشاء والفجر جماعة: فقد ورد عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال: قال رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم:ِ "مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ كَقِيَامِ نِصْفِ لَيْلَةٍ، وَمَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ كَقِيَامِ لَيْلَةٍ" رواه أبو داود وقال الألباني حديث صحيح.4 ركعات قبل صلاة الظهر: فمن أبرز عبادات صالحة تعادل قيام الليل هو ما جاء عن أبي صالح رحمه الله تعالى مرفوعا مرسلا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ يَعْدِلْنَ بِصَلاَةِ السَّحَرِ" صحيح الجامع.قراءة مائة آية في الليل: وقد ورد عَنْ تَمِيمٍ الداريّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ قَرَأَ بِمِئَةِ آيَةٍ فِي لَيْلَةٍ كُتِبَ لَهُ قُنُوتُ لَيْلَةٍ ) رواه الترمذي، وحسنه الألباني.حسن الخلق: وذلك لما ورد عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:( إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَاتِ قَائِمِ اللَّيْلِ صَائِمِ النَّهَارِ ) صححه الألباني.فضل صلاة قيام الليل

صلاة قيام الليل يستحب أن يؤديها المسلم في الثلث الأخير من الليل فهي أفضل الطاعات والعبادات التي يحيي بها العبد ليلته في طاعة الله، وقد رغّب الشرع الشريف العباد على أداء هذه العبادة العظيمة، وجعل لها فضائل كثيرة، منها:

هل يجوز أداء قيام الليل بعد صلاة الوتر؟.. لجنة الفتوى تجيبيغفلها الكثير.. صلاة بالنهار تفتح لها أبواب السماء وتعدل قيام الليلهل يجوز صلاة قيام الليل بعد أداء الوتر؟ لجنة الفتوى تجيبدعاء النبي لصلاة قيام الليل.. اغتنم بركته وثوابهصلاة قيام الليل والتهجد والتراويح.. اعرف الفرق بينهافضل صلاة قيام الليل وكثرة عدد الركعات فيها.. تعرف عليه

من صفات المداومين على صلاة قيام الليل أنهم عباد الرحمن: فقد مدح الله القائمين بالليل، وبيّن أنهم من صفوة عباده المتقين، فقال سبحانه: «وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ۝ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا».

رفعة المنزلة عند الله: وعد الله عز وجل أهل قيام الليل بالمقام المحمود والمنزلة العالية، لما في هذه العبادة من إخلاص ومجاهدة للنفس.

إجابة الدعاء: جعل الله الليل وقتًا مباركًا تُستجاب فيه الدعوات، ففيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله من خير الدنيا أو الآخرة إلا استجاب له.

مغفرة الذنوب وشكر النعم: قيام الليل من أعظم أبواب الخير، ودليل على شكر الله تعالى على نعمه، وهو سبب لمغفرة الذنوب ودخول الجنة.

أفضل صلاة بعد الفريضة: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل، وأفضل الصيام بعد رمضان صيام شهر الله المحرّم».

كيف كان النبي يقوم الليل؟

كان النبي يقوم الليل ويبدأ الصلاة قبل منتصف الليل بقليل أو بعده بقليل، وقد ورد عن ابن مسعود أنه سأل عائشة رضي اللهُ عنها: (أيُّ العملِ كان أحبَّ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قالتْ : الدائمُ، قال : قلتُ : فأيَّ حينٍ كان يقومُ ؟ قالتْ : كان يقومُ إذا سمِع الصارِخَ) وكان يقوم إذا سمع الصارخ وهو سماع صوت الديك في النصف الثاني من الليل.

كان النبي يقوم الليل بالصلاة ركعتين ركعتين ويختم بصلاة ركعة واحدة هي الوتر، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يزيد في صلاته في رمضان أو غيره عن 11 ركعة.

وكان النبي يصلي قيام الليل حتى تتشقق قدماه، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى ‌تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: أَفَلَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا فَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ صَلَّى جَالِسًا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ فَقَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ).

طباعة شارك قيام الليل عبادات قيام الليل عبادات تعادل أجر قيام الليل

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قيام الليل عبادات قيام الليل صلى الله علیه وسلم صلاة قیام اللیل کان النبی رضی الله ى الله ع

إقرأ أيضاً:

نصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تحري الذكر

الذكر.. قال الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن كتابِ الله وسنَّةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم حثوا على الذِّكر فمن القرآن قولُه تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة: 152]، وقولُه سبحانه: {وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 35]، وقولُه عزَّ وجلَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأنفال: 45]، وقولُه سبحانه وتعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت: 45].

الذكر في الكتاب والسنة الشريفة:

ورد الحثُّ على الذِّكر في كتابِ الله وسنَّةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ فمن القرآن قولُه تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة: 152]، وقولُه سبحانه: {وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 35]، وقولُه عزَّ وجلَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأنفال: 45]، وقولُه سبحانه وتعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت: 45].

الذكر لله سبحانه وتعالى:

وقال جمعة: نواجه بـ«سبحان الله» كلَّ عجيب؛ فالدنيا مليئةٌ بالعجائب، منها عجائبُ ناجمةٌ عن قدرةِ الله في الكون، أو في أفعالِ العباد. وهي كلمةٌ نقولُها نُنزِّهُ اللهَ بها عن كلِّ نقصٍ، ونصفُه بكلِّ كمالٍ مطلق—كلُّ هذا في كلمةٍ واحدة. قال تعالى: {فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} [الروم: 17]. وكذلك بعدَ الانتهاءِ من أفضلِ العبادات، وهي الصلاة، فشرعَ لنا نبيُّنا صلى الله عليه وسلم أن نُنزِّهَ اللهَ سبحانه ونقول: «سبحانَ الله» ثلاثًا وثلاثين مرَّة؛ فـ«سبحانُ الله» أحدُ مكوِّنات «الذِّكر الجامع» الذي استنبطه أهلُ الله من أحاديثِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.

ويقول رسولُ الله صلى الله عليه وسلم نصيحةً عامَّة: «لا يَزالُ لسانُكَ رَطْبًا من ذِكرِ اللهِ» [رواه أحمد والترمذي وابن ماجه]. ومن الواقعِ المحسوس أن اللسانَ لا يكونُ رطبًا مع كثرةِ الذِّكر، بل يَجِفّ؛ ولكن هذا الجفافُ المحسوسُ الملحوظ—الذي هو عند الله—هو الرطوبةُ المحمودة. وهذا مثيلٌ لقولِه صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، لَخُلوفُ فمِ الصائمِ أطيبُ عند الله تعالى من ريحِ المسك» [متفق عليه]، وقولِه صلى الله عليه وسلم: «لا يُكْلَمُ أحدٌ في سبيلِ الله—والله أعلمُ بمن يُكْلَمُ في سبيلِه—إلَّا جاء يومَ القيامةِ وجرحُه يثعبُ دمًا، اللونُ لونُ دمٍ، والريحُ ريحُ مسك» [أخرجه البخاري].

أهمية الذكر:

وكان شأنُ المسلمين في الذكرِ الاهتمامَ بما أسمَوه «الكلماتِ العشر المباركات»، وهي كلماتٌ علَّمها لنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لنواجهَ بها الحياةَ كلَّها، وهي: «سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر، لا حول ولا قوة إلا بالله» [وهذه الخمسةُ أسمَوها: الباقياتُ الصالحات] «أستغفرُ الله، ما شاء الله، حسبنا اللهُ ونِعمَ الوكيل، إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، توكَّلتُ على الله».

 

مقالات مشابهة

  • أحمد كريمة: والد النبي ووالد علي بن أبي طالب كانا أخوين شقيقين
  • نصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تحري الذكر
  • سلامة داود: بلاغة النبي تتجلّى في فن الإسناد وأثرها على الفهم والتدبر
  • صيغة صلاة الفاتح لرؤية النبي ﷺ في المنام
  • كيف تعرض صلاتنا على النبي ﷺ يوم الجمعة؟
  • 11 محطة تجعلك ترى النبي في حياتك اليومية.. داعية إسلامي يكشف عنها
  • أيهما أفضل ليلة الجمعة.. قيام الليل أم الصلاة على النبي ﷺ؟
  • حكم زيارة قبر السيدة آمنة أم سيدنا النبي ﷺ
  • فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة