قال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة ستزود أوكرانيا للمرة الأولى بقذائف مضادة للدروع تحتوي على يورانيوم مخضب، ويتزامن ذلك مع شن القوات الأوكرانية هجمات متزامنة على محاور عدة في الجبهة الجنوبية وإعلان الجيش الروسي تصديه لهجوم بزوارق مسيّرة استهدف جسر القرم.

وأوضح مسؤولون أميركيون أن كييف ستبدأ باستلام الذخائر المضادة للدروع في الأسابيع المقبلة مع بدء وصول الدفعة الأولى من دبابات "أبرامز" الأميركية إلى الجيش الأوكراني.

وكانت وسائل إعلام أوكرانية قد قالت إن هذه القذائف يمكن استخدامها في مدفع دبابات "أبرامز"، وهي تعد من الأشد فتكا بالدروع، لا سيما أنها قادرة على تدميرها واختراقها.

وعلى الصعيد الميداني قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن الجيش الأوكراني يواصل هجماته باستخدام المروحيات والطائرات في اتجاه مدينة مليتوبول من محاور عدة في الجبهة الجنوبية بزاباروجيا.

وأضافت الهيئة أن القوات الروسية قصفت مواقع للقوات الأوكرانية لمنع تقدمها باتجاه عمق دفاعاتها وإن قواتها صدت هجمات روسية مركّزة في جبهة كوبيانسك شرقا، حيث تحاول القوات الروسية التقدم باتجاهها منذ أسابيع.

من جهته قال رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، كيريلو بودانوف، إن الحرب يجب أن تنتقل إلى أراضي الدولة المعتدية، على حد تعبيره.

كما أكد رئيس مجلس الأمن القومي الأوكراني، أوليكسي دانيلوف، أن أوكرانيا قادرة على ضرب أهداف في ما سماها الدولة الروسية المعتدية حتى مسافة 1500 كيلومتر.

وأضاف أن ذلك تحقق بفعل مسارين بدأ العمل عليهما منذ عام 2020؛ الأول هو برنامج الصواريخ الأوكرانية المصنعة محليا، والمسار الثاني كان الطائرات المسيّرة.

وأشار إلى أن الأمر مهم لحماية أوكرانيا، وأن بلاده تستهدف منشآت الإنتاج العسكري التي تستخدم من أجل قتل الأطفال والمدنيين الأوكرانيين، على حد وصفه.


هجمات أوكرانية ودفاع روسي

من ناحيتها أعلنت وزارة الدفاع الروسية التصدي لهجوم أوكراني بـ3 زوارق مسيّرة، استهدف جسر القرم خلال الساعات الماضية، وهذا الهجوم الأوكراني الثالث على الأقل الذي يستهدف جسر القرم هذا العام.

وأعلنت السلطات عودة حركة المرور على جسر القرم بشكل طبيعي بعد توقفها مؤقتا بسبب محاولة الهجوم الأوكرانية. وكانت القوات الأوكرانية قد استهدفت جسر القرم مرتين على الأقل هذا العام

كما تحدثت وزارة الدفاع الروسية عن إحباط محاولة هجوم أوكرانية بمسيّرتين على مقاطعة بيلغورود داخل روسيا.

ومن جهتها، أعلنت السلطات في مقاطعة كورسك الروسية المحاذية لأوكرانيا إصابة امرأة بجروح نتيجة قصف أوكراني لقرية في المقاطعة، وقال حاكم المقاطعة، في حسابه على تليغرام، إن القوات الأوكرانية استهدفت البلدة 3 مرات في الساعات الأخيرة.

وأشارت سلطات مقاطعة بريانسك إلى تعرض قريتين لقصف أوكراني، ألحق أضرارا محدودة ببعض البيوت.

وعرضت وزارة الدفاع الروسية لقطات قالت إنها لهجوم بقذائف المدفعية على القوات الأوكرانية في مدينة "أوغليدار" بمقاطعة دونيتسك.


القوات الأوكرانية تتقدم

وبهذا الصدد، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن قواته تتقدم في جبهات القتال، وذلك ردا على بعض التقارير الغربية التي أشارت إلى أن مسؤولين أميركيين -لم تذكر التقارير أسماءهم- عبروا عن ضيقهم من "التقدم البطيء" للعملية، بل ومن الإستراتيجية الأوكرانية التي وصفوها بالمعيبة.

وقال زيلينكسي في حسابه على تليغرام "رغم كل شيء ومهما يكن ما يقوله أي أحد، نحن نتقدم وذلك هو الأمر الأهم. نحن نتحرك".

وأكد منسق الاتصالات الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أن القوات الأوكرانية حققت تقدما خلال الأيام الثلاثة الماضية، لكنه توقع أن ترد روسيا على هذا التقدم الأخير.

كما قال البيت الأبيض إن أوكرانيا حققت "نجاحا ملحوظا" في المنطقة، على الرغم من تحذير "هانا ماليار" نائبة وزير الدفاع الأوكراني أمس الجمعة من أن قوات كييف وصلت إلى مواقع أشد تحصينا في الجانب الآخر بعد اختراق خط الدفاع الأول من الدفاعات الروسية.

واستعادت أوكرانيا أكثر من 12 بلدة في الهجوم المضاد الذي يقترب من إكمال شهره الثالث، لكنها لم تستعد أي مناطق رئيسية، إذ تعرقل الألغام وخطوط الدفاع الروسية حركة الجنود الأوكرانيين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: القوات الأوکرانیة الدفاع الروسیة جسر القرم

إقرأ أيضاً:

بوتين يكشف استراتيجية التسوية الأوكرانية.. من تبادل الأسرى إلى صاروخ «أوريشنيك»

أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقاء جمعه مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في جزيرة فالام الروسية، عن ارتياحه لنتائج المفاوضات التي جرت مؤخراً مع أوكرانيا في إسطنبول، والتي شملت تبادل أسرى، مؤكداً في الوقت ذاته أن الأهم يكمن في معالجة الأسباب الجذرية للنزاع لضمان سلام طويل الأمد في المنطقة.

وقال بوتين إن نتائج المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا “مهمة ومطلوبة دائماً”، مشدداً على أن النظام السياسي في روسيا قائم على الدستور والقانون، في مقابل أوكرانيا التي وصفها بأنها تفتقر للاستقرار السياسي القانوني.

وأوضح أن مجموعات العمل الروسية-الأوكرانية المعنية بالتسوية لم تبدأ نشاطها بعد، وأن شروط روسيا بخصوص تسوية القضية الأوكرانية التي أعلنتها صيف 2024 ما زالت قائمة دون تغيير.

وبشأن إمكانية استمرار الحوار، أشار بوتين إلى أن روسيا مستعدة للانتظار إذا لم تجد كييف ضرورة للتعامل معها في الوقت الحالي، لكنه أكد أهمية مناقشة التسوية في إطار أوسع يشمل الأمن الأوروبي الشامل، معتبراً أن ضمان أمن روسيا هو الهدف الأساسي في القضية الأوكرانية.

وفي جانب إنساني، أفاد بوتين بأن روسيا نقلت آلاف الجنود القتلى إلى الجانب الأوكراني، واستلمت بدورها عشرات الجثث من جنودها، داعياً إلى العمل على “سلام دائم وطويل الأمد” في أوكرانيا دون تحديد إطار زمني.

كما نفى وجود العدد الكبير من الأطفال المنقولين إلى روسيا، الذي تم ذكره في “القائمة الأوكرانية” خلال مفاوضات إسطنبول.

وعلى الصعيد العسكري، أعلن بوتين عن بدء الإنتاج المتسلسل لصاروخ “أوريشنيك” الذي دخل بالفعل الخدمة العسكرية الروسية، مشيراً إلى أن الخبراء الروس والبيلاروسيين اختاروا مواقع انتشار هذه الصواريخ، وأن توريدها إلى بيلاروس يجري وفق الجدول المخطط له.

كما أكد تقدم القوات الروسية على طول خط التماس في العملية العسكرية الخاصة بأوكرانيا، معرباً عن تقديره لبطولة الجنود الروس، ومشيراً إلى أن الغرب يبذل جهداً مكثفاً لوقف تقدم موسكو.

وانتقد بوتين الوضع السياسي والأمني في أوكرانيا، موضحاً أن القيادة في كييف تفتقر إلى فهم دقيق للوضع في ميادين القتال، ومؤكداً أن تعزيز سيادة روسيا هو من أهداف العملية العسكرية.

في السياق السياسي الأوروبي، انتقد بوتين الاتحاد الأوروبي بسبب فقدانه “السيادة السياسية والاقتصادية”، مشيراً إلى تفشي الفساد في عدد كبير من دول العالم بما فيها أوكرانيا، حيث وصف مؤسسات مكافحة الفساد بأنها “فشلت تماماً خلال عشر سنوات”.

وأكد أن أوكرانيا لا تحتاج إلى مؤسسات حوكمة خارجية، بل إلى دعم الشعب لاستعادة توازنه وسيادته.

وأكد بوتين أن “محاولة أوكرانيا لاستعادة جزء من سيادتها صحيحة”، لكنه شدد على ضرورة البحث عن حلول سلمية وتحقيق سلام شامل ومستدام في المنطقة عبر محادثات مكثفة.

ألمانيا تزود أوكرانيا بمنظومات “باتريوت” على مراحل مع وعد أمريكي بالتعويض السريع

أعلنت وزارة الدفاع الألمانية أن برلين ستبدأ بتزويد أوكرانيا بمنظومات الدفاع الجوي “باتريوت” على أجزاء، حيث سيتم تسليم منصات الإطلاق أولاً، فيما ستصل بقية مكونات النظام خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر.

وأكد الوزير بوريس بيستوريوس، أن ألمانيا التزمت خلال مفاوضات حلف الناتو بدعم كييف بأنظمة “باتريوت” إضافية، مشيراً إلى أن شرطها كان توفر الولايات المتحدة لأنظمة “باتريوت” جديدة بأسرع وقت ممكن لتعويض المخزونات الألمانية.

وقال بيستوريوس: “سيقوم الجيش الألماني أولاً بتزويد أوكرانيا بمنصات إطلاق إضافية، يليها خلال أشهر تسليم عناصر إضافية لتعزيز الدفاع الجوي الأوكراني”.

ويأتي هذا في إطار اتفاق مع وزارة الدفاع الأمريكية تجعل ألمانيا أول دولة تستلم منظومات “باتريوت” من الجيل الأخير بطريقة عاجلة، بتمويل ألماني كامل.

وكان الوزير قد أوضح سابقاً أن تسليم منظومات “باتريوت” سيتم فقط إذا تم تعويض المخزونات خلال 6 إلى 8 أشهر، فيما أعلنت الاتفاقيات مع واشنطن تزويد كييف بخمسة أنظمة كاملة.

وفي تطور ميداني، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تدمير 3 منصات إطلاق “باتريوت” في أوكرانيا.

وتأتي الخطوة الألمانية ضمن جهود غربية لتزويد أوكرانيا بأسلحة متقدمة، رغم رفض دول أوروبية أخرى المشاركة، بينما تصر واشنطن على شراء ألمانيا ضعف عدد أنظمة الدفاع الجوي المتفق عليها سابقاً.

مقالات مشابهة

  • الاستخبارات العسكرية الأوكرانية تحذر من اختفاء أوكرانيا كدولة
  • ما السيناريوهات المتوقعة للحرب الروسية الأوكرانية؟
  • تسارع تقدم الجيش الروسي في أوكرانيا للشهر الرابع .. وكييف تعلن الحداد بعد هجوم أسفر عن مقتل 31 شخصا
  • بوتين يكشف استراتيجية التسوية الأوكرانية.. من تبادل الأسرى إلى صاروخ «أوريشنيك»
  • أوكرانيا تنفي سيطرة القوات الروسية على مدينة استراتيجية
  • البيت الأبيض: واشنطن قد تدعم تصنيف جماعة الإخوان "إرهابية"
  • البيت الأبيض: واشنطن قد تدعم تصنيف جماعة الإخوان “إرهابية”
  • واشنطن تبلغ مجلس الأمن بضرورة إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية في هذا الوقت
  • القوات الروسية تستهدف المجمع الصناعي العسكري الأوكراني
  • القوات الروسية تسيطر علي مدينة تشاسوف يار في جمهورية دونيتسك الشعبية