العُمانية:

تمضي محافظة ظفار في مسيرة النّهضة العُمانية المتجدّدة، مجسّدةً نموذجًا حيًّا للتحوّل التنموي وفق «رؤية عُمان 2040»، حيث تتكامل الجهود الحكوميّة والخاصّة والمجتمعيّة لترسيخ تنميةٍ شاملة هدفها ومحور اهتمامها والشّريك في تحقيقها الإنسان؛ مستثمرة مقوّمات المكان وميزاته النّسبية، لتجعل من المحافظة مركزًا فاعلًا يسهم في تنويع الاقتصاد الوطني ومقصدًا واعدًا للابتكار والاستدامة.

وقال صاحبُ السُّموّ السّيد مروان بن تركي آل سعيد، محافظ ظفار: إنّ ما تشهده المحافظة من مشروعات تنمويّة واستثمارات نوعيّة يأتي ترجمةً للتوجيهات السّامية لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم -حفظهُ اللهُ ورعاهُ- في أن تكون المحافظات نواة التنمية وعمادها، وانعكاسًا للرؤية الوطنية نحو تحقيق تنمية شاملة ومستدامة في شتى المجالات.

وأضاف سُموُّه في تصريح بمناسبة اليوم الوطني لسلطنة عُمان والذكرى الـ(281) لتأسيس الدّولة البوسعيدية: "إن المسيرة البوسعيدية الممتدّة عبر القرون أرست ركائز الدّولة الحديثة على أسس الوحدة والعدالة والعمل المشترك، ونواصل اليوم في ظل القيادة الحكيمة لجلالتِه مسيرة البناء والتجديد بخطى واثقة نحو تحقيق أهداف «رؤية عُمان 2040».

ووضح سُموّهُ أنّ محافظة ظفار شهدت خلال السنوات الأخيرة حراكًا تنمويًّا متسارعًا في قطاعات الاقتصاد والخدمات العامة والبنية الأساسية، مشيرًا إلى تنفيذ مشروعات نوعية في مجالات الطرق والإسكان والصحة والتعليم والطّاقة والسّياحة والبيئة، بما يعزّز جودة الحياة ويرسّخ مكانة المحافظة كمحور اقتصادي واستراتيجيّ على بحر العرب.

ولفت سُموّهُ إلى أن محافظة ظفار أطلقت استراتيجيتها الشاملة وهُويتها المؤسسيّة واستراتيجيّة التواصل، وحقّقت المركز الأول بين محافظات سلطنة عُمان في تقييم الأداء المؤسّسي لعام 2024، بالإضافة إلى عدد من المراكز المتقدّمة في مجالات عدة من بينها التحوّل الرقمي، كما توّج موسم خريف ظفار 2025م بإشادة مجلس الوزراء برئاسة جلالتِه -أعزّهُ اللهُ- للمرة الثانية على التوالي بنجاح الموسم، إضافة إلى فوز الموسم بجائزة الوجهة السياحيّة العربيّة المتميّزة لعام 2025م، كما حصدت بلديّة ظفار عددًا من الجوائز الوطنيّة والدوليّة في مجالات عديدة منها الإجادة المؤسّسية والمدن الذكيّة.

وبيّن سُموّهُ أن قطاع السياحة شهد نموًّا ملحوظًا بتجاوز عدد زوار موسم خريف ظفار حاجز المليون زائر لعامي 2024 و2025، بزيادة بلغت 11.3 بالمائة مقارنة بالعام السابق، إلى جانب تنفيذ مشروعات تطويريّة في المواقع السياحيّة والواجهات البحريّة في عدد من الولايات؛ منها مشروعات منطقة الحافة وبوليفارد الرذاذ وإطلالات طبيعيّة في الولايات: صلالة (أفتلقوت)، ومرباط (الدمر)، ورخيوت (شعت)، وضلكوت (ديم)، ووضع حجر الأساس لمشروع مركز الزوار ومصنع محمية وادي دوكة الطبيعيّة لأشجار اللبان.

وفي قطاع النّقل والخدمات اللوجستيّة، أكد صاحبُ السُّموّ السّيد مروان بن تركي آل سعيد على أن مطار صلالة يواصل تحقيق مؤشرات نموّ إيجابيّة تعكس مكانة المحافظة المتصاعدة كمقصد سياحيّ واقتصاديّ على مستوى سلطنة عُمان والمنطقة، موضّحًا أن إجمالي عدد الرحلات القادمة والمغادرة عبر مطار صلالة خلال الفترة من 1 يناير إلى 30 سبتمبر 2025 بلغ 9,217 رحلة مقارنة بـ 8,938 رحلة للفترة ذاتها من عام 2024، مسجلًا زيادة بنسبة 3.1 بالمائة، في حين بلغ إجمالي عدد المسافرين القادمين والمغادرين 1,376,518 مسافرًا مقارنة بـ 1,268,959 مسافرًا للفترة نفسها من العام الماضي، بزيادة نسبية قدرها 8.5 بالمائة.

وأضاف سُموّهُ أن موسم خريف ظفار 2025 شهد كذلك ارتفاعًا لافتًا في حركة الطّيران والسّياحة؛ حيث بلغ عدد الرحلات القادمة خلال الفترة من 21 يونيو إلى 21 سبتمبر 2,226 رحلة مقارنة بـ 1,996 رحلة في الموسم الماضي، بنسبة زيادة قدرها 12 بالمائة، فيما بلغ عدد المسافرين القادمين والمغادرين 710,286 مسافرًا مقارنة بـ 628,786 مسافرًا في موسم 2024، بنسبة زيادة بلغت 13 بالمائة، مؤكدًا على أن هذه الأرقام تعكس ثقة متنامية في المقوّمات السياحيّة والبنية الأساسيّة التي تتمتّع بها المحافظة.

وقال سُموّهُ إن محافظة ظفار تعمل على تنفيذ مشروعات تسهم في تعزيز قدراتها اللوجستية من بينها الانتهاء من توسعة محطة الحاويات بميناء صلالة لترتفع طاقتها الاستيعابية من 4.5 مليون حاوية نمطية إلى 6.5 مليون حاوية مكافئة سنويًّا، بتكلفة استثماريّة تجاوزت 115 مليون ريال عُماني. ويشمل مشروع التوسعة، الذي تديره شركة APM للمحطات، ترقية جميع الأرصفة الستّة الحالية وتوسعة ساحة الحاويات، مما يعزز مكانة ميناء صلالة كمحور رئيس في المنطقة للوصول إلى أسواق الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وشرق إفريقيا.

وتعزيزًا للمشروعات الخدميّة الحيويّة التي تسهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز البنية الأساسية بالمحافظة، قال سُموّهُ إن المحافظة شهدت خلال هذا العام افتتاح المرحلة الأولى من مشروع شبكة الصرف الصحي بمنطقة صحلنوت في ولاية صلالة بتكلفة بلغت 45 مليون ريال عُماني، تنفذه نماء لخدمات ظفار بالشراكة مع عدد من الجهات الخاصة، فضلًا عن إنجاز مشروع توسعة شبكة المياه المعالجة بولاية صلالة.

وأضاف سُموّهُ أنه تم كذلك إنجاز مشروع إنشاء محطة طوي اعتير الرئيسة لتوزيع الكهرباء بولاية مرباط بتكلفة بلغت 9 ملايين ريال عُماني، إضافةً إلى أعمال إنشاء خزان مياه بسعة مليوني جالون في الولاية؛ دعمًا لمنظومة الإمداد المائي وتلبيةً لاحتياجات التوسع العمراني.

وفي قطاع الطرق، وضّح سُموّهُ أن محافظة ظفار شهدت خلال الفترة الماضية تنفيذ عددٍ من المشروعات الحيوية التي أسهمت في تعزيز شبكات الطرق وتحسين البنية الأساسية للنقل، مشيرًا إلى افتتاح مشروع نفق إتين بولاية صلالة هذا العام، وتدشين طريق (أرجوت–صرفيت) الجبلي بولاية ضلكوت بطول 13.5 كيلومتر، إلى جانب إنجاز طريق (الشصر–الخذف) بطول 26 كيلومترًا في عام 2024، فضلًا عن تنفيذ مشروعات إنشاء ورصف الطرق الداخلية والمزدوجة بطول يتجاوز 300 كيلومتر في مختلف ولايات المحافظة بتكلفة تتجاوز 36 مليون ريال عماني.

وأشار سُموّهُ إلى أن العمل جارٍ في عدد من المشروعات الاستراتيجية، من بينها طريق (هرويب – المزيونة – ميتن) بطول 210 كيلومترات بنسبة إنجاز بلغت 78 بالمائة، وشبكة الطرق الإسفلتية بولاية مقشن بطول 170 كيلومترًا بنسبة إنجاز 73 بالمائة، إلى جانب البدء بتنفيذ الأجزاء الثلاثة المتبقية من ازدواجية طريق السُّلطان سعيد بن تيمور بطول 400 كيلومتر من ولاية هيماء بمحافظة الوسطى إلى ولاية ثمريت بمحافظة ظفار.

وبيّن سُموّهُ أن المشروعات الجاري تنفيذها تشمل كذلك طريق (سيح الخيرات – الشصر) بنسبة إنجاز 21 بالمائة، وازدواجية شارع الفاروق في صلالة بطول 7.6 كيلومتر بنسبة إنجاز 86 بالمائة، وازدواجية شارع السُّلطان تيمور بطول 6.8 كيلومتر بنسبة إنجاز 78 بالمائة، ومشروع طريق وجسر المغسيل بنسبة إنجاز 49 بالمائة، بالإضافة إلى ازدواجية طريق (ريسوت – المغسيل) بطول 33 كيلومترًا وبنسبة إنجاز تتجاوز 14 بالمائة.

وأشار سُموّهُ إلى أن وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بدأت أعمال تنفيذ مشروع تحسين عقبة الشويمية بولاية شليم وجزر الحلانيات بتكلفة تتجاوز 3 ملايين ريال عُماني، مؤكدًا على أن هناك مشروعات مستقبلية قيد الإعداد، أبرزها مشروع طريق (الشصر – بيثنه – الحشمان) بولاية ثمريت، الذي سيعزز الربط بين ولايات المحافظة ويسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية.

وقال سُموّهُ: إن المحافظة تولي اهتمامًا خاصًّا بقطاعات البيئة والطّاقة المتجدّدة والاقتصاد الأخضر، حيث تشهد تنفيذ مشروعات نوعيّة في مجالات طاقة الرّياح والهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسيّة، أبرزها محطات ظفار (1 و2) وسدح لتوليد طاقة الرياح، ومحطة الأمونيا الخضراء، ومشروعات الهيدروجين الأخضر بالتعاون مع شركة "هايدروم".

وفي القطاع الاقتصادي والاستثماري، أكد صاحبُ السُّمو السّيد محافظ ظفار أن إجمالي الاستثمارات في المنطقة الحرة بصلالة ارتفع إلى 5.1 مليار ريال عُماني بنهاية سبتمبر 2025، بزيادة ملحوظة عن العام الماضي، مشيرًا إلى التوقيع على عدد من الاتفاقيّات النوعيّة في قطاعات الأغذية والطّاقة الخضراء والصناعات الكيميائيّة بأكثر من 370 مليون ريال عُماني.

ووضّح سُموّهُ أن المنطقة الحرة تشهد تنفيذ 20 مشروعًا صناعيًّا ولوجستيًّا تتجاوز استثماراتها 900 مليون ريال عُماني، واستقطبت استثمارات من أكثر من 20 دولة، ما يعكس الثقة المتزايدة ببيئة الاستثمار في المحافظة.

وأضاف سُموّهُ أن الجهود تتواصل لتعزيز البنية الأساسيّة الصناعيّة والرّبط اللّوجستي مع ميناء ومطار صلالة، إلى جانب التحول نحو الاقتصاد الأخضر عبر مشروعات الطاقة المتجدّدة ومواد البطاريات، وتنفيذ برامج المسؤولية الاجتماعية الهادفة إلى تمكين الشّباب ودعم المؤسّسات الصّغيرة والمتوسّطة.

وأشار سُموّهُ إلى أن المحافظة تشهد تنفيذ مشروعات استراتيجية كبرى، من بينها توسعة مدينة ريسوت الصناعية بمساحة 5 ملايين متر مربع، وإنشاء مدينة ثمريت الصناعية بتكلفة 12 مليون ريال عُماني، إضافة إلى التوسّع في المناطق اللّوجستيّة وتعزيز الرّبط بين ميناء صلالة والمنطقة الحرّة والمطار والمنافذ الحدوديّة.

ووضّح صاحبُ السُّموّ السّيد أن مدينة ريسوت الصناعية تواصل تعزيز مكانتها كمنصة صناعية رائدة في جنوب سلطنة عُمان، حيث بلغ حجم الاستثمارات التراكمية حتى منتصف عام 2025 نحو 624 مليون ريال عُماني بنسبة نمو بلغت 3 بالمائة، وارتفع عدد المشروعات إلى 200 مشروع.

وأضاف سُموّهُ أنه تم خلال العام الحالي توطين 12 مشروعًا جديدًا باستثمارات بلغت 27 مليون ريال عُماني، معظمها في الصناعات الغذائية والدوائية، مع نسبة إشغال وصلت إلى 81 بالمائة من المساحات المطوّرة.

وحول دور فرع الغرفة والقطاع الخاص بالمحافظة، أشار سُموّهُ إلى أن فرع غرفة تجارة وصناعة عُمان بمحافظة ظفار يؤدّي دورًا مهمًّا في دعم القطاع الخاص وتعزيز الشراكة مع الجهات الحكوميّة، مبيّنًا أن الفرع نظّم خلال هذا العام 21 لقاءً اقتصاديًّا جمعت أصحاب الأعمال بالمسؤولين والدّبلوماسيين، إلى جانب تنفيذ 14 برنامجًا وحلقات عمل تدريبيّة في مجالات ريادة الأعمال والذّكاء الاصطناعي والتّفاوض والإدارة الحديثة.

وبيّن سُموّهُ أن الغرفة أسهمت في تنظيم 19 فعاليّة ومعرضًا اقتصاديًّا واستثماريًّا، أبرزها ملتقى المزيونة الاقتصادي وملتقى العمل 2025، مما يعكس حضور ظفار المتنامي في الساحة الاقتصاديّة الوطنيّة والإقليميّة.

وفي قطاع التعدين، أكد سُموّهُ على أن مشروع الشويمية للمعادن الصناعية يُعدّ أحد المشروعات الواعدة التي تُجسّد توجه سلطنة عُمان نحو تنويع مصادر الدخل وتعزيز الاستفادة من الثروات الوطنية، مشيرًا إلى أن المشروع يمتدّ على مساحة 1500 كيلومتر مربع، ويتضمن ثلاثة محاجر رئيسة وميناءً تعدينيًّا مخصّصًا لتصدير الخامات بطاقة إنتاجية تبلغ 40 مليون طن سنويًّا من خامات الحجر الجيري والدولوميت والجبس، ليشكل إضافة نوعية للاقتصاد الوطني ومحرّكًا للتّنمية في محافظة ظفار.

أما في المجال الصحّي، فقد وضّح سُموّهُ أن مشروع مستشفى السُّلطان قابوس الجديد بصلالة، الذي تبلغ تكلفته 138 مليون ريال عُماني، قطع مراحل متقدّمة بنسبة إنجاز تجاوزت 77 بالمائة، إلى جانب افتتاح مستشفى المزيونة ومقشن ومركز الحلانيات الصحي، وجارٍ تنفيذ مشروع توسعة مستشفيات ثمريت وطاقة ومرباط، وإنشاء مركز مضي الصحي بثمريت، مؤكّدًا على أن المحافظة تواصل تطوير منظومتها الصحية وفق أعلى المعايير الحديثة وبالشراكة مع القطاع الخاص.

وفي قطاع التعليم، أشار سُموّهُ إلى أن المحافظة شهدت خلال الفترة الماضية تطوّرًا ملحوظًا في البنية التعليميّة والبحثيّة، مؤكّدًا حرص الحكومة على دعم مؤسّسات التعليم العالي والعام بما يعزّز بناء القدرات الوطنية ويرسخ ثقافة الابتكار العلمي، موضّحًا أنه تم افتتاح مختبرات متقدّمة في جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصلالة، إلى جانب مدارس تعليميّة جديدة ومختبرات بحثيّة متخصّصة تسهم في تطوير مهارات الطّلبة وتعزيز منظومة البحث العلمي، كما تم افتتاح مختبر أوكيو للابتكار في الكلية المهنية بصلالة في عام 2024م، بالإضافة إلى دخول جامعة ظفار تصنيف تايمز للتعليم العالي العالمي لعام 2026، وتعد بين أفضل 1000 جامعة على مستوى العالم ضمن تصنيف كيو إس (QS) العالمي للجامعات لعام 2026، فضلًا عن استقبالها الدفعة الأولى من طلبة كلية الطب للعام الأكاديمي 2025-2026.

وأضاف سُموّهُ أن المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار شهدت خلال العام الدراسي الحالي زيادة في مشروعاتها الإنشائية، تمثّلت في استلام وتشغيل مدرستين جديدتين بولاية صلالة لتلبية احتياجات المناطق السّكنية الجديدة، فيما يجري العمل على تنفيذ عدد من المشروعات التعليميّة الجديدة، من بينها مدرسة للبنين وتضم 40 فصلًا دراسيًّا بولاية المزيونة، وأخرى بولاية طاقة، مؤكدًا على أن الإجراءات التنفيذيّة تسير وفق الخطط المعتمدة وبالتنسيق مع الجهات المختصة، بما يضمن توفير بيئة تعليميّة حديثة تواكب تطلّعات التّنمية في المحافظة.

أما في قطاع الإسكان والتخطيط العمراني بمحافظة ظفار، فقد وضّح سُموّهُ أن إجمالي قيمة التّداولات العقارية في المحافظة خلال عام 2025 بلغ نحو 147 مليون ريال عُماني، مشيرًا إلى الانتهاء من تنفيذ 179 مساعدة سكنيّة بقيمة إجماليّة بلغت 5 ملايين ريال عُماني، فيما يجري العمل على تنفيذ 20 وحدة سكنيّة وصيانة 32 وحدة أخرى بجزيرة الحلانيات بولاية شليم وجزر الحلانيات.

وفيما يتعلق بالتخطيط العمراني، بيّن سُموّهُ أنه تم الشروع في أعمال المخطّط التّفصيلي لمدينة صلالة المُستقبليّة، والتي يُقترح أن تضم أكثر من 13 ألف وحدة سكنيّة بمختلف أنواعها، تستوعب ما بين 60 و65 ألف نسمة على امتداد سبعة كيلومترات من ساحل بحر العرب.

كما أشار سُموّهُ إلى تواصل تنفيذ أعمال مشروع حي الشروق بمنطقة صحلنوت الشمالية ليكون أول حي سكني نموذجي في المحافظة، إضافةً إلى إنجاز ما نسبته 95 بالمائة من مشروع المخطط الهيكلي لمدينة صلالة، الذي يُعد الأداة التخطيطيّة المُستقبليّة للمنطقة، ويهدف إلى تحقيق الاستغلال الأمثل لموارد المحافظة والحفاظ على توازنها التّنموي والبيئي، وتبلغ مساحة المشروع نحو 428 كيلومترًا مربّعًا.

وحول جهود التّنمية البيئيّة في المحافظة أكّد سُموّ السّيد محافظ ظفار على أن المحافظة شهدت تقدّمًا ملموسًا خلال عام 2025، إذ بلغ عدد الشتلات المنتجة 42 ألف شتلة، والأشجار المزروعة 8,793 شجرة، مشيرًا إلى تنفيذ مشروعات نوعيّة للحدائق الشجريّة والمحميّات النّباتيّة في مختلف الولايات، إضافةً إلى مشروعات لحماية أشجار السير والمر العربي ومبادرة حديقة ظلال الصحراء في نيابة الشصر بولاية ثمريت.

وفي مجال التنوع الأحيائي، بيّن سُموّهُ أنه يجري العمل على إعداد مشروع حديقة الحيوانات البرية، وإعلان محمية طائر الأطيش بجزر الحلانيات، إلى جانب دراسة النمر العربي وفرائسه الطبيعيّة وتحديث استراتيجيّة صونه للفترة 2025–2030، فضلًا عن تطبيق بروتوكول مكافحة الأنواع الغازية من الطيور والنباتات، وإعادة توطين غزال الريم والغزال العربي.

وفي إطار مشروعات إراحة المراعي، وضّح سُموّهُ أن المشروع يغطّي تسعة أودية في ولايات ومناطق جبال ظفار لمدة سبعة أشهر سنويًّا على مدى ثلاث سنوات، للحدّ من الرعي الجائر واستعادة الغطاء النباتي.

أما في قطاع الأمن الغذائي، فأشار سُموّهُ إلى بدء أعمال إنشاء مركز متكامل لتجميع وفرز وتسويق المنتجات الزراعية لمنطقة النجد، ومشروع إنشاء "مدينة النجد الزراعية" ومشروع اللبان (محمية الذهب الأبيض) بولاية ثمريت، بالإضافة إلى جهود توطين زراعة الكركم والزنجبيل والبن العربي في ولايات صلالة، وطاقة، ورخيوت، وضلكوت، كما أُبرمت اتفاقية شراكة بين وزارة التراث والسياحة ودار أمواج للعطور لتطوير موقع وادي دوكة المدرج ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، وإعادة رسم ملامح صناعة اللبان في سلطنة عُمان.

وأضاف سُموّهُ أن محافظة ظفار شهدت التوقيع على 60 عقد انتفاع زراعي ومشروعات قائمة لزراعة القمح خلال الفترة من 2023-2025، إلى جانب متابعة تنفيذ 23 مشروعًا استثماريًّا قيد الإنشاء في منطقة النجد وولاية صلالة، بالإضافة إلى مشروع متابعة تنفيذ مختبر الزراعة النسيجية ومشتل زراعي سياحي بولاية صلالة.

وفي قطاع الثروة الحيوانية، تطرق سُموّهُ إلى مشروع مصنع لإنتاج جبن الإبل لتعزيز سلسلة قيمة حليب الإبل ومشتقاته بولاية رخيوت لدعم النساء المنتجات في الولاية بتمويل من مؤسسة الجسر للأعمال الخيرية، كما تم التوقيع على 10 مشروعات في مجال الثروة الحيوانية ضمن مخرجات مختبر الأمن الغذائي 2024، بالإضافة إلى طرح 16 فرصة للاستثمار من خلال منصة تطوير، وخمسة فرص مهيأة لعام 2025.

أما في قطاع الثروة السمكيّة، فأشار سُموّهُ إلى أن العمل جارٍ على تنفيذ 5 مشروعات في المحافظة بتكلفة إجمالية بلغت 11.5 مليون ريال عُماني، وتتضمن إنشاء مرفأين للصيد البحري في كل من نيابة حاسك ومنطقة حدبين بولاية سدح، إلى جانب إنشاء مبنى إداري وآخر للخدمات بميناء الصيد البحري بنيابة جزر الحلانيات بولاية شليم وجزر الحلانيات، بالإضافة إلى أعمال التصميم والتنفيذ لتأهيل وتطوير ميناء الصيد البحري بريسوت، فضلًا عن الخدمات الاستشارية لتصميم مرفأ للصيد البحري بمنطقة الفزايح في ولاية رخيوت، والانتهاء من التصاميم والدراسات الاستشارية لتطوير ميناء الصيد البحري بولاية مرباط.

وفي قطاع موارد المياه، وضّح سُموّهُ بأنه تم إنجاز هذا العام مشروع إنشاء سدين للحماية من مخاطر الفيضانات على واديي أنعار وعدونب بولاية صلالة، والحماية الجانبية لميناء صلالة بتكلفة إجمالية بلغت 47 مليون ريال عُماني، بالإضافة إلى إنجاز مشروع تحديث دراسة النموذج الرياضي للمياه الجوفية بمنطقة النجد، والعمل على مشروع تحديث وإعداد خرائط مخاطر الفيضانات وخطط إدارة الطوارئ، ومن المتوقع كذلك البدء بتنفيذ سد الحماية من مخاطر الفيضانات بولاية سدح خلال الفترة المقبلة.

أما في قطاع الثقافة والرياضة والشباب، فأضاف سُموّهُ أن المديرية العامة للثقافة والرياضة والشباب بالمحافظة نفذت خلال العام الجاري برامج وفعاليات في مختلف مرافقها المتنوعة استفاد منها أكثر من 96 ألف شخص، منهم ما يقارب 2,900 مستفيد من المراكز الرياضية في الولايات، فيما بلغت نسبة الإنجاز في مشروعي المركز الرياضي بولايتي ضلكوت والمزيونة 95 بالمائة.

وقال سُموّهُ إن الأنشطة الثقافية في المكتبة العامة ومكتبة الطفل بمجمع السُّلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بصلالة استقطبت أكثر من 4 آلاف مستفيد، مؤكّدًا على أن الجهود مستمرة في تطوير البيئة الثقافيّة والرياضيّة الداعمة لتمكين الشباب وإبراز طاقاتهم الإبداعية.

وتعزيزًا لجهود التنمية الاجتماعية، وأشار سُموّهُ إلى أن عدد المستفيدين من مساعدات لجان التنمية الاجتماعية بالمحافظة بلغ نحو 1,820 مواطنًا، واستفاد أكثر من 73 ألف مستفيد من مبادرات الفرق التطوعية بالمحافظة، موضحًا أن برامج التمكين الاقتصادي شملت 10 برامج تدريبية وتوعوية شارك فيها أكثر من 15 ألف شخص، إلى جانب 9 معارض تسويقيّة لـ200 مشارك، فيما تم صرف 662 جهازًا تعويضيًّا للأشخاص ذوي الإعاقة، وتقديم خدمات التّأهيل والتّدخل المبكر لأكثر من 900 مستفيد، مما يعكس العناية الحكومية المتواصلة بجميع فئات المجتمع.

وفي مجال الأوقاف والشؤون الدينية، قال سُموّهُ إن المديرية العامة للأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة ظفار تواصل جهودها في إعمار بيوت الله وتعزيز الأوقاف الخيرية، إذ أضيفت 6 مساجد جديدة ليصل إجمالي عدد المساجد والجوامع إلى أكثر من 851 مسجدًا وجامعًا، فضلًا عن إعادة بناء 4 جوامع رئيسة، وإضافة مدرسة جديدة للقرآن الكريم ليصل العدد إلى 20 مدرسة يشرف عليها المختصون بالمديرية، وتقدم خدماتها لقرابة 5,600 طالب وطالبة، فضلًا عن تنفيذ مشروعات وقفية استثمارية يعود ريعها للمستحقين، مع استمرار الخطط الرامية إلى زيادة الاستثمارات الوقفية ورفع كفاءة العاملين في المجال الديني.

وأكّد سُموّهُ على أن محافظة ظفار ماضية بخطى واثقة في تنفيذ خططها التنمويّة الشّاملة والمتوازنة في مختلف المجالات، مؤكدًا على أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من المشروعات النوعيّة في قطاعات البنية الأساسيّة، والاقتصاديّة، والخدمات العامّة، والطّاقة النّظيفة، بما يعزّز مكانة ظفار كمحافظة تنمويّة رائدة وركيزة أساسيّة في مسيرة النّهضة العُمانيّة المتجدّدة.

وختم صاحبُ السُّمو السّيد مروان بن تركي آل سعيد تصريحه بالدّعاء قائلًا: "نسأل الله أن يحفظ حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم، وأن يديم على عُماننا الغالية نعمة الأمن والاستقرار، ويكلّل مسيرتها بالمزيد من الرفعة والازدهار".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ملیون ریال ع مانی تنفیذ مشروعات بمحافظة ظفار بالإضافة إلى مؤکد ا على أن من المشروعات بولایة صلالة فی المحافظة أن المحافظة میناء صلالة تنفیذ مشروع ولایة صلالة خلال الفترة بنسبة إنجاز ولایة ثمریت أما فی قطاع ة فی مجالات مشیر ا إلى کیلومتر ا مقارنة بـ إضافة إلى العمل على على تنفیذ د ا على أن شهدت خلال هذا العام فی مختلف وتعزیز ا ة وتعزیز من بینها وفی قطاع إلى جانب فضل ا عن أکثر من ن س مو ه مسافر ا مشروع ا ا یعز ز إلى أن ة بلغت عام 2024 عام 2025 مرکز ا أنه تم عدد من ة التی

إقرأ أيضاً:

غزة: بدء تنفيذ مشروع حكومي لإنشاء أول مركز إيواء بخيام محلية الصنع

بدأت غرفة العمليات الحكومية للتدخلات الطارئة في المحافظات الجنوبية، وبإدارة وزارة الأشغال العامة والإسكان، اليوم الخميس، بإنشاء أول مركز إيواء من الخيام المصنّعة محليا في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة ، استجابةً لاحتياجات العائلات النازحة المقيمة في المناطق المعرضة لخطر الغرق مع اقتراب فصل الشتاء، خاصة على شارع الرشيد ومنطقة صحن البركة في دير البلح التي تواجه تهديدات مباشرة بسبب تجمع مياه الأمطار والسيول.

وأفادت، بأن هذا التدخل يأتي استجابةً لنداء الاستغاثة الذي أطلقته غرفة العمليات الحكومية لإيواء العائلات النازحة المقيمة في المناطق المعرّضة لخطر الغرق.

وينفذ المشروع بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، وبالتعاون مع وزارات الاقتصاد الوطني والحكم المحلي وسلطة المياه الفلسطينية، في إطار الجهود الحكومية لتأمين مأوى طارئ يحمي الأسر من مخاطر السيول والبرد.

ويُعد المركز الأول من نوعه الذي يُقام باستخدام خيام مصنّعة محليًا، ومن المقرر أن يكون جاهزًا خلال الأيام القليلة المقبلة بطاقة استيعابية لنحو 70 عائلة، على أن يُستكمل العمل لإنشاء مراكز إيواء إضافية بالتنسيق مع الشركاء المحليين والدوليين، ضمن خطة شاملة حددت 294 موقعًا لإقامة مراكز إيواء في مختلف محافظات القطاع.

كما يأتي هذا المشروع في ظل ظروف إنسانية بالغة الصعوبة واستمرار معاناة آلاف الأسر النازحة مع اقتراب فصل الشتاء، في وقتٍ يحتاج فيه القطاع إلى أكثر من 300 ألف خيمة لتأمين المأوى للمتضررين، وسط استمرار القيود الإسرائيلية على إدخال مواد ومستلزمات الإيواء الأساسية، ما يفاقم معاناة السكان ويزيد الحاجة إلى حلول محلية عاجلة.

وتواصل غرفة العمليات الحكومية للتدخلات الطارئة، بالتعاون مع الوزارات الشريكة والمؤسسات الوطنية والدولية والأممية، تنفيذ تدخلات إنسانية عاجلة لضمان حماية النازحين وتوفير الخدمات الأساسية لهم في ظل الظروف الكارثية التي يعيشها النازحون في القطاع.

المصدر : وكالة وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين القسام وسرايا القدس تعتزمان تسليم جثة أسير إسرائيلي مساء اليوم علا الزعنون ومعتز عزايزة يحصدان جوائز حرية الصحافة والشجاعة في مدريد بالصور: الهلال الأحمر المصري يدفع بـ 235 ألف سلة غذائية ومستلزمات طبية إلى غزة الأكثر قراءة  الجيش الإسرائيلي يبدأ من اليوم تقليصا واسعا لقوات الاحتياط غزة: انهيار مبنى على سكّانه في حيّ الدرج وعمليات إنقاذ متواصلة وصول 5 أسرى محرَّرين إلى مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة شهيد وإصابات في غارات إسرائيلية استهدفت جنوب لبنان عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • إنهاء حصر الحيازات: الإصلاح الزراعي بالمنيا يراجع تنفيذ قرارات الإزالة على أراضي أملاك الدولة وحصر الكارت الفلاح
  • وضع حجر الأساس لمركز الزوار ومصنع ’عين دوكة‘ لأشجار اللبان في محافظة ظفار
  • سوهاج.. أبرز الحوادث داخل المراكز المختلفة
  • اشتباكات بعد هجوم مسلحين على الأمن السوري بالسويداء
  • "البيئة" وميناء صلالة يوقعان اتفاقية تعاون لتعزيز جهود حماية البيئية
  • غزة: بدء تنفيذ مشروع حكومي لإنشاء أول مركز إيواء بخيام محلية الصنع
  • ميناء صلالة وهيئة البيئة يُعززان شراكة التنمية لمكافحة الآفات الغازية في ظفار
  • محافظة القدس: الاحتلال يفرض مشروعًا في قلنديا تمهيدًا لتهجير عشرات العائلات قسرًا
  • محافظة القدس: مشروع الاحتلال في قلنديا يمهد لتهجير عشرات العائلات