كشفت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" عن تحديات جسيمة تواجه قطاع المراعي في المملكة العربية السعودية، الذي يغطي 146 مليون هكتار، أي ما يزيد على 70% من إجمالي مساحة البلاد.
وأوضحت المنظمة أن أعداد الثروة الحيوانية الحالية تتجاوز القدرة الاستيعابية الطبيعية لهذه المراعي بأكثر من ثلاثة أضعاف.


أخبار متعلقة الرياض.. 160 وفدًا بالجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة للسياحةتفاصيل "إعلان الرياض" بختام الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة للسياحةانتخاب مندوب السعودية لدى منظمة "الإيكاو" رئيسًا للجنة التعاون الفنيوأدى هذا الضغط الهائل إلى تراجع كبير في مساهمة المراعي في تلبية احتياجات علف الماشية، حيث لا تغطي حالياً سوى 20% فقط من احتياجاتها، مما أدى إلى تدهور متزايد في الغطاء النباتي وفقدان التوازن البيئي في مناطق رعوية واسعة.
تعاون مع الفاو
ولمواجهة هذا الوضع، أجرت ”الفاو“ بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، مراجعة شاملة للقطاع، نتج عنها إطلاق خطة عمل وطنية تعد بمثابة خارطة طريق نحو الاستدامة البيئية.
وتستهدف الخطة في مرحلتها الأولى 26 موقعاً تجريبياً، تمتد على مساحة إجمالية تصل إلى 8 ملايين هكتار، بهدف استعادة صحة وإنتاجية المراعي وتعزيز قدرتها على الصمود.
وتتضمن الخطة تطبيق تدابير استعادة بيئية متقدمة، تشمل إعادة بذر النباتات الرعوية المحلية، وزراعة الشجيرات والأشجار الأصيلة، وتطبيق تقنيات حصاد المياه، وجرف المراعي المتدهورة لدعم استدامة الغطاء النباتي.
وأشار تقرير ”الفاو“ إلى أن المراعي في المملكة كانت تشكل عنصراً حيوياً لآلاف السنين في دعم سبل عيش سكان الريف والحفاظ على التنوع البيولوجي، وكانت تخضع لإدارة مستدامة عبر نظام رعوي تقليدي بضوابط اجتماعية وبيئية صارمة.
إلا أن التطور الاقتصادي والنمو المجتمعي المتسارع خلال العقود الأخيرة، أفرز تحديات خطيرة أدت إلى تآكل أنظمة الإدارة التقليدية، بالتزامن مع الرعي الجائر والظروف المناخية القاسية والتوسع الحضري.
وقدمت ”الفاو“ حزمة تدخلات استراتيجية تركز على تقديم ممارسات وتقنيات مبتكرة لاستعادة المراعي، وتطوير ممارسات مجتمعية مستدامة لإدارة المراعي ورعاية الماشية، وصياغة اتفاقيات مجتمعية لتنظيم الرعي.تعزيز التقنيات الخاصة
ودعت التوصيات إلى ضرورة تعزيز التقنيات الخاصة بالحفاظ على الموارد الوراثية النباتية المحلية، وتطوير قدرات الجمعيات الرعوية والمجتمعات المحلية لإدارة المراعي بشكل مستدام.
وتشمل الخطة إنشاء منصة رقمية متكاملة للبيانات والمعلومات، تتضمن خرائط وموارد رقمية، وتبادل الخبرات ضمن ما يُعرف ب ”مجتمع الممارسة“، لتعزيز الشراكات بين المركز الوطني والجهات الحكومية والمجتمعات المحلية.
وأكدت المنظمة أن نجاح هذه الخطة الوطنية يعتمد بشكل أساسي على تضافر الجهود بين الجهات الحكومية والمجتمعات المحلية، لضمان بقاء المراعي السعودية رافداً حيوياً للأمن الغذائي والتوازن البيئي والحياة الاقتصادية والريفية لعقود قادمة.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: جدة مراعي المملكة الفاو قطاع المراعي وزارة البيئة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تحذر ملايين الأرواح في خطر مع تفاقم أزمة الجوع في 16 دولة

حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، وبرنامج الأغذية العالمي من حالة طوارئ غذائية كبرى، مع توقعات تفاقم انعدام الأمن الغذائي الحاد في 16 دولة ومنطقة من الآن وحتي مايو 2026، مما يعرض ملايين الأرواح للخطر.

وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، يُحدّد تقرير "بؤر الجوع الساخنة" الذي أصدرته الوكالتان الأمميتان مؤخراً، ست دول معرّضة لخطر المجاعة أو الجوع الكارثي، وهي: السودان، وفلسطين، وجنوب السودان، ومالي، وهايتي، واليمن.. من المُتوقع في هذه المناطق، أن تصل بعض المجتمعات إلى حالة المجاعة أو ما يقاربها.

ومن الدول الأخرى التي يثير الوضع فيها قلقا شديدا جمهورية الكونغو الديمقراطية، وميانمار، ونيجيريا، والصومال، وسوريا، وأفغانستان، وتشمل بؤر الجوع الساخنة الأخرى بوركينا فاسو، وتشاد، وكينيا، ووضع لاجئي الروهينجا في بنجلاديش، وذلك وفقاً للتقرير.

يعني انعدام الأمن الغذائي الحاد أن الأسر لا تستطيع تلبية احتياجاتها الغذائية الأساسية، وغالبا ما تلجأ إلى تدابير يائسة، مثل الاستغناء عن بعض الوجبات أو بيع مُقتنياتها الأساسية. وفي المرحلة الرابعة (الطوارئ) والمرحلة الخامسة (الكارثة/المجاعة)، يصبح الجوع مهددا للحياة.

وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي "سيندي ماكين": "المجاعة ليست حتمية. لدينا الأدوات والمعرفة اللازمتين للوقاية منها، لكننا بحاجة إلى الموارد والإرادة السياسية للتحرك فورا". الأطفال مُعرّضون للخطر بشكل خاص، حيث يضعف سوء التغذية مناعتهم، الأمر الذي يجعلهم أكثر عرضة للأمراض والوفاة. ويحذر التقرير من أن التأخر في اتخاذ الإجراءات سيودي بحياة الناس ويزيد من التكاليف الإنسانية.

سلّط التقرير الضوء على أربعة عوامل رئيسية: الصراع والعنف: السبب الرئيسي في 14 من أصل 16 بؤرة جوع ساخنة. الصدمات الاقتصادية: هشاشة الاقتصادات، ارتفاع الديون، وزيادة أسعار المواد الغذائية. الظواهر المناخية الشديدة: الفيضانات والجفاف والأعاصير المُرتبطة بظاهرة النينيا. انخفاض المساعدات الإنسانية: أدى نقص التمويل إلى خفض الحصص الغذائية ومحدودية علاج سوء التغذية.

وفي هذا السياق، قال مدير عام منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) "شو دونيو": "لا يزال الصراع هو الدافع الرئيسي للجوع، لكن الصدمات المناخية وعدم الاستقرار الاقتصادي يُفاقمان الأزمة، مما خلف الملايين دون شبكة أمان".

ودعت منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للوقاية من المجاعة: مساعدة إنسانية لإنقاذ الأرواح وسبل العيش.

وتؤكد الوكالتان أن المجتمع الدولي يواجه فرصة ضيقة للتحرك، وشددتا على أن عدم الاستجابة سيفاقم الجوع، ويزعزع استقرار المناطق، ويؤدي إلى وفيات كان من الممكن الوقاية منها.

ويمكن دعم جهود مكافحة الجوع من خلال: التبرع لبرنامج الأغذية العالمي، دعم برامج الطوارئ التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة، الدعوة إلى العمل: مشاركة المعلومات وحث القادة على إعطاء الأولوية للوقاية من المجاعة.

اقرأ أيضاًالأمم المتحدة: الانتخابات البرلمانية تمثل عرسا ديمقراطيا للعراق وتسير بشكل منظم ومستقل

فيلمنج: الأمم المتحدة توزع المساعدات حاليا وأعادت تشغيل المخابز

بوتين: توقيع اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجرائم الإلكترونية حدث تاريخي

مقالات مشابهة

  • بدعم إقليمي واسع… واشنطن تدفع بمشروع قرار جديد حول غزة لمجلس الأمن
  • لطيفة بنت محمد تلتقي مساعد وزير الثقافة في المملكة العربية السعودية
  • الحِرَف التقليدية في المملكة إرث حيّ ينبض بهوية الثقافة المحلية
  • الأمم المتحدة تحذر ملايين الأرواح في خطر مع تفاقم أزمة الجوع في 16 دولة
  • روبيو: الولايات المتحدة لا تتطلع لإدارة قطاع غزة
  • "الغرفة" تستعرض آليات تمكين الموردين في عُمان عبر منصة الأمم المتحدة
  • وزير الموارد البشرية: المملكة تحرص على دعم جهود تعزيز التنمية الإدارية في الوطن العربي
  • وزير “الموارد البشرية”: المملكة حريصة على دعم الجهود لتعزيز التنمية الإدارية في الوطن العربي
  • لأول مرة في المملكة.. طيران ناس يطلق مبادرة “تجارب سعودية” لتمكين المجتمعات المحلية وتعزيز السياحة السعودية