6 إصدارات في مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي بدورته العاشرة
تاريخ النشر: 15th, November 2025 GMT
يصدر مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي برئاسة المخرج مازن الغرباوي ستة إصدارات جديدة ضمن فعاليات دورته العاشرة، والمقرر إقامتها في الفترة من 25 وحتى 30 نوفمبر، وتمثل هذه الخطوة امتدادًا لرسالة المهرجان في دعم المعرفة المسرحية وتوثيق منجزات الفن المسرحي عربيًا ودوليًا، إذ باتت الإصدارات العلمية والنقدية ركيزة أساسية لأي مهرجان يسعى إلى ترسيخ أثره الثقافي، ليس فقط عبر العروض والفعاليات، بل من خلال إثراء المكتبة المسرحية العربية بمواد بحثية وتوثيقية تُحفّز الدارسين والباحثين والمشتغلين بالمسرح.
وتُعد هذه الإصدارات إحدى أهم صور الاستثمار في ذاكرة المسرح، فهي تمنح الأعمال والأفكار المستجدة عمرًا أطول من زمن العرض، وتتيح لجمهور المسرح العربي مصادر موثوقة للنقد، والتحليل، والرصد الفني. كما يعكس هذا الجهد حرص مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي على القيام بدور فاعل في تطوير الوعي المسرحي لدى الأجيال الجديدة، وتوفير مادة معرفية جادة تُسهم في بناء حوار ثقافي مستمر، وتدعم حركة المسرح في مصر والعالم العربي بوصفها فنًا وفكرًا ومساحة دائمة للتجديد والإبداع.
يأتي في مقدمة هذه الإصدارات كتاب " مسرح الألفية الثالثة.. قراءة في تجارب أبرز المخرجين الشباب" للناقد باسم صادق، وهو كتاب يقدّم رؤية تحليلية لعدد من التجارب الإخراجية الشابة، مسلطًا الضوء على الاتجاهات الجمالية الجديدة التي تشكل ملامح مسرح المستقبل، وكتاب آخر بعنوان "النقد الشبابي في مصر.. قراءة وتوثيق لأكثر من 30 ناقدًا شابًا" للناقد محمد عبد الوارث، الذي يعد إضافة مهمة لمسار التوثيق النقدي، إذ يرصد حضور الأصوات النقدية الجديدة ويمنحها مساحة مرئية داخل المشهد الثقافي.
ويصدر المهرجان كتاب بعنوان "إلهام شاهين.. امرأة بلا أقنعة" للناقد والمخرج جمال عبد الناصر، وهو عمل يوثق المسيرة الفنية لإحدى أبرز نجمات المسرح والسينما في العالم العربي، مقدّمًا قراءة نقدية ومعرفية تُثري أرشيف المهرجان والمكتبة المسرحية المعاصرة.
ويأتي الإصدار الثالث ليوثق الذاكرة المؤسسية للمهرجان بعنوان " الكتاب التذكاري الأرشيفي – عقد من الأحلام" اعدادالدكتور طارق عمار، وأشراف الكاتب إبراهيم الحسيني ، حيث يرصدان فيه عشر سنوات من العمل والحلم، متتبعين التحولات التي صاحبت مسيرة المهرجان وأثره في دعم المسرح الشبابي عربيًا ودوليًا، أما الإصدار الخامس فهو
وهناك "دليل المهرجان" من إعداد الناقد عز الدين حافظ، ويعد بمثابة المرجع الرسمي للدورة العاشرة، إذ يضم تفاصيل العروض، ولجان التحكيم، والمكرمين، وكافة الفعاليات، ليحفظ صورة بانورامية دقيقة لهذه الدورة الاستثنائية، ويطرح المهرجان أيضًا كتاب الأبحاث والنصوص من إعداد عز الدين حافظ، وهو تجميع لأهم الأبحاث العلمية والنصوص المسرحية المشاركة في مسابقات المهرجان، في خطوة تعكس إيمان المهرجان بدور البحث الأكاديمي والنص المسرحي في تطور الوعي المسرحي لدى الشباب.
وبهذه الإصدارات الستة، يؤكد المهرجان دوره كمؤسسة ثقافية لا تكتفي بتقديم العروض، بل تسهم في بناء المعرفة المسرحية وتوثيقها، وتفتح آفاقًا جديدة للباحثين والممارسين والجمهور على حد سواء.
يقام مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي برعاية وزارة الثقافة المصرية برئاسة الأستاذ الدكتور أحمد فؤاد هنو، ووزارة السياحة والآثار برئاسة الوزير شريف فتحي، والهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي برئاسة المهندس أحمد يوسف، تأكيدًا على دعم الدولة للفعاليات الثقافية التي تبرز الوجه الحضاري لمصر وتعزز مكانتها على خريطة السياحة العالمية، في إطار تكامل البعدين الثقافي والسياحي لخدمة أهداف التنمية الشاملة.
كما يحظى المهرجان بدعم كامل من محافظة جنوب سيناء بقيادة اللواء الدكتور خالد مبارك، في إطار التعاون بين المؤسسات الوطنية لتحقيق التنمية الثقافية والسياحية المتكاملة، وبرعاية ذهبية للبنك الاهلي المصري، وشركة عين للإنتاج الفني ، وبلدية ظفار بسلطنة عمان .
وتتولى إدارة الدورة العاشرة الدكتورة إنجي البستاوي، وتحمل الدورة اسم الفنانة الكبيرة إلهام شاهين تكريمًا لمسيرتها الفنية الثرية ودعمها المستمر لقضايا المسرح والفنون، فيما يرأس اللجنة العليا للمهرجان المنتج هشام سليمان، وتحمل الرئاسة الشرفية للمهرجان سيدة المسرح العربي الراحلة سميحة أيوب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شرم الشيخ مهرجان شرم الشيخ مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي المخرج مازن الغرباوي مهرجان شرم الشیخ الدولی للمسرح الشبابی
إقرأ أيضاً:
مروان المزيني: المسرح العربي مرآة المجتمع ورسالة إنسانية
الشارقة (الاتحاد)
أكد الكاتب والمسرحي السعودي الدكتور مروان المزيني أن المسرح العربي الحقيقي يولد من المجتمع، ويعود إليه، مشدداً على أن النص المسرحي الناجح هو الذي يلتقط نبض الناس، ويعبّر عنهم بصدق، لا الذي يلاحق الماضي البعيد أو يكرر ما قيل من قبل.
جاء ذلك خلال ندوة حملت عنوان «المسرح بين النص والعرض»، أقيمت ضمن فعاليات الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، تناول خلالها التحولات الجمالية والفكرية التي مرّ بها المسرح العربي، وعلاقته بالإنسان والواقع.
استهل المزيني الجلسة باستعادة بداياته الأولى مع الخشبة، قائلاً: «كانت أول تجربة لي في المرحلة الابتدائية بدور صغير لا يتجاوز كلمة (شكراً)، لكنها كانت لحظة فارقة في حياتي، فحين صفّق الجمهور، شعرت أن شيئاً جديداً وُلد بداخلي. ومنذ تلك اللحظة، بدأت أكتب وأمثّل نصوصاً كوميدية واجتماعية تعبّر عن بيئتي وقضايا الشباب».
وأوضح المزيني أن المسرح لا يُختزل في الترفيه، بل هو منبر للتأمل والوعي ورسالة إنسانية راقية، مضيفاً: «الجمهور اليوم أكثر ذكاءً ووعياً، ولم يعد يضحك بسهولة. لذلك، على الكاتب والممثل أن يقدّما محتوى صادقاً يعالج قضايا الناس بعمق واحترام، لأن المسرح رسالة تُقدَّر، لا وسيلة للضحك العابر».
وأشار المزيني إلى أن نجاح العمل المسرحي يقوم على تكامل العناصر الثلاثة: النص، والإخراج، والتمثيل، موضحاً أن «النص الجيد يستفزّ المخرج المبدع لاختيار ممثلين قادرين على ترجمته بصرياً، بينما النص الضعيف يحتاج إلى مخرج يمتلك رؤية تمنحه حياة جديدة».
وأضاف أن العلاقة بين الكاتب والمخرج ينبغي أن تقوم على التفاهم لا الصراع، لأن «الإبداع يولد حين تلتقي الرؤيتان لا حين تتصادمان».
وتحدث المزيني عن أهمية إعداد الممثل المعاصر، مؤكداً أنه لم يعد يعتمد على الموهبة فقط، بل على التدريب والتأهيل العلمي، وقال: «الممثل الحقيقي يمر بتمارين جسدية وصوتية ونفسية قبل أن يعتلي الخشبة، لأنه مسؤول عن تفاعل الجمهور. والخروج عن النص يجب أن يكون فنياً مقصوداً لا ارتجالاً عشوائياً».
في ختام الجلسة، شدّد المزيني على حاجة المسرح العربي إلى نصوص جديدة تستمد موضوعاتها من الواقع المحلي وتكتب بلغة قريبة من الناس دون أن تفقد عمقها الفني، مؤكداً أن «المسرح الذي لا يشبه جمهوره يفقد روحه، وسرّ بقائه عبر التاريخ هو قدرته على التجدد والوفاء في الوقت نفسه».