لجريدة عمان:
2025-11-16@18:38:03 GMT

نقطة تحول في مجال الطاقة النظيفة

تاريخ النشر: 16th, November 2025 GMT

شهد عامنا هذا حدثًا تاريخيًا بارزًا: فلأول مرة، يتجاوز إنتاج العالَم من الطاقة المتجددة إنتاج الفحم. في النصف الأول من عام 2025، مَـثَّـلَت مصادر الطاقة المتجددة أكثر من 34% من الطاقة الكهربائية على مستوى العالم، بينما انخفضت حصة الفحم إلى ما يزيد قليلا عن 33%.

الجدير بالذكر أن هذه المكاسب كانت مدفوعة إلى حد كبير بالاقتصادات الناشئة.

مع تحول أنظار العالم إلى مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في البرازيل (مؤتمر الأطراف الثلاثين)، يأتي هذا الإنجاز ليذكرنا بقوة بأن التحول إلى الطاقة النظيفة جارٍ بالفعل.

وبحكم قيادتي للاستثمارات في المؤسسة الأمريكية لتمويل التنمية الدولية وشغلي الآن منصب كبير مسؤولي الاستثمار في تحالف الطاقة العالمي من أجل الناس والكوكب، فإنني أعرف الفرصة التجارية الواعدة بمجرد أن ألمحها.

وفقا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA)، أصبحت 91% من مشاريع الطاقة المتجددة الجديدة الآن أرخص من نظيراتها من مشاريع الوقود الأحفوري. تزودنا هذه النتيجة بدليل واضح على أن مصادر الطاقة المتجددة، على الرغم من النمو المستمر في استخدام الفحم والنفط، مجدية على المستويين الاقتصادي والتقني في قسم كبير من العالم. نحن لا نملك تَـرَف السماح للزخم الحالي بالإفلات من بين أيدينا. وللحد من التلوث المناخي، وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام، وتعزيز مرونة الطاقة حيثما تشتد الحاجة إليها، يجب أن نبني على هذه الإنجازات.

ومع اقترابنا من الذكرى السنوية العاشرة لاتفاقية باريس للمناخ، لا يزال من الممكن اتخاذ تدابير مناخية عالمية جادة حتى في مواجهة التوترات الجيوسياسية المتصاعدة والأولويات الوطنية المتنافسة. مع ذلك، يظل هذا التقدم هشا بطبيعته. في كثير من الأحيان، تتوقف جهود تَـبَـنّي الطاقة النظيفة بمجرد إنشاء البنية الأساسية.

فمشاريع الطاقة الشمسية، على سبيل المثال، من الممكن أن تفشل عندما تفتقر المجتمعات المحلية إلى الأدوات اللازمة والتمويل الضروري لتحقيق الاستفادة الكاملة من الكهرباء التي تنتجها.

فلا يكفي توفير الألواح الشمسية، ولتأمين الفوائد من مصادر الطاقة المتجددة، يتعين على الحكومات أن تستثمر ليس فقط في توليد الطاقة بل أيضا في الأنظمة، والتدريب، والمعدات - مثل الطواحين الكهربائية ومضخات المياه - التي تمكن المجتمعات والبلدان من تسخير الطاقة النظيفة لتنمية الأعمال التجارية وخلق فرص العمل.

عندما تُنفذ هذه الاستثمارات بفعالية، فإنها تعود بفوائد على مختلف المجالات.

تتقدم الأهداف المناخية مع حلول مصادر الطاقة المتجددة محل الوقود المكلف والملوث. وتتمكن المجتمعات من الحصول على الطاقة بأسعار معقولة، وهذا يمكّنها من تحسين التعليم والرعاية الصحية، وخلق فرص العمل، وزيادة الدخل. ومع استفادة شركات الطاقة من ارتفاع الطلب، يصبح بوسع الاقتصادات الناشئة اجتذاب استثمارات جديدة. الواقع أن التحدي هائل، لكن الفرصة أيضا ضخمة.

يتوقع البنك الدولي أن يصل 1.2 مليار شاب في الاقتصادات النامية إلى سن العمل على مدار العقد القادم، لكن 420 مليون وظيفة جديدة فقط سَـتُـخـلَق بحلول ذلك الوقت. ويزودنا الوصول إلى الطاقة النظيفة والفرص التي توفرها بوسيلة لسد هذه الفجوة قبل أن تتحول إلى أزمة عالمية.

تشير تقديرات المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن صناعة الطاقة المتجددة وحدها قادرة على توليد أكثر من 30 مليون وظيفة وحشد 2.2 إلى 2.8 تريليون دولار سنويا.

ومن الممكن أن يعمل دمج تكنولوجيات الطاقة المتجددة في قطاعات أخرى مثل الصناعة والزراعة على خلق 500 مليون وظيفة جديدة أخرى وتحسين نوعية 700 مليون وظيفة قائمة.

لإحراز النجاح، يتعين علينا أن نعمل على مواءمة سياسات الطاقة مع أهداف التنمية في عموم الأمر، ودمج مصادر الطاقة المتجددة في الصناعات المحلية، وتسريع الاستثمار في المعدات وبرامج التدريب اللازمة لاستخدامها بفعالية. في مختلف أنحاء إفريقيا، يحقق هذا النهج بالفعل نتائج ملموسة.

ففي نيجيريا، يستخدم المزارعون والتجار على نحو متزايد مضخات الري التي تعمل بالطاقة الشمسية، ومرافق التخزين البارد، والمطاحن.

وقد غذت هذه الاستثمارات بدورها موجة من مشاريع الطاقة المتجددة الموزعة التي تعمل بسرعة على تحويل شبكات الطاقة المحلية.

في منطقة الأمازون؛ حيث تجري فعاليات مؤتمر الأطراف الثلاثين، تستثمر حكومة البرازيل 800 مليون دولار أمريكي لتوسيع نطاق الوصول إلى الطاقة والانتقال بعيدًا عن الاعتماد على الديزل.

وتساعد منظمتي في ضمان مساهمة هذه الطاقة المتجددة الجديدة في خلق فرص العمل ودعم التنمية الاقتصادية المستدامة لصالح آلاف المزارعين ورواد الأعمال. وتقدم الهند نموذجا مفيدا للاقتصادات الناشئة التي تسعى إلى تعزيز شبكات الطاقة لديها واستيعاب الطاقة المتجددة المتزايدة.

في نيودلهي، يضمن الآن أول نظام تجاري لتخزين الطاقة بالبطاريات على نطاق المرافق في البلاد -وهو الأكبر في جنوب آسيا- إمدادات يمكن التعويل عليها من الكهرباء النظيفة لنحو 100 ألف من الأسر المنخفضة الدخل والشركات.

من ناحية أخرى، توفر محطات الطاقة الشمسية في راجستان طاقة نهارية ثابتة لنحو 400 ألف مزارع. وفي ولاية أوتار براديش، يهدف برنامج لريادة الأعمال النسائية إلى مساعدة 500 ألف شركة مملوكة لنساء على تبني تكنولوجيات الطاقة النظيفة بحلول عام 2030. تُـظهِر هذه الأمثلة مجتمعة أن التحول إلى الطاقة النظيفة بات في المتناول. لكن مع افتقار 685 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم إلى الكهرباء، واعتماد أكثر من مليار شخص على إمدادات لا يمكن تحمل تكلفتها أو الاعتماد عليها، لا يزال الطريق طويلا.

الاختيار أمامنا واضح: مواصلة الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة أو الانزلاق مرة أخرى إلى الاعتماد على الوقود الأحفوري.

من خلال جعل الطاقة النظيفة أساسا لخلق الوظائف والفرص الاقتصادية، يصبح بوسعنا تحويل معالم اليوم إلى مستقبل تقود فيه الطاقة النظيفة النمو وتضمن الرخاء للجميع.

أجنيس داسيويكز رئيسة البرامج والاستثمار في التحالف العالمي للطاقة من أجل الناس

والكوكب.

خدمة بروجيكت سنديكيت

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مصادر الطاقة المتجددة الطاقة النظیفة ملیون وظیفة إلى الطاقة

إقرأ أيضاً:

مصادر أمريكية تتحدث عن جهود لثني ترامب عن استئناف التجارب النووية

كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، السبت، أن مسؤولين كبارا في قطاعي الطاقة والطاقة النووية بالإدارة الأمريكية يخططون لزيارة البيت الأبيض لثني الرئيس دونالد ترامب عن استئناف تجارب الأسلحة النووية.

ووفقا لمصدرين لم تكشف "سي إن إن" عن هويتهما، هناك مسؤولون داخل إدارة ترامب لا يدعمون استئناف تجارب الأسلحة النووية.

وادعى المصدران أن وزير الطاقة كريس رايت، ووكيل وزارة الطاقة للأمن النووي، مدير الإدارة الوطنية للأمن النووي براندون ماكدونالد ويليامز، ومسؤولين في المختبرات الوطنية الأمريكية يرون أن فكرة استئناف تجارب الأسلحة النووية، التي أمر بها ترامب، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، غير معقولة.

وأشارا إلى أن هؤلاء المسؤولين يخططون لزيارة البيت الأبيض في الأيام المقبلة، لمشاركة آرائهم وثني ترامب عن أمر استئناف تجارب الأسلحة النووية.



وفي 29 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أعلن ترامب، أنه أصدر تعليماته لوزارة الحرب (البنتاغون) بالبدء فورا باختبار أسلحة بلاده النووية. وحذّر ترامب، من أن الولايات المتحدة بدأت تفقد تفوقها في سباق التسلح مع روسيا والصين.

وأضاف: "بسبب القوة التدميرية الهائلة للأسلحة النووية كنت أكره امتلاكها، لكن لم يكن أمامي خيار آخر. روسيا في المرتبة الثانية، والصين في المرتبة الثالثة بفارق كبير، ولكن ستكونان متساويتين خلال 5 سنوات".

وعقب تصريح ترامب، أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، تعليماته لأعضاء مجلس الأمن الروسي باتخاذ الاستعدادات اللازمة لإجراء التجارب النووية.

جدير بالذكر أن الولايات المتحدة أجرت آخر تجربة نووية رسمية لها عام 1992 في عهد الرئيس السابق جورج بوش الأب، وحظر الرئيس السابق بيل كلينتون التجارب النووية عام 1996.

مقالات مشابهة

  • تقدم ملحوظ لوزارة الطاقة في مشاريع الغاز والطاقة المتجددة
  • الشباب والرياضة بكفر الشيخ تنظم ندوة حول ترشيد استهلاك الكهرباء واستخدام الطاقة المتجددة
  • كيف باتت الصين مفتاح تحول العالم نحو الطاقة النظيفة؟
  • دراسة: انبعاثات الوقود الأحفوري في العالم تسجل رقما قياسيا جديدا في 2025
  • مصادر أمريكية تتحدث عن جهود لثني ترامب عن استئناف التجارب النووية
  • المستثمرون الصينيون يحققون نجاحا في مجال الذكاء الاصطناعي
  • كهرباء المناطق المحررة.. دعم إماراتي بالطاقة المتجددة ودعم سعودي مُرتقب بالغاز
  • تحول استراتيجي.. الطاقة الدولية تتراجع عن توقعاتها لمستقبل النفط
  • وزير الكهرباء يبحث مع وفد البنك الدولي التعاون في الطاقات المتجددة