صحيفة الاتحاد:
2025-11-16@22:19:41 GMT

الإمارات وكوريا.. 45 عاماً من العلاقات المتميزة

تاريخ النشر: 17th, November 2025 GMT

شعبان بلال (أبوظبي، القاهرة)

على مدى 45 عاماً، قدمت الإمارات وجمهورية كوريا نموذجاً متميزاً للعلاقات الدولية، يقوم على التعاون في مجالات التنمية والتطوير ومواجهة التحديات، وهو نموذج يُحتذى به في مجال الشراكات الاستراتيجية وتبادل الخبرات، حتى أصبحت العلاقة بينهما أكثر متانة وقوة. وتأتي زيارة فخامة لي جيه ميونغ، رئيس جمهورية كوريا إلى الدولة لتفتح الباب أمام آفاق أوسع للتعاون بين البلدين، وتؤسس لنموذج شراكة مستقبلية قائمة على الثقة، والتنمية، والابتكار، وترسخ مكانتهما كمحورين اقتصاديين وتكنولوجيين رائدين في الشرق الأوسط وشرق آسيا.


 ووصلت العلاقة بين البلدين إلى مستوى مميز من العلاقات الاستراتيجية، عززتها الزيارات التاريخية المتبادلة بين القيادتين، وهو ما يعكس حرص الإمارات وكوريا على تنمية علاقاتهما وتوثيق التواصل الفعال والترابط المستمر لتوفير فرص التعاون في مجالات متعددة. وشهدت العلاقات «الإماراتية - الكورية» طفرة نوعية خلال السنوات الأخيرة، عززتها الشراكة الاستراتيجية الخاصة بين البلدين، والمشاريع المشتركة في الطاقة والتكنولوجيا والدفاع والصحة.
وأوضح خبراء أن العلاقات بين البلدين ذات خصوصية ممتدة لعقود طويلة في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والتقنية والثقافية والطاقة والمناخ وغيرها، مؤكدين أن الشراكة بين البلدين تُعد نموذجاً رائداً لتحقيق التنمية. وامتدت العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات وكوريا الجنوبية على مدى 45 عاماً، شهدت خلالها نمواً متواصلاً منذ نشأتها، وتشهد حالياً زخماً كبيراً على المستويين الحكومي والخاص، إلى جانب تنوعٍ في أنشطة التعاون الاقتصادي على مختلف الصعد. وترتكز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الدولتين على مجموعة من المقومات والعوامل، أهمها الإرادة السياسية القوية لدى قيادتي البلدين للارتقاء بمسار العلاقات في جميع المجالات، وتوافق الرؤى إزاء القضايا الإقليمية والدولية، إلى جانب الإدراك العميق لطبيعة المصالح المشتركة بينهما.

أخبار ذات صلة رئيس الدولة والرئيس الكوري يبحثان تعزيز الشراكة الاستراتيجية «براكة».. نموذج للشراكة الاستراتيجية بين الإمارات وكوريا

تطور مستمر
وأشار حميد الحمادي الخبير الإماراتي في الشؤون الكورية، إلى أن العلاقات بين البلدين التي تمتد لأكثر من 45 عاماً منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1980، شهدت تطوراً مستمراً، بلغ ذروته عبر ثلاث محطات رئيسية، الأولى من عام 1980 إلى 1987، وشهدت تبادل افتتاح السفارات وتأسيس قاعدة التعاون الرسمي، والثانية عام 2009 وشهدت توقيع اتفاقية إنشاء مفاعل براكة للطاقة النووية السلمية، أكبر مشروع خارجي في تاريخ كوريا بقيمة 20 مليار دولار، والمحطة الثالثة عام 2018، وخلالها ارتقت العلاقات إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية الخاصة»، وهو تصنيف تمنحه كوريا لعدد محدود للغاية من الدول.

توقيت استراتيجي
وأضاف الحمادي، أن زيارة فخامة لي جيه ميونغ رئيس جمهورية كوريا إلى أبوظبي تأتي في ظل تحولات عالمية كبرى، ما يجعلها محطة سياسية واقتصادية مهمة، ومن المتوقع أن يبحث الجانبان، تعزيز الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA)، تطوير مشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، والتعاون في الصناعات الدفاعية والتكنولوجيا المتقدمة، ومناقشة المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأوضح أن أهمية الزيارة تنعكس أيضاً في حجم الاستثمارات الإماراتية المعلنة مؤخراً في كوريا، والتي تصل إلى 30 مليار دولار خلال السنوات المقبلة.

تجارة متنامية
ولفت إلى أن الأرقام تشير إلى وجود فرص واعدة لتعزيز الصادرات الإماراتية إلى كوريا، خصوصاً في الصناعات المتقدمة والمنتجات البتروكيماوية والألمنيوم، لافتاً إلى أن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA) بين البلدين تدعم الانفتاح الاقتصادي، وتدفع العلاقات الاقتصادية نحو آفاق جديدة، إذ تقضي بإلغاء 92.8% من الرسوم الجمركية على السلع الإماراتية المصدَّرة إلى كوريا خلال 10 سنوات، و91.2% من الرسوم الجمركية على واردات الإمارات من كوريا في الفترة ذاتها، ذلك يسهم في دعم الشركات الوطنية، وتسهيل الوصول إلى الأسواق، وتعزيز تدفق الاستثمارات المتبادلة.
وأضاف الحمادي: إلى جانب الاستثمار الإماراتي البالغ 30 مليار دولار، تشهد الشركات الكورية توسعاً كبيراً في الإمارات، مستفيدة من مكانة الإمارات كمركز مالي ولوجستي عالمي، والبنية التحتية المتقدمة، والنموذج الاقتصادي الإماراتي المنفتح والجاذب للاستثمار. كما تُعد الإمارات الوجهة الأولى للمنتجات الكورية في الشرق الأوسط، وبوابة رئيسية لانتشار الشركات الكورية في المنطقة.

رعاية صحية
وأشار الحمادي إلى أن جمهورية كوريا أصبحت إحدى أهم الوجهات العلاجية للمواطنين للإماراتيين وقال: يزور كوريا سنوياً آلاف المرضى الإماراتيين، بحثاً عن العلاج في المستشفيات الرائدة، مثل سامسونغ، وسيفيرانس، وسيؤول الوطنية. في المقابل، تعمل مستشفى جامعة سيؤول الوطنية في إدارة وتشغيل مستشفى الشيخ خليفة التخصصي في رأس الخيمة منذ 2015، ويمثل قطاع الصحة أحد أكثر قطاعات التعاون بين البلدين نمواً.

نمو سريع 
قال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور هيثم عمران، إن الإمارات باتت فاعلاً اقتصادياً يمتلك نموذجاً تنموياً متماسكاً أثبت قدرته على الجمع بين النمو السريع والاستقرار الاجتماعي والاستثمار طويل الأجل في رأس المال البشري والابتكار، وهو ما يجعلها شريكاً قوياً لكوريا. وأضاف عمران، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن العلاقات الثنائية بين الإمارات وكوريا الجنوبية شهدت تطوراً نوعياً في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين رسمياً في 18 يونيو 1980، موضحاً أنه منذ ذلك التاريخ، ظلت العلاقات الثنائية بين البلدين تشهد تطوراً ملحوظاً.

نموذج فريد
أوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن، نبيل ميخائيل، أن العلاقات بين الإمارات وكوريا تُعد نموذجاً فريداً في التطور المستمر طوال العقود الماضية، وهو ما أثمر الشراكة الاستراتيجية والمنفعة المتبادلة.
وأشار ميخائيل إلى أنه جرى تعزيز العلاقات بين الإمارات وكوريا، من خلال قنوات الحوار والاجتماعات رفيعة المستوى، ومنها الحوار الاستراتيجي بين وزارتي الخارجية، واجتماع (2+2) بين وزارتي الخارجية والدفاع، والمشاورات رفيعة المستوى بشأن التعاون النووي، واجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة، فضلاً عن توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين في مختلف مجالات التعاون.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: لي جاي ميونغ كوريا الجنوبية الإمارات الإمارات وكوريا الجنوبية جمهورية كوريا اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة الشراکة الاستراتیجیة بین الإمارات وکوریا العلاقات بین بین البلدین أن العلاقات إلى أن

إقرأ أيضاً:

الإمارات وكندا تبحثان تنمية الشراكة الاقتصادية بقطاعات السياحة وريادة الأعمال والاقتصاد الجديد


أبوظبي (الاتحاد)
أكد معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد والسياحة، أن العلاقات الإماراتية الكندية، تقدم نموذجاً للعلاقات الإستراتيجية المتطورة والشراكة الاقتصادية المتميّزة، وذلك بفضل توجيهات ورؤية القيادة الرشيدة في البلدين الصديقين، مشيراً إلى أن دولة الإمارات حريصة على تعزيز التعاون الاقتصادي مع ألبرتا، في القطاعات الاقتصادية المتقدمة، باعتبارها قطاعات رئيسية تدعم التحول نحو اقتصاد المستقبل، لا سيما أن البلدين يمتلكان قواسم مشتركة في الرؤى والاستراتيجيات الاقتصادية الهادفة إلى التوسع والاستثمار في هذه القطاعات الحيوية.
جاء ذلك خلال لقاء عقده معاليه مع معالي دانييل سميث، رئيسة وزراء مقاطعة ألبرتا الكندية، على هامش المشاركة في الطاولة المستديرة لمجلس الأعمال الكندي -الإماراتي- «CUBC»، الذي عقد في أبوظبي.
وبحث الجانبان سبل تنمية الشراكة الاقتصادية خلال المرحلة المقبلة في القطاعات ذات الاهتمام المتبادل، ومن بينها السياحة وريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والاقتصاد الجديد والطاقة النظيفة والأمن الغذائي والتصنيع المتقدم والفضاء.
وقال معاليه إن الاجتماع يمثل خطوة مهمة لتعزيز العمل على استكشاف مزيد من الفرص وتوسيع آفاق التعاون خاصة في القطاعات الاقتصادية الحيوية، وتعزيز أواصر التعاون الاقتصادي الذي يشهد تطوراً مستمراً بين البلدين، لا سيما أن دولة الإمارات تُعد شريكاً اقتصادياً مهماً لكندا في المنطقة، نظراً لموقعها الجغرافي المتميّز، كما أن كندا تمثل وجهة اقتصادية واعدة لدولة الإمارات في قارة أميركا الشمالية.
وناقش الجانبان تعزيز آفاق العلاقات الاقتصادية المشتركة، ودعم قنوات التواصل بين مجتمعي الأعمال في دولة الإمارات وألبرتا، بما يسهم في فتح مجالات عمل جديدة خاصة في ظلّ وجود فرص اقتصادية كبيرة ومتنوعة في أسواق الجانبين، وإمكانية تقديم المزيد من التسهيلات والحوافز للمصدرين والمستوردين في الجانبين، بما يدعم نمو واستدامة اقتصاديهما.
وسلّط معالي عبدالله بن طوق خلال مشاركته في الطاولة المستديرة لمجلس الأعمال الكندي - الإماراتي، الضوء على الفرص الاقتصادية الواعدة في دولة الإمارات وألبرتا بمجالات السياحة والطيران والتقنية والبنية التحتية للطاقة النظيفة والتقنيات الزراعية المتقدمة والأمن الغذائي والهيدروجين، مؤكدًا أهمية هذه القطاعات في تعزيز التعاون الاقتصادي المشترك ودفع عجلة الابتكار والاستدامة في كلا البلدين.
كما تطرّق إلى التطور الشامل لمنظومة التشريعات الاقتصادية في الدولة ودورها في تعزيز تنافسية بيئة الأعمال وترسيخ ريادتها إقليمياً وعالمياً، ومنها إصدار وتطوير تشريعات جديدة لقطاعات التعاونيات والمعاملات التجارية والسجل التجاري والشركات العائلية والتجارة الإلكترونية، والسماح بالتملك الأجنبي للشركات بنسبة 100%، وتسهيل إجراءات تأسيس مزاولة الأعمال، وتعزيز الانفتاح على العالم من خلال بناء الشراكات الدولية مع الأسواق الإستراتيجية المستهدفة، إضافة إلى الموقع الجغرافي التي تتميز به دولة الإمارات كمركز عالمي للاقتصاد والأعمال والخدمات اللوجستية.
وفي هذا الإطار، وجه معاليه الدعوة إلى مجتمع الأعمال الكندي للاستفادة من المناخ الاقتصادي التنافسي للدولة، وما يتيحه من ممكنات وفرص استثمارية متنوعة، مع التشجيع على التوسع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا انطلاقاً من موقع الإمارات الإستراتيجي، لاسيما أن إجمالي عدد الرخص التجارية الكندية العاملة في الأسواق الإماراتية ارتفع ليصل إلى 14,676 رخصة بنهاية يوليو 2025، مقابل12,321 رخصة في نهاية يوليو 2024، محققاً نمواً لافتاً بلغت نسبته19.11%.
من جانبه، قال مصبح الكعبي، الرئيس التنفيذي لدائرة الاستكشاف والتطوير والإنتاج في «أدنوك» والرئيس المشارك لمجلس الأعمال الكندي الإماراتي، إن المجلس يُعد منصةً فعّالة لتعزيز الشراكة الثنائية بين البلدين، ودفع التعاون في مجالات الطاقة النظيفة، والهيدروجين، والابتكار، بما يواكب تطلعاتهما نحو اقتصاد مستدام قائم على المعرفة، مع تأكيد الالتزام بتطوير مشاريع مشتركة تدعم النمو الاقتصادي وتفتح آفاقاً جديدة للاستثمار بين دولة الإمارات وكندا.

أخبار ذات صلة الإمارات تشارك في «قمة تورايز العالمية للسياحة» بالرياض كندا وأوروبا يؤكدان الالتزام بسلام عادل ودائم قائم على حل الدولتين

مقالات مشابهة

  • رئيس الدولة والرئيس الكوري يبحثان تعزيز الشراكة الاستراتيجية
  • «براكة».. نموذج للشراكة الاستراتيجية بين الإمارات وكوريا
  • 4 تريليونات درهم تجارة غير نفطية بين الإمارات وكوريا بحلول 2031
  • خالد عبدالعزيز يلتقي وزير الإعلام البحريني لبحث تعزيز الشراكة الإعلامية بين البلدين
  • وزير الزراعة يبحث مع وزير الثروة الحيوانية التشادي تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين
  • الإمارات وكندا تبحثان تنمية الشراكة الاقتصادية في قطاعات السياحة وريادة الأعمال والاقتصاد الجديد
  • عبدالله بن زايد ووزير الخارجية الأميركي يبحثان التطورات الإقليمية والعلاقات الاستراتيجية بين البلدين
  • الإمارات وكندا تبحثان تنمية الشراكة الاقتصادية بقطاعات السياحة وريادة الأعمال والاقتصاد الجديد
  • سفارة سلطنة عُمان في سول تدشّن كتابًا يوثّق 50 عامًا من العلاقات الدبلوماسية مع كوريا