رزان المبارك لـ«الاتحاد»: حماية الطبيعة مسؤولية إنسانية مشتركة تتطلب علماً وشراكة وإرادة
تاريخ النشر: 17th, November 2025 GMT
هالة الخياط (أبوظبي)
أخبار ذات صلةأكدت رزان خليفة المبارك، رئيسة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، أنّ المرحلة المقبلة من العمل البيئي العالمي تتطلب ترجمة الالتزامات إلى أفعال ملموسة، مشددة على أهمية تحويل الطموحات المناخية إلى نتائج واقعية على الأرض.
وبعد إعادة انتخابها رئيسة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) لفترة رئاسية ثانية، لتواصل بذلك ريادتها العالمية كـ ثاني امرأة في التاريخ تتولى هذا المنصب، وأول رئيسة من منطقة غرب آسيا منذ تأسيس الاتحاد قبل 77 عاماً، تؤكد المبارك أن هذا الإنجاز لا يمثل اعترافاً بقدراتها الشخصية فحسب، بل يعكس أيضاً المكانة التي وصلت إليها دولة الإمارات قوة بيئية عالمية تساهم في صياغة مستقبل مستدام للطبيعة والإنسان على حد سواء.
وتوضح المبارك أن أولوياتها في الولاية الثانية تتركز على تحويل الالتزامات العالمية إلى تقدم حقيقي وملموس، وخاصة من خلال تنفيذ إطار كونمينغ–مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي.
وتقول: «أولى أولوياتي هي الانتقال من مرحلة التعهدات إلى مرحلة التنفيذ، وتعزيز الاعتماد على العلم والبيانات كركيزة أساسية لتوجيه العمل الوطني والمحلي، مع مواصلة التعاون بين الحكومات والمجتمع المدني والشعوب الأصلية لضمان تحقيق نتائج مؤثرة ومستدامة».
دور عالمي
وأوضحت المبارك، أن الاتحاد يعمل على توفير البيانات والإرشادات الفنية والعلمية التي تساعد الحكومات على وضع استراتيجيات فعّالة للتنوع البيولوجي.
وتتابع: «العمل البيئي الفعّال لا يتحقق إلا من خلال التعاون بين مختلف الأطراف، لذلك يوفر الاتحاد منصات للحوار والتنسيق تجمع الحكومات والمجتمع المدني والشعوب الأصلية والقطاع الخاص، بما يعزز العمل المشترك، ويضمن تحقيق نتائج ملموسة ومستدامة».
وتشدد المبارك على أن الشراكات العالمية تمثل عاملاً محورياً لتسريع وتيرة العمل البيئي، قائلة: «تتيح الشراكات ربط العلم بالتمويل، والطموح العالمي بالعمل المحلي، وصندوق محمد بن زايد للمحافظة على الأنواع نموذجاً حياً لذلك، إذ يقدم منحاً صغيرة ومباشرة تمكّن نشطاء البيئة حول العالم من حماية الأنواع التي يعرفونها ويعملون على صونها في موائلها الطبيعية».
مؤتمر حماية الطبيعة
وتتحدث المبارك عن استضافة دولة الإمارات المؤتمر العالمي لحماية الطبيعة، مشيرة إلى أنه شكّل نقطة تحول في مسار التعاون البيئي الدولي، حيث جمع أكثر من 10 آلاف مشارك من الحكومات والمنظمات الدولية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، واعتمد 147 قراراً جديداً لتعزيز حماية الطبيعة.
وتضيف: «أصدر المؤتمر «نداء أبوظبي للعمل»، الذي دعا إلى تعزيز التكامل بين المناخ والطبيعة والإنسان، مؤكداً أن مواجهة التحديات البيئية العالمية تتطلب التعاون وليس التنافس».
وحول مخرجات المؤتمر وتأثيرها المستقبلي، تشير المبارك إلى أن نتائجه «ستوجّه مسار العمل الدولي خلال السنوات المقبلة»، مع التركيز على تنفيذ الاتفاقيات البيئية العالمية وفق أسس علمية، وتعزيز المساءلة ودعم الدول في تحقيق أهداف التنوع البيولوجي لعام 2030.
شراكات
وتلفت المبارك إلى أن المؤتمر شهد إطلاق عدة مبادرات رائدة بالشراكة مع جهات إماراتية، من أبرزها؛ التزام إمارة أبوظبي بتوسيع نطاق المناطق المحمية لتغطي 20% من أراضيها وبحارها، دعماً للهدف العالمي 30×30. إلى جانب إطلاق مبادرة Nature-X من قبل هيئة البيئة – أبوظبي ومجلس بحوث التكنولوجيا المتقدمة، وهي مبادرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتسريع استعادة النظم البيئية.
كما شهد المؤتمر إعلان جمعية الإمارات للطبيعة عن برنامج بقيمة 10 ملايين دولار لتعزيز القدرة على التكيف مع تغير المناخ في آسيا والمحيط الهادئ. إضافة إلى تعزيز التعاون بين صندوق محمد بن زايد لحفظ الكائنات الحية والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة لتوسيع الدعم المباشر للعاملين في مجال حماية الأنواع حول العالم.
وتؤكد المبارك أن الدولة باتت نموذجاً في الجمع بين الابتكار والعلم والإرادة السياسية لتحقيق التنمية المستدامة.
دافع متجدد
وعن مصدر إلهامها في متابعة هذه المهمة العالمية، تقول المبارك: «يلهمني أولئك الذين يكرسون حياتهم لحماية الطبيعة رغم الصعوبات. إنهم حراس البيئة الذين نكرمهم من خلال جوائز الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN Ranger Awards)، تقديراً لشجاعتهم ودورهم في الصفوف الأمامية. التزامهم يذكّرنا أن حماية الطبيعة مسؤولية يومية، وليست عملاً موسمياً». وتتحدث المبارك عن تأثير نشأتها في بيئة الصحراء الإماراتية قائلة: «العيش في الإمارات يعني التواصل المباشر مع الطبيعة من سواحلها وغابات القرم إلى صحاريها وجبالها. هذه البيئات تعلّم احترام التوازن الطبيعي الذي يحافظ على الحياة حتى في أقسى الظروف، وهي رؤية مستلهمة من إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه».
وتختتم المبارك بتوجيه رسالة إلى الجيل الجديد من القادة البيئيين: «ابقوا فضوليين ومتواضعين، وابدأوا التغيير من مجتمعاتكم المحلية. فكل خطوة، مهما بدت صغيرة، تسهم في حركة أوسع لصالح الطبيعة. إرث الرواد مثل جين غودال يذكّرنا أن شغف وإصرار شخص واحد يمكن أن يلهم أجيالاً متتالية لحماية كوكبنا».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: رزان المبارك الإمارات حماية الطبيعة الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة الحفاظ على الطبيعة التنوع البيولوجي الدولی لحفظ الطبیعة حمایة الطبیعة
إقرأ أيضاً:
مستوطنون يسيجون مساحات من الأراضي قرب حاجز تياسير بالأغوار
شرع مستوطنون، اليوم الأحد، بتسييج مساحات من الأراضي قرب حاجز تياسير العسكري في الأغوار الشمالية.
وأفاد رئيس مجلس قروي المالح والمضارب البدوية مهدي دراغمة، بأن المستوطنين شرعوا بتسييج مساحات من الأراضي الواقعة إلى الشرق من حاجز تياسير، علما أن جزءا من الأراضي مملوك للمواطنين، والآخر تابع للبطريركية اللاتينية.
وأضاف أن أعمال التسييج هذه ستؤدي إلى إغلاق آلاف الدونمات أمام المواطنين، علما أن المستوطنين نفذوا مؤخرا عمليات تسييج واسعة في مناطق عديدة من الأغوار الشمالية واستولوا على أراضيها.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين إصابتان إثر صدم آلية للاحتلال مركبتين في جنين شهيد جراء قصف إسرائيلي لمجموعة من المواطنين شرق مدينة غزة 3 إصابات برصاص الاحتلال في مخيم الفارعة واعتقال أحدهم الأكثر قراءة الحكومة تجري تعديلا وزاريا في المالية والنقل والمواصلات حسين الشيخ يجتمع مع وفد رفيع من الاتحاد الأوروبي لبنان - شهيدان باستهداف مسيّرة إسرائيلية مركبتين اجتماع تحضيري لاحياء الذكرى الـ21 لاستشهاد ياسر عرفات عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025