قال بيل فريليك مدير برنامج حقوق اللاجئين التابع لمنظمة هيومن رايتس ووتش إن ما تبقى من سجل حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية سيئ للغاية.

 

وأضاف فريليك في تصريحات نقلها موقع "ذا هيل" البريطاني وترجمها للعربية "الموقع بوست" إن السلطات السعودية تواصل استهداف واحتجاز وتعذيب وإساءة معاملة المعارضين السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان وقادة حقوق المرأة والأكاديميين والزعماء الدينيين.

كما تعتمد المحاكم السعودية على الاعترافات الملوثة بالتعذيب كأساس وحيد للإدانة.

 

وذكر أنه قام بتوثيق الانتهاكات على الحدود الدولية لأكثر من ثلاثة عقود وقال "خلال العام الماضي فقط، قمت بعدة مقابلات وأعددت تقارير عن طالبي اللجوء الأفغان الذين جردهم حرس الحدود اليونانيون من ملابسهم في غمرة الشتاء وأجبروهم على النزول إلى النهر على الحدود التركية".

 

وقال "لعدة أشهر، إن لم يكن أكثر، ظل حرس الحدود السعوديون يطلقون النار ويقصفون بشكل منهجي المهاجرين وطالبي اللجوء الإثيوبيين الذين يحاولون العبور عبر اليمن على طول الحدود النائية التي يتعذر الوصول إليها والتي تفصل بين البلدين. كان من بين هؤلاء المهاجرين أعداد كبيرة من النساء والأطفال، غير مسلحين. حيث قُتل المئات، وربما الآلاف.

 

وتوضح مقاطع الفيديو والصور مقدار خطورة تلك الهجمات. كما تظهر أكواما من الجثث مكدسة في حاويات في أحد المستشفيات اليمنية؛ اللحم الممزق من الرصاص والشظايا والقوة المتفجرة؛ بترت أطرافه؛ انتهت الحياة بوحشية وتغيرت إلى الأبد، وكل ذلك موثق بالكاميرا.

 

وسافر كل من الرئيسين جو بايدن ودونالد ترامب إلى السعودية للتواصل مع قادتها. بالنسبة لرؤساء الولايات المتحدة مهما كان توجههم، يبدو أن حقوق الإنسان تحتل مقعدا خلفيا أمام المصالح الاقتصادية والأمنية عندما يتعلق الأمر بالمملكة. عند أي نقطة سيكون تدفق الدم ذا أهمية مماثلة لتدفق النفط؟

 

ويواصل "فريليك" أنه لن يُعرف عدد المهاجرين وطالبي اللجوء الإثيوبيين الذين قُتلوا على هذه الحدود، لكن روايات الناجين ترسم صورة لميادين قتل مروعة.

 

قال أحدهم: "من بين 150 شخصًا (في مجموعتي)، نجا سبعة أشخاص فقط في ذلك اليوم". وتابع "كانت هناك بقايا أشخاص متناثرة في كل مكان". وتوجه ناج آخر إلى الحدود السعودية لجمع رفات فتاة من قريته. وقال: "كانت جثتها مكدسة فوق 20 جثة".

 

وأوضح أن حرس الحدود السعوديون يستخدم الأسلحة المتفجرة بشكل عشوائي ويطلقون النار على الأشخاص من مسافة قريبة. وفي بعض الحالات، ورد أنهم سألوا ضحاياهم أولا حول المكان الذي يفضلون إطلاق النار عليه في أجسادهم، قبل ذلك.

 

وأشار إلى أنه بين يناير ويونيو، قابلت هيومن رايتس ووتش عبر الهاتف عدد 38 مهاجرا وطالب لجوء إثيوبي حاولوا عبور الحدود من اليمن إلى السعودية بين مارس 2022 ويونيو من هذا العام، فضلا عن أربعة أصدقاء وأقارب لأولئك الذين حاولوا العبور.

 

كما قامت هيومن رايتس ووتش بتحليل أكثر من 350 مقطع فيديو وصورة منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، أو تم جمعها من مصادر أخرى، وعدة مئات من الكيلومترات المربعة من صور الأقمار الصناعية. وتُظهر هذه الصور المهاجرين القتلى والجرحى على الطرق وفي المخيمات والمرافق الطبية، وكيف زاد حجم مواقع الدفن بالقرب من مخيمات المهاجرين، والبنية التحتية الأمنية الحدودية السعودية المتوسعة، والطرق التي يستخدمها المهاجرون حاليا لمحاولة عبور الحدود.

 

وزاد "إن عمليات القتل على الحدود واسعة النطاق ومنهجية. إذا تم ارتكاب عمليات القتل هذه كجزء من سياسة الحكومة السعودية لقتل المهاجرين، فإنها ستكون جريمة ضد الإنسانية".

 

وأكد أن العديد من الأمريكيين يدركون جريمة القتل الوحشي وتقطيع أوصال كاتب العمود في صحيفة واشنطن بوست جمال خاشقجي عام 2018 على يد عملاء سعوديين في القنصلية السعودية في إسطنبول. ولكن نظرا لأن عمليات إطلاق النار هذه تحدث في مثل هذه المنطقة النائية ولأن الضحايا ليس لديهم سوى عدد قليل من المدافعين الأقوياء، فإن عمليات القتل الجماعي هذه على الحدود مع اليمن لم يتم الإبلاغ عنها بالكامل تقريبا.

 

ولفت إلى أنه في يوم واحد فقط، 12 مارس 2022، أعدمت السعودية 81 شخصا، 41 منهم من الأقلية الشيعية المسلمة، التي عانت طويلا من التمييز المنهجي. وتستمر المملكة في عرقلة جهود تحقيق العدالة في اليمن، حيث أدت الغارات الجوية التي شنها التحالف الذي تقوده إلى مقتل وجرح آلاف المدنيين منذ عام 2015.

 

واستطرد "بيل"، لا أريد للحظة صرف الانتباه عن عمليات الصد على الحدود الأخرى، بما في ذلك حدود الولايات المتحدة مع المكسيك. لكن العنف ضد المهاجرين غير المسلحين من قبل السعودية هو أمر يتجاوز أي شيء رأيته من قبل.

 

وقال إن ذلك يتطلب اهتمامنا ويجب أن يحظى بالأولوية في أي تعامل مع الحكومة السعودية، ومن الضروري الاستجابة القوية التي لا لبس فيها.

 

*يمكن الرجوع للمادة الأصل : هنا

 

*ترجمة خاصة بالموقع بوست


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن السعودية مهاجرين اثيوبيين هيومن رايتس حقوق على الحدود

إقرأ أيضاً:

أغلبية ساحقة تنقذ ترامب من العزل بسبب إيران.. ما الذي حدث في الكونغرس؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (وكالات)

في تطور سياسي مفاجئ، فشل تحرك لعزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد تصويت مجلس النواب الأميركي بأغلبية ساحقة ضد اتهامه بـ"إساءة استخدام السلطة"، على خلفية شن ضربات عسكرية ضد إيران دون الرجوع إلى الكونغرس. الخطوة التي كان من شأنها أن تفتح فصلاً جديداً من الصراع بين الإدارة التنفيذية والتشريعية، انتهت بسقوط المبادرة وبقاء ترامب في مأمن من الإقالة.

التحرك جاء بمبادرة فردية من النائب الديمقراطي آل غرين (عن ولاية تكساس)، الذي اتهم ترامب بتجاوز صلاحياته الدستورية، واتخاذ قرار خطير بالحرب دون موافقة الكونغرس، في إشارة مباشرة إلى الضربات المكثفة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية في الأسابيع الماضية. وقال غرين خلال مداخلته أمام المجلس: "لا ينبغي أن يكون لرئيس واحد فقط، أيًا كان، السلطة لإدخال 300 مليون أميركي في حرب دون استشارة ممثليهم المنتخبين".

اقرأ أيضاً ترامب يهدد بضرب النووي الإيراني من جديد.. في هذه الحالة 25 يونيو، 2025 البيت الأبيض يتحدى الشكوك ويحسم الجدل حول مصير المنشآت النووية الإيرانية 25 يونيو، 2025

ورغم ما أحدثته المبادرة من ضجة في الإعلام والدوائر السياسية، إلا أن نتائج التصويت كانت قاطعة:

344 نائبًا صوتوا ضد العزل، مقابل 79 فقط أيدوا القرار.

اللافت أن الانقسام لم يكن فقط بين الحزبين، بل شق صفوف الديمقراطيين أنفسهم، إذ انضم عدد كبير منهم إلى الجمهوريين في التصويت لصالح تأجيل أو إسقاط القرار، ما شكل ضربة سياسية لمبادر غرين والتيارات المناهضة لترامب داخل الحزب.

وبحسب مراقبين، فإن هذا التصويت لا يعكس فقط موقفًا من الضربات ضد إيران، بل يعكس أيضًا حجم التعقيد السياسي داخل الكونغرس في التعاطي مع الملفات الخارجية التي تمس الأمن القومي، وخاصة في ظل إدارة توصف بأنها تتخذ قراراتها العسكرية بصورة حاسمة وسريعة.

ترامب لم يعلّق مباشرة على التصويت، لكنه ألمح في وقت سابق إلى أن خصومه "يستخدمون كل ورقة سياسية ممكنة لإضعاف القيادة الأميركية في لحظة حاسمة".

البيت الأبيض من جهته أصدر بيانًا مقتضبًا اعتبر فيه التصويت "تأكيدًا على شرعية القرار العسكري الذي اتخذته الإدارة في مواجهة التهديد النووي الإيراني".

وتأتي هذه التطورات بعد أسابيع من الجدل الداخلي والدولي حول شرعية الضربات الأميركية ضد طهران، والتي يرى معارضو ترامب أنها نُفذت دون غطاء قانوني من الكونغرس، فيما يقول المدافعون إن "الرئيس تصرف ضمن صلاحياته لحماية الأمن القومي".

من جهة أخرى، يرى محللون أن فشل تمرير مشروع العزل لا يعني نهاية المعركة، بل هو مؤشر على حجم الانقسام السياسي داخل واشنطن، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية التي قد تعيد خلط أوراق السلطة في البيت الأبيض والكونغرس معًا.

مقالات مشابهة

  • النقلة "Move 37": اللحظة التي تجاوزت فيها الذكاء الاصطناعي الحدود البشرية
  • الجبانة طريق الموت.. شهادات مروعة من الحدود اليمنية السعودية (تقرير)
  • السعودية تستبدل كسوة الكعبة المشرفة مع حلول العام الهجري الجديد / صور
  • الشرطة يتجاوز الحدود ويتوج بدرع نجوم العراق
  • نائب أمريكي: لماذا يحتاج الكونغرس للتصويت على قراري المتعلق بصلاحيات حرب إيران؟ (ترجمة خاصة)
  •  لماذا حظرت أمريكا واتساب وما البدائل التي قدمتها؟ (ترجمة خاصة)
  • تحليل: هل سيصمد الحوثيون إذا قطعت إيران إمدادهم؟ (ترجمة خاصة)
  • أغلبية ساحقة تنقذ ترامب من العزل بسبب إيران.. ما الذي حدث في الكونغرس؟
  • “ريف السعودية”: عدد مستفيدي البرنامج يتجاوز 87 ألف مستفيد تعزيزًا لاستقرار المجتمع الريفي
  • نيويورك تايمز: ازدهار المقاهي اليمنية في أمريكا لكن الحرب في اليمن أثرت على عملها؟ (ترجمة خاصة)