حول الميزانية التي أقرها مجلس النواب
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
اعتمد مجلس النواب الميزانية التي تقدمت بها حكومة الاستقرار التي يترأسها أسامة حماد خلفا لفتحي باشا الذي أحيل للتحقيق لشبهة فساد ولم يسفر عن التحقيق شي بل يبدو أنه لم يقع أصلا. وبلغ إجمالي الميزانية التي قدمتها حكومة الاستقرار نحو 89 مليار دينار ليبي، تغطي نفقات العام 2023م بر غم مرور ثمانية أشهر على السنة المالية.
مجلس النواب لم يقدم إيضاحات بخصوص الميزانية غير التأكيد على أنه قد تمت المصادقة عليها بالإجماع، دون تحديد ماهية الإجماع المذكور وإذا ما تحقق النصاب في الجلسة، فقد جرت العادة أن يتخذ المجلس قرارات بل يصدر قوانين بعدد لا يتجاوز الثلاثين، وهذا بشهادة أعضاء من المجلس وثَّقوا هذه الوقائع في بيانات شخصية أو عبر تصريحات للصحافة والإعلام.
ويبدو الارتباك والاضطراب واضحا في موقف مجلس النواب من الميزانية التي صدرت ولم يتبق على العام المالي إلا بضعة أشهر، كما أن الجلسة التي وقع فيها المصادقة على مشروع الميزانية وإصدار قانونها كانت مخصصة لمناقشة ملف الحكومة ولجنة 6+6، وذلك حسب الدعوة الصادرة عن رئاسة مجلس النواب.
ينبغي التأكيد على أن كل أو جل ما يصدر عن مجلس النواب بات يتعلق بالتدافع السياسي وصار مرتهنا لمحركات الصراع الدائر وبواعث النزاع الحاصل، وهذا ما يفسر التغيير في أجندة وموضوعات الجلسة التي شهدت إقرار الميزانية، ويعلل الاتجاه إلى إقرار ميزانية في الوقت الضائع تقريبا لحكومة من المفترض أن تسلم أوراقها وتمضي إلى حال سبيلها لتحل محلها حكومة توافقية، كما أعلن مؤخرا رئيس البعثة الأممية لليبيا.
يمكن أن يلعب المصرف المركزي دور الضابط لأوجه الصرف ويمنع الازدواجية في حال مضي في مقاربة التفاهم مع مجلس النواب، وسيجد الكبير نفسه أمام ضغوط كبيرة للتعاطي مع قرارات مجلس النواب ومطالب الحكومة التابعة له..مجلس النواب أقر الميزانية برقمها الإجمالي وقيمة أبوابها 56 مليار للمرتبات ونحو 11 لنفقات تسيير الجهاز الحكومي و 17 للدعم ونحو 4 مليار للتنمية، وبالتالي صارت حكومة الاستقرار برئاسة حماد مخولة قانونا بالصرف على البنود التي وردت في الميزانية، في الوقت التي بلغ حجم الإنفاق الفعلي على هذه البنود ما يزيد عن 68 مليار دينار، وذلك منذ 1 يناير العام 2023م وحتى نهاية شهر أغسطس الماضي.
وبالرجوع إلى بيانات حكومة الوحدة الوطنية ومصرف ليبيا المركزي فإن المرتبات التي تم صرفها فعليا (بما في ذلك مرتبات أعضاء مجلس النواب) قد تجاوزت الـ 30 مليار دينار، كما تم الصرف الفعلي بمليارات الدينارات على الدعم والنفقات الإدارية للجهاز الحكومي ومشاريع التنمية بما ذلك المواطنين والأجهزة والمشروعات الواقعة في الناطق السياسي والإداري لحكومة الاستقرار التي منحها مجلس النواب تفويضا بإنفاق 89 مليار دينار، لكن مجلس النواب لم يأبه لذلك، ولم يصدر عن المجلس، سواء ناطقه الرسمي، أو اللجنة الاقتصادية والمالية، أو رئاسته، توضيح بخصوص هذه الازدواجية وهذا التخبط، والقول بأن حكومة الاستقرار برئاسة حماد ستأخذ في الاعتبار النفقات الفعلية التي نفذتها حكومة الوحدة الوطنية لا يمكن القطع به، فالمجلس حجب الثقة عن حكومة الوحدة الوطنية، وحكومة حماد لا تعترف بها، وبالتالي ستكون غير ملزمة ببيانات حكومة الوحدة، كما أن لديها تفويضا عاما من النواب لميزانية متكاملة البنود فمن سيحاسبها على أي تجاوزات سببها الازدواجية؟!.
إعلان توحيد المصرف المركزي يشير إلى تطور في علاقة محافظ المصرف مع جبهة طبرق ـ الرجمة، وتحدثت مصادر عن قرب مثول الصديق الكبير أمام مجلس النواب لتقديم تقريره والاستماع إلى ملاحظات النواب بخصوص أداء المصرف المركزي، ويمكن أن يلعب المصرف المركزي دور الضابط لأوجه الصرف ويمنع الازدواجية في حال مضي في مقاربة التفاهم مع مجلس النواب، وسيجد الكبير نفسه أمام ضغوط كبيرة للتعاطي مع قرارات مجلس النواب ومطالب الحكومة التابعة له، وسيقع في حرج شديد وإرباك أشد إذا رضخ لهذه الضغوط، فحكومة حماد لا بيانات ولا علاقات وقنوات وسلطة إدارية لها لتولي إدارة الميزانية العامة، ولن يرفع عن المركزي هذا الحرج إلا تدخل خارجي يضغط باتجاه إبقاء الوضع المالي والإداري للبلاد على ما هو عليه والتعجيل بتغيير حكومي توافقي يتبعه الإعلان عن موعد للانتخابات.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الميزانية ليبيا ليبيا ميزانية رأي تفاصيل مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة صحافة سياسة صحة اقتصاد مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حکومة الاستقرار المصرف المرکزی المیزانیة التی حکومة الوحدة مجلس النواب ملیار دینار
إقرأ أيضاً:
حكومة “أنفاس الزهراء” تقرر تزويد المولدات الأهلية بالوقود
آخر تحديث: 12 ماي 2025 - 9:55 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- عقد مجلس الوزراء، امس الاحد، جلسته الاعتيادية التاسعة عشرة برئاسة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، فيما أصدر جملة من القرارات بينها تجهيز المولدات الأهلية بوقود الكاز مجاناً.وذكر بيان لمكتب السوداني ، أن “رئيس مجلس الوزراء ترأس، امس ، الجلسة الاعتيادية التاسعة عشرة لمجلس الوزراء، جرى فيها بحث الأوضاع العامة في البلاد، ومناقشة عدد من الملفات الأساسية، وكذلك التداول في الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال واتخاذ القرارات اللازمة بشأنها“.وأضاف البيان، “فمتابعةً من رئيس الوزراء لكل ما يتعلق بتوفير الطاقة الكهربائية للمواطنين خلال موسم الصيف، أقر مجلس الوزراء تجهيز المولدات الأهلية بوقود الكاز، بشكل (مجّاني) وعلى النحو الآتي: 1- (45) لتراً، لكل (1 KVA) من سعة الطاقة المنتجة، وللأشهر؛ حزيران، تموز، آب. 2-أن لا تقل ساعات التجيهز للمواطنين عن (20 ساعة/ يوم). 3-أن لا تقل ساعات تجهيز الكهرباء من المولدات الأهلية عن (12 ساعة/ يوم)، وبالتناوب مع الكهرباء الوطنية. 4-تتولى لجنة مختصة وضع تسعيرة مناسبة لأمبيرات التجهيز من المولدات الأهلية، وتوقيتات التشغيل، ومراقبة مدى الالتزام بمدة التجهيز والتسعيرة. 5- تتحمل وزارة المالية مقدار الدعم الممنوح، من المبالغ المتوفرة لدى شركة توزيع المنتجات النفطية، من حصة الخزينة العامة“. وتابع البيان، أنه “تابع المجلس الاستعدادات لعقد القمة العربية واستكمال الجهوزية، وقرر تعطيل الدوام الرسمي في بغداد فقط وكما يأتي: 1-يوم الخميس الموافق 15 أيار، عطلة لجميع دوائر الدولة. 2- يوم الأحد الموافق 18 أيار الجاري، عطلة لجميع دوائر الدولة، باستثناء وزارة التربية والدوائر التابعة لها، يكون يوم الأحد دواماً رسمياً“. ووجه رئيس مجلس الوزراء “بعقد اجتماع تشاوري بين الجهات المعنية في وزارة الكهرباء والأمانة العامة لمجلس الوزراء، بخصوص مشروع محطة الخيرات الحرارية الاستثمارية، ومتابعة مسائل التمويل لحسم الموضوع“.وفي الشأن نفسه، جرى إقرار المصادقة على الإحالة في وزارة الكهرباء، بشأن تجديد عقد الوزارة مع الشركة المنفذة لتصريف الطاقة بحدود 150 ميغاواط بمبدأ (Take and Pay)، وتخويل المدير العام للشركة العامة لنقل الطاقة الكهربائية/ المنطقة الشمالية صلاحية توقيع العقد، بعد استحصال الموافقات اللازمة.وفي المسار نفسه، خول المجلس وزارة المالية التوقيع على اتفاقية الاقتراض من البنوك بضمانة مؤسسة الصادرات الألمانية، والعالمية الأخرى، لتمويل مشروعات وزارة الكهرباء، ومن ضمنها مشاريع نصب محطات ثانوية (400 KV) عدد 3، ومحطات (132 KV) عدد 5، في إطار مبادئ تعاون الطاقة/ المرحلة الثانية مع شركة سيمنز الألمانية. وأقرّ مجلس الوزراء مشروع قانون انضمام جمهورية العراق إلى الاتفاق الإطاري لإنشاء التحالف الدولي للطاقة الشمسية/ ISA، لعام 2016 الذي دخل حيز النفاذ عام 2021، وإحالته إلى مجلس النواب استناداً إلى أحكام الدستور، ويثبت تحفظ جمهورية العراق بأن الانضمام إلى الاتفاق الإطاري المذكور آنفًا لا يعني بأي حال من الأحوال اعترافاً بالكيان الصهيوني أو الدخول بأي علاقة معه. وبشأن التحضير للانتخابات، ومستلزمات نجاح عمل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وافق المجلس على تمديد إشغال المفوضية العليا المستقلة للانتخابات للأبنية المدرسية لغاية 31 كانون الأول 2025، وتقديم المفوضية خطة تتضمن السقوف الزمنية لإخلاء الصفوف والأبنية المشغولة على وفق مراحل. وفي مجال دعم المشروعات الصناعية وإقرار آليات الإقراض الخاصة بها، أقر مجلس الوزراء تعديل قراره (24930 لسنة 2024)، بما يتضمن تعديل نسبة المطلوب إلى رأس مال الشركة، وفق قانون الشركات (21 لسنة 1997) المعدل، لتصبح (500%)، بدلاً من (300%)، من أجل تسهيل الاقتراض للشركات وفق القانون المذكور. وأقر مجلس الوزراء مضيّ شركة نفط البصرة بإجراءات توقيع عقد (مشروع جنوب البصرة المتكامل)، بحسب الصلاحيات المالية، مع إدراج وزارة المالية المشروع المذكور آنفاً في جداول الموازنة العامة الاتحادية، مشروعاً مستمرًا. وفي إطار متابعة إتمام المشاريع المتلكئة والمتوقفة، أقر المجلس ما يأتي: 1-زيادة الكلفة الكلية ومقدار الاحتياط لمشروع (هدم وإعادة بناء هيئة النزاهة/ مديرية تحقيق البصرة). 2-زيادة مقدار الاحتياط لمشروع (إنشاء تقاطع مجسر مفرق الحسينية على طريق كربلاء بغداد). 3-زيادة مقدار الإشراف والمراقبة لمشروع (تنفيذ الأعمال النهائية لبناية مديرية الرقابة المالية في محافظة النجف الأشرف). 4-زيادة الكلفة الكلية ومقدار الاحتياط لمشروع (مد شبكات ماء وتنصيب أعمدة إنارة، وتأهيل وتبليط منطقة الهلايجية، البندقية في الرميثة – محافظة المثنى). وتابع المجلس، وفق البيان، إجراءات التسوية بين شركة (اركيرودون) اليونانية، وشركة موانئ العراق، وأقرّ مقترح وزارة العدل بشأن فتح حساب ضمان بالاشتراك بين شركة موانئ العراق والشركة اليونانية، أمام أحد المصارف الرصينة، وإيداع مبلغ التسوية، ويستخدم كضمان لتنفيذ عقد التسوية. وخول المجلس “وزير الخارجية، بصلاحية الموافقة على تحديد المواد الغذائية المستوردة لمصلحة البعثات العربية والأجنبية المبينة بموجب قانون التعرفة الكمركية (22 لسنة 2010)، استناداً إلى أحكام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، وقانون الكمارك (23 لسنة 1984) المعدل“. ووافق مجلس الوزراء على مشروع قانون تصديق جمهورية العراق على اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة بين حكومة جمهورية العراق، وحكومة الجمهورية التركية، وإحالته إلى مجلس النواب وفق أحكام الدستور.