دبلوماسية الباندا.. هل تحوّل الصين الدب اللطيف إلى سلاح سياسي؟
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
تستعد الصين لاستعادة جميع حيوانات الباندا الموجودة في الولايات المتحدة، مما يهدد باختفاء هذا الحيوان المحبوب منها بشكل تام، حسبما ذكرت وكالة "بلومبيرغ".
و"على الرغم من أن الجانبين ينفيان علاقة السياسة في استعادة بكين للحيوانات، فإن الصين استخدمت منذ فترة طويلة (دبلوماسية الباندا) لكسب التأييد ومكافأة الأصدقاء ومعاقبة الخصوم"، بحسب الوكالة.
ومن المقرر أن تعود حيوانات الباندا الثلاثة الموجودة في حديقة الحيوانات الوطنية في واشنطن العاصمة إلى الصين، بحلول ديسمبر، مع انتهاء اتفاقية مدتها 3 سنوات مع وكالة الحياة البرية الصينية في ذلك الشهر.
أما حدائق الحيوان الثلاث الأخرى في الولايات المتحدة، التي تضم حيوانات الباندا الصينية – أتلانتا وسان دييغو وممفيس – فقد قامت جميعها إما بتسليم حيوانات الباندا الخاصة بها، أو ستشهد عودتها إلى الصين بحلول نهاية العام المقبل.
وتأتي الخسارة الأميركية المحتملة لآخر حيوانات الباندا، في وقت بلغت فيه العلاقات بين الولايات المتحدة والصين لأدنى مستوى لها، مع انقطاع معظم سبل التعاون.
وقالت إلينا سونغستر، الأستاذة بكلية سانت ماري بولاية كاليفورنيا ومؤلفة "باندا نيشن"، وهو كتاب عن سياسة الصين بشأن هذا الحيوان: "هناك أهمية لحقيقة أن جميع حيوانات الباندا الموجودة في الولايات المتحدة ستعود إلى الصين بحلول العام المقبل".
وأضافت أن ذلك يمثل "خطة"، مضيفة أن الصينيين "يعرفون ماذا يفعلون".
وقال مصدر مطلع، إن "الولايات المتحدة تخطط لمناقشة هذه القضية مع الصين من الآن وحتى الوقت الذي تعود فيه حيوانات الباندا من واشنطن إلى موطنها"، وفق الوكالة.
في المقابل، تركت سفارة الصين لدى واشنطن الباب مفتوحا أمام احتمال التوصل إلى "نتيجة إيجابية".
وقال المتحدث باسم السفارة الصينية لدى واشنطن، ليو بينغيو: "لقد تم تحقيق العديد من النتائج الجيدة في مجالات التربية والوقاية من الأمراض ومكافحتها والتبادلات الفنية والتوعية العامة".
وأشار إلى أن الجانبين "يتواصلان بشأن التعاون المستقبلي، فيما يتعلق بالحفاظ على الباندا العملاقة والأبحاث".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
باحث سياسي: واشنطن لا تريد حربًا طويلة.. ووقف إطلاق النار رسالة تهدئة وليست نهاية المواجهة
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بعد أيام من التصعيد العسكري الخطير الذي شهدته المنطقة، وسط حالة من القلق.
القرار جاء بعد ضربات متبادلة بين الطرفين أثارت مخاوف من الدخول إلى حرب واسعة، هذا الإعلان فتح باب التساؤلات ما إذا كان نابعًا من رغبة في التهدئة فعليًا.
وقال محمد فوزي، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف إطلاق النار يحمل في طياته عدة دلالات مهمة، أولها أن الولايات المتحدة لا ترغب في إطالة أمد النزاع القائم بين إيران وإسرائيل، وذلك خشية من خروج الاشتباك عن السيطرة، إلى جانب ما يشكله استمرار الحرب من تكلفة باهظة تمس المصالح الأمريكية في المنطقة.
وأشار فوزي، في تصريحات خاصة لصدى البلد، إلى أن واشنطن تشعر بقلق متزايد من تداعيات الهجمات الإيرانية المتكررة على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وهو ما يحتمل أنه دفعها للضغط باتجاه تهدئة المشهد، كما رجح أن الطرفين الأمريكي والإيراني قد التزما بقواعد اشتباك ضمنية أفضت إلى الشكل الذي انتهى به التصعيد، ما يدل على وجود قدر من التنسيق غير المباشر بينهما.
وأوضح فوزي أن إيران حاولت من خلال عمليتها الأخيرة داخل بعض مناطق الداخل الإسرائيلي إرسال رسالة سياسية بأنها الطرف الذي اختار إنهاء التصعيد، وأنها لا تزال تملك القدرة على خوض حرب استنزاف إذا تطلب الأمر، سعيًا لتحقيق انتصار سياسي معنوي.
وأضاف أن ترامب يسعى إلى تحقيق مكاسب عبر المسار السياسي والدبلوماسي بعد أن ثبت أن الخيار العسكري لن يؤدي إلى نتائج حاسمة، مؤكدًا أن الرهان الأمريكي حاليًا ينصب على إنجاح الحلول غير المسلحة.
ورغم ذلك، نبه فوزي إلى أن هذا الإعلان لا يخلو من تحديات، أبرزها التقلبات المعروفة في سياسات ترامب، بالإضافة إلى التصرفات المتهورة لليمين المتطرف داخل إسرائيل، وعدم وجود وقف فعلي للحرب في قطاع غزة، والتي تمثل برأيه “جذر الأزمة” في المنطقة.
كما أشار إلى أن الاتفاق نفسه قد يكون عرضة للخروقات، كما حدث بالفعل في الساعات الأولى من إعلانه، سواء بفعل أطراف تسعى لإفشاله، أو بسبب قرارات انفعالية من أحد الجانبين دون حساب العواقب.