الآلية الوطنية ورفض تجميع المبادرات
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
قبل التقاء الآلية الوطنية لدعم التحول الديمقراطي لرئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، كانت هناك دعوة داخل السودان تهدف إلي توحيد المبادرات بهدف خلق رؤية واحدة تجمع عليها القوى السياسية و المدنية، و تتحول إلي مشروع سياسي يتم الاتفاق عليه و يطرح للشعب السوداني ليكون هو بمثابة المشروع الوطني الذي تلتف حوله الجماهير، و بالفعل قد تم الاتصال بالدكتور منتصر الطيب من أجل وحدة المبادرات، و وافق من حيث المبدأ على الفكرة.
عندما ذهبت و طلبت المجموعة لقاء رئيس مجلس السيادة، ذهب الدكتور منتصر إلي أديس أبابا بحجة حالة طارئة تتعلق بظرف اجتماعي، رغم أن قرائن الأحوال تقول أنه ذهب لكي يقنع بعض قيادات قحت المركزي المتواجدين في أديس أبابا أن محاولتهم بهدف إبعاد الجيش من المشهد السياسي، و أن قوى مدنية من التكنقراط هي التي سوف تستلم السلطة، ثم تتم الدعوة للقوى السياسية و المدنية بهدف الحوار حول كيفية إدارة الشأن السياسي، و أن حكومة الطوارئ هي التي سوف تتصال مع أطراف الحرب للجلوس للتفاوض. و في ذات اليوم الذي نشر فيه المقال الأول عن الآلية، كان قد أتصل بي مشكورا الدكتور الشفيع خضر و أكد أنه ذهب للقاهرة و لكنه ليس للاتصال بالمسؤولين المصريين هناك و ليس عضوا في هذه الآلية، و معرفته بها فقط باعتباره متابعا للشأن السياسي في البلاد، و هذه المتابعه تجعله يعرف عن كل القوى التي لها فاعلية في الساحة السياسية. الغريب في الأمر أن العديد من العضوية الذين ساهموا في تكوين المجموعة ليس لهم أي علم بهذه الخطوة، و فوجئوا بالقاء مع رئيس مجلس السيادة من خلال التلفزيون فقط.
هناك البعض: الذين يعتقدون أن إلتقاء الآلية بالبرهان ربما يكون مخططا من قبل الإسلاميين بهدف الوصول للسلطة. و كيف يكون ذلك؟ و الذي يترأس فاعلية الآلية هو الدكتور منتصر الطيب و معروف أنه عضوا في الحزب الشيوعي، و أن عائشة موسى هي جزء من جماعة الجذرية، و أن عادل المفتى قيادي في حزب الأمة، و ليس من بين هؤلاء إسلامي. مثل هذه الاعتقاد و نشره أو الإشارة إليه تعتبر محاولة لتغبيش الوعي، و الابتعاد عن معرفة الابعاد الحقيقة من الخطوة. خاصة هي أول مجموعة تمثل مبادرة من المبادرات العديدة التي تتبنها مجموعات مدنية.
كان الاعتقاد أن القوى السياسية جميعها و القوى المدنية بعد الحرب تستفيد من تجاربها السابقة، و تعتبر الحرب هي نهاية للسودان القديم بكل فشله و إخفاقاته، و تبدأ النخب السودانية التخلص من كل أفكارها القديمة البائدة التي أوصلتهم للحرب، و يبدأ العقل الجديد يفكر بصورة مختلفة للواقع و تناقضاته، و يحاول أن يقدم أفكار جديدة تطرح على مائدة الحوار بهدف الوصول لمشروع سياسي بعيدا عن المصالح الحزبية و الشخصية الضيقة، و يصبح الوطن في قمة الأجندة. لكن الملاحظ: الكل عينه على السلطة، و مادامت السلطة هي محور الرغبات؛ يصبح الصراع هو سيد الموقف، و الذي يمتلك القوة و يرجح كفته في ميزان القوى الاجتماعية هو الذي سوف يسيطر على الموقف. يجب على النخب أن تعيد النظر في أفكارها و تصحح مسارها إذا كانت بالفعل تراهن على الديمقراطية. نسأل الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: القوى السیاسیة مجلس السیادة هی التی
إقرأ أيضاً:
نائب يدعو رشيد والسوداني إلى حماية السيادة والعراق ليس للبيع
آخر تحديث: 10 ماي 2025 - 1:44 م بغدتد/ شبكة أخبار العراق- أكد النائب باسم الغرابي، السبت، أن الحكومة الحالية ورئاسة الجمهورية معنيتان بالحفاظ على سيادة العراق وعدم التفريط بخور عبد الله، مشدداً على أن هذا الممر المائي عراقي منذ عشرات السنين.وقال الغرابي في تصريح صحفي، ان “قرار مجلس الأمن الدولي رقم 833 الصادر عام 1993 كان قراراً جائراً وغير منصف”، مبيناً أن “الاتفاقية التي تلت ذلك بشأن خور عبد الله وُقعت بشكل باطل داخل مجلس النواب العراقي”.وأضاف أن “المحكمة الاتحادية قررت إبطال هذه الاتفاقية، واصفاً القرار بأنه خطوة في الاتجاه الصحيح”، مشيراً إلى أن “رئاسة مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية أعلنا عن التراجع عن المضي في تنفيذ هذه الاتفاقية”.وختم الغرابي حديثه بـ”التأكيد على أنه سيتم متابعة هذا الملف بشكل دقيق لضمان حماية السيادة العراقية في خور عبد الله”، مشيداً “بدور المحكمة الاتحادية في اتخاذ القرار العادل”.