لبنان ٢٤:
2025-05-12@19:08:02 GMT

الحكومة تتجهّز لكل الاحتمالات

تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT

الحكومة تتجهّز لكل الاحتمالات

مواكبةً للتطورات على الحدود الجنوبية، بدأت الحكومة بالتعاون مع هيئات الأمم المتحدة التحضير لخطة طوارئ، عُلم أنها انطلقت من مقارنة معيارية مع عدوان تموز 2006، تسمح لها بالتدخّل على الصُّعد الإنسانية والخدماتية والطبية والاجتماعية في محاولة لمواجهة ما قد يحصل في حال توسّعت دائرة المعركة.   وعقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعاً أمس ضمّ وزراء الداخلية والبلديات بسام مولوي، الصحة فراس أبيض، الإعلام زياد مكاري، البيئة ناصر ياسين، الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد المصطفى، منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا، ومسؤولي الهيئات الإنسانية والإنمائية والإغاثية التابعة للأمم المتحدة العاملة في لبنان.

وشمل البحث خطة الطوارئ التي أعدّتها تلك الهيئات والنتائج التي خلصت إليها اجتماعات هيئة إدارة الكوارث، بهدف التنسيق بين الجانبين، نظراً إلى كون الدعم المباشر والأساسي من المُنتظر أنّ تقدّمه هيئات الأمم المتحدة.   وفي التفاصيل، كما اوردتها" الاخبار"، تمّ تقسيم لبنان جغرافياً إلى ثلاث مناطق: المناطق التي قد تكون عرضةً للاستهداف وتشمل الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت وبعلبك - الهرمل، ومناطق الدعم الإغاثي في بيروت وصور وصيدا والبقاعين الأوسط والغربي، ومناطق استقبال النازحين، وتضمّ الشوف وعاليه ومناطق الشمال، إضافة إلى بيروت وصيدا. ووفق المعلومات، طُلِب من كل وزارة تحديد احتياجاتها لتُصبِح أكثر جهوزية، ومن هيئات الأمم المتحدة وضع خطط استجابة، على أن يتطرّق اجتماع الغد إلى تفاصيل ما يمكن أن تقدّمه كل منظمة، وما يحتاج إليه كل قطاع، وكيفية تنسيق تبادل التفاصيل والـ«الداتا». وفي هذا الصدد، تشير المصادر إلى أنّ «هناك قطاعات جاهزة أكثر من سواها كوزارة الصحة التي كانت تتحضّر لمواجهة موجة كوليرا محتملة قبل مدّة»، ورغم ذلك طلبت «الصحة» أمس دعماً من منظمة الصحة العالمية. بالتوازي «تُدرس إمكانية الاستعانة المباشرة بمساعدات من برنامج الأغذية العالمي». في السياق نفسه، أفادت المصادر بأنّ وزير الطاقة وليد فياض طلب من الوزارات التي سيكون تدخّلها إستراتيجياً وفي مقدّمتها وزارتا الصحة والاتصالات تقدير حاجتها من الفيول لتأمين الكميات المطلوبة.   عملياً، التشبيك سيتم على مستويين، الأول بين الوزارات ومنظّمات الأمم المتحدة لتنسيق الأعمال المرتبطة بحالات الطوارئ إن حصلت، وإرسال ما هو مطلوب. والثاني، محلّي على مستوى الأقضية، يرافقه استحداث غرف طوارئ وإدارة كوارث في المحافظات. ويُعقد اليوم اجتماع تقني يضمّ مندوبين عن الوزارات المختصّة وهيئات الأمم المتحدة لبلورة الخطوات التنفيذية والتنسيق من أجل خطة العمل النهائية. كما اتّفق الجانبان على يوم عمل طويل الأسبوع المقبل.وفي جلسة ما بعد الظهر، وافق مجلس الوزراء على خطة وزارة الأشغال العامة والنقل «لتأمين الجهوزية لمواجهة أي احتمالات ممكنة على البنى التحتية»، في حال نشوب حرب واسعة في لبنان. كما وافق على خطة وزارة الصحة التي تتضمن دعم المستشفيات الخاصة والحكومية وتغطية تكاليف المصابين جرّء الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة جنوباً، وإمكانية اتّساع رقعتها، وتأمين المستلزمات الطبية، وذلك من خلال الإجازة للوزارة بالتصرّف بالأموال المودعة لمصلحتها في مصرف لبنان والتي كانت مخصّصة لمواجهة جائحة كوفيد 19 والموافقة على إعطاء الوزارة سلفة خزينة بقيمة 1000 مليار ليرة، ما يوازي 11 مليون دولار.  

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

دول الخليج هي التي ستملي سياسة أمريكا الخارجية

درج دونالد ترامب على أن يحقق مراده بطريقته. ولكن هذا قد يتغير هذا الأسبوع حينما يواجه الفوضى التي تسبب فيها في الشرق الأوسط. ففيما يبدأ رحلة على مدى ثلاثة أيام إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر، يتعهد رئيس الولايات المتحدة بأمور عظام. وهو كدأبه واهم. فالواقع هو أن سياسات الولايات المتحدة المتهورة المتعارضة المهملة في المنطقة تحقق فشلا عاما. ولا غنى عن تصحيح مسار جذري.

وقادة الخليج لديهم من القوة ما يتيح تقويم مسار ترامب، لو أنهم قرروا استعمال هذه القوة. فهو يعتمد عليهم اعتمادا غير مسبوق ـ يفوق كثيرا اعتماده على أوروبا ـ بوصفهم وسطاء دبلومسيين، وشركاء أمنيين، وداعمين ماليين. والنهج الذي يتبعه في فلسطين فيوشك أن يبلغ بها نكبة ثانية هو مزيج من الانحياز والقسوة والجهل المحض. ودونما عون من العرب، قد تبقى الولايات المتحدة وإسرائيل في شرك مأزق سياسي مدمر لا نهاية له.

يعرف ترامب أنه ليس بوسعه تجاهل رؤى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ونظرائه في الخليج بشأن غزة وسوريا واليمن. وهم يعارضون محاربة إيران التي سبق أن هددت بها الولايات المتحدة وإسرائيل. وترامب بحاجة إليهم حلفاء له في نزاعه التجاري والجمركي مع الصين. وقد استضاف دبلوماسيون خليجيون محادثات سلام أوكرانية روسية دعمها ترامب شخصيا. وهو حريص أشد الحرص على إبقاء أسعار النفط على انخفاضها.

فضلا عن أنه طامع في صفقات استثمارية ومبيعات سلاح في الشرق الأوسط بمليارات الدولارات.

غير أن للدعم الخليجي ثمنا لا بد من دفعه. وانظروا على سبيل المثال إلى أمل ترامب في توسيع ما يعرف بالاتفاقات الإبراهيمية لتطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية. فمهما يكن ما يقوله ترامب، يتعهد محمد بن سلمان بأن هذا لن يحدث بدون ضمان تقدُّم نحو دولة فلسطينية مستقلة، وذلك احتمال تمقته حكومة إسرائيل. وقد وصف محمد بن سلمان ما وقع من قتل بعد السابع من أكتوبر لأكثر من اثنين وخمسين ألف فلسطيني في غزة بـ«الإبادة». وفي الرياض، سوف يلاقي ترامب ضغطا كبيرا لإنهاء الحصار الإسرائيلي وإعادة فرض وقف إطلاق النار.

تزداد العلاقات الأمريكية الإسرائيلية توترا، في ظل رفض ترامب حتى الآن الدعوات لإضافة العاصمة الإسرائيلية إلى جدول زيارته. وبغض النظر عن أثر الرهائن الإسرائيليين الذين لا يزالون محتجزين لدى حماس، فإن بنيامين نتنياهو وحلفاءه في اليمين المتطرف يخططون لاحتلال عسكري طويل الأمد لغزة ولعمليات طرد جماعي للفلسطينيين. وبرغم دعم ترامب قبل شهرين وحديثه الأهوج عن إقامة «رفييرا في الشرق الأوسط»، يبدو أنه قد أدرك متأخرا أن السلام لا يتحقق على هذا النحو.

ولقد فوجئ نتنياهو ـ المستمر في تحريضه للولايات المتحدة على الانضمام إلى إسرائيل في عمل عسكري ضد إيران هذا العام ـ بإعلان ترامب المفاجئ الشهر الماضي عن محادثات مع طهران حول البرنامج النووي. كما جاء تراجع ترامب الفجائي بالقدر نفسه الأسبوع الماضي بإنهاء الضربات الجوية الأمريكية لليمن بمثابة ضربة مفاجئة لإسرائيل المستمرة في قصف الحوثيين. ويأتي هذان التحولان في السياسة، بجانب تغير نبرة ترامب فيما يتعلق بغزة، نتيجة ضغط خليجي فعال.

كما يريد القادة العرب بدعم تركي أن يحجِّم ترامب عمليات إسرائيل العسكرية في لبنان، وفي سوريا بصفة خاصة التي تتعرض لضرباتها المتكررة منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر. فجميع أعضاء مجلس التعاون الخليجي الستة يؤيدون التعامل مع رئيس سوريا المؤقت أحمد الشرع وحكومته الائتلافية.

ويقول الشرع: إنه لا يريد القتال مع إسرائيل وينصب تركيزه على إعادة توحيد بلده المحطم. وقد أسفرت زيارته المهمة إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر عن عروض سخية بمساعدات في إعادة الإعمار. غير أن ترامب، خلافا لبريطانيا والاتحاد الأوروبي، يرفض تخفيف عقوبات حقبة الأسد. وهذا خطأ جسيم يعرقل آمال السوريين في بداية جديدة، وقد يسمح لإيران وروسيا بالرجوع إليها. صحيح أن تحول سوريا إلى بلد ديمقراطي موال للغرب مغنم عظيم، لكنه يبدو في الوقت الراهن أشبه بفرصة مهدرة.

لو أن ترامب يريد أن يضمن دعم الخليج لأجندته الأوسع، فعليه أن يعطي في المقابل شيئا ذا قيمة. وقد يكون ذلك إحياء للاتفاق النووي الأمريكي الأوروبي لعام 2015 مع إيران في عام (الذي تراجع عنه بحماقة في عام 2018)، مع ضمان ألا يشن نتنياهو والمتشددون في طهران حربا أخرى. ويحتمل جدا أن يقدم ترامب على هذه الخطوة. فهو يزعم أنه «رئيس السلام». وهذه فرصته ليثبت هذا.

يمكن لاتباع أمريكا نهجا أكثر استنارة تجاه غزة وسوريا أن ينقذ أهدافا أخرى لترامب، من قبيل: تخفيض أسعار الطاقة وتعزيز الاستثمار الخليجي في الشركات والوظائف بالولايات المتحدة. ومواقف المملكة العربية السعودية محورية في كلا الأمرين. فالتخفيضات المستدامة في أسعار الوقود بالنسبة للمستهلك قد تهدئ ناخبي ترامب المحبطين وتساعد في ترويض التضخم في الولايات المتحدة. وقد طرح محمد بن سلمان في يناير صفقة استثمارية أمريكية لمدة أربع سنوات بقيمة ستمئة مليار دولار. وقد يليها المزيد.

فهل بوسع هذه الجزرة البدينة أن تكون السبب الرئيسي لاختيار ترامب للسعودية لتكون أول زيارة رسمية له بعد تنصيبه مثلما فعل في 2017؟ وثمة إغراء إضافي يتمثل في الاتفاقية الأمنية الأمريكية السعودية التي تشمل حزمة أسلحة أولية للرياض بقيمة مائة مليار دولار يجري العمل عليها. وسوف تنشأ فرص كثيرة لشركات ترامب العائلية أيضا لو كان لنا مؤشر في منتجع الجولف الفاخر في قطر. فرغبة ترامب العارمة في تحقيق الأرباح لا تتأثر أوهى تأثر باحتمال تضارب المصالح.

إن تنامي قوة ونفوذ دول الخليج حقيقة لا مهرب منها في الحياة الجيوسياسية والاقتصادية في القرن الحادي والعشرين. لكن لو كان ترامب رجلا أكثر شجاعة، وأكثر استقامة، لذهب إلى غزة في الأسبوع القادم ليرى بنفسه الخراب الذي تسبب فيه هو وحلفاؤه في اليمين المتطرف.

ولكنه لن يفعل هذا. فمعروف للكافة أن ترامب ليس هذا الرجل النبيل. ومعروف أيضا أنه ليس برجل دولة.

سيمون تيسدال معلق الشؤون الخارجية في صحيفة ذي جارديان.

عن الجارديان البريطانية

مقالات مشابهة

  • المرتضى: الأمم المتحدة تلغي جولة مفاوضات الأسرى بسبب تعنّت الإصلاح
  • دول الخليج هي التي ستملي سياسة أمريكا الخارجية
  • عون للأمير مشعل: أشكركم على الحفاوة التي عكست مدى محبتكم للبنان
  • وزير الخارجية التركي هاكان فيدان: ناقشنا الأوضاع في سوريا والأعمال التي تقوم بها الحكومة السورية لتعزيز الاستقرار، كما تطرقنا إلى الأوضاع في المنطقة
  • منتخب غانا للشباب يختتم استعدادته لمواجهة مصر بربع نهائي كأس الأمم الإفريقية
  • "كان" الشباب... المنتخب المغربي يختتم تحضيراته استعدادا لمواجهة سيراليون
  • الصحة توجه نصائح لمرضى الجيوب الأنفية لمواجهة التقلبات الجوية
  • الأمم المتحدة ترحب باتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان
  • الأمن النيابية تطالب الحكومة وائتلاف إدارة الدولة لمواجهة الاحتلال التركي
  • الأمم المتحدة تجدد رفضها للخطة الصهيونية لإدخال المساعدات إلى غزة