رسالة عاجلة من مبابي للفرنسيين.. وهكذا علق على مقتل نائل وأعمال الشغب
تاريخ النشر: 1st, July 2023 GMT
بعث نجم باريس سان جرمان، كيليان مبابي، رسالة للفرنسيين على خلفية مقتل الشاب ذي الأصول الجزائرية نائل المروزقي برصاص الشرطة، دعا فيها إلى إنهاء أعمال الشغب التي تجتاح فرنسا منذ أيام.
وقال مبابي إنه مثل كل الفرنسيين شعر بالصدمة بسبب الموت الوحشي للفتى نائل. "بادئ ذي بدء فإن قلوبنا تتجه إليه وإلى أسرته الذين نقدم لهم خالص تعازينا".
وأضاف يقول إنه "من الواضح أننا لا نستطيع أن نظل غير واعين بالظروف التي حدثت فيها هذه الوفاة غير المقبولة"، لافتا إلى أنه "منذ هذا الحدث المأساوي، نشهد تعبيرا عن الغضب الشعبي الذي نفهم جوهره، لكن لا يمكننا تأييد شكله".
???????? pic.twitter.com/GcjB6goO5v
— Kylian Mbappé (@KMbappe) June 30, 2023وتابع اللاعب "بالنسبة للكثيرين منا من أحياء الطبقة العاملة، هذه المشاعر من الألم والحزن نشاركها أيضا".
واعتبر مبابي أن "هذه المعاناة تضاف إلى مساعدة العاجزين في عملية حقيقية لتدمير الذات".
وأكد نجم باريس سان جرمان أن "العنف لا يحل شيئا، حتى عندما ينقلب بلا كلل ضد أولئك الذين يعبرون عنه وعائلاتهم وأحبائهم وجيرانهم".
وقال مبابي مخاطبا المحتجين "إنها ممتلكاتك التي تدمرها، وأحياؤك ومدنك"، مشيرا إلى أنه "في سياق التوتر الشديد هذا، لا يمكننا أن نظل صامتين وضميرنا المدني يشجعنا على الدعوة إلى التهدئة والوعي والمساءلة".
وتواصلت أعمال الشغب المرتبطة بهذه الحادثة في كثير من الأحياء الشعبية في البلاد، ليل الجمعة – السبت، مع "تراجع حدتها" حسب وزارة الداخلية؛ إلا أن الحصيلة تبقى مرتفعة. فقد أوقفت الشرطة الفرنسية 994 شخصاً في أرجاء البلاد، على ما أفادت الوزارة. وأوضحت، في حصيلة لا تزال أولية، أن "79 شرطياً ودركياً أصيبوا بجروح".
وأضاف المصدر نفسه أن النيران أُضرمت في نحو 1350 سيارة، بينما تعرض 234 مبنى للحرق أو التخريب، وأحصي 2560 حريقاً على الطرقات العامة.
وأحصت الوزارة 31 هجوماً على مراكز للشرطة، و16 على مراكز للشرطة البلدية، و11 على ثكنات للدرك، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وعرفت مرسيليا (ثاني مدن البلاد) ليلة مضطربة، ما دفع وزير الداخلية جيرالد دارمانان إلى إرسال تعزيزات إليها. وكانت الشرطة قد أعلنت توقيف 88 شخصاً فيها قرابة الساعة الثانية فجراً (منتصف الليل ت.غ) في صفوف مجموعات من الشباب غالباً ما يكونون مقنَّعين و"يتحركون بسرعة".
وصباح السبت، شارف عدد التوقيفات على الألف، أي عند مستوى أعلى من الليالي السابقة التي أوقفت خلالها الشرطة نحو 900 شخص.
ويطرح جزء من الأوساط السياسية مسألة فرض حال الطوارئ في البلاد، وهي مسألة تلقى متابعة حثيثة في الخارج خصوصا أن فرنسا تستضيف في الخريف كأس العالم للركبي ومن ثم دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس في 2024.
ويسمح فرض حال الطوارئ للسلطات الإدارية اتخاذ إجراءات استثنائية مثل منع التجول، وسبق أن فُرضت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2005 بعد أعمال شغب استمرت عشرة أيام في الضواحي عقب مقتل مراهقين اثنين صعقا في محول كهربائي احتميا فيه هربا من مطاردة الشرطة لهما.
وأصيب نائل برصاصة في الصدر أطلقها شرطي من مسافة قريبة عندما كان عنصران يحاولان وقف سيارته بعدما رفض الامتثال، على ما تفيد السلطات.
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News فرنسا كيليان مبابي نائل المرزوقيالمصدر: العربية
كلمات دلالية: فرنسا
إقرأ أيضاً:
كتابات وقصائد وأعمال تشكيلية:صمود فلسطيني على الجبهة الثقافية
خليل المعلمي
يؤكد الفلسطينيون بمختلف توجهاتهم الفكرية والثقافية تمسكهم بأرضهم وهويتهم، من خلال الأدب والفكر والفن، وخلال قرن كامل نجد مخزونا من هذه الأعمال في مختلف المكتبات العربية والأجنبية.
ومن أجل إعادة نشر بعض من هذه الأعمال فقط صدر في لندن مؤخراً كتاب باللغة الإنجليزية يحمل عنواناً عربياً “صمود: مختارات من كتابات فلسطينية جديدة”، أشرف على تحريره كل من: “جوردان الجرابلي” وهو كاتب ومترجم فرانكو أميركي ومغربي ورئيس تحرير مجلة “المركز” وهي مجلة إلكترونية نشرت نصوصاً من الثقافة الفلسطينية مترجمة إلى اللغة الإنجليزية ظهرت في 2020م، و”مالو هلسا” وهي كاتبة وروائية أردنية فلبينية أمريكية، مع مقدمة بقلم سليم حداد وهو روائي وكاتب أقصوصة يعيش حالياً في لشبونة.
الكتاب صادر عن مطبعة القصص السبع في لندن عام 2024 في 365 صفحة، ويشتمل إلى جانب النصوص على صور فوتوغرافية، ولوحات فنية، وملصقات إعلانية والنصوص تجمع بين مقالات ومذكرات وقصص وقصائد وأعمال من الفن التشكيلي سبق نشرها في مجلة المركز.
يقول سليم حداد في كلمته التمهيدية المؤرخة في مايو 2024م: إن هذه النصوص الفلسطينية ليست مجرد شهادة على ما يجري عقب 7 أكتوبر 2023م وإنما هي أيضاً فضاء يعرض إبداع فلسطينيين صامدين وتضامناً من يقفون معهم من أحرار العالم.
ويؤكد “الجرابلي وهلسا” في مقدمتهما العلاقة الوثيقة بين الثقافة والمقاومة، منوهين على وجه الخصوص بالدور المهم الذي لعبه الشعر الفلسطيني حتى أن موشى ديان، وزير دفاع الكيان الإسرائيلي في عقود سابقة، صرح بأن قراءة قصيدة لفدوى طوقان تشبه مواجهة عشرين فدائياً.
ومن بين محتويات الكتاب نتوقف عند مقالة عنوانها إدوارد سعيد: الكتابة في خدمة الحياة بقلم ليلى العمار، وهي روائية وأكاديمية كويتية حاصله على دكتوراه في أدب المرأة العربية. “لقد كان سعيد (1935 – 2003م) أبرز صوت فلسطيني على الساحة الدولية ثقافياً.
وفي هذه المقالة المؤرخة في 9 أكتوبر 2023، تقول العمار إن سعيد خلف عشرات الكتب والمقالات والمحاضرات عن مسؤوليات الناقد، ونزع الصبغة الاستعمارية، والموسيقى الكلاسيكية، والعلاقة بين الثقافة والإمبريالية، وعذابات المنفى والقضية الفلسطينية. وكان كتاب الاستشراق 1978م فاتحة حقبة جديدة في دراسات ما بعد الكولونيالية، أعاد فيه صياغة فهمنا للشبكة التي تصل بين السلطة والمعرفة والسرديات والإدراك، إنه نموذج المثقف العمومي المشغول بقضايا إنسانية ووطنية عامة من خلال مقالاته الصحافية ومقابلاته التلفزيونية، لقد فند دعاوى “صمويل هنتنغتون” عن صدام الحضارات، وكشف عن مغالطات “برنارد لويس” وغيره من المستشرقين، وكان عضواً نشطاً في المجلس الوطني الفلسطيني لمدة خمسة عشر عاماً قبل أن يتركه في 1993 احتجاجاً على اتفاقيات أوسلو التي رأى فيها تخلياً عن حقوق الشعب الفلسطيني.
وتركز الكاتبة على ما كان سعيد يعنيه لها مفكراً وأكاديمياً وعربياً، وذلك منذ قرأت كتابه “الاستشراق” وهي في سن التاسعة عشرة، وتزامن ذلك مع محاولاتها الروائية الأولى، تعلمت منه أن تمثيل الواقع يرتبط بأمور كثيرة باللغة والثقافة والتاريخ والميول السياسية والدينية والكاتب ذاته بكل خلفياته ومعتقداته وتحيزاته. ومن كتاب “الاستشراق” انتقلت إلى قراءة أعماله الأخرى: “الثقافة والإمبريالية” و”فرويد وغير الأوروبي” و”بدايات” و “تأملات في المنفى”، ومنه تعلمت أهمية أن يعيد المرء قراءة ما قرأه من قبل، حيث إنه قد تكون هناك أشياء مهمة فاتته في القراءة الأولى، كما أننا حين نقرأ أشياء في سن الأربعين لا تكون الشخص نفسه الذي قرأ الشيء في سن العشرين فنحن قد تغيرنا والشيء المقروء يتغير معنا، ولا تخلو المقالة من تحفظات على إنجاز سعيد فقراءته للأدب العربي الحديث تكاد تكون مقصورة على نجيب محفوظ وغسان كنفاني والطيب صالح ولا يكاد يأتي على ذكر كاتبة عربية واحدة، بل إنه في محاضراته عام 1993 ، وقد نشرت تحت عنوان «تمثيلات المثقف»، لا يذكر من الكاتبات الغربيات سوى كاتبة واحدة هي “فرجينيا وولف”.
وتذكر الكاتبة مرثية محمود درويش لسعيد تحت عنوان “طباق” إشارة إلى الطابع الديالكتيكي أو الكونترابنطي لفكره حيث تتواجه الأضداد وتتفاعل منتجة مركبات جديدة.
وتقول “العمار”: إن الثقافة العربية في الأجيال السابقة لم تعدم رجالاً ونساء أطلقوا عنان طاقات سياسية واجتماعية ونفسية واقتنصوا صرخات الوعي في شبكة اللغة والصورة والشكل: رفاعة الطهطاوي، عباس العقاد، جورج طرابيشي، محمد عابد الجابري، غادة السمان نوال السعداوي، إلياس خوري، غسان كنفاني، لقد سجلوا إخفاقات الحداثة العربية كما صوروا كيف تكون مقاومة الإمبريالية، والأنظمة الشمولية، والأبوية الجديدة والطائفية وكل ما يعوق تقدم الحياة العربية، ولكن من يستحق لقب المثقف العمومي اليوم؟ قلائل، تذكر الكاتبة منهم علاء عبد الفتاح ومحمد الكرد وسمر يزبك، فالمثقف كما قال غرامشي يسير على حبل رفيع بين “تشاؤم الذهن” و “تفاؤل الإرادة”، الأول يهدد بأن يرمينا في هاوية القنوط، والآخر يدعونا إلى أن نصمد ونعيد المحاولة من جديد.
ومن النصوص الإبداعية في الكتاب نص عنوانه “بيروت” لأحمد الملاح، وهو شاعر فلسطيني له أكثر من ديوان، وفنان يدرس الكتابة الإبداعية بجامعة بنسلفانيا الأمريكية، يبدأ النص بقول الشاعر: “كنت في بيروت”، ثم يواصل قائلاً: فلسطين التي تتراءى في الأفق دون عودة. كنت على مرأى من المكان الأول دون أن أراه ولم يبق من الزيارة سوى أسبوع وبضعة أيام. قلت لنفسي سأكتب بالعربية هنا … في تلك المساحة الضيقة من الوقت سأكتب ما سأكتبه من اللغة الأم، قريباً من البعيد، أنا هنا واللغة الأم، تلك العربية هنا أيضاً، ليست بين الكتب أو في المكان في هذا البلد لبنان بضعة أيام لأسترجع فيها اللغة الأم، بضعة أيام في مكان لا أطلال لي فيه بضعة أيام…. والزمان يضيق مطبقاً على الاحتمال.
وثمة مقالة عنوانها أن تكون هناك، أن تكون هنا: كتابات فلسطينية في العالم بقلم “موريس أبيليني”، المحاضر في قسم اللغة الإنجليزية وآدابها بجامعة حيفا، المقالة مؤرخة في 30 مارس 2022م، وهي عن كتّاب فلسطينيين يكتبون بلغات غير اللغة العربية، مثل العبرية، والإنجليزية، والإسبانية، والإيطالية والدنماركية وغيرها، وكثير من هؤلاء الكتاب منفيون أو مهاجرون في الشتات يعيشون في بلدان غربية ويقدمون الرواية الفلسطينية بأساليب سياسية واجتماعية وجمالية متنوعة، وهناك كتاب فلسطينيون يعيشون في أمريكا اللاتينية وينحدرون من أصلاب مهاجرين، وبعضهم تجار مسيحيون فروا من الحكم العثماني.
وقبل نكبة 1948 كان الأدب الفلسطيني معتمداً على الإلهام القادم من القاهرة وبيروت ودمشق وبغداد، ولكنه لم يكن رغم ذلك مفتقراً إلى صوته الخاص، لقد أنتج شعراء مثل إبراهيم طوقان، وأبو سلمى وعبد الرحيم محمود الذين شاركوا في النضال القومي وفي إبداع ما سماه غسان كنفاني “ثقافة شعبية في مواجهة تحالف الاستعمار البريطاني مع الاستيطان الصهيوني.
وفيما بعد برزت إلى المقدمة أسماء فدوى طوقان ومحمود درويش وسميح القاسم لتربط بين الشعب والأرض، ونثراً جسد غسان كنفاني في “رجال في الشمس” (1963) وإميل حبيبي في “الوقائع الغربية في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل” (1974) حس العقم الوجودي والاغتراب والاقتلاع من المكان في وعي الفلسطيني ووجدانه.
ويختم أبيليني مقالته بقوله إن الأدب والشعر بخاصة هو الوسيط الذي من خلاله يخاطب شعباً منزوع الأرض ضمير العالم.
لقد أنجبت أرض البرتقال الحزين عبر السنين عدداً من كبار الأدباء والمثقفين: عادل زعيتر في مجال الترجمة، إدوارد سعيد في النقد الأدبي، محمود درويش في الشعر، جبرا إبراهيم جبرا وغسان كنفاني وإميل حبيبي في الرواية والأقصوصة. وكتاب “صمود” تذكرة بهذا التراث، وتوكيد للهوية الفلسطينية ومواجهة المطاردة إسرائيل كل ما هو فلسطيني ومحاولة إزالة وجوده، ومن أمثلة ذلك في السنوات الأخيرة مهاجمة الشرطة الإسرائيلية في 2022م موكب جنازة الإعلامية الفلسطينية -الأمريكية شيرين أبو عاقلة (1971 – 2022م) حتى كاد نعشها يقع على الأرض، وذلك على مرأى ومسمع من عالم غربي يؤثر، إلا في القليل النادر، أن يغمض عينيه عما يجرى على أرض الواقع.