سلط الزميل في معهد واشنطن، بلال وهاب، والزميلة الزائرة في المعهد، سيلين أويسال، الضوء على اتساع دائرة الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية خلال الأيام الماضية، وتداعيات ذلك على تصاعد العمليات التي تقوم بها فصائل عراقية، مدعومة إيرانيا.

وذكر الزميلان، في تحليل نشراه في موقع المعهد وترجمه "الخليج الجديد"، أن الضربات المتبادلة بين القوات الأمريكية ومليشيات الفصائل العراقية هي أحد أعراض المنافسة الأوسع بين الجهات الفاعلة المتنافسة في العراق، والتي يجب على المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين العمل معًا على احتوائها.

وأضاف أن التقارير أفادت بأن طائرة حربية من طراز AC-130 قصفت عناصر ميليشيا عراقية بالقرب من بغداد بعد تعرض القوات الأمريكية في قاعدة الأسد الجوية للهجوم، وهو التطور الأحدث في سلسلة من عمليات تبادل القصف منذ اندلاع الحرب في غزة.

وذكر الباحثان أن كلا من إدارة بايدن والميليشيات المدعومة من إيران تعمدتا الحد من نطاق ضرباتهما وقدرتهما على القتل حتى الآن، وأن القصف الأخير يهدف إلى إرسال الرسائل والردع بدلاً من التصعيد.

ومع ذلك، لا يزال الوضع ينطوي على خطر كبير للانفجار إلى شيء أكبر، سواء عن قصد أو غير ذلك من الحسابات الخاطئة.

وتسلط الهجمات شبه اليومية الضوء أيضاً على الديناميكيات السياسية الداخلية المعقدة وراء ردود الفعل العراقية على الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، وفي القلب منها حركة حماس، حيث تسعى العديد من الجهات الفاعلة المتنافسة إلى استغلال الصراع على النحو الذي يعزز مكانتها من دون تعريض السلطة والدخل الذي اكتسبته بالفعل للخطر.

ضبط النفس

فالعديد من الميليشيات الشيعية تمثل جزءاً من الحكومة العراقية الحالية، وهو الوضع الذي وصلت إليه بعد سنوات من استخدام أسلحتها، ورعايتها من النظام الشيعي في إيران، وسجلها في قتال القوات الجهادية السنية التابعة لتنظيم الدولة للحصول على مقاعد حكومية.

وكما هو الحال مع معظم الميليشيات الشيعية الأخرى في الشرق الأوسط، فقد أعلنت نفسها جزءًا من "محور المقاومة" الإيراني المناهض للولايات المتحدة وإسرائيل، والذي أعيدت تسميته مؤخرًا تحت اسم المظلة المحلية "المقاومة الإسلامية في العراق".

ومنذ 18 أكتوبر/تشرين الأول، عندما قصف الاحتلال الإسرائيلي المستشفى الأهلي المعمداني في غزة، نفذ أعضاء "المقاومة العراقية" أكثر من 60 هجومًا بطائرات مسيرة وصواريخ وقذائف ضد أهداف أمريكية في العراق وسوريا، بما في ذلك تفجير على جانب الطريق ضد قافلة للتحالف.

اقرأ أيضاً

استهداف جديد لقاعدة أمريكية في أربيل العراقية بطائرة مسيرة

ومع ذلك، فإن الميليشيات العراقية لديها أيضاً سبب وجيه لإظهار ضبط النفس، فهي كحليفها اللبناني، حزب الله، أصبحت لاعبا مهيمنا على سياسة بلادها، ومن شأن نشوب حرب واسعة النطاق مع الولايات المتحدة أن يعرض قبضتها على السلطة للخطر، ومن ثم، فهي تفضل عادةً إبقاء نشاطها العسكري ضد المصالح الأمريكية إما هادئًا أو على نار هادئة، بينما تواصل ترسيخ وجودها في الدولة العراقية.

وكان هذا المنطق هو الذي وجه كتائب "بدر"، المدعومة من إيران، لفترة طويلة، وهو ما ينطبق أيضا على "عصائب أهل الحق"، وهي إحدى الميليشيات الأكثر قوة سياسياً في العراق، لكن ليس كل الجماعات المدعومة من إيران تتشاطر هذا النهج.

فكتائب حزب الله العراقي وكتائب سيد الشهداء تعتقد أن مهاجمة الأهداف الأمريكية بشكل متكرر هو وسيلة فعالة للحصول على ميزة على منافسيها، رغم أنها حريصة أيضًا على معايرة شدة وتوقيت أفعالها بما يتناسب مع أهدافها، تجنبا لانتقام كبير.

وينبع ضبط النفس الذي تمارسه الميليشيات العراقية أيضاً من حقيقة مفادها أن الزعيم الديني الشيعي الأعلى، علي السيستاني، لم يحث على العمل المسلح عندما أعلن علناً دعمه للفلسطينيين في 11 أكتوبر/تشرين الأول.

ولا يزال السيستاني يحظى باحترام كبير من جانب الميليشيات، على الرغم من أن بعضها أكثر ميلا لتنفيذ إملاءات المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي.

وإضافة لذلك، فإن العلاقات بين الفلسطينيين في العراق والميليشيات الموالية لإيران لها تاريخ معقد ومثير للجدل في كثير من الأحيان، ما يثير تساؤلات حول استعداد الأخيرة لتحمل المخاطر من أجل القضية الفلسطينية.

فقد قام أسلاف الميليشيات الحالية بمضايقة ومهاجمة اللاجئين الفلسطينيين في الماضي، حيث اعتبروهم موالين لصدام حسين. وبين عامي 2003 و2008، انخفض عدد السكان الفلسطينيين المحليين من 34 ألفا إلى حوالي 9 آلاف فقط.

أسباب التنبيه

ولا يكمن الخطر الأكبر في العراق بالفصائل الموالية لإيران، ولكن أيضا بالحركة الشعبوية التي يرأسها مقتدى الصدر.

فعلى عكس لبنان، تفتقر الفصائل العراقية الموالية لإيران إلى زعيم واضح، وانقسمت بشكل متزايد منذ عام 2020، عندما قتلت غارة أمريكية قائد الميليشيا، أبو مهدي المهندس. واليوم، يشغل العديد من هذه الفصائل مناصب رئيسية في حكومة رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني.

ومع ذلك، فإن العديد من الجماعات الأحدث والأصغر تريد المزيد من السلطة والموارد، وتحسد عصائب أهل الحق على صعودها من جماعة مسلحة إلى لاعب سياسي رئيسي.

وتؤدي هذه المنافسات بشكل دوري إلى قيام مجموعات معينة بتنفيذ المزيد من الهجمات على أهداف أمريكية، وحتى لو لم يكن الجناة يعتزمون قتل الأمريكيين، فإن الأخطاء تشكل خطرًا دائمًا.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2019، على سبيل المثال، قُتل أمريكي في غارة لميليشيات على قاعدة في كركوك، ما أدى إلى دائرة تصعيد انتهت بقتل الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، وإطلاق إيران صواريخ على العراق.

ويُعتبر الصدر لاعباً رئيسياً آخر في هذه المنافسة التي كانت محتدمة بالفعل قبل حرب غزة بسبب الانتخابات المحلية المقبلة في العراق في 18 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

ولطالما اعتمد رجل الدين الصاخب على المشاعر المناهضة لإسرائيل والولايات المتحدة لتحقيق مكاسب سياسية، وفي عام 2022 دفعت حركته إلى تعزيز قانون مكافحة التطبيع الحالي من خلال فرض عقوبة الإعدام على العراقيين المدانين بـ "التعاون مع إسرائيل".

ودفعت الأزمة الحالية إلى عودة للصدر، الذي انسحب من المشهد السياسي العام الماضي بعد فوزه بأغلبية المقاعد في البرلمان لكنه فشل في تشكيل حكومة.

اقرأ أيضاً

62 إصابة في 66 هجوما على القوات الأمريكية في العراق وسوريا بنحو شهر

ولا يزال الصدر هو الشخصية الوطنية الوحيدة التي تقود حركة سياسية جماهيرية، وغالبًا ما يستخدم هذا النفوذ العام لإصدار مطالب متطرفة؛ لإحراج حكومة السوداني وتحدي الجماعات المتطرفة على أرضها الأيديولوجية.

وعلى سبيل المثال، دعا الصدر مراراً وتكراراً إلى إنهاء الوجود العسكري الأمريكي وإغلاق السفارة الأمريكية، حتى أنه طلب من أنصاره النزول إلى الشوارع إبران زيارة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى العراق في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

كما أصدر الصدر، وقيادة الميليشيات الأخرى، دعوات منفصلة لتنظيم احتجاجات حاشدة الشهر الماضي بالقرب من الحدود مع الأردن، أي "أقرب ما يمكن من إسرائيل".

وفي هذه البيئة من تنافس الفصائل التي تحاول إثبات "التفوق الراديكالي"، قد لا يكون أمام المؤسسة الموالية لإيران، التي تحكم العراق، خيار سوى تبني خطاب أكثر صرامة.

 وفي 30 أكتوبر/تشرين الأول، أصدر هادي العامري، من منظمة بدر، بياناً يدعو إلى انسحاب التحالف العالمي ضد تنظيم الدولة من العراق، معتبراً أن التهديد لم يعد يبرر الوجود العسكري الأجنبي.

ورغم أن مثل هذه التصريحات قد لا تؤدي إلى أي خطوات عملية من جانب الحكومة، إلا أنها قد تخلق بيئة أكثر تساهلاً للعنف المناهض للغرب.

الآثار المترتبة

وإزاء ذلك، اتخذت إدارة بايدن نهجا مختلطا تجاه التصاعد الحالي في هجمات الميليشيات العراقية، فقبل ضربة طائرة AC-130 بالقرب من بغداد، كان كل رد من ردود واشنطن على الهجمات يحدث في سوريا، وليس في العراق، تماشيًا مع رغبة الإدارة الأمريكية في تجنب زعزعة استقرار شريك الولايات المتحدة.

وفي 17 نوفمبر/تشرين الثاني، أصدرت الولايات المتحدة عقوبات جديدة ضد كتائب سيد الشهداء والعديد من الشخصيات في كتائب حزب الله، في خطوة رمزية إلى حد كبير، كانت متوقعة على نطاق واسع بعد أسابيع من الهجمات.

 ولكن إلى جانب إرسال رسالة واضحة إلى الميليشيات، فإن مثل هذه العقوبات لن يكون لها تأثير عملي يذكر.

ويعد التنسيق الوثيق مع الدول الأوروبية أمرا بالغ الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة، فالقواعد العسكرية المستهدفة من المليشيات في العراق تشمل قوات من دول أخرى أعضاء في التحالف ضد تنظيم الدولة، وقد قُتل الرقيب في القوات الخاصة الفرنسية، نيكولا مازير، خلال عملية ضد عناصر التنظيم في كركوك قبل بضعة أسابيع.

وسيكون تبادل المعلومات الاستخبارية بشكل أكبر حول مشهد الميليشيات العراقية المعقد موضع ترحيب أمريكي بشكل خاص، وإضافة لذلك، فلدى بعض هذه الدول سفارات نشطة في طهران وإمكانية وصول أكبر إلى الشخصيات الرئيسية في المؤسسة الإيرانية، والتي تتجنبها الإدارة الأمريكية.

ويمكن استخدام كل هذه المنافذ لاستكمال رسائل واشنطن الدبلوماسية الرادعة، فخلال الأزمة الحالية، تقدمت فرنسا علناً إلى الأمام من خلال التعامل مع حزب الله، الوكيل الرئيسي في "محور المقاومة" الإيراني.

لكن الباحثان ينوهان إلى ضرورة عدم النظر إلى البرجماتية، التي أبدتها مختلف الجهات العراقية الفاعلة، على أنها أكثر من مجرد تكتيك قصير المدى، وأكدا أن الهدف الاستراتيجي الرئيسي لواشنطن يظل كما هو: "تعزيز الدولة العراقية وإضعاف الميليشيات".

اقرأ أيضاً

العراق.. مقتل 5 عناصر من قوات موالية لإيران بضربات أمريكية

المصدر | بلال وهاب وسيلين أويسال/معهد واشنطن - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل غزة العراق المقاومة الفلسطينية حماس الولایات المتحدة الموالیة لإیران أمریکیة فی فی العراق حزب الله

إقرأ أيضاً:

«غوغل» تفتح حقبة جديدة من البحث الذكي وصنع الفيديوهات.. وتحذّر من هجوم احتيالي خطير!

مع تسارع التطور التكنولوجي، تُحدث شركة “غوغل” نقلة نوعية في عالم البحث على الإنترنت، بإطلاق موجة جديدة من تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تعيد تشكيل طريقة وصول المستخدمين إلى المعلومات وتؤثر بشكل مباشر على حركة المرور إلى مواقع الويب.

وخلال مؤتمرها السنوي للمطورين (Google I/O 2025)، كشفت غوغل عن إطلاق خيار جديد تحت اسم “وضع الذكاء الاصطناعي” (AI Mode)، والذي يتيح للمستخدمين التفاعل مع محرك البحث بطريقة أقرب إلى الحوار مع خبير ذكي قادر على تقديم إجابات معمقة وسريعة لمجموعة واسعة من الأسئلة.

وبدأت الشركة بطرح هذه الميزة لجميع المستخدمين في الولايات المتحدة، بعد أقل من ثلاثة أشهر على اختبارها ضمن مجموعة محدودة.

كما أعلنت غوغل عن دمج نموذجها الأحدث Gemini 2.5 في خوارزميات البحث، في خطوة تعزز دقة الاستجابات وقدرتها على التعامل مع استفسارات أكثر تعقيداً وطولاً، وهو ما يتماشى مع الاتجاه الحالي للمستخدمين نحو البحث المتقدم.

ومن أبرز الأدوات التي أطلقتها الشركة سابقاً، ميزة “الملخصات المدعومة بالذكاء الاصطناعي” (AI Overviews)، والتي أصبحت تظهر في أعلى نتائج البحث، متجاوزة الترتيب التقليدي للروابط، ويستخدمها اليوم نحو 1.5 مليار مستخدم.

كما تخطط غوغل أيضاً لاختبار مزايا جديدة قريباً، من بينها: قدرة الذكاء الاصطناعي على شراء تذاكر الحفلات أو حجز المطاعم تلقائياً، تنفيذ عمليات بحث من خلال الفيديو المباشر، تطوير أدوات بحث معمق للمواضيع المعقدة، عرض تحليلات بيانية متقدمة للبيانات الرياضية والمالية.

وفي مفاجأة أخرى، كشفت الشركة عن نيتها العودة إلى سوق النظارات الذكية، من خلال منتج جديد يعمل بنظام “أندرويد إكس آر” (Android XR)، ويتضمن كاميرا بدون استخدام اليدين ومساعداً صوتياً ذكياً، مما يشير إلى عودة قوية لغوغل إلى ميدان الأجهزة الذكية القابلة للارتداء، بعد سنوات من انسحابها من هذا القطاع.

وقال الرئيس التنفيذي لغوغل، ساندار بيتشاي، إن “كل هذا التقدم يعكس دخولنا مرحلة جديدة من تحول المنصات إلى الذكاء الاصطناعي، حيث تحولت عقود من الأبحاث إلى واقع ملموس بين أيدي المستخدمين حول العالم”.

هذا التحول، الذي بدأ قبل نحو عام، من شأنه أن يعيد تشكيل تجربة البحث بشكل جذري، وسط جدل عالمي متزايد حول مستقبل محركات البحث، خصوصاً مع هيمنة غوغل على هذا السوق، ومخاوف من تأثيرات هذا التوجه على خصوصية المستخدمين والمحتوى الرقمي المستقل.

وتأتي هذه الخطوة ضمن تحول استراتيجي أطلقته غوغل منذ عام، يهدف إلى دمج الذكاء الاصطناعي في صميم تجربة البحث، استجابة لتغير سلوك المستخدمين وتزايد الاعتماد على تقنيات المعالجة الذكية.

وتواجه غوغل في هذا المسار تحديات تتعلق بالتوازن بين تقديم محتوى مخصص وسريع، وبين حماية الخصوصية والحفاظ على تنوع المصادر الرقمية، خاصة مع ازدياد القلق من تأثير هذه المزايا على حركة المرور إلى المواقع المستقلة وتوازن سوق المعلومات عبر الإنترنت.

غوغل تكشف عن نموذج Veo 3 لصناعة الفيديوهات بالذكاء الاصطناعي خلال مؤتمر I/O 2025

كشفت شركة غوغل، خلال فعاليات مؤتمر I/O 2025، عن نموذجها الجديد Veo 3 الذي يمثل نقلة نوعية في مجال إنتاج الفيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي، بقدرات محسّنة تشمل توليد مقاطع مرئية وصوتية متزامنة بدقة عالية.

ويتميز Veo 3 عن النسخة السابقة Veo 2 بإمكانية إنشاء مؤثرات صوتية وبيئات صوتية متكاملة، بما في ذلك الضوضاء الخلفية والحوار، مع مزامنة دقيقة مع الصور، ما يتيح إنتاج فيديوهات ذات جودة احترافية.

ورغم أن غوغل لم تفصح عن مصادر البيانات التي استخدمتها لتدريب النموذج، تشير تسريبات إلى أن منصة يوتيوب كانت إحدى تلك المصادر، خصوصاً بعد تلميحات سابقة من فريق DeepMind بإمكانية الاعتماد على محتوى المنصة.

ولتقليل مخاطر التزييف العميق، زوّدت غوغل النموذج بتقنية SynthID التي تضيف علامات مائية غير مرئية في كل إطار، ما يتيح التعرّف بسهولة على الفيديوهات المنتجة بالذكاء الاصطناعي.

وسيكون Veo 3 متاحاً ضمن تطبيق Gemini لمشتركي باقة “AI Ultra” التي تبلغ كلفتها 250 دولاراً شهرياً.

“غوغل” تحذر مستخدمي “جي ميل” من هجوم احتيالي خطير يستهدف حساباتهم

أطلقت شركة “غوغل” تحذيرًا عاجلًا إلى مستخدمي خدمة البريد الإلكتروني “جي ميل”، الذين يزيد عددهم عن 1.8 مليار مستخدم حول العالم، من هجوم إلكتروني جديد وصفته بـ”الخطير”، يستغل رسائل بريد إلكتروني احتيالية صُممت لخداع المستخدمين وسرقة بياناتهم.

وأوضحت الشركة أن الهجوم يُعرف باسم “هجوم البريد الإلكتروني من دون رد” (no-reply email attack)، حيث تصل الرسالة الضارة من عنوان يبدو رسميًا هو: no-reply@accounts.google.com، وتزعم زورًا أن “غوغل” تلقت أمرًا قضائيًا يُلزمها بالكشف عن محتوى حساب المستخدم، ما يدفع البعض للنقر على رابط مرفق يُحيل إلى صفحة دعم مزيفة تُشبه واجهات “غوغل” الرسمية.

وأكدت “غوغل” أن هذه الرسائل زائفة بالكامل، وتهدف إلى سرقة المعلومات الشخصية، مشيرة إلى أن النقر على الرابط المرفق قد يمنح المحتالين صلاحيات جزئية للوصول إلى حساب المستخدم، بما في ذلك قراءة الرسائل أو تصفح الملفات المخزنة. كما أن تحميل المستندات الزائفة قد يؤدي إلى إصابة الجهاز ببرمجيات خبيثة تسرق كلمات المرور أو البيانات المصرفية.

وأشار المطور التقني “نك جونسون”، الذي عمل سابقًا في “غوغل” ومشروع “إيثيريوم” للعملات المشفرة، إلى أن القراصنة يستغلون أدوات شرعية ضمن منظومة “غوغل” نفسها، أبرزها أداة Google OAuth التي تتيح للتطبيقات الخارجية الوصول إلى الحسابات عند منحها الإذن. ويستخدم المهاجمون صفحات مزيفة مستضافة على موقع “sites.google.com”، ما يمنح الهجوم طابعًا موثوقًا يخدع المستخدمين بسهولة.

وأوصت “غوغل” المستخدمين بمراجعة إعدادات الأمان في حساباتهم، واتباع خطوات الحماية الحديثة، أبرزها استبدال نظام التحقق بخطوتين (2FA) بمفاتيح المرور (passkeys)، وهي تقنية حديثة توفّر مصادقة آمنة عبر بصمة الإصبع أو مسح الوجه أو رمز PIN، دون الحاجة إلى كلمات مرور.

ويعد هذا التحذير من أبرز التنبيهات الأمنية الصادرة عن “غوغل” في الأشهر الأخيرة، ويعكس تزايد وتطور أساليب الاحتيال الإلكتروني التي تستهدف حتى أكثر الخدمات استخدامًا على الإنترنت.

مقالات مشابهة

  • إيران ترد بحزم.. تهديد مدمر من الحرس الثوري إلى إسرائيل بعد العقوبات الأمريكية
  • “إسرائيل هيوم”: اليمنيون قلبوا المعادلة.. تهديدٌ تطوّر بصمت وضرب عمق الكيان بعنف
  • المقاومة الفلسطينية تؤكد : استمرار الضربات الصاروخية اليمنية تفتح جبهة جديدة مباشرة تربك حسابات العدو (تفاصيل)
  • القانونية النيابية:التفريط بقناة خور عبدالله العراقية خيانة للوطن
  • «غوغل» تفتح حقبة جديدة من البحث الذكي وصنع الفيديوهات.. وتحذّر من هجوم احتيالي خطير!
  • الخبير العسكري الفلسطيني أبوزيد: القرار اليمني بفتح جبهة جديدة على إسرائيل أربك العدو أمنيا وعسكريا
  • بلغاريا واليورو.. جبهة جديدة في المواجهة الأوروبية مع روسيا
  • وزير الأمن البريطاني يتحدث عن إمكانية حظر جبهة البوليساريو
  • (9) مليارات دولار قيمة الصادرات النفطية العراقية لكوريا الجنوبية في 2024
  • إسرائيل تُجري استعدادات لضرب منشآت نووية إيرانية.. مصادر تكشف لـCNN معلومات استخباراتية جديدة